مذكراتي العزيزة

الواضحة

يبدو انني دافعت باستماتة عن فكرة مفادها ان التواصل و افشاء ما نشعر به و التصريح بمكنون صدرنا هو المفتاح الرئيسي لاي علاقة ناجحة ، و انه بسبب هذا التواصل الواضح الغير مشفر ، فاننا نجعل علاقاتنا تنجح و تزدهر ...
هي فكرة صحيحة الى حد ما، لكنها تظل ناقصة ، و القطعة المفقودة التي غفلت عنها في استهتار كانت الحد الفاصل بين صحة النظرية و اعتلالها ....
بعد تفكير طويل وجدت ان الفهم الصحيح هو المفتاح لاي علاقة ناجحة و ان التواصل ان كان ينقصه الفهم الصحيح فهو باطل ، ناقص لا جدوى ترجى منه ...
افشاؤك لما يجول بخلدك و جعل رغباتك فصيحة مفهومة قد لا يقودك الى اي شيء سوى سوء الفهم و التعقيدات الثانوية .
كنت طوال السنين التي عشتها اهتف لاجل هذه الفكرة الناقصة ، حتى انني عرضتها على الجميع ، بل و كان يغمرني شعور لا يوصف حين ظني انني تعلمت قاعدة مطلقة و انني اعلم ما يكفي لتسيير علاقات و جعلها تنجح ، لم يكن ذلك فقط ، و انما شعرت براحة عجيبة و انا اعتقد انني لن يساء فهمي ان عبرت عن نفسي بالكلمات ، خصوصا انني كاتبة و الكلمات و التعبير هي مجال تخصصي و اكثر شيءٍ أجيده. انا كنت حينها جاهلة .
لم يجعلني هذا الاكتشاف اشعر بالحزن و انما الفخر ، شعرت انني بدأت انضج بحق ، و انا اكتشافاتي الصغيرة هذه تقودني الي فهم اعمق و اقرب الى الانسانة التي اود ان اكون في المستقبل . انا الان صرت اتعلم و هذا شيء يستحق الفرح من اجله . صرت اسير على خطى النضج ، و قريبا سأصير اكثر ثباتا و اقل جهلا ...