الفصل التاسع و العشرون

456 27 12
                                    

العشقُ على وشكِ مغادرة قلبينا، أيتركنا للشوقِ و الأيامِ تدعسنا!!..أم لجحيم الفراق يُحرقنا و يُفحمنا!!.. و بين الضباب نتعثر و
و نهوى.. و تتقاذفنا الحياة يمينا و يسارا و كأننا ثَمْلا....
حبيبي ويحى و كيف بدونِك أحيا.

مرت أيام الأسبوع سريعا و أتى الخميس المنتظر...
فى شقة صهيب أتم ارتداء ملابسه الأنيقة ثم خرج من غرفته و اتجه الى غرفة أخيه و طرق الباب ليجيبه علاء من الداخل و يرد عليه صهيب قائلا:
ــ اخلص يابنى علشان منتأخرش.
رد عليه من خلف الباب:
ــ حاضر حاضر أنا خلاص أهو..
ــ طاب انا هروح أشوف ماما خلصت و لا لسة.
ــ ماشي... ثوانى و هطلع.
سار صهيب الى غرفة والدته و طرق بابها فأذنت له بالدخول، فدخل و وجدها أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة على حجابها الذى بالكاد يغطى شعرها مُظهرا رقبتها المزينة بعقد من الألماس و مقدمة شعرها المصبوغ باللون البرتقالي..
ــ oh no!!... ايه الجمال دا كله يا وجدان هانم...
قالها بانبهار و هو يُقبل عليها بابتسامة واسعة، ثم انحنى قليلا ليلتقط كفها و يرفعه إلى شفتيه ليقبله برقة و يقول بنبرة أرق:
ـــ لا لا لا... أنا كدا هغير من عيون الناس اللى هتشوفك.
ابتسمت ابتسامة جانبية ثم قالت بمكر:
ـــ أكيد يا حبيبي مش هكون أجمل و لا أشيك من عروستك.
تجهمت ملامحه باحباط، فقد لمس السخرية فى كلامها، و لكنه ابتلع سخريتها حتى يمر اليوم و لا يشوبه شائبة و قال بمجاملة و ببسمة مصطنعة:
ــ هو فى فى الدنيا زي وجدان هانم و جمال وجدان هانم و شياكة وجدان هانم؟!... انتى حالة نادرة مبتتكررش.
استطاع صهيب بحنكته و دهائه أن يُرضي غرورها، فقد صدرت منها ابتسامة واسعة تنم عن رضاها عن وصفه و غزله ثم قالت بجدية:
ــ على فكرة أنا هروح معاكم فى عربيتى.
قطب مابين حاجبيه باستغراب متسائلا:
ــ ليه يا ماما؟!....ما هنروح كلنا فى عربيتى.
ــ سورى يا صهيب...أصل انا و شهيرة هانم صاحبتى معزومين على حفلة عيد ميلاد دكتورة نيللى و أنا طبعا مقدرش محضرش... و احنا اتفقنا لما شهيرة تجهز هتتصل بيا و أنا هضطر أسيبكم بقى تكملوا قعدتكم مع العرايس و هستأذن أنا و أركب عربيتى و أقابلها و نروح على بيت نيللى.
لوى شفتيه لجانب فمه بعدما هز رأسه بقلة حيلة متمتما:
ــ اااه.. نيللى!!... اوكى يا ماما و لو انى مش مرتاح للمشوار دا.
ارتبكت وجدان و ابتلعت ريقها بصعوبة و توتر و هى تقول:
ــ عادى يا صهيب... مش معنى إنكم انفصلتم يبقى أقطع علاقتى بيها.
تنهد بعمق ثم قال باستسلام:
ـــ أوكى يا ماما... اللى تشوفيه.
ابتسمت بارتياح ثم قالت:
ــ طيب يلا أنا جاهزة.
قبل يدها من جديد ثم قال مبتسما:
ـــ يلا بينا يا ست الكل.

و فى ذات الوقت و فى مكان آخر...
يقف ضياء أمام مرآته يهندم قميصه الأسود المفتوحة أزراره العلوية حتى منتصف صدره و يمشط شعره و يضع عطره النفاذ.
بعدما تأكد من تمام هيئته الأنيقة خرج من غرفته متوجها الى حيث تجلس أمه، فجلس بجوارها و سألها بجدية:
ــ بردو مش ناوية تيجي معايا ياما؟!
أشاحت بوجهها للجهة الأخرى كناية عن عدم رضاها عن الأمر برمته ثم قالت بضيق خفى:
ــ لا يا حبيبي... روح انت الاول جِس النبض و شوف هيوافقوا و لا لأ... و ساعة الجد و الاتفاق هكون معاك خطوة بخطوة.
هز رأسه بتفهم ثم قال:
ــ ماشى كلامك يا معلمة صبوحة يا غالية...
انحنى على كفها يقبله بحب ثم نهض و هو يقول:
ـــ ادعيلى ياما.
ـــ روح يابنى الهى يوقفلك فى طريقك ولاد الحلال.
رفع حاجبيه بتعجب و هو يقول:
ـــ ولاد الحلال ايه بس ياما هو أنا رايح مصلحة حكومية!!
ـــ يوه!!.. أومال عايزنى اقول ايه يا ضيا؟!
ـــ قولي الهى يجعل فى وشك القبول... الهى ينجح مقاصدك... كدا يعني يا ام ضيا.... هستأذن أنا بقى يا ست الحبايب يا حبيبة.
ابتسمت صباح بحب و حنان و رفعت كفيها إلى السماء تردد:
ــ روح يا ضيا يا ابن قلبى الهى يجعل فى وشك القبول و يحققلك اللى بتتمناه يا نن عينى.
قبل رأسها و هو يشكرها و يغدقها بوابل من المديح ثم انصرف إلى وجهته.

و تشابكت أقدارنا(مكتملة) Where stories live. Discover now