الفصل التاسع عشر

307 62 31
                                    

الليل والنهار في تعاقب مستمر ؛ استعادت الشمس مكانتها وفردت بساط اشعتها الدافئة على الأرض تغتال حزن الشتاء
أزهرت الحدائق واخضرت الأشجار متأهبة لاستقبال الربيع بعد طول شتاء كانت عواصفه قارصة باردة .

داخل ذلك المنزل الذي لم تطله ألوان الربيع المبهجة بعد ؛ وتماماً على مائدة الطعام التي جمعت افراد المنزل
كان دونغهي يجلس بهدوء مقابلاً لها ؛ يتصيد نظراتها عبثاً ، يبحث فيها عن حب أورثته له بجنونها وشقاوتها فلا يجد لديها سوى الصد والنكران
ورغم ذلك لم يبخل عليها بفيض اهتمامه ؛ وحالما اوشكت على انهاء طبقها قدم لها المزيد من طعامه فكان ردها ان نهضت من مكانها ببرود معلنة شعورها بالشبع .

حاولت الانسحاب من غرفة الطعام لكن صوت ضربة قوية على الطاولة أجفلتها ؛ نظرت خلفها لتجده ينهض من مكانه بملامحه الغاضبة والنار تتقد مشتعلة من عينيه الحانقتين
سار نحوها بخطوات تدب الأرض بقسوة حتى وصل اليها وقبض على يدها متكلماً بنبرة مستعرة من بين اسنانه : يجب ان نتحدث حالاً والان .

قلبت نظرها بين الخالة والعم لي اللذين ينظران اليهما بدهشة ثم اعادت بصرها اليه ونبست بخفوت حتى لا يصل حسيس صوتها لسواه : توقف عن ذلك انت تفضح امرنا !

ثبت يدها التي كانت تحاول التملص من قبضته الشديدة عبثاً وشدها خلفه وهو يغادر المكان معلناً بأعلى صوته : لا يهمني شيء ...

نظر كلاً من الخالة وزوجها الى بعضهما بعدم فهم قبل ان تتنهد الخالة بثقل وشيء من التردد لاح في عينيها اتجاه زوجها الذي بان عليه الهدوء ولم يعلق ..

اما عند ذينيك اللذين اتجها نحو غرفة مكتبه ؛ بخطواته الواسعة رغم تعثر خطواتها التي تحاول اللحاق به بصعوبة بينما كانت تبذل كل ما في وسعها للفلات منه عبثاً
ادخلها مكتبه رغماً عنها واغلق الباب بقوة دون ان يترك يدها ؛ وامام محاولاتها اليائسة للخلاص دفعها برفق الى الجدار ليحاصرها بجسده الذي تهدرجت انفاسه واشتد ساعديه حولها غلظة امام مقاومتها الضعيفة له

ولما يئست من الخلاص صاحت فيه بغضب : ما الذي تحاول فعله ؟؟

رد عليها بقوة توازي قوتها : سبق واخبرتك ان علينا التحدث !

حاولت دفعه عنها بكل قوتها فلم يكن وهن يديها ليحركه ولو بقدر بسيط هو الذي احتدم الغضب بداخله فغدا اشبه بجدار حجري صلب وهو يصغي لصوتها المهزوز : ولقد اخبرتك ان لا شيء بيننا لنتحدث به ، لا املك ما اقوله ولا اريد الاصغاء لأي شيء ..

نفث أنفاسه بغيظ وضرب الحائط خلفها ليخفف من حدة غضبه : بل لديك الكثير لتقوليه لي ، انا من يجب ان يصغي لسبب افعالك ، لقد تحاشيت الحديث مطولاً حول أسباب رحيلك لكن الأوان قد ان لتفسري نفسك !

" شجن " Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin