Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم

الفصل الأول - القسم الرابع

4.

دون أن يشعر بمرور الوقت، كانت السماء الغربية قد اتّخذت لونًا أحمر باهتًا. لكنه لم ينجح في الحصول على وجهين متماثلين ولو مرة واحدة.
هذه المرّة قطعاً سأحقق ذلك! أمسك بوروتو النرد في يديه وهو يشحن فيهما التشاكرا. انقلب النرد مرتين ثم توقف، ثلاثة على كل وجه. فعلتها!
لكن فرحة النصر كانت عابرة، فبمجرد أن التقط أنفاسه حتى تدحرج النرد قليلاً بعد وتوقف وجهه على واحد.
كلاّااا! ركل بوروتو بساقيه.  لقد كان قريبًا جدًا من الهدف، ما جعل الأمر أكثر إحباطاً. اللعنة!
لابدّ أنّ سارادا وميتسكي يتمرنان على تقنية أسلوب البرق تلك الآن. الكهرومغناطيسي أو أيا كان اسمها!
قفز بوروتو وأمسك بالنردين وألقى بهما بعيدًا، منزعجًا.
"لا تجهد نفسك كثيرًا."
سمع صوتاً فوقه. رفع رأسه فرأى ساسكي ينظر إليه.
"لم أكن... الأمر ليس كذلك." تجنب بوروتو النظر في عينيه. 
حلّق غراب فوقهم. جلس ساسكي على غصن سميك. بدلاً من النظر إلى بوروتو، وجّه نظره نحو السماء أيضاً.
"بوروتو. هل تكره العلم؟"
"لماذا تظن هذا؟"
"مجرد تخمين."
بدت السماء الملونة بالبرتقالي متوهجة، هبت ريح ناحيتهم تمايل معها العشب. كانت الشمس تغرب بهدوء، يتلاشى معها ظليهما.
"ليس الأمر أنني أكرهه. كل ما في الأمر هو..." بدأ بوروتو بالحديث فانتابه شعور بالذنب. "أنّ... كل تلك الأشياء، الأدوات والـ Lorentz Gun وكل ذلك... الاعتماد على العلم لا يشبه النينجا. أعني... إنه ليس رائعًا."
"أتعتقد ذلك؟"
"نعم... في الحقيقة، أنا لا أحب العلم."
حجبت السحب غروب الشمس وألقت بظلالها على بوروتو وساسكي. "بالعلم والمعرفة، يمكنك استخدام النينجوتسو بشكل أكثر فاعلية." حدّق ساسكي في طائر يعود إلى عشه وهو يتكلم. "العلم والنينجوتسو لا يتعارضان. أصلهما واحد."

"أعرف."
خفض بوروتو عينيه وهو يفكر في ذكرى مريرة من اختبارات التشونين عندما استخدم سرًا أداة نينجا علمية محظورة وتم استبعاده بعد أن اكتشف والده أمره. في قرارة نفسه، كان يعلم أن العلم في حد ذاته ليس شيئًا سيئًا، كما قال ساسكي. لكن قلبه رفض الفكرة برمتها. مجرد سماع كلمة علم كان يحيي شعوره بالذنب.
"بوروتو، أنت نينجا جيّد." قال ساسكي. "لقد حظيت بتعليم ممتاز، ولديك الموهبة والتصميم لاستغلال ذلك. لو أنّ النينجا الذين ماتوا في سبيل حماية القرية رأوك الآن، أنا متأكد أنهم سيكونون فخورين."
"وكأن ذلك سيحدث!" قال بوروتو وهو على يقين من أن ساسكي قال ذلك من باب المواساة، ما جعله يشعر أنه مثير للشفقة. "كل تلك الأجيال من النينجا... لو أنهم رأوني فسيضحكون عليّ، وأنا أعيش هذه الحياة السهلة والعلم في كل مكان!"
"بالطبع لن يفعلوا. هذا السلام، هذا التقدم... هو بالضبط ما حلم به نينجا حقبة الحروب بينما أفنوا ساعات طويلة من أعمارهم يدرسون ويصقلون مهاراتهم."
سحب ساسكي كوناي من جيبه. محمي ضد الصدأ، انعكس منه ضوء باهت. "بتلميع الكوناي، تمنعه من التآكل. تنتج قوة خاصة عند رميه بين تيارين من الكهرباء. فقط للحصول على هذه المعرفة البسيطة، قام العديد من أسلافنا بملاحظات لا حصر لها، وأجروا تحليلات لا نهاية لها. أدوات النينجا العلمية هي نتاج تراكم تلك المعارف. صحيح، لم يكن من الوجيه استخدامها في اختبارات التشونين، لكنها تعدُّ سلاحًا قويًا في المعارك الفعلية. قوة لحماية القرية."
تبددت الغيوم فوقهم وأطل عليهم ضوء غروب الشمس من جديد معطيا شعر ساسكي وعيناه حالكا السواد لوناً برتقالياً.
"أمضى العديد من الأشخاص سنوات عديدة في بناء القاعدة المعرفية هذه. بوروتو، جيلك على الخطوط الأمامية الآن." نظر إليه فالتقت أعينهما. تجنب بوروتو نظرته فأدار ساسكي وجهه. "أعلم أنك تكره العلم. يبدو أنّ كلامي أصابك بالملل."
"حسنًا، كما تعلم... أنت تتحدث كثيرًا، ساسكي أو-تشان."
"ليس بقدر والدك!"
نظر بوروتو إلى المكان الذي ألقى فيه النرد حيث امتدّ صفٌّ من النمل إلى مكعبات السكر المتفتتة.
أراد أن يرقى لمستوى تطلعات ساسكي فيه؛ وهذا هو بالضبط سبب شعوره بالإحباط، لأنه لم يستطع تجاوز بغضه للعلم.
"سيحل الظلام قريبا. لنعد إلى القرية." نهض ساسكي  وسار نحو الجرف حيث كان يتدرب سارادا وميتسكي. تبعه بوروتو دون أن ينبس بكلمة.