البريئة

5 0 0
                                    

و تتعلم احيانا انه ما من شيء يحصل بالغصب ، ان مشاعر الإنسان قد تخدعه تماما، و ان حدس الإنسان في الإنسان قد يخطأ، أخذ مني الأمر عمرا لافهمه و مازلت لا افهمه تماما، لكنني علي يقين ان دواخل الإنسان في قمة التعقيد و ان هناك مكان للنفس تختلي فيه خواطرها و مشاعرها لوحدها دون رفقة ، دون ان تنتابها الحاجة لمشاركتها حتى مع اقرب الناس اليها ، الشخص الذي قد تعتقد انه اقرب إليك من حبل الوريد ، و ان انفاسه أضحت أنفاسك ، قد يكون هو نفسه يختبئ في حجرة ضيقة في عقله ، و ان المشاعر التي بت تحسبها صارت تحت نظرك و أضحت تسكنك ، هي كذلك يحتفظ ببعض منها له ، قد تشعر حينها بالخيانة ، بالبعد و الاغتراب ، قد تتفاقم أوجاعك و تحسب ان الشخص الآخر بدأ يسقصيك من حياته شيئًا فشيئًا ، لابأس بذلك ، انها كلها مشاعر بريئة ، حب الشخص لا يعني تملكه و لا يعني الاستحواذ على مساحته الخاصة ، عندما نقع في حب روح أخرى نود لو نعيش فيها و تعيش فينا ، نتوق لمشاركة كل ما لنا معها ، نود لو تتخاطر افكارنا و تمحى اختلافاتنا ، لا بأس في ذلك ، كل ما في الامر حب اقرب ما يكون للإدمان ، ستؤلمك وساوسه و تجرحك جراحه ، لكن الإنسان قد يفضل خلوته احيانا ، و ذلك أيضا لا باس فيه ، ان البأس كله في قلبك ، و جراحك هي مسؤوليتك ، قد تتعلم من هذا الدرس شيئًا واحدًا ، اعثر لنفسك على مساحة كذلك ، افتح لنفسك المجال لتفكر وحدك ، و احتفظ ببعض من افكارك لنفسك ، عش بضع تفاصيل لوحدك ، قد تستصعب الأمر في البداية ، لكنها عادة قد تجيرك من النيران التي تجتاح صدرك لذا ابتعاد شخصك المفضل بضع مليمترات عنك ، قد تجد فيها شيئا من الشفاء و السكينة ، أو قد تروض تعطشك الدائم للقرب المبالغ فيه ، و الخوف الذي يسكن صدرة من المجهول .... لا بأس ببعض الخصوصية و لكل انسان الحق في اختيار اللحظة المناسبة للتطرق للمواضيع ، توقيتك الذاتي لا يسري على من هم حولك و العالم

مذكراتي العزيزة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن