المميزة

4 1 0
                                    

ها انا ذا اعود اليكم من جديد ، ظننت انني كنت في تحسن ملحوظ و ان مشاعري الان اصبحت تحت السيطرة ، اوثقت اللجام حولها جيداً، و وقفت ثابتة معظم الوقت . أحسبني اضحيت منيعة لا يزحزحني من مكاني شيء.

نسيت انني كنت اكتب مشاعري المتهيجة على الورق ، و استعمل الحبر سلاحا . كنت قد ذكرت نفسي في كل مرة ان هذا التغيير لا يأتي دفعة واحدة ، انني ساسقط و اقف مرارا و تكرارا ، الجسم و القلب و العقل يحتاجون الي الوقت للتاقلم ، للفهم و التغير.
كيف لي ان ادرك انني اتخطى حدود طاقتي و اثقل على نفسي بالتوقعات ، التوقعات التي كرهتها من الاخرين ، الضغط المهول علي عاتقي ، كنت انا الشخص الوحيد الذي يزيد الطين بلة و تكسر ظهري توقعاتي الخاصة .
اليوم و دون ان اشعر وجدتني اعيد نفس الغلطة من جديد ، اعتبر انني مميزة و ان ميزتي تمنحني الحق في تقرير افعال شريكي ، يال الانانية ، يال العجرفة ، و يال الغباء.
عدت انصب نفسي مميزة لدرجة تمنحني كل الحقوق في الحياة شخص اخر ، لانني اعتبرتني مميزة و انني الرقم واحد في حياته ، فان الاصدقاء و الاهل تاتي بعدي ، كذبت على نفسي و اعتبرتني آتي قبل كل شيء ، انني التي تتغير القواعد من اجلها و تعاد صياغة الحدود في سبيلها ، ساذجة انا بحق.
عدت الي كتابي هذا لان رحلتي و علي ما يبدو ما تزال طويلة ، لازلت اتعثر كثيرا بين اذيال ثوبي الطويل ، و لا زالت عقدة التميز تعشش في عقلي. انا اتعلم شيئا فشيئا انني لست مميزة لدرجة التحكم في حياة اخرى ليست ملكي. انا مميزة طبعا لكن بدرجة معقولة لا تخول لي العبث بعلاقات من هم حولي. انا مميزة و لست مميزة.

Has llegado al final de las partes publicadas.

⏰ Última actualización: Aug 20, 2022 ⏰

¡Añade esta historia a tu biblioteca para recibir notificaciones sobre nuevas partes!

مذكراتي العزيزة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora