البارت ٢٣

5.9K 296 47
                                    

وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء حميدة.
البارت الثالث والعشرون.
عند محمد وسارة بعد ما غفت عندما جذبها إليه.
هناء : بت يا سارة، أنتي نمتي إخص عليكي، الله يكسفك، قومي ياختي اغسلي وشك، عشان المصيبة اللي إحنا مقدمين عليها..
بعد أن قامت سارة لتغسل وجهها، عندما أدعت النوم أمام هناء عادت إليهم مرة أخرى، وجدت عينيه مصوبة لمكان ذهابها، يشملها بنظراته، يتابعها في كل خطوة، وهو بالفعل كان يتأملها كما لم يراها من قبل يلوم نفسه وينهرها.
كيف كانت سعادته أمام عينيه وهو يبحث بعيداً، ولكنه لم يكن يرى سوى وعد، وعد وإلا فلا.
لم يشغل باله بتصرفات سارة من قبل، لم يلحظ عشقه الذي ينمو بداخل قلبها البتول، وهو بكل حماقة أتى بوعد إلى هنا ليدعمها ويكون سنداً لها، هو ليس نادماً على ما فعله مع وعد على العكس تماماً، ولكن ما يندم عليه جرحه لصغيرته؛ وهي تراه يطيب جراح أخرى، يدعمها في محنتها.
وضع نفسه مكانها، ماذا لو كان هو العاشق، وكانت هي الخالية حتماً كان سيجن، وتسائل ماذا كان سيفعل حينها مقارنة لما يحدث حوله من أشياء و أفعال لا يستصيغها من حو.ادث ق.تل الشباب للفتيات، وداخله كان ينتقدهم ويثيرون اشمئز.ازه، ما الداعي الذي يجعل شاباً يق.تل فتاة بهذه الوحشية، و دافعه الأول الحب من يحب لا يستطيع جر.ح محبوبه بالكلمة لا ط.عنة بالسكين بل ط.عنات؛ هذا أبعد ما يكون عن الحب، ربما حب امتلاك درب من دروب الجنو.ن، من يحب يتمنى السعادة لمحبوبه حتى لو كانت بعيداً عنه، لذلك هي كانت تحبه في صمت، تحبه ولم يعطيها أملاً  في هذا الحب، صغيرته تحبه وتتعذب في عشقه، و يتألم قلبها لوعةً وقهراً، هذا هو أحلى ما في الحب عذابه.
تقدمت منهم وجلست على كرسي مجاور للكنبة في الصالة.
لِما بعدتي حبيبتي أحتاجك ها هنا قريبة ًمن مضغتي النابضة.
محمد : قاعدة بعيد كده ليه؟!
سارة وهي تتطلع إلى أمشاط أقدامها ووجهها تكسوه حمرة الخجل : عشان ما أسندش عليك وعيني تغفل.
محمد وهو ينظر داخل جرتي العسل خاصتها؛ فلون عينيها تحت الضوء يشبه العسل الصافي : بس أنا عايزك هنا جنبي.
(على رأي صابحة يا حومتي😂).
لم تنتبه هناء لما قاله لإنها حتى لو تعلم علم اليقين أن سارة تحب أخيها محمد، فإن محمد لم ولن  يعاملها سوى كأخته الصغرى، و أتم محمد جملته بعد أن تحمحم : يعني عشان تشوفي كويس.
سارة : لا ما تقلقش يا بوب أنا شايفة كويس.
بدأ محمد يشرح لهما الدرس الأول بالمذكرة، والأخت هناء تتطلع إلى المذكرة باهتمام، ولا تعلم شيئاً عن النظرات الحارقة، بعضها المشتاق، وبعضها نادمة و آسفة عن ما تسبب به صاحبها من جرحٍ و ألم.
^_💓💓💓💓💓💓💓💓💓
السيدة تحية والدة محمد تجلس مع السيدة فتحية والدة سارة في شقة فتحية.
تقدمت فتحية وهي تحمل صينية بها طبقان من البقلاوة (عشان بحبها😉).
السيدة تحية : تسلم إيدك يا فتحية، البقلاوة ريحتها مفحفحة وشكلها يفتح النفس.
السيدة فتحية : طب دوقيها الأول، أنتي طول عمرك لسانك بينقط شهد، أنا عمري ما اعتبرتك مراة أخويا الله يرحمه، طول عمري بعتبرك أختي وصاحبتي.
السيدة تحية : وأنا كمان والله يا فتحية، والشهادة لله عمرك ما كنتي معايا ولا مع ولادي عمته الحربية، لا وأخوكي عايش، ولا حتى بعد ما الله يرحمه ربنا اختاره.
السيدة فتحية : الله يحظك، ده أنتي أختي، ومحمد وهناء ولادي زي سارة بالظبط؛ عشان كده قلت أقول لك أول واحدة و افرحك.
السيدة فتحية : قولي يا قمر وفرحيني؛ ألا الواحد بقى له ياما ما فرحش.
السيدة فتحية : سارة، علاء إبن عمها طالب إيدها من أبوها.
السيدة تحية وهي لا تعلم عن ما تكننه سارة لابنها شيئاً فهما طوال الوقت يتناقرون : علاء ده أنهو   واحد فيهم.
السيدة فتحية : علاء إبن عمها الكبير الإتنين التانيين لسه بيدرسوا.
السيدة تحية : آه عرفته، مش ده الدكتور اللي متخرج السنة اللي فاتت.(يا مرارك الطافح يا محمد 😂) يا أختي ما شاء الله ده طول بعرض.
السيدة فتحية :  شوفتي ياختي، وبتي الموكوسة، قال تقول لأبوها لسه شوية، أنا لسه صغيرة، ومش عاوزة حاجة تشغلني عند دراستي، قال يعني قايمين نجوزهم دلوقتي.
السيدة تحية : ده إيه الخيابة دي! هو ده عريس يترفض، بتك بتستهبل.
السيدة فتحية تشعر بحب ابنتها لإبن خالها، ولكن تعلم تمام العلم أنها ليست في باله، وقررت أن تنهي هذه المهزلة، بأن تجعل محمد بنفسه يقنعها بالزواج من ابن عمها، لربما تفهم صغيرتها أنه لن يشعر بها، فلو كان يُكِن لها شيئاً لن يقوم بإقناعها بالزواج من غيره.
السيدة فتحية : عشان كده قاصدكي ياختي تكلميها هي بتحبك وبتسمع كلامك، وخلي محمد كمان بالله عليكي يكلمها؛ هي بتعتبره أخوها الكبير، وكمان محمد ما شاء الله عليه كلامه مترتب وهيعرف يقنعها.
تحية : معلوم هكلمها، ده عريس لقطة، وإبن عمها يعني هيحافظ عليها، ما تشغليش بالك إنتي، محمد هيعرف يقنعها.
وجلست السيدتان تتجاذبان أطراف الحديث عن ما مضى ويتذكران مواقف سابقة عايشوها في حياتهما و بعضاً من شئون الأبناء وغيرها من أحاديث السمر.
💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓
وعد ريان بقلمي أسماء حميدة.
عند ريان ووعد.
عندما رأى ريان تجمع العبرات وتدافعها إلى مقلتيها الفيروزيتين، أحس برغبة شديدة في ضمها إليه، فلقد لام نفسه على ما تفوهت به شفتاه، ولكن غيرته عليها قادته إلى حافة الجنون؛ فأصبح ريان موشيه رجل الأعمال الأمريكي الشهير، رجلاً آخر و يبقى الدم الذي يسري في عروقه دماً شرقياً بأصول مصرية صعيدية، وغيرة الرجل الصعيدي ناراً تنهش في أحشائه.
جذبها ريان إليه واضعاً يده خلف رأسها يضمها إلى صدره مطبقاً عليها بين ضلوعه، وما إن جذبها إليه حتى رفعت ذراعيها تطوق خصره وهي تنتحب بشدة ليس فقط بسبب إهانته ونهره لها، وإن كان هو السبب الأقوى، ولكن تدافعت إلى رأسها ذكريات ما عانته الفترة الماضية والذي كان فوق طاقتها، و بعيداً كل البعد عن ما عاشته في كنف والدها سابقاً، فدائما الشخص الذي يمرق كل مواقفه بابتسامة، ويحيل ما حوله إلى فكاهة، ويبعث البهجة في نفوس من حوله، يقبض على حزنه بداخله كجمر النار، حتى تأتيه الفرصة لإخراجه دفعةً واحدة و ها قد جاءتها الفرصة.
عندما أحس ريان بانهيارها بين ذراعيه شدد من احتضانه لها، ويده الأخرى تهدهد أعلى ظهرها.
مردداً بأسف : آني آسف، ما كانش جصدي أزعلك صدجيني، آني عمري ما تأسفت لحد.
لم تجيبه ولكن دفنت رأسها في حنايا عنقه تشعر بالأمان، أنفاسها الساخنة تداعب رقبته، مما ارسل بداخله قشعريرة لذيذة جعلته ينفصل عن ما حوله ويده المداعبة الداعمة، أصبحت تشق طريقها صعوداً وهبوطاً على طول عمودها الفقري، وهو يقربها إليه شيئاً فشيئاً، وتحول احتضانه لها من مجرد دعم واعتذار إلى حضن رجل لإمراة، يندفع عشقها إلى قلبه كإعصار يضرب دون هوادة خاصة، بعدما رفعت ذراعيها تلفانها حوله، فهي ليست نافرة!
يريدها بين يديه بأية طريقة، فإن لم تمانع سيقتنصها فقط تعطيه الضوء الأخضر.
ما أن أحست وعد بخطورة ما يحدث وتمادي كفيه في تلمس ظهرها، وتعالي دقات قلبه، وانخفاض وتيرة أنفاسه، رفعت رأسها إليه بعد ما أفضت ما بداخلها بين ذراعيه، تفك حصارهما لها، قائلة : إيه يا عم أنت استحليتها ولا ايه؟! تموت في الاستغلا.ل .
وبرغم حالتها فقد كانت كل خلية بها منتشيةً لتأثيرها عليه ولكنها ليست سهلة المنال لتجعله يتمادى إلى هذا الحد، فأخذت تلوم حالها، ماذا سيظن بها الآن.
(لا ما هو ظن يا أختي واللي كان كان😂).
قطعت عليه نعيمه عندما رفعت رأسها عنه وهي تفك تشابك ذراعيه من حولها، زمجر بخشونة بسبب ابتعادها عنه، وبعد جملتها أفاقته من لذة ما كان يستشعره وهي في آحضانه تواً.
ريان : فصلان، إنتي فصلان، ما كنا حلوين مش المفروض بعد الحضن ده بيبقى بوسة باين.
إتسعت حدقتيها من وقا.حته وهي تبتعد عنه كمن لدغها عقرباً : أنت قليل الأدب، على رأي صابحة تموت في جلة الحيا.
ريان وهو ينظر إليها ببراءة: هو ده مفهومك عن جلة الحيا، آني نفسي أديكي نبذة مختصرة عن الموضوع.
وعد : اتلم.
ريان بإستسلام : إتلمينا حاضر، بس أنتي كمان لمي لسانك إشوي، وبلاش كل إشوي، ريو، ريو، جدامهم.
مدت وعد يدها إليه تصافحه كعلامة إتفاق : إتفقنا.
(اهوه شوفتي انتي اللي بتْحُكِي اهوه 😂).
ليفعل المثل وهو يجذبها إليه مشاكساً : بس آني رچعت في كلامي، ما هتلمش آني ما فيش أحلى من جلة الحيا.
و أثناء مشاكسته لها انفتح باب الغرفة مرةً أخرى.
صابحة : اتأخرتي ليه يا ست....
وما إن رأته مقترباً منها، حتى دخلت وكأنها تلج إلى غرفتها تقبض على معصمها، و تسحبها خلفها.
صابحة : يلا بينا الوكل جهز.
ريان : وجفي عندك، و خدها ورايحة على فين انتي؟
صابحة : هخطفها إياك، الوكل چهز وچيت اجطع عليكم، جصدي چيت أخدها؛ عشان تاكل لها لجمة.
ريان : لاه، هي ما هتنزلش روحي انتي وچيبي الوكل إهنه.
صابحة بإعتراض : بس.
ريان بنبرة صوت قاطعة : جُلت روحي.
خرجت صابحة تصفق الباب خلفها.
ريان لوعد : آني مش جلت ما فيش خروچ من الجاعة إبلبسك ده.
وعد : أمال هتحبس يعني، وبعدين ما الجلابية طويلة أهيه.
ريان : مات الحديت، جُلت مش هتخرچي إكده، يعني مش هتخرچي إكده، دلوك في واحدة هتاچي لكم إنتي وانچيل، ومعها خلجات چديدة نجوا منيها، لمن نزلت من إشوي، صجر جال لي إنه بعت لواحدة دلالة تاچي تشوف طلبات انجيل وجلت له تعمل حسابك انتي التانية وآني عحاسب.
وعد : وده إسمه إيه ده، بقى ان شاء الله.
ريان : اللي جلته يتنفذ، وتنجي كم حاچة واسعين ينفعوا تجعدي بيهم تحت، واستكمل غامزاً لها بو،قاحة أما في الجاعة إهنه انتي و شوجك  عاد .
تركها وغادر إلى أسفل مرةً أخرى فقربها يثيره، وحتى يترك لها المجال لتناول طعامها، فقد صعد إليها ليخبرها عن تلك الدلالة التي ستأتي إليها هي الأخرى؛ فلتطلب منها ما تريد.
وأثناء هبوطه للدرج وجد انيتا في الممر بين الغرف، وعندها تقدمت إليه بخطوات غاضبة.
انيتا : أنت إهنه يا ريو؟ و آني عدور عليك.
ريان : جلب ريو انتي، بس عجولك خلي ريو دي بناتنا، إنما جدامهم آني خاله ريان، اتفجنا.
أنيتا : خلصنا عاد، إفهمت هو آني بهيمة، خلينا في المصيبة اللي غفلجت علينا دي.
ريان : واه مصيبة إيه دي؟! انطجي أمك چرى لها حاچة.؟!
انيتا : إيوه فيه إن أمي اتچننت ما كفهاش اللي حصل لها زمان من اللي المفروض أبوي، ده آني لما كنت أسألها عنيه كانت بكاها عيچاوب جبل حديتها، دلوك إحلوا الرچالة وعاوزة تودر حالها إمعهم تاني. جلس ريان القرفصاء أمامها وهو يحادثها كمن يحادث شخصاً كبيراً بالغاً : يا آني مش كل الرچالة كيف أبوكي، وبالذات إهنه عندينا الوضع يختلف، مش معنى إكده ان إهنه ملايكة وهناك شياطين، كل مكان فيه الزين وفيه العفش، بس اللي أجدر اجولهولك ان صجر غير، يعني اللي انتي خايفة على أمك منيه مش هيحصل مع صجر.
انيتا : كيف مالي يدك منيه إكده! مع إن اللي يشوفكم يجول عليكم كاتلين (قات"لين) من بعض.
قهقه ريان ملء فاه : هو إحنا فعلاً كاتلين من بعض، بس ده ما هيمنعش ان الصجر راچل وهيصون أمك، ويلا عاودي جاعتك انتي وأمك ارتاحوا شوي.
هابط ريان إلى الأسفل خارجاً إلى الحديقة يهاتف والده، ويعرض عليه طلب الصقر الزواج من انجيل.
عندما رن هاتف موسى برقم إبنه ريان ، أجاب على الفور بعد ما تداولته مواقع التواصل الإجتماعي عن شائعة اختطاف ريان موشيه رجل الأعمال الشهير عند زيارته إلى مصر.
موسى : ألو ريان، كيفك يا ولدي؟
ريان : انا بخير يا أبوي، مالك جلجان إكده ليه؟!
موسى : من اللي سمعته، إيه اللي حصل؟ و وينك أنت؟! وليه ادليت مصر أنت التاني؟! يعني آني هچرتها عشان اللي باجي من عمري ما خسروش، وما خسرش ولادي، و في الآخر أنتم التنين تروحوا مني واحد وراء التاني.
ريان : إهدا بس يا أبوي، ما فيش حاچة من دي واصل، آني بخير وكلتنا تمام.
موسى : كلاتكم مين؟!
ريان متلعثماً : أصل ماچد كان جلجان زيك إكده واول ماسمع عن موضوع الخط.ف ده غير تذكرته هو وانجيل على مصر و مارضيش يجولك لتجلج، و أهه اديك جلجان.
موسى : أمال إيه اللي منشور على النت ده؟ وإيه اللي نزلك مصر يا ولدي؟!
ريان : لاه ده موضوع يطول شرحه، خلينا في المهم عاد.
موسى : هو فيه أهم منيك أنت وماچد؟! بزيداني اللي راح.
ريان : Don't worry، آني زين.
(مش راكبة على بعض مش حساها😂).
ريان مستكملاً : عجولك  مش انجيل   چالها عريس من مصر، وهي وافجت عليه.
موسى : واشمعنا ده اللي وافجت عليه؟! ما آني ياما چبت لها عرسان!!
ريان : ربك لما يريد يا أبوي عاد، المهم العريس مستعچل وبده يكتب عليها، وبعد أما تاچي مصر يبجوا يدخلوا.
موسى : وأنت تعرفه ده؟!
ريان : وأنت كمان تعرفه.
موسى : مين ده؟! يكونش ماچد طب ما جالش عليها إهنه ليه؟!
ريان : لاه يا أبوي مش ماچد، بس هو كمان هيتچوز.
موسى : واه چاله عريس هو التاني.
(إيه ده؟! ده الحاج كمان طلع عسل😂).
ريان : كيف ده يا أبوي!! اأجول لك أنت تاخد أول طيارة على مصر، ولا اجول لك خد راحتك أنت وإحنا هنخلص الموضوع ده، انجيل  وعريسها زين على ضمانتي، وماچد هو  التاني هيكتب، عجبال ما حضرتك تنزل ونرتبوا لليلة الكبيرة.
موسى : طب ما أنتم مچهزين كل حاچة أهه عاد! أمال عاوزني تعملوا بيا إيه؟ ما آني خلاص ما عدليش عازة.
ريان : كيف ده بس يا أبوي؟! ربنا يديمك فوج راسنا، بس النصيب حكم بإكده، والمصلحة عاد.
موسى : أنت عارف آني بثج فيك كد إيه، بس في دي آني ما فهمش حاچة، إيه علاجة چواز انجيل وماچد بالمصلحة؟! ومصلحة إيه دي من الأساس؟!
ريان : أنت لساتك بتجول بتثج فيا، فآني عتصرف لحد أما تاچي، واحكي لك كل حاچة على رواجة، وبعدين إيه اللي جلجك؛ أنچيل اللي كنت جلجان عليها عشان رافضة الچواز أهه اتحلت مشكلتها و انفك نحسها وربنا رزجها بعريس زين هيصونها، وماچد هو التاني عجدته انفكت، وعاوز يتچوز نجولوا إيه عاد؟!
موسى : خلاص يا ولدي اللي تشوفه، بس آني ما خابرش هعرف انزل ميتى، آني كت هحچز دلوك طيارة خاصة لمن عرفت  جصة خطفك دي من هبابة،  لكن طالما أنت وماچد تمام ونزولي مش أمر لزم، هظبط الدنيا إهنه وأچي لكم كمان سبوع.
ريان : بدري إكده؟
موسى : بتجول إيه؟!
ريان : اجصد يعني تاچي بالسلامة.
أغلق ريان  الهاتف مع والده تزامناً مع خروج الصقر وماجد إلى الحديقة، بعدما تم الإتفاق على كل شيء بداية من كتب الكتاب حتى تكلفة الزواج التي تعهد بها صقر.
ريان لصقر : اتفجتوا؟
صقر : ايوه كل شيء تمام.
ريان متلاعباً بصقر : بس أبوي جال ما فيش حاچة هتم، إلا لمن ياچي وهيجرر إذا كان هيوافج على چوازك من انجيل ولا لاه.
استحالة ملامح صقر من البهجة إلى العبوس، على نقيض ماجد التي انبلجت أساريره، فاحبط ريان البسمة التي تشق طريقها إلى وجه ماجد : أمن بالنسبة لماچد فموضوعه ما فيهوش مشكلة، ده راچل ويعمل مبادله.
امتقع وجه ماجد والصقر لما قاله ريان.
اقترب ريان من صقر مربتاً على كتفه : واه ده الصجر عشجان.
لم يجيبه الصقر ولكن اتشحت ملامحه بالخجل، فاستكمل ريان :  عامة ما تجلجش آني اجنعته وكل حاچة هتم في معادها.
انشرح صدر صقر و لاحت الفرحة على وجهه مرةً أخرى قائلا ًبلهفة فشل في مداراتها : صوح اللي عتجوله ده يا واد عمي ولا لساتك هتهزر.
ريان : لاه، طمن جلبك، الليلة هتكون أحلام على اسمك.
صقر بدهشة:  مين أحلام دي؟!
ريان : ده اسم أنچيل في ورجها الچديد اللي معها.
أماء  الصقر رأسه بتفهم.
💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓
عند مصطفى وهمس.
أخذها مصطفى بإتجاه كورنيش البحر يجلسون على إحدى الصخور على الشاطئ، وبيدهما كوبين الحلبسة و همس تناظره بريبة.
مصطفى : يا بنتي مستغربة كده ليه؟! دوقي بس أنتي والدنيا هتبقى تمام.
همس : مش عارفة، بس مش مقبلة عليها.
أسند مصطفى كوبه إلى جانبه وتناول الكوب من يدها ممسكاً الملعقة البلاستيكية يغمسها في الكوب ويقرب الحبوب التي التقطتها الملعقة إلى فمها.
فتحت همس فمها مستقبلة تطالعه بهيام فهو يعاملها كطفلته المدللة، وما ان تناولتها حتى بصقت مافي فمها وهي تسعل بشدة يبدو أن البائع قد استوصى بالشطة؛ فلم تحتملها همس وأخذت عينيها تدمع من حرارة الفلفل الحار، ولم تستطع أخذ أنفاسها فجذبها مصطفى إليه (و هو بيتلكك أصلاً 😂) يربت على ظهرها حتى تستطيع التنفس وإذا بأحد من خلفهما : الله، الله، ده أنت بجح بجاحة، كده عيني عينك في الشارع،! طب شوف لك دروة، ده  أنتم وقعتكم سودا، ورفع صاحب الصوت صوته بصياح : تعالى يا أمين عطية اسحبهم لي على البوكس.
(كملت😂).
تطلع مصطفى خلفه إلى مصدر الصوت وإذا به أحد ضباط الدورية.
مصطفى بمهادنة فهو لا يريد أن توضع محبوبته في البوكس مع فتيات الليل سيئي السمعة : يا باشا دي خطيبتي مش زي ما حضرتك فاهم.
اقترب الأمين عطية منهم يمسك همس من ذراعها، فهجم هو على الأمين ينتزعها من يده موارياً إياها خلفه.
مصطفى : إيدك الحلوة دي لو اتمدت عليها هقطعهالك ، كلمني أنا.
الضابط بتعنيف : أنت بتقول ايه يا روح أمك.
مصطفى : ما حدش يمد إيده عليها، أبوس إيدك يا باشا خدني أنا تحت أمرك، وسيبها هي تروح دي بنت ناس.
نظر مصطفى إليها وجدها ترتجف وتحول وجهها الذي تزينه الحمرة إلى اللون الأصفر.
الضابط هازئاً:  وهي بنت الناس، تتحضن و يتقفش فيها كده على عينك يا تاجر .؟!
مصطفى : عيب يا باشا اللي أنت بتقوله ده؟!
(أنت هيتعمل منك بطاطس محمرة يا درش 😂)
الضابط : أنت هتعرفني العيب يا روح أمك، طالما عامل لي فيها دكر اركب أنت و هي بكرامتكم بدل ما اخلي أمين الشرطة يسح.لكم إنتوا الاتنين.
أمسك مصطفى مصطفى يدها يطمئنها : تعالي يا همس ما تخافيش أنا مش هسيبك.
صار بها تجاه عربة البوكس وخلفهما أمين الشرطة.
أمين الشرطة : كان لازم تبمبك قدام الباشا كنتم جيتم معايا وأنا كنت سربتكم وأنت يعني كلك نظر.
همس مصطفى لأمين الشرطة : طب والحل في القصة دي إيه يا كبير؟ أنا مش عامل عليا، أنا عامل عليها هي دي أهلها صعايدة وممكن يخلصوا عليها.
الأمين : ما لهاش حل غير إنك تشوف لك محامي، وهو يشوف لك صرفة، وبرده كلك نظر.
أخرج مصطفى من جيبه ورقة فئة المائة جنيهات، يعطيها للأمين خلسة.
مصطفى : طب غطيني لغاية أما أشوف حد يجي ينجدنا.
الأمين : انجز نفسك أنت.
أخرج مصطفى هاتفه يحادث محامي قد تعرف عليه منذ مدة ويسكن خارج منطقتهم؛ حتى لا يضع نفسه ويضعها في موقفاً محرجاً، يكفيهم ما هما فيه.
مصطفى : أيوه يا متر، أنا في مصيبة وراكب الأتاري ورايح على القسم.
المحامي : اهدا وفهمني اللي حصل، و شوف لي البوكس رايح على فين؟
مصطفى وهو يوجه حديثه إلى أمين الشرطة : إحنا طالعين على قسم إيه يا كبير.
الأمين  :قسم..........
مصطفى للمحامي : قسم................ على السخان وحياة أبوك.
المحامي : طب الحكاية على إيه!! عشان  أعامل حسابي.
مصطفى : اتمسكت أنا وخطيبتي على البحر.
المحامي : القعدة كانت في السليم ولا إيه الكلام؟
مصطفى : والله هي القعدة في السليم، بس أنا قفشت مع الظابط فكدرني
المحامي : طيب اسأل الأمين اللي معك مين اللي طالع بالبوكس رأفت باشا ولا أدهم باشا؟
مصطفى للأمين : مين  الباشا  اللي حاطط علينا ده يا حالصول.
الأمين : أدهم باشا.
بعد ما أجاب مصطفى محاميه عن اسم الضابط.
المحامي : ربنا يستر، ده كشري وما بيعتقش.
مصطفى : مش قصتي، الحكاية دي تتحل قبل ما اللي معايا تنزل التخشيبة ولو فيها إعد.ام اتصرف.
المحامي : طب أقفل على ما اشوف إيه الكلام و هحصل لك دوغري.
أغلق مصطفى الهاتف مع المحامي و وجدها ترتجف بشدة : بس ما تخافيش، هتعدي إن شاء الله.
همس : أنا خايفة قوي، يا ريتني ما سمعت كلامك.
مصطفى : إيه ده! بيعة وش كده، ما لكيش أمان انتي خالص.
همس : وده وقت هزار؟!
ركب مصطفى وهمس سيارة الدورية التي اتجهت بمن فيها إلى قسم الشرطة، وما ان توقف البوكس وهبط من فيه، حتى وجد مصطفى المحامي قد سبقهم إلى القسم ينتظرهما أمامه.
مصطفى للمحامي : إيه يا متر، القصة دي هتخلص على إيه؟!
المحامي : لما نشوف أدهم باشا ناوي يعمل المحضر إيه؟
دخل كل من كان معهم يصطفون أمام مكتب المأمور حتى جاء دور دخولهما إليه.
كان يجلس مأمور القسم ومعه الضابط أدهم.
المأمور لأدهم : و دول إيه حكايتهم يا أدهم باشا؟!
أدهم : دول قفشناهم على البحر مقضينها أحضان وحاجة مليطة.
مصطفى : يا باشا أنت فاهم غلط أنا كنت حاطط إيدي على كتفها بس.
ادهم وهو يهب واقفاً : أنت بتكدبني يا لا، صدق وآمن بالله لابيتك أنت وهي على البرش، وأخلي المساجين رجالة ونسوان يحفلوا عليكم.
المأمور لمصطفى بعد ما رأى الحالة التي عليها همس، فيبدو أنها ليست من الفتيات التي تمتلئ بها زنزانة القسم في الأسفل : أنت معك محامي يلا.
مصطفى محدثاً المأمور بإحترام : أيوه يا باشا واقف برة.
المأمور : أمين عطية، دخل المحامي اللي واقف برة  وأنت يا أدهم باشا شوف وراك إيه؟ مش سلمت العدد اللي معك إتفضل أنت.
أدى الضابط أدهم التحية للمأمور وتوجه خارج المكتب  وهو يناظر مصطفى بتعالى،، تزامناً مع دخول المحامي إلى المكتب.
المحامي للمأمور،: أهلاً يا باشا، أنا المحامي اللي حاضر مع المتهم.
المأمور : قصدك اللي حاضر مع المتهمين، دلوقتي الموكل بتاعك مقفوش مع اللي معاه دي بفعل فاضح في الطريق العام، فبدل البهدلة والبت شكلها مش وش برش خلصها مع موكلك.
المحامي : يا باشا خلصانة بإذن الله أنا هاروح أجيب أقرب مأذون ويكتب عليها هنا قدام سعادتك.
همس الصامتة إلى هنا وتحدثت :  أنتم بتقولوا إيه؟!
المأمور : إيه يا آنسة؟! مش آنسة بردو؟ أنتوا لو ما خلصتوش الموضوع ده دلوقتي واتكتب محضر هتشرفينا سيادتك في الزنزانة ومنها على النيابة.
مصطفى وقد جاءت له على المرام (متقشره يا درش😂) : لا يا باشا ولا محضر ولا حاجة، إحنا معك في اللي قلت عليه من إيدك دي لإيدك دي.
(ايوه يا عمي ماشيه معك😂).
مصطفى للمحامي : انجز يا متر ربنا يجعل لك في كل خطوة قضية.
خرج المحامي ليحضر المأذون بينما اخرجهما أمين الشرطة متحفظاً عليهما أمام مكتب المأمور.
مصطفى والفرحة لا تسعه ، أحلامه تتحقق دون تدخل منه وما كُرِه عليه أصبح باب حظه ( ولا تكرهوا شيئا وهو خير لكم) : ما لك  بس يا همس قلبي ما الدنيا حلوة اهه؟!
همس والدموع ترسم خيوطها على وجنتيها : المصيبة اللي إحنا فيها وتقول لي الدنيا حلوة، طب هنقول لماما نجوى إيه وعمو زكري وهقول لوعد إيه؟ اتجوزت في القسم زي بتوع الآداب؟!
مصطفى : آداب إيه وتجارة إيه؟! بصي لنص الكوباية المليان.
همس : أنا مش شايفة كوباية أساساً، نص إيه اللي بتتكلم عنه؟!
مصطفى : يا ستي نخلص من المشكلة دي الأول، وبعدين نبقى نشوف هنقول لهم إيه.
لم يمر سوى نصف ساعة وكان المأذون يردد جملته الشهيرة في مكتب المأمور (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير).
كان الضابط أدهم يستشاط غضباً فهو كان يريد حبس مصطفى بعد تجرئه عليه، ومصطفى من فرحته هجم على الضابط أدهم يقبله من وجنته : ينصر دينك يا شيخ، صحيح الشرطة في خدمة الشعب، والشعب بيدعي لك يا باشا.
🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈🎈
حضرت الدلالة إلى منزل كبير البلدة وهي تحضر معها بؤجة كبيرة مليئة بعباءات الاستقبال وملابس بيتية و بعضاً من اللانجري أو كما يسمونها قمصان النوم.
انتقت انجيل مجموعة من العباءات والانجري الأكثر إثارة وأقل سترًا.
ووعد تنظر لها ولما انتقته باستحياء.
وعد : جرى ايه ياختي هو كله كده؟!أنچيل : إكده كيف يعني؟!
وعد : كله كده يا عريان، يا مكشوف مش تعملي حساب العكننة والنكد ولا انتي فاكرة الجواز كله عسل.
أنچيل : تفي من خشمك، أنتي عتفولي علي؟!
وعد وهي توجه حديثها للدلالة : بقول لك ناوليني الحتة السودا اللي جنبك دي يا عسل.
المرأة :عاوزاها لمين دي يا حلوة؟! دي عاوزة مرة كبيرة، إنما انتي عاد زينة الصبايا اعطتها المرأة ما تريد.
و إنتقت وعد مع تلك العباءة عباءة أخرى باللون الفضي، وانقضى الوقت بين اختيارهما للملابس وتجهيز حالهما، بعد ما ارسل اليهما الصقر فتاتين ممن يعملون لدى محل كوافير شهير، قد ارسل اليهما سيارة بسائقها ليجلبانهما من المركز إلى دواره، وكذلك قد حضر الجواهرجي ومعه بعضاً من القطع الذهبية، اختار منها صقر شبكة لها وشبكة لإبنة عمه أيضاً.
تدافعت السيدات والفتيات إلى دوار الصقر يهنئون كبيرهم بعقد قرانه الذي اذاعه رجاله والنساء ممن يعملون لديه، وتدافعت الصواني المحملة بالطعام مجاملة للصقر يحملناها على رؤوسهن قادمات تسبقهن أصوات زغريدهن و بعضاً من أغاني الفلكلور.
ارسل صقر سيارة الى منزل عمه يحضر العروس سوسن وزوجة عمه إلى الدوار.
وما ان اجتمع الكل، قام ريان بوضع يده في يد الصقر ليعقد المأذون للثاني، بتوكيل العروس للأول ولياً لها.
وقام الصقر بوضع يده في يد ماجد وعقد المأذون للثاني بتوكيل العروس للأول وليًا لها.
صعد ريان و أحد الشهود بعدما أرسل صابحة للفتيات تخبرهن بتغطية رؤوسهن و وجوههن للحصول على موافقة العروستان بتوقيعهما على العقد.
فتناولت انجيل الدفتر توقع بفرحة عارمة، بينما تناولت سوسن الدفتر بأيدي مرتعشة تخط اسمها كمن تنقشه على شهادة وفاتها.
بعد أن تم العقد أطلقت صابحة زغرودة ترج بها أركان الدوار مما جعل السيدات في الأسفل يحتذون حذوها، وتعالت الزغاريد تملأ المكان.
صابحة : يلا يا عرايس عشان نتدلوا تحت النسوان عاوزين يباركوا لكم.
هبطت العروستان إلى الأسفل و من خلفهما وعد، و كلهن مغطاة الوجه.
أعلنت صابحة عن دخول العريسين وغطت كل إمرأة من الحضور رأسها واعتدلن في جلستهن.
دخل العريسان الى حيث تجلس العرائس وكل منهما يحمل بيده علبة من القطيفة حمراء اللون، وما ان وقعت أعين الصقر على انجيل بعد أن رفع عنها غطاء وجهها حتى تسمرت عينيه عليها فقد بدت كأميرة بل ملكة متوجة.
تقدم منها يفتح العلبة التي بيده فوجدت بداخلها طاقماً ذهبياً ومعه ستة أساور وبعض من القطع الذهبية الأخرى ناهيك عن كردان من الذهب ذو صفين.
شهقت أنجيل بفرحة وهي ترتمي في أحضانه تقبله على وجنته بتمهل، حطم ما به من ثبات.
وما كان منه إلا........
البارت خلص يا قمرات.
آسفة على التأخير بس بجد كان عندي ظروف قوية.

وعد ريان بقلم أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن