الفصل الثاني - القسم الأخير

588 26 13
                                    

أتمنى أن ينجح سارادا وميتسكي...
بالرغم من شعوره بالقلق ومن الألم الذي كان يحس به في قدميه بسبب الكعب العالي، جسّد بوروتو دور ليلي على أكمل وجه. ما زاد من قلقه هو عدم قدرته على معرفة ما كان يجري في المدرجات.
"سنقوم بالمكالمة والرد بمجرد انتهاء هذه الأغنية، لذا اتخذ الإجراء باء يا بوروتو."
لم تتوقف ليلي عن إعطائه تعليمات عبر سماعة الأذن، وحاول جاهداً أن يتذكر كل الحركات التي تدرب عليها معها. كان واثقاً من أنّ الإجراء باء يقتصر على رفع ذراعه وقرع أصابعه، مصطنعاً وجهًا لطيفًا، فرفع يده محرجاً.
"هل أنتم متحمشون؟!" صاحت ليلي من خلف الكواليس تزامناً مع حركته.
متحمشون؟ حيّرته هذه الكلمة غير المألوفة للحظات لكن يبدو أنها كانت ما أراد الجمهور سماعه فقد رفعوا أيديهم بحماس.
"نعم!"
"حشناً إذا! هيا بنا إلى الأغنية التالية!"
حشناً؟! احتار مرة أخرى عند سماعه مكبرات الصوت خلفه مباشرة.

"هنالك طريقة" تمتم ميتسكي محدقًا في القناص على القبة. "لكن الجمهور سيرى، حتى أثناء انقطاع الكهرباء. والكاميرات أيضًا."
"على الأرجح نحن نفكر في نفس الشيء."
تقنية Lorentz Gun. إن استخدمت التقنية التي تعلموها من ساسكي، يمكنها الوصول إلى قمة القبة مع الحفاظ على مسافة آمنة. لكن هناك خطران. أولهما، فرص النجاح منخفضة. تعتمد هذه التقنية على عمليتين منفصلتين: توليد تيارات كهربائية ورمي كوناي. كان ساسكي قادرًا على إنجاز الأمر برمته بنفسه، لكن مازال أمام سارادا وزملائها طريقا طويلا ليقطعوه قبل أن يتمكنوا من إنجاز ذلك. لقد نجحوا أثناء التدريب في تنفيذ التقنية عن طريق تقسيمها، حيث شكّل ميتسكي الشحنة الكهربائية وألقت سارادا بالكوناي. إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى المستوى الذي يمكِّنهم من استهداف موقع معين بدقة وإصابته.
الخطر الثاني هو أنّ حقيقة كونهم غينين ستكشف. سيتم لومهم على ترك القاتلين يموتان، كما أن ذلك سيكون نهاية العرض الحي الذي أرادته ليلي بشدة.
"لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي." قال ميتسوكي بحدة في مواجهة تردد سارادا.
"أنت على حق. أعتقد أنه يتحتم علينا القيام بها."
استحوذت سارادا على كوناي ومد ميتسكي يديه متأهبا لتوليد التيار المطلوب.
"سارادا، إن نجحت تقنية Lorentz Gun، اتركي المكان على الفور. سنتحمل أنا وبوروتو مسؤولية قبول هذه المهمة."
"ماذا؟ مستحيل. قطعاً لا." هزت رأسها رافضة.
تنهد ميتسكي "توقعت أن تقولي هذا."
ثبّت يديه وتصدعت البلازما على أطراف أصابعه. راودت سارادا فكرة مفاجئة. إن كان التيار سيبرز في عتمة الظلام، فكل ما عليهم فعله هو التأكد من أنها لن تكون مظلمة.
"انتظر! خطرت لي فكرة!" وجّهت سارادا الشوريكن خاصتها نحو المنصة. خمن ميتسكي ما كانت تصبو إليه وأومأ برأسه. "افتتاح مؤقت؟"
"الأمر يبدو أسهل مقارنة بتدريب أبي."
إن تمكنت من توجيه الضوء المسلط على خشبة المسرح ناحية الجمهور، فستتمكن حينها من تشتيت أبصارهم لثانية أو اثنتين.
ألقت باثنتين من الشوريكن في تتابع سريع، فطارت في الهواء قاطعة بشفراتها الحادة الحبال التي كانت تحمل الأضواء الهائلة في المقدمة، بالضبط بارتفاع مقاعد الطابق الثاني. ترنحت الأضواء إلى الأمام على الحشد أدناها.
"هاه؟ ماذا يحدث هنا؟!"
"إنها ساطعة للغاية!"
أبعد المتفرجون وجوههم. في تلك اللحظة، مد ميتسكي ذراعيه نحو الرجل الموجود أعلى القبة.
"هيا بنا يا سارادا!"
انطلق التيار إلى الأمام من يديه، ممتزجا بالأضواء. استهدفت سارادا مركز التيارين المتوازيين وألقت بكوناي بكل ما أوتيت من قوة.
رجاء! شاهدت النصل يتسابق في الهواء متأملة. انسحب الطرف البني إلى المسافة بين التيارين كما لو أنه تم امتصاصه من قبلهما.
أرسلت قوة المجال المغناطيسي الكوناي إلى السطح ليطرق بندقية القناص. فقد القناص توازنه وانقلب.
"أصبناه."
كانت مقامرة لكنها نجحت. ضرب كل من سارادا وميتسكي كفيهما معًا للإحتفاء.
في تلك الأثناء، تسابق عمال المسرح لإعادة ربط الحبال التي انقطعت لسبب غير مفهوم في منتصف العرض.
حتى خلال هذه السلسلة من الحوادث، استمر بوروتو في الرقص وكأنه محترف حقيقي. تظاهر الغناء بشغف محركا قبضتيه. خمن أن يكون سارادا وميتسكي وراء ما حدث للضوء. ما الذي يفعلونه؟ في هذا الوقت بالتحديد، وأنا في منتصف أفضل جزء من الأغنية...
اعتاد الجمهور على الضوء الساطع واستمعوا بهدوء إلى الأغنية، حامين أعينهم بأيديهم.
الحب شوكولاطة حلوة ♪
إن كان الحب، فأنت حبيبتي ♪
الكلمات كالعادة غريبة الأطوار، ولكن على أنغام الألحان اللطيفة، تبدو كقصص فريدة من نوعها.
"هذا رائع يا بوروتو! واصل على هذا المنوال. تقدم بهدوء إلى مقدمة المسرح!"
تحرك بوروتو نحو الأمام كما أمرت ليلي، صرخ المعجبون في الصف الأمامي ملوحين بأيديهم تجاهه. ومض عدد لا يحصى من العيدان الوردية المضيئة وسط الحشد. شارفت الأغنية على الانتهاء. بمجرد أن تنتهي هذه القصيدة، سيقومون برقصة واحد وثمانين كبيرة.
فجأة سمع صوت فرقعة في أذنه، ثم حدث شيء غريب للغاية: بدأت ذراعيه في التحرك من تلقاء نفسها.
ما...؟!
تحركت ذراعيه بثبات نحو الأعلى على الرغم من أنه كان يريدها أن تفعل شيئًا مختلفًا تمامًا. سقط الميكروفون على الأرض، مما تسبب في اندلاع ردود فعل متقطعة في أذنه.
إن اكتشف الجمهور أنه ليس ليلي الحقيقية، فسيحدث شغب وتلتقط كاميرات التلفزيون اللحظة محتفظة بها لأجيال. ركز كل ما لديه على توجيه ذراعيه للأسفل. ارتجفت عضلاته من الإجهاد.
ماذا يحدث لي؟ أهذا نوع من الغنجوتسو؟!
استمر صوت ليلي في الغناء بنفس مستوى الصوت العالي على الرغم من أنه أسقط الميكروفون. بدأ المشجعون يتذمرون بقلق.
تملك بوروتو الذعر عندما اختفت الأظافر الوردية من أطراف أصابعه.
لا! أعاد تركيز التشاكرا في جسده، وعادت يده أشبه بيد ليلي. لكن بعد لحظة اختفى التنكر مرة أخرى. ما الذي يحدث بحق؟!
جسده يحاول التراجع عن أسلوب التحول رغما عنه. هناك تشاكرا تعطي الأمر بالتراجع عن الجوتسو وأخرى تعطي الأمر بالمواصلة، بدت هاتان القوتان المتناقضتان وكأنهما تتقاتلان بنفس الذراع. تغيرت يده مرات عدة من ليلي إلى بوروتو والعكس، وامضة كإشارة ضوئية.
"ماذا؟ هاه؟ ما الذي يحدث لليلي؟"
"ربما هذا عرض بصورة ثلاثية الأبعاد؟"
يجب أن تهدأ وتسيطر على التقنية. قال بوروتو لنفسه بيأس. حاول تحريك جسده المقيد لسبب غير مفهوم.
استسلم كاحلاه، سقط الكعب العالي وانهار بوروتو على المسرح. عادت قدماه إلى سابق عهدهما أيضا وتغير لون وجهه. فقد توازنه لأن قدماه أصبحتا أصغر حجمًا من الكعب.
وأخيرًا، أمام خمسين ألف معجب، أخذ وجهه بالتشنج. مرّت ساعة فقط منذ أن تحول إلى ليلي، عادة يسهل عليه الحفاظ على تقنية التحول لفترة أطول من تلك. ومع ذلك ارتجف وجهها واستبدل بوجهه. بدأ جسده كله بالتقلص. انتهى كل شيء. الجوتسو يتلاشى.
التف جسده بدخان وتم تحرير جوتسو التحول. أصبح بوروتو مرة أخرى.
"هاه؟ ماذا حدث لليلي؟" أراد الجمهور رؤية أوضح لما كان يحدث على المسرح.
في الحال، لفّ جدار من الماء جسد بوروتو كالقفص.
ما هذا؟ ما الذي يحدث؟
أدرك أنّ جسده يتحرك مرة أخرى. لم يفهم ما حدث لكنه ما كان ليضيع هذه الفرصة. قام بإشارات اليدين بسرعة لاستعادة شكل ليلي.
توقفت الموسيقى الصاخبة فجأة وعم السكوت. رأى ظلًا بشريًا على الجانب الآخر من جدار الماء. انحنى الظل والتقط شيئًا. سمع بوروتو صوت الميكروفون قيد التشغيل.
"انتهى العرض."
كان الصوت واضحا وخال من العواطف، لا يشبه في شيء صوت ليلي عالي النبرة. "جميعكم، غادروا على الفور. سيتم إلقاء القبض على أي شخص يتصرف بشكل مريب."
"ما... ما الذي يفعله العم ساسكي هنا؟" ارتجف بوروتو وهو يحدق في الظل الضبابي على الجانب الآخر من سجنه المائي.
وبطبيعة الحال، ثار الجمهور من أمره.
"ما هذا بحق الجحيم؟! لابد من أنك تمزح!"
"أنت نينجا؟! اترك ليلي وشأنها!"
"دع العرض يستمر!"
سمع بوروتو ساسكي يتنهد في انزعاج. فجأة، شعر بكمية مخيفة من التشاكرا تتصاعد، تسببت في قشعريرة في عموده الفقري. انبثق عملاق أرجواني حاجبا سقف القبة. كان محاربا يرتدي معطفًا قتاليًا تقليديًا ويمسك قوسًا هائلاً، تلمع عيناه بصرامة بشكل شيطاني.
"إن كنتم لا تريدون الموت، فالأجدر بكم ترك القبة  في الحال. إلى آخر واحد فيكم."
ساد صمت مروع تلاه اندفاع هائل للمعجبين من المكان وهم يصرخون.
بعد طرد الخمسين ألف مدني بتهديدهم بسوسانو، استدار ساسكي ومد يده عبر جدار الماء ممسكا بكتف بوروتو.
"آن أن تعود إلى طبيعتك يا بوروتو."
تحرر من جوتسو التحول فور لمسته أصابع ساسكي.
ساح جدار الماء. حدّق بوروتو مرتبكا، غير قادر على استيعاب تفاصيل ما كان يحدث.
"أين هيمينو ليلي الحقيقية؟" سأله ساسكي، وجهه خال من أي تعابير.
"أوه! إنها هناك... أليس كذلك؟" أشار بوروتو إلى الكواليس، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى وجود ليلي. رفع رقبته بحثًا عنها، بينما فعّل ساسكي الشارينغان.
"لاذت بالفرار إذن." تمتم قبل أن يتجه فوق المنصة ويلقي بشوريكن.
"آآآآه!" سقطت ليلي فأمسك ساسكي بذراعها في الهواء. "أنت، ما الذي تفعله؟! كان يمكن أن تؤذيني حقًا، أتدرك ذلك؟!"
"إذن فقد كنت أنت حينها." أومأ ساسكي.
هاه؟ رمش بوروتو بسرعة ونظر إلى ساسكي ثم إلى ليلي. هل... يعرفان بعضهما البعض؟

Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم Where stories live. Discover now