الفصل التاسع و الثلاثون

162 19 7
                                    

في المساء كانت شيرويت تجلس بغرفتها شاردة في من خطف قلبها...كم اشتاقت له و لمشاكساته التي لا تنتهي.
منذ تلك الأحداث المؤسفة و المتلاحقة التي حلت بعائلتها و قد التهت عنه و التهى عنها حتى اندلعت نيران الشوق من جديد و كأنهما افترقا منذ أمد...لم تكد تخرج من دوامة اشتياقها حتى اهتز هاتفها برسالة ففتحته على الفور......
ـــ "تسمحيلي أخطفك كام ساعة بس"
كانت تلك رسالته التي اهتز لها هاتفها، و ما إن رأتها حتى انفرج ثغرها بابتسامة واسعة، ثم كتبت له:
_"دا ايه الخاطف اللي بيستأذن ضحيته دا😂"
ابتسم بعشق غامر حين وصله ذلك الرد ثم كتب:
ـــ "أنا خاطف محترم... و ماشي بما يرضي الله"
ـــ "أحلى خاطف شوفته في حياتي... انت أصلا خطفتتي من زمااااان أوي"
ـــ "اه حرامي قديم😂😂"
ـــ "و هتحجزني فين يا عم الخاطف"
_ "في قلبي♥"
ابتسمت بخجل خاصة و أن الرد أتاها سريعا و بدون لحظة من التفكير، فطال انتظاره لردها، فكتب لها:
ـــ "إيه؟!... المكان مش عاجبك؟!"
_ حمزة اتكلم بجد.
ـــ "بغض النظر عن ردك الرومانسي أوي 😠... هخطفك لمكان هيعجبك أوي "
ضحكت بشدة من رده الذي ينم عن غيظه الشديد منها ثم كتبت قاصدة إغاظته أكثر:
ـــ "ماشي.... هنشوف🤨"
ـــ أبو التناكة اللي فيكي...امشي يا شيرويت قفلتيني"
كتب تلك الكلمات ثم أغلق تطبيق الواتساب ثم أغلق شبكة النت بالكلية.
بالطبع ظهر لها خروجه من التطبيق، فضحكت بصخب ثم قامت بالاتصال به هاتفيا.
ابتسم حين رأى اسمها ينير شاشة هاتفه، فقد توقع منها ذلك و ما خاب ظنه بها يوماً.
ـــ نعم يا شيرويت هانم..
قالها بغلظة نوعا ما متصنعا الغضب، و لكنها ردت برقتها المعهودة:
ـــ كنت بهزر معاك يا حموزي....ايه مبتهزرش؟!
ـــ بقيتي رخمة أوي أوي على فكرة.
ـــ و انت بقيت قفوش أوي أوي على فكرة.
ـــ قفوش؟!... و دا نوع فاكهة جديد دا و لا إيه؟!
قالها بطريقة ساخرة أضحكتها، و لكنها ردت بعشق جارف و بنبرة متيمة:
ـــ هتصدق اني كنت قاعدة لوحدي و سرحانة فيك؟!
تنهد بهيام ثم قال:
ـــ الحال من بعضه يا حبيبي... متعرفيش انتي وحشاني قد ايه... عشان كدا كلمتك و قولت تجهزي نفسك عشان نخرج نفك شوية عن نفسنا.
ـــ يا ريت يا حمزة... الفترة اللي فاتت دي كانت ايام صعبة على الكل.. و عايزين نخرج منها بقى.
ـــ سيبيلي نفسك انتي بس و ملكيش دعوة بأي حاجه بعد كدا.
ضحكت و هي تقول:
ـــ شبيك لبيك ملكك و بين ايديك.

في اليوم الموعود ارتدت جنات أحسن ثيابها ثم هبطت إلى شيرويت لكي تستعجلها، فتفاجأت بجنة تفتح لها و هي ترتدي ملابس الخروج فاتسعت ابتسامة جنات بسعادة غامرة و قبضت على ذراعيها و هي تقول بحماسة و عدم تصديق:
ــــ قولي انك جاية معانا.
أومأت جنة بتأكيد و هي تقول بنبرة حماسية:
ــــ أومال مين اللي هيقرفك و انتي بتختاري حاجتك غيري يا بت يا فتكات...دا أنا هطلع عليكي عفاريتي الزُرق... و الخُضر كمان.
اتسعت عيني جنات بعدم تصديق لِمَ تراه و تسمعه الآن... فهاهي جنة تعود لقديم عهدها بعد فترة طويلة من الكبوات و الأحزان، أنستهم جميعا مرحها و روحها الخفيفة و ضحكتها الصافية.
ـــ أخيرا يا جنة؟!... حمد الله على سلامتك يا جنية.
قالتها بتأثر شديد و بعينين دامعتين ثم جذبتها الى حضنها.
كادت جنة أن تبكي و لكنها سيطرت على دموعها و ابتعدت قليلا عن شقيقتها و قالت بمرح محاولة التغلب على صوتها المكتوم بالبكاء:
ـــ لا بقولك إيه يا فتكات... من هنا و رايح مفيش عياط و غم تاني.... اه... الحمد لله معندناش حاجة نبكي عليها... ربنا مغرقنا في نعمه.. هنعوذ ايه تاني أكتر من رضا ربنا علينا؟!
ناظرتها بفخر و اعجاب ثم قالت:
ـــ و نعم بالله يا حبيبتي.... ممكن أدخل بقى؟!
تمعنت جنة في وضعيهما و وقوفهما عند الباب ثم ضربت على صدرها و هي تقول:
ـــ يوه... يقطعني..ادخلي يا ستي... عملالي فيها أمينة رزق.. و أحضان و دراما على الباب.
ضحكت جنات بقهقهة لا تدري أمن كلمات أختها المازحة أم من سعادتها بعودتها لسابق عهدها.

و تشابكت أقدارنا(مكتملة) Where stories live. Discover now