الفصل الخامس والعشرون

117 0 0
                                    


وأسألك العوض الجميل ولا أدري ماالعوض الجميل الذي سيكون جزاء صبري ، ولكن أتمتم بصوت ٍ خافت يملؤه يقين و رضى : اللهم اختر لي ولا تخيرني .. عن كل ماأردت بلوغه ولم أصل ، عن حكايا لم تكتمل ، عن أمنيات لم تُر
زق ، عن أحلام كبيرة لم تُحقق ، عن أرزاق لم تجيء بعد حتى الآن ، عن كل خير ذهب ، وعن أوقات لم تنصفنا بها المقادير؛ مدركة تماماً أن عوضك الجميل يختبىء في المنع قبل للعطاء ، وفي الشدة قبل الرخاء
اللهم الخيره في كل اختيارتك ،
اللهم العوض الجميل بعد الصبر الطويل .🌿🤍🌿

خرج من غار مظلم في مكه
ليضيئ الدنيا و ما فيها
فصلوا عليه 💛💚💛

************
دفعت منه الباب بقوه قائله:انتي فاكره نفسك مين عشان تطرديني من شغلي يا حيوانه انتي ؟
نظرت لها كل من رحمه وهونيدا بصدمه فقالت الاخري:منه فيكي ايه يابنتي وطرد ايه؟
امسكتها منه من ذراعها بقوه ثم قالت بشر:امبارح عملتيلي نفسك مديره علينا هو عشان اترقيتي هتشوفي نفسك شويه مش انتي اللي تقوليلي لو مش عايزه تكملي اتفضلي بره
هونيدا:اه قصدك علي كدا انا مكنتش اقصد والله انا بس كنت متوتره عشان الطفل علي العموم ياستي انا اسفه فكرتك هتتفهمي والله
منه:اتفهم ايه انا عايزه اعرف انتي شايفه نفسك ايه انتي متزديش حاجه عني انا مش هسمحلك تعملي مديره عليا ابدا انتي فاهمه
ابعدتها رحمه باستغراب شديد قائله:منه اهدي فيه ايه؟ قالتلك مكنش قصدها خلاص ياستي احنا صحاب عادي ياما بيحصل مشاكل بينا
ربتت هونيدا علي كتفها قائله:انا اسفه والله يا منه مكنتش اقصد حاجه علي العموم ياستي انتي صحبتي وعمري ما هعمل مديره عليكي
نفضت منه ذراعها بقوه ثم قالت بسخريه:صحاب ضحكت فجأه بعدها اردفت:فوقي يا حبيبتي انتي عمرك ما تطولي تبقي صحبتي ولا هتكوني انا مبكرهش في حياتي قدك انا لو اطول امحيكي من حياتي هعمل  كدا انا فضلت استحمل غرورك وتكبرك علينا وانك عامله فيها المجتهده بس انتي جبتي اخرك معايا قامت بامساك ذراعها بقوه وقد غرزت اظافرها في ذراعها ثم قالت بغل:انتي مش هتبقي احسن مني سامعه انا اللي المفروض اكون مكانك في اي حاجه انتي اصلا متتعاشريش مش عارفه رحمه مستحملاكي ازاي؟ اكيد مصلحه برضو
رحمه بغضب:منه فوقي لنفسك وشوفي بتخرفي بتقولي ايه ابعدي عنها حالا
نظرت لها هونيدا بصدمه ثم اردفت:منه كل ده عشان قلتلك تقدري تتفضلي
هزتها منه بقوه قائله: انتي باين عليكي غبيه بس لا مش عشان كدا عشان انا بكرهك عارفه يعني ايه بكرهك كل حاجه عندك حلوه جوزك وصحابك واهلك وشغلك وانا الاجمل والاشطر اللي المفروض اكون مكانك انا مش هسمحلك كتير تكوني في حياتك السعيده دي سامعه مش هخليكي تكوني افضل مني ابدا ثم ابعدتها بقوه وغادرت كادت هونيدا ان تقع من قوه الدفعه لكن لحقتها رحمه سريعا نظرت لها هونيدا بصدمه قائله:رحمه!
رحمه:بصي متفكريش عشان خاطري هي اللي طلعت وحشه متزعليش بالله عليكي
نظرت هونيدا للباب قليلا ثم بدأت في الضحك فجأه قائله:ايه الهبل ده هي بتهزر ولا انا اتخبطت علي دماغي ولا ايه اللي حصل؟
ابتعدت رحمه بعصبيه قائله:انا رايحه اعرفها شغلها هعرفها ازاي تعمل اللي عملته ده
امسكتها هونيدا سريعا ثم قالت بهدوء:لا سبيها هي طلعت بتكرهني مش هتلوميها علي كرهها يلا روحي شوفي وراكي ايه انا رايحه اشوف الحاله
رحمه بتوجس:هونيدا
هونيدا:يلا سلام.....
عند منه بعد ان غادرت توجهت لمكتبها ثم دلفت بعصبيه وجدت سلوي تنتظرها وحين رأتها انتفضت مقتربه منها ثم امسكتها من كتفيها بعصبيه:خلاص الغل مسكك للدرجه دي صحبتنا يا منه بتغيري من صحبتنا انتي فيكي ايه فوقي بقي لنفسك فضلت اقولك هي مش كدا حبيها متكرهيهاش هونيدا كانت دايما بتحبك يا متخلفه
منه بعصبيه:وانا مش بحبها وعمري ما هحبها انتي سامعه انا مش هخليها تتهني علي السعاده اللي في حياتها دي لازم اكون انا الافضل
نظرت لها سلوي بكره ثم قالت:يبقي معطلكيش من دلوقتي انتي مش صحبتي انا حاولت معاكي كتير بس فشلت للاسف... ربنا يهديكي
ثم غادرت المكتب بعصبيه بينما توقفت منه بغل قائله بخفوت:مش هيحبوكي انتي لازم اخليهم يحبوني انا بس... انا الاحلي والاشطر
بعد قليل وجدت رحمه تدلف للمكتب بغضب ثم امسكتها من ملابسها وقالت بشر:لو قربتي منها يا منه مش هرحمك وضحتلها كرهك ليها وقد ايه جواكي غل ابعدي عنها بقي ومن النهارده مليش علاقه بيكي اشبعي بكرهك بس هونيدا خط احمر هتلاقيني في وشك لو حاولتي تأذيها ولو بكلمه... اكيد كلامي وصل لعقلك المريض ده سلام يا...يا دكتوره منه.....
عند هونيدا كانت تراعي حاله الطفل بوجوم وحزن كسي علي ملامحها ولم تتحدث مع احد ابدا كانت تؤدي عملها بصمت وبعد ان انتهت واقترب حلول المساء توجهت لتغادر فقابلت في طريقها الطبيب خالد فنادها سريعا:دكتوره هونيدا معلشي ثانيه
هونيدا:اسفه يا دكتور خالد لازم امشي عن اذنك
ثم ابتعدت سريعا وغادرت المشفي بعدها قادت سيارتها متوجهه لبيت والدها وبعد ان وصلت فتح لها والدها فدلفت بهدوء لكنه كان يتحدث في الهاتف فقال بمرح:مش قلتلك تيجي شويه اديك هتيجي بالاجبار اهو هونيدا جت اهي تعالي بقي عشان تروحوا سوا
نظرت له بصمت قليلا ثم فجأه فقدت الوعي فصاح بذعر:هونيداااا الحقنااا يا كناااان
اتت مريم مهروله فصرخت فازعه حينما رأت ابنتها جلست علي الارض بجوارها وحاولت افاقتها ببكاء:هونيدا فوقي يا حبيبتي حصلك ايه رن علي الدكتور يا سرور بسرررعه......
وصل كنان سريعا ثم ترجل من سيارته وتوجه للداخل بخوف ثم صعد لاعلي وجد هونيدا فاقده لوعيها لا تشعر بشئ وبجانبها مريم تحاول افاقتها بينما كان سرور يحادث الطبيب بقلق
اقترب منها سريعا ثم ضم رأسها لحضنه وقال بقلق: هونيدا فوقي يا حبيبتي انا هنا اهو فوقي يلا كلميني
انهي سرور محادثته ثم اقترب منهم بقلق قائلا:مسافه السكه هيكون هنا حاول تفوقها يا ابني
كنان بقلق:بحاول بحاول ياعمي هو حصل ايه وانت بتكلمني
سرور:فتحتلها الباب بس لقيتها بتبصلي وساكته وبعدها اغمي عليها مره واحده
كنان بقلق:هي كانت جايه بعربيتها
سرور:ايوه
نظر لها كنان بقلق وحاول افاقتها:هونيدا اصحي عشان خاطري متقلقنيش
مريم ببكاء:اصحي يا حبيبتي بالله عليكي متوجعيش قلبي عليكي
كانت هونيدا بعالم اخر كانت تراها بحلمها وهي تخبرها بكرهها لها
منه:انا بكرهك يا هونيدا عمرك ما كنتي صحبتي بكرهك من واحنا في الجامعه انتي عندك كل حاجه حلوه وانا لا بكررررهك
نظر لها كنان فجأه وجدها تبكي وهي نائمه فقلق بشده وقام بضرب وجنتها بخفه قائلا:هونيدا اصحي ده حلم فوقي يا حبيبي عشان خاطري هونيدا فوقي انتي في حلم
ظلت تتمتم باسمها وهي فاقده وعيها لكنها فجأه فتحت عينيها بسرعه فتنهد كنان بأرتياح قائلا:هونيدا انا معاكي اهو بصيلي اهدي ده كان حلم
نظرت له قليلا ثم اعتدلت قائله بهدوء:انا جعانه تعالي ما نروح ناكل
نظر لها بصدمه بينما توجس سرور خيفه
مريم:طب استني اما الدكتور يجي ونطمن عليكي يا حبيبتي
نهضت هونيدا مبتعده:لا انا عايزه اكل قوموا يلا انا مش فيا حاجه مفيش داعي للدكتور
توجه لها سرور سريعا:هونيدا بصيلي حصل ايه
لم تنظر له واردفت بهدوء:مفيش يا بابا كل الحكايه اني جعانه
مريم:استني انزل اجبلك اكل من تحت
هونيدا:لا عايزه اكل من بره
توجه لها كنان ثم امسكها من يدها قائلا:تعالي هنروح مطعم يلا يا عمي
سرور :خدها انت يا كنان وابقي عدي علينا تاني
ثم نظر له نظره فهمها كنان فاومأ بخفه وبعدها توجه بها لاحدي المطاعم وقام بطلب ما تحب وبعد ان اتي الطعام ظلت تأكل بشراهه فنظر لها بهدوء وتذكر حديث سرور له "هونيدا من صغرها لما يحصل معها حاجه تزعلها بتتحول فجأه لكائن هادي جدا وتطلب تاكل من بره وتفضل تاكل كتير ومش هتبطل اكل الا لما توقفها انت... دايما ببصلها في عينها واقولها احكيلي مالك الاقيها سابت الأكل وعيونها بدأت تدمع وتحكيلي كل حاجه وتفضل تعيط لحد ما تهدي"
امسك بيدها فجأه فنظرت له بتساؤل فقال بابتسامه:للدرجه دي زعلانه؟اشكيلي يا هونيدا متكتميش لو عايزه تعيطي هتلاقي حضني بيحتويكي
وكأنه اذن لدموعها بأن تنهمر فتركت الطعام وبدأت تبكي بتألم فاحتضنها سريعا وظل يربت علي ظهرها
هونيدا بخفوت:طلعت بتكرهني
كنان باستغراب:مين دي؟
هونيدا ببكاء:منه صحبتي قالتلي انها بتكرهني واني بحاول اعمل نفسي مديره عليها واني مستهلش الحلو اللي في حياتي وانها المفروض تكون مكاني
استمع لها بصدمه ثم قال بعصبيه:وانتي زعلانه عشانها
هونيدا:قالتلي اني عندي زوج حلو واصحاب حلوين واهل كمان حلوين واني مستحقش ده كله
قام بتقبيل رأسها بتألم فبكت اكثر قائله:انا والله بحبها عمري ما عملت عليها مديره دي كانت صحبتي من واحنا في الجامعه
كنان:دي متستهلش تعيطي عشانها كدا يا هونيدا هي اللي غلطانه المفروض هي اللي تحس بالزعل علي شعورها ده
نظرت له فجأه قائله:كنان هو انا فعلا مستحقش كل الحلو اللي في حياتي ده؟
كنان بعصبيه:متخلنيش اقوم اجبهالك من شعرها قدامك دلوقتي بطلي تخريف
نظرت له بألم وادمعت اعينها بشده فقال بسرعه:اسف والله اسف مش قصدي ازعقلك بس هي اللي وحشه يا حبيبتي انتي تستحقي كل حاجه حلوه في الدنيا دي هي شايفه العكس مشكلتها هي المفروض متزعليش علي اي حد باعك بس هي قالتلك كدا ليه؟
هونيدا:عشان امبارح واحنا بنعالج الطفل اتعصبت من غير قصدي وقلتلها لو مش عايزه تكملي تقدري تتفضلي
كنان بسخريه:يلهوي علي القساوه
ضمت هونيدا نفسها له وهي تبكي كاد ان يتحدث فوجد هاتفه يرن فرد بعصبيه قائلا:خير يا معتز في ايه
معتز:وين انت؟
كنان:قاعد في مطعم مع مراتي ليه؟
معتز:وين هاد المطعم؟
اخبره كنان بالعنوان تحت استغرابه ثم قال:عايز ايه يعني؟
معتز:ما في شي سلام
بعد ان اغلق قال كنان بعصبيه:عيل فصيل قطع علينا لحظه النكد دي
ابتسمت بخفه لكنها اكملت بكائها مره اخري فقال هو بتنهيده:صدقيني محدش يستاهل انك تعيطي عشانه
هونيدا:بس هي وجعتني
كنان:هقولك حاجه بما انك ازهريه وكدا في مره كان في راجل اسمه عقبه بن ابي معيط ده يبقي صاحب ابي ابن خلف من كفار قريش المهم عقبه ده مره سمع القرآن  من سيدنا محمدا فراح لأبي بن خلف وقال "يا ابي اني استمعت لقول محمد و والله اني لأراه كلاما طيبا "
فيقول ابي بن خلف" يا عقبه كلامي من كلامك حرام ورأسي من رأسك حرام حتي تذهب وتذهب الي محمد وتبصق في وجهه"
تخيلي بقي عشان عقبه يحافظ علي صداقه ابي يسمع كلامه فراح لسيدنا محمد فعلا ولما سيدنا محمد صل الله عليه وسلم شافه وشه تهلل وفكر انه هيأسلم ففتح دراعه ليه عشان يضمه راح عقبه بصق في وجهه متخيله الموقف يروح سيدنا محمد سايبه وماشي فده تأثير الصحبه السيئه كان ممكن عقبه بن ابي معيط يبقي من المسلمين بس عشان سمع كلام صحبه السوء ظل من كفار قريش فمهما كان وجعك هيعدي اقتدي بسيدنا محمد يا هونيدا
تأثرت هونيدا اوي ثم بكت أكثر فقال:هو انا قلتلك عشان تعيطي اكتر
هونيدا:لا بس زعلت عشان سيدنا محمد اوي كان نفسي اكون موجوده معاه
فجأه وجدوا من يرمي حقيبه علي الطاوله بغضب ثم جذبت هونيدا بشده
فنظر لها كنان بصدمه بينما جلس معتز بجواره قائلا:ما بعرف شو صار لألها لكن بظن انها جنت
ظلت رحمه تهز في هونيدا بقوه قائله:انتي بتعيطي ليه فهميني انتي مغلطتيش في حاجه عشان تعيطي متخلنيش اتعصب عليكي انا هزقتها عشانك ولسه بتعيطي امسحي دموعك دي حالا والا هضربك يا هونيدا اخليكي تعيطي بجد مفيش اي حد يستاهل تعيطي عشانه لما ابقي اموت ابقي عيطي زي ما انتي عايزه انتي ساامعه
نظر لها كل من كنان ومعتز بصدمه فاقترب كنان من معتز قائلا بخفوت:معندهاش تفاهم مراتك خالص
معتز:مشان هيك ما بقدر عصبها
حاولت هونيدا التحدث فقاطعتها وهي تهزها بطريقه اعنف قائله:عايزه اعرف هي كانت بتصرف عليكي ولا ايه ان شالله عنها ما حبتك خليها تكرهك زي ما هي عايزه هتعمليلها ايه هتروحي تترجيها تحبك فوقي لنفسك كدا مش اي حد تعيطي عشانه لما تكون الاكسجين بتاعك بروح خالتها ابقي عيطي عشان وقتها فعلا مش هتعرفي تعيشي من غيرها انما هي دلوقتي ملهاش اي تلاتين لازمه لو كان علي الصحوبيه والسنين تولع يا شيخه ولا انك تنزلي دمعه واحده وجايه تاكلي عشان تعيطي وتتعبي وهي فرحانه انها بينتلك كرها وبتفكر تأذيكي ازاي لو مشيلتهاش من دماغك يا هونيدا يبقي بزعله لرب السما انتي فهماني ولا لا
ثم تركتها مره اخري وجلست بتعب فاعطاها معتز كوب العصير كان موجود مسبقا
معتز:تعبتي كتير ريحي اعصابك
اقترب منها كنان ثم قال بخفوت:تحبي نروح نطمن عليكي في اي مستشفي
هونيدا:دخت ياربي هرجع بجد
نظر كنان لرحمه بشر فنظرت له بنفس النظره قائله:اي ازعاج يا استاذ كنان؟
كنان بتراجع:لا ابدا يا مدام رحمه نورتي والله
ضحك معتز بشده بينما نظرت رحمه لهونيدا بسخريه قائله:ده انتي معيطيش لما سافرت كدا ولا شفتك اتاثرتي حتي
نظرت لها هونيدا ثم ابتسمت بشده قائله:خلاص يا رحمه مش هعيط متتعصبيش بس
نظرت لها رحمه قليلا ثم لانت نظراتها وبعدها قامت بجذبها لحضنها بقوه قائله:انا بس اللي اخليكي تعيطي سامعه
ضحكت هونيدا بخفه قائله:حاضر ياستي
رحمه:اطلبولنا حاجه نشربها بقي
كنان بغيظ:ايه حدفكم علينا يا معتز الساعه دي
معتز:رحمه كان بدها تشوفها لمدام هونيدا مشان هيك اتصلت فيك وعرفت وإجيت
هونيدا:مين قلك اصلا اني هكون بعيط
رحمه:اللي ربي خير من اللي اشتري
كنان بخفوت:ابقي فكرني اعلم علي سحنتك
معتز:ما فهمت
كنان:هتفهم قريب......

كيف استطعتي! Där berättelser lever. Upptäck nu