12

663 30 0
                                    


اقتربت من آية ذات المزاج الفرح، سمعت مزاحها مع عنبر، يبدو أنها خرجت من قوقعتها بعد أيام من العزلة، شاركتها المزاح وجلست إلى جوارها تتذوق الحلو المفضلة لديها، نظرت إليها الخادمة بحزن: والله من ساعة ما الشركة خدت وقتك كله والواحد مالوش نفس يدخل المطبخ، فين أيام ما كنت بتونسيني.

غمزتها مداعبة: أونسك بردو ولا أشيل هم مساعدة عمو إسماعيل من على كتفك.

-ودي كمان، فيها إيه يعني؟؟

قهقه الجميع وأتت الخادمة الجديدة تخبر عنبر بوجه جامد أن السيدة كادي تطلب رؤيتها لأمر ضروري، انصرفت خلفها تعلم أنه أمر تافه ولا يقرب للضرورة بشيء لكنها ما تزال سيدة في هذا المنزل وعليها الطاعة، اطمأنت سلمى على شقيقة زوجها وتأكدت أنها في حال أفضل، اعتذرت منها كي تصعد إلى غرفتها تنشد بعضًا من الراحة.

وصلت إلى قمة الدرج ولمحت ياسين يفتح الباب ويدلف حجرتها، تعجبت دالفة خلفه، خرج من الحمام عندما شعر بدخول أحدهم، نظر إليها لائمًا: كل دا؟.. مستنيكِ من بدري.

تأخرت؛ لأنها عرجت على الأخصائية التي تتابع معها النظام الغذائي وبرنامج فقدان الوزن،

حيث أنها لا تتوجد في الصباح الباكر حين تذهب لممارسة التمارين، لم تخبره كل ذلك وسألته مستغربة: مستنيني؟.. ليه؟

تحس ذقنه وشاربه: مش قولتِ إنك مساعدة حلاق درجة عاشرة؟.. قررت أجرب شغلك بقى يا أسطى.

ابتسمت لغمزته، وضعت حقيبة يدها جانبًا ثم شمرت عن ساعديها وتقدمته إلى الحمام: بس كدا؟.. من عونيا.

بدأت تشذب لحيته بمهارة اكتسبتها من إخوتها الرجال ووالدها، قالت بينما تريح الماكينة من العمل وتنظفها من بقايا الشعر قبل أن تتابع: آسفة لو كنت عملتلك مشكلة مع كادي.

ترك بصره مطالعة صورته المنعكسة في مرآة الحمام -ينظر إلى ما أحرزته من تقدم يُشد به- ووقع على رأسها المنكس المستغرق فيما تفعله، قرر تجاهل الأمر: ماحصلش حاجه.

أسرعت: مش قصدي أوقع بينكم والله.

نظر إليها مبتسمًا بغموض: عارف.

أضاف عندما طال صمتها وتدقيقها في تعابير وجهه: مش هتكمل يا أسطى ولا إيه؟

بسمة صغيرة رسمت شفتيها قبل أن تضغط على زر التشغيل وتعاود تكملة ما بدأته، تفكر في ثقته بصفاء نيتها وعدم رغبتها في إحداث خلاف، لأن قبولها بالزواج من خاص متزوج يعد إضرامًا لنيران الحرب والفراق.

انتهت بنتيجة استحسنها كلاهما، اعتذرت عن مساعدته في جمع الأغراض لكي تجيب على هاتفها الصاخب يطالبها بالإسراع في الإجابة، هتفت بفرحة تتحدث إلى والديها من ثم أشقائها وأولاد أخيها الأكبر، أغلقت الخط تريد أن تحلق بين السحب، التفتت لتصطدم بنظرات ياسين المستفسرة وبسمته الضاحكة وحاجبيه المرتفعين.

رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora