11

736 30 0
                                    


اتصل سعدان بقرينه الشيطاني خلف يحثه على التحرك؛ فقد مضت مدة طويلة دون جديد، طلب منه الأخير التريث وأخذ الأمر بروية، ليس المهم كم يستغرق من الوقت بل النتيجة النهائية والقضاء التام على أقرب الأخرين إليه وألد أعدائه.

-على مهلك يا سعدان باشا، أنا مستني الفرصة المناسبة بس.. سيبني أتكتكلك بمزاج.

-ماشي يا سيدي، خلينا وياك لما نشوف آخرتها.

أغلق الخط واستغرقته أحلام اليقظة، يفكر في شقيقه حينما تهشم رأسه القوي مصيبته الجديدة، ويأتي إليه منكسرًا زاحفًا على قدميه، اتسعت ابتسامته وأغمض جفنيه مستمتعًا بما يدور في خلده.

***

لم ينتبه إلى الأقدام المتحفزة التي تقبل عليه، يد قبضت على ساعده، اسقطت فأسه وأدارته حول نفسه، لم يكن قد تمالك دهشته حين أرقدته لكمة عنيفة فوق وجهه أرضًا، دنى مهاجمه وأمسك تلابيب جلبابه بقبضة والأخرى تتوعده.

صاح به زين وأسنانه تطحن بعضها: أنت إيه يا أخي؟!.. ما بتحسش؟.. سيبت أختك لحد ما خليت كلاب السكك تنهش فيها، خلتها عايشة زي اليتامى وأهلها على وش الدنيا.

أوقف رئيس العمال من حاول الاقتراب لفصل الاشتباك، يهشهم بذراعيه إلى بقعة أخرى من الأرض بعيدًا عن الحديث الدائر حتى يستقر الوضع بين الصديقين والشريكين.

حدق محمود في صديقه ببلاهة، جلس مستندًا على الأرض بكفيه يلتقط أنفاسه المتسارعة بما يسمع وبعد الضرب المباغت: قصدك إيه؟

هزه بعنف: قصدي إن أختك شادي بيه علم عليها وهتك عرضك يا باشا.. مبسوط دلوقتي؟

تركه يقف على قدميه وملامح الاشمئزاز تملئ وجهه، نفض يديه بعدما صلب طوله، شرد دقيقة وسمح له زين بذلك لعله يعود إلى رشده، لكن صدمته حين سمع تمتمته الساخطة: أما أشوفها بنت الـ*** دي، والله نهايتها على إيدي.. وسخت اسمنا ومرمطتنا فـ الوحل.

صاح بوجهه يفيقه من غفلته: أنت إيه؟!!، جِبله!، بدل ما تقول هتلاقيه من تحت طقاطيق الأرض وتربيه على عملته عايز تقتلها هي؟؟

اشتد غضب الأخر فجابهه بالمثل: ما هي لو كانت متربية وعندها دم ما كانتش طاوعته ولا هربت من أهلها عشان واحد وسخ زيه.

دفعه من كتفه مهاجمًا: ما أنت لو كنت أخ بجد، كنت قدرت تحتويها وتكلمها بالعقل بدل الشخط والنطر.. والعصبية والحبس كان زمانها قاعدة فـ بيتها معززة مكرمة.. إنما نقول إيه، واحد بغل زيك مش قادر يحتوي عيله صغيرة.

لكمه يخرس كلماته التي تحاول إشعال الضمير الذي داوم على تنويمه في خيمة من العسل البارد: احترم نفسك يا زين، أنت جاي تبهدلني م الصبح وقدام اللي شغالين عندي وساكت عشان ما أكبرش الموضوع.. إنما لو استمريت على كدا مش هيهمني.

رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن