البارت الثاني و العشرونّ

ابدأ من البداية
                                    

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

باريس ، الساعه ٧ الصبح :
عند شادن ، كانت جالسه على الأرض نظارتها بعيونها
وايدينها على الطاوله تكتب الين طاح منها القلم
وتعبت ايدينها وغمضت عيونها وشالت النظاره
وسندت راسها على الطاوله وتنهدت بتعب : يارب نهاية هالتعب
نتيجة تسر الخاطر
فتحت عيونها على ظافر اللي متمدد على الكنبه ومغطي وجهه بكتابه
ولما سمع كلامها رفع الكتاب وقال بتعب : ماظنتي تجيبين نتيجه زينه وانتي مذاكره من تحديدك بس بكيفك ، قلت لك ذاكري من تحديدي
شادن ابعدت عن الطاوله ورجعت لين وصلت للكنب وسندت ظهرها وغمضت عيونها : اترك التحديد على جنب ، انا خايفه انام
واسحب على الإختبار وماجيب نتيجه اصلاً لازينه ولا شينه
ظافر : شوفيني عيوني مقفله ، قومي لاتجيبين لي النوم اكثر
عدل نفسه وجلس وطق ظهره وقام وانحنى لها ومد يده لها
وحطت كفها بكفّه وابتسم لما شافها مرتخيه وواضح منهد حيلها
سحبها بسرعه عشان تصحصح وقفت وشهقت بألم : اخخ ظافر
خلعت يدي حسبي الله عليك
شد على كفها ورفعها لمستواه وباسها وهمس : اسف
بس بذمتك ماصحصحتي
شادن بربكه : اكيد اني بصحصح من الألم ، يلا بروح اتجهز واجيك
شد على يدها : لحظه
وقفت غصب وناظرت فيه وشافت بعيونه نظره غريبه اربكتها
اكثر وكمّل ظافر بشبه إبتسامه : اذا رجعتي اليوم نامي وارتاحي
لأن بكره بنسافر انا وياك ، بنرجع للسعوديه
توسعت عيونها بصدمه وكمّل ظافر : اخذت اجازه يومين ، مع الويكند بتصير خمس أيام ، يمدينا نروح نحضر زواج جراح وحنين .
شادن بهمس : مو تقول مامعك فلوس ؟
ظافر ترا عادي مو لازم تضغط على نفسك انا مقدره وضعك و.
ظافر : انا كم عندي شادن بحياتي ؟
تورّدت ملامحها وردت بإبتسامه : وحده
ظافر : وحده وتطيح لجلها الثقايل ، والغالي يرخص لها
رفعت يدها اليسرى وشدت على يده اللي ماسكها فيها
وهمست : الله لايحرمني منك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الـرياض ٨:٣٠ الصـبح :
صحت الهنوف على ريحة القهوه وصوت جدّها
وهبوب نسمات الهواء البارده ، حست بصداع فضيع
من كثر مابكت قبل تنام قامت وهي تلم جاكيتها عليها
وطاحت عينها على دانه نايمه على الكنب ومتغطيه بشرشف خفيف
اخذت غطاها وحطته عليها ودانه ضمته وواضح انها بردانه .
رفعت الهنوف فراشها واخذت لها لبس وطـلعت لدورة المياه اعزكم الله .. تسبحت وطلعت صلّت الفجر وهي حاسه ببروده فضيعه بجسمها
ماتدري الجو بارد بزياده ولا جسمها فيه شيء ، جلست بعد الصلاه
ربع ساعه تستغفر وتقرأ اذكارها وتحاول تهدي نفسها وتشد عزومها
رغم ان الحزن ماكل قلبها والغيره مقطعته وصايره من داخلها شبه ميته لكنها متماسكه عشان اللي في بطنها ، نعمة الله ومستحيل تستهين بالنعمه.

طـلعت وهي شايله هموم الدنيا على راسها وخانقتها العبره
وتحس لو كلمه زياده توصلها راح تموت من قوة انها مو قادره
تتقبل صدمات اكثر ، طلعت للحديقه وشافت جدّها جالس
وقهوته قدامه تطبخ وريحتها فايحه بالبيت وهو يغني
وواضح مزاجه عالي ، لما شاف الهنوف بدأ يغني فيها وهو مبتسم
لكن الهنوف ماركزت بكلماته ولا اهتمت ولا ابتسمت .
جلست قريب منه وهو مستغرب منها قال بتعجّب : يالله صباح خير
وش بك يالهنوف
أستجمعت نفسها وقالت بغصّه : امي بأي سجن ؟
وشجاع وين زوجته ؟ وكم عمر بنته ؟
انصعق جدها وطاحت من يده علبة الهيل وابتسمت الهنوف بألم
ونظرات مليانه خيبه : ياحسافه ، كنت اقول جدي غير
والله كنت اشوفك غير ..
نزلت راسها وغطت وجهها وبكت ثواني ماقدرت تتحملها
ورفعت راسها ومسحت دموعها وقالت بحده : ليش اصيح ليش
ليش مو انتم اللي تصيحون بدال الدمع دم ؟
جـدها بضيق : اهدي وانا جدك ، الأمور ماتنحل بالدموع والنياح
انا مالومك يوم تزعلين، اللي مخبينه عنك كبير لكن يشهد الله
ان سالفة سجن امك منها ، هي اللي حلفتنا بالله مانعلمك !
الهنوف وقفت وهي تمسح دموعها : عمري ماراح اسامحكم
كلكم ، لا انت ولا امي ولا خالي ولا شجاع ولا عساف .
جـدها بحرقه : ، عشت عمري انتظرك ، يوم رجعتي تبين تقاطعيني ؟
الهنوف اوجعتها نبرة الحزن بصوته لكنها تجاهلته
قامت وهي بمعنى الكلمه منهاره داخلياً ومو قادره تركّز . .
وقفت لما سمعت صوت الباب ينفتح ، التفتت وشافت شجاع يدخل
لكن المصيبه والكارثه مو أنه دخل ، المصيبه باللي دخلت معه
كانت يده بيـدها ، ويده الثانيه تسحب شنطـتها
وعيونه تناظر مابينها وبين الهنوف بشـتات فضـيع .
توّسعت حدقة عينها وهي تتأمل البنت اللي معاه
عمرها مابين الـ٦ والـ٧ سنـوات بعيونها نظاره طبيّه
وشايله بيدّها لـعبتها وشعرها يلعب به الريح مثل مايلعب بشماغ شـجاع .. انحنى لمستواها وقال بإبتسامه : هذي خالتك الهنوف ، سلمي عليها
رجعت الهنوف خطوه لما تأكدت من شكوكها ، هذي بنـته
حسَت قلبها ذاب بين ضـلوعها ، ونار الغيـره شبّت بروحها
ضاقت عيونهـا وشدت قبضة يدها والعبره خنقتها وماقدرت تتظاهر بالبرود مثل مـاقررّت ، لا كان واضح على وجهها الغيره الممُيـته ، تقدمت لها البنت وبإبتسامه بريئه وبخجل رفعت نفسها لمستوى الهنوف تبي تسلّم عليها .. لكن الهنوف صدمتها وصدمت الكلّ لما سبقتها بـكف على خدّها طيـر نظارتها وتعثرت بخطواتها وطـاحت ويدها على خدها ورجفت من الخوف .. وقف الجد وهو معصّب : الهـنوف !
شجاع انحنى لها ورفعها عن الأرض ورجّع لعيونها نظارتها
وقال بغضب يخفيه : ريما يوجعك شيء يابابا ؟

الشجاع و الهنوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن