الفصل الثالث والعشرون
عندما تكون العلاقات هشة .. سطحية .. وليدة اللحظة والرغبة - مهما عظم الحب فيما بيننا -تتفكك سريعًا وتسقط بصوت مدوي مُهشمة فوق رؤوسنا و لا تنجح قط !!
سُلافه الشرقاوي
وقفت بجواره ينظران من زجاج شرفتهما على التي تحتل الحديقة تستذكر دروسها ، زفرت بقوة : أنا خائفة
مط شفتيه ليضمها إلى صدره مطمئنا وهو يراقب إيني المتجهمة والتي تستذكر بجد وجسدها مشدود بتوتر وحزن أليم يضفى لمعة ساحرة بمقلتيها : لا داعي للقلق .
__انظر إليها يا أمير أنها مختلفة أشعر بها رغم إخفائها عني وتهربها من الحديث معي ، حتى أمي تشعر بأن هناك شيئًا خاطئًا بها ، جمدت ملامحه لتشد على ساعده برجاء حار - تحدث معها يا أميري لعلها تخبرك عم يؤلمها .
شد جسده وهو يمأ برأسه إيجابًا ليخطو تجاهها وهو يبتسم بحنو شع بعينيه ،رفعت رأسها تنظر إليه قبل أن تبتسم بتوتر عكسته حركة جسدها وهو يجلس بجوارها ويسألها بمرح: ألا تشعرين بالبرد ؟!
هزت رأسها نافية وهي تحافظ على ابتسامتها الغير صادقة ، فسألها مجددًا : تستذكرين دروسك؟!
أومأت بالإيجاب وابتسامتها تنهزم فوق شفتيها ليتفحصها بدقة ثم يزفر بقوة : لماذا لا تذهبين إلى جامعتك يا إيني ؟!
أجابت بهدوء : لا محاضرات لي ثم أنني أنهيت مشروع تخرجي لهذا الفصل الدراسي ،واستذكر استعدادًا للامتحانات .
صمت قليلًا قبل أن يسألها بحنو : هل هناك ما يمنعك من الذهاب إلى الجامعة ؟! هل هناك ما يضايقك ؟
__ يضايقني ، مثل ماذا ؟!
__ الأحرى نسأل مثل من ؟!
التفتت إليه بانزعاج تجسد بملامحها ليهمس بتساؤل جادي : هل هو خان ؟!
__خان ؟! ما به خان !!
زفر بقوة : أنتِ لم تذهبِ إلى جامعتك منذ زفاف بلال يا إيناس بل منذ صباح اليوم التالي للزفاف ذهبتِ وعدتِ بملامح مغايرة و روح مختنقة ومشاعر هائمة في بحر مظلم .
اقترب منها بجسده : أخبريني عم حدث وأجبرك أن تتبدلين بتلك الطريقة ، ما الذي حدث وأطفأ لمعة عينيك ،ما الذي حدث وجرح قلبك وأدمى مشاعرك ، من الذي تسبب بكسرتك يا صغيرة ؟!
تمتمت بصوت مختنق : خان ليس له علاقه ...
قاطعها بصرامة : أعلم أنه ليس خان فأنتِ لم تنتبِه إليه من الأساس ليتسبب في جرحك وإيلامك
رفت عينيها بسرعة ليسأل بصوت تشبع بثقته : هناك آخر وثقت به وخان ثقة قلبك .
جمدت ملامحها لتنافس تماثيل الشمع لتهمس بصوت جليدي : أنا من اخطئت وعليه أتقبل العقاب وحدى
أنت تقرأ
رواية فرصة اخيرة .. الجزء الثاني من سلسلة حكايا القلوب
Romanceأشار إليها بالاقتراب فأطاعت في مرح وعفوية سكنت حدقتيها تسأله عم يريد فيبتسم بمكر ويعدل من وضع نظارته الشمسية ويسبل أهدابه مخفيًا نيران شوقه التي اندلعت بقوة فأضاءت حدقتيه بلون كهرماني مخيف . جذبها من كفها بخفة ليحتجزها بين ذراعيه وعجلة القيادة فسأل...