الفصل الخامس - القسم الثاني

482 18 14
                                    

"مدهش! تجمدت حقاً."
ارتجفت سارادا من الهواء البارد المتصاعد حولها. كتلة ضخمة من الجليد أحاطت بدقة بالقارب العائم في المحيط. انحنت إلى الأمام ونظرت إلى جانب القارب فشعرت وكأنها تقف على قمة جبل جليدي ضخم.
"لكن أليس من الصعب تجميد المياه المالحة؟" سألت ناظرة إلى الوراء حيث والدها.
"أنت مثقفة،" أُعجب ساسكي بملاحظتها. "في الحقيقة لم أقم بتجميد مياه المحيط. أولاً قمت بتوليد مياه نقية باستخدام السويتون ثم قمت بتحويلها إلى جليد."
"غيرت الماء إلى جليد؟ كيف ذلك؟"
"إنها مسألة تخيل. الطريقة التي تتحرك بها جزيئات الماء بالنسبة لبعضها البعض هي ما يجعله سائلاً. وعندما ترتبط الجزيئات بشكل أكثر إحكامًا فإنها تشكل جليدًا صلباً."
أدار ساسكي كفه للأعلى فبدأ الماء ينسكب من بين أصابعه كالنافورة ثم تجمد.
"على العكس من ذلك، إذا انفصلت الجزيئات عن بعضها البعض وبدأت في التحرك بحرية أكبر فسنحصل على البخار."
وكأن الماء المتجمد تجاوب مع كلامه، ذاب ثم تبخر دون أن تبقى قطرة واحدة.
"اختفى!" صاحت سارادا.
"هذا تطبيق لأسلوب الماء. رجل يدعى هاكو، قابلته ذات مرة، كان يستخدم التغيرات في طبيعة التشاكرا الرياح والمياه في آن واحد لتوليد الجليد. لكن هذا كان أسلوبًا خاصًا تم تناقله داخل عشيرة واحدة. فقط هم من يستطيعون إتقانها. بالتدريب يمكنك إتقان هذا القدر على الأقل حتى لو لم تكوني عضوًا في العشيرة."
"فهمت. كان من السهل جدًا فهم ذلك يا أبي على عكس دروسك المعتادة."
ابتسم ساسكي."علينا أن نبدأ."
"حسناً!"
ركضت إلى مقدمة السفينة حيث عُلِّقت مرساة ضخمة.
"متأكدة أنه يمكنك رفعها؟"
كان على وشك أن يقول "لا تضغطي على نفسك" لكنه تراجع. انتزعت سارادا المرساة بكلتا يديها. "هذا لا شيء."
"أنت تمشين على خطى والدتك."
ابتسمت سارادا بفخر له ورفعت المرساة الثقيلة فوق كتفها. لقد تم ربط المرساة بالسفينة بسلسلة وتم تجميد السلسلة ومشابكها بتقنية ساسكي التجليدية.
"في أي اتجاه ألقي بها يا أبي؟"
"أينما أردت. سأتبع قيادتك."
بعد أن شعرت بالاطمئنان، أعادت سارادا تعديل قبضتها على المرساة.
لورنتز غان بتعاون الأب وابنته. لكن بدل الكوناي سيستعملان مرساة السفينة. سيجعلون المرساة تطير لتسحب السفينة بأكملها معها ثم تفجيرها بأكملها في الجو للتخلص منها. إن تمكنوا من حرقها لتصبح رمادًا بلهب شديد الحرارة فيمكنهم حينها الحد من الضرر الذي يلحقه بعض الرماد على سطح المحيط والذي كان أقل سوءً بكثير من النفط المتسرب في الماء.
نظر ساسكي إلى الوراء إلى السطح المهدوم. في مكان ما داخل القارب المجمد، كانت تقبع فتاة غبية قفزت بملئ إرادتها داخل الشق الموجود على سطح السفينة، وصبي أحمق لحق بها دون أن يفكر في حياته.  كان عليه أن ينقذهما ويخبرهما ألا يكونا متهورين هكذا. هذه مسؤوليته كمعلم بوروتو.
وقفت سارادا عند الحاجز على المقدمة ورفعت المرساة فوق كتفيها. "ها نحن ذا يا أبي!"
"في أي وقت تشائين."
أخذت نفسا عميقا ثم رمت المرساة بأقصى ما تستطيع. طارت المرساة الفولاذية في الهواء وسحبت السلسلة معها. من بين راحتي يديه، أطلق ساسكي صاعقتين من الكهرباء. في اللحظة التي اصطدمت بها بالكهرباء، انطلقت المرساة بشكل أسرع مما يمكن أن تتبعه العين البشرية. انقطعت السلسلة وبدأت كتلة الجليد حول القارب تصدر صريراً. في خفقة قلب، تحطم الجليد وطار القارب. اقتربت السماء أمام أعينهم. ترنحت سارادا إلى الوراء فأمسكها ساسكي من ذراعها. انزلقت السفينة الضخمة في الهواء وجرفتها المرساة الطائرة إلى الأمام.

Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم Where stories live. Discover now