١٥

133 25 29
                                    







كانت تسير بجانبهُ والصمت بينهُم كان مُريعًا، أراد أن يكسر الصمت كعادتهُ لكن الآن بات الموقف مُختلف، هو مُختلف، وهي أيضًا، غصتهُ تتوسط حَلقهُ ويُريد البُكاء بأعلى صوت والإنتحاب حتى تجف محاجرهُ الرقيقة وينتهي منها الدمع النقي، هو لم يقصد فعل ذلك، لقد شرد للغاية حتى بات لا يعلم إلى أين يذهب وإنتهى به الأمر بجانبها على الأرض الصلبة يراها توبخهُ بشدة وتصرُخ فيه غاضبة بينما عيناها كانتا فيهُما لمعٌ خفيف يَعود للدمع العالق بين جفناها تحبسهُ بِكُل مَا تَقدُر عَليه، لا يعلم أي ردة فعل عليه إظهارُها أو أية مشاعر عليه الشعور بها داخلهُ، هو يشعُر بالتعقيد داخلهُ وزيادة الأمر سوئًا بينهُما، تُرى لمَ آل الحال بينهُم لذاك الشكل؟.

بينما جانبهُ كانت تسير هي شاردة بعقلاً يملأهُ الصَخبْ، تتلجلج داخل العديد من الأسئلة ذات نفس المعنى، تُرى لمَ أراد أن ينهي حياتهُ بذلك الشكل؟ كانت تعتقد يومًا أنها قادرة على تحمُل مسؤوليتهُ كصديقًا أبله لاتزال تراه كالطفل الوديع في الحديقة يلعب بأناملهُ الرقيقة مع وردة لطيفة، لكن حالهُ إنقلب وبات الطفل الوديع مُشاغب، يتشاجر دائمًا وبات داخلهُ حُزن كبير تستشعرهُ دومًا لكن ما يُفاجئها قوله العكس وكيف أنهُ بخير ويحاول جاهدًا أمامُها دومًا صُنع إبتسامة صادقة لكنهُ يفشل وتسقُط إبتسامتهُ أرضًا في لحظة، وتقرأ بين أعينهُ حينها شجن لا تستَطيع فِهم مصدره وسببه، وكم يُرهق ذلك أيسرها.

تحمحمت بخفة قبل أن ينطق فاهُها
" ألن تُخبرني لمَ أردت فعل ذلك؟. "
إستفسرت تروح لأحد المقاعد تجلس عليها.

نظر لها بطرف عينيه بهدوء ثُم هندم نفسهُ وضبط خُصلاتهُ المُبعثرة ثُم عاود وضع القُبعة علي رأسهُ قبل أن يتحمحم يُحاول أن يطرُد الغصة من حلقهُ
" لم أقصد فعل ذلك، كُنت أسير في الطُرقات وحيدًا فشردتُّ وإنتهى بي الأمر على وشك الموت. "
أنبر بهدوء شديد وبُبطئ يُحاول أن تُخرج نبرة صوتهُ طبيعية قدر الإمكان ألا يبان حينها صوتهُ الذي تستولي عليه الغصة.

" لكنكَ حذر دائمًا في السير على الطريق؟ مالذي تغير فجأة فيكَ وبتُّ لا تهتم حتى وإن دعستك الشاحنة. " قالت بحنق تلوح بيداها في الهواء.

" كُلنا نتغير، والمخاوف الذي كُنا نهابُها ونهرُب منها يومًا الآن بتنا نواجهُها بلا خوف. " قال.

" لكن ذلك لا يّعد مواجهة للخوف، هذا يُعد إنتحار. "
أنبرت غاضبة منهُ بشدة بينما إستقامت.

" إنتحرت كثيرًا من المرات عند أخذ القرارات وكانت تبوء بالفشل الذريع حينها، حتى وإن كان ما فعلتهُ عن عمد وأردتُّ الإنتحار لا يُهم، لمَ تهتمين حتى؟. "
قال بلامبالاة يتجاهل نظراتُها الحارقة تجاهةُ ينكس رأسهُ ينظُر لقدماه يضغط على شفتاه بقوة ويداه تشد علي طرف سُترته.

" أهتم لكَ لأنكَ مُهم بالنسبة لي، لمَ لا تُقدر قيمتك لدي؟ أُريد الإعتناء بكَ كصغير لطيف والتسكُع معكَ في الطُرقات وسماع الموسيقى الرائجة سويًا، نتمرد أحيانًا ونركُض تحت ماء المطر الغزير وسرقة بعض الحلوى من المتجر والركض سويًا من البائع، أن أستند علي كتفُكَ أبكي حالما أحزن وأن تُربت على كتفي تُزيح عنهُ الهمّ الفظيع وأن أرُد لكَ أفعالك حالما تكون بحالي، أُريدكَ كصديق لي حتى، لمَ لا تفهم أني أُريدُكَ ومهما بلغت المشاكل بينُنا لازلت أُحبُك!. " صرخت فيه بقوة تلوح بيداها في الهواء وعيناها باتت تُنذر بإخراج دموعها في أية لحظة، هو فقط ورُغم صُراخُها عليه إستشعر حلاوة كلماتُها لهُ وكيف خفق أيسره لأُحبك شديدة الجمال من ثُغرها، كيف أنها تهتم لهُ وأنها تُقدر وجوده بجانبُها، رؤيتهُ باتت مشوشة سبب تراكُم الدموع فيها وثُغره العابس شُدت عضلاتهُ تكون بسمة خافتة تكاد تُرى، لكن رُغم أنها تُريده كالصديق، أرادُها أن تُريدهُ كالحبيب، كان سيكون ذلك أشد جمالاً في يومهُ الكئيب.

" لكن نظرتُكِ لي كالصديق لا أُريدُها، أُريدُكِ أن تنظّري لي بمنظورًا أخر، كما أراكِ بِمنظوري أنا. "
ألقى كلماتهُ على مسامعُها لا يُبالي بالنتيجة، بعدما ختم جُملتهُ راح صوبها يُعانقُها بخفة يُربت على كتفُها، وبعد لحظات من تشتُتها لكلماتهُ أجهشت في البُكاء بعلّو تُبادلهُ العناق بينما تُتمتم بكم هي أسفة، و هو عيناه تذرُفان الدمع في صمت، كم كان يشتاق لها، وكم أراد أن يُعانقُها يشد على العناق بينهُم يومًا والآن تحقق مُبتغاه أخيرًا، الآن باتت بين أذرعهُ الباردة تنشُر في أنحاء جسدهُ وقلبهُ الدفئ، وكم كان ذلك الدفئ جميلاً.

.

" ألا يجب علينا الإفتراق؟. " أنبر بتوتر خفيف حالما ولجوا للمدرسة سويًا.

" ولمَ؟. " إستفسرت تنظُر لهُ تنتظر الإجابة.

" تعلمين، الشائعات و الـ. " قاطعت حديثهُ
قَاطعتهُ " لا أهتم. " قالت بلا مبالاة تسير رفقتهُ.

تبدد كُل التوتر داخلهُ وشعر حينها بالحماس يتدفق داخلهُ، وبكم هو الآن باتت تغمرهُ السعادة، فَضوئهُ الزاهي لحياتهُ عاد و أخيرًا تُنير عُتمة دواخله، شبك يداهُما بخفة والإبتسامة تكاد تشُق وجهةُ.

" إذًا هيا بنا لشراء مشروب قبل بدأ الدوام. "
أنبر بحماس يسحبُها خلفهُ تبتسم تحت أنظار الجميع ومن ضمنهُم رفاقهُ المُبتسمين بخفة عليهُم.

' الآن يُمكنك الإعتماد علىّ، حقًا يا عزيزتي يُمكنك. '

_

سو هابي ان سيلي و وون رجعت العلاقة وطيدة بينهم.♡

رأي؟.

3الوانشوت في نزلته حبايب قلب سكايو>

بايباي><

Let Me.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن