دار عقله في ثمالة، رجل في منزلة والده يطلب منه يد العون ولكن هل يستطيع مساعدته أم سيكتفي بالإنسحاب؟

***

ترجل من سيارته حالما رأى شقيقه يغادر مدرسته، أشار له من بعيد كي يأتيه، اقترب منه فارس قلقًا فليس من عادة أخيه القدوم إليه: أنت إيه اللي جابك؟

ضربه على مؤخرة رأسه: دا بدل شكرًا يا أخويا.. ولا تسلملي يا غالي.

صعد إلى جواره هاتفًا: حيلك حيلك.. هو أنا هأشحت منك ولا إيه؟

تابع مزاحه مع شقيقه وبعد أن رماه بنظرة جانبية: دا اسمه ذوق مش شحاته يا بجم.

الطريق كان ضيقًا بالكاد يسمح لعربة واحدة بالمرور في حرية وراحة، رفع زين رأسه ينظر في مرآة السيارة متعجبًا للأخرى المخصصة للنقل خلفهم، دمدم بصوت هامس: دا غبي ولا إيه؟، الطريق يادوب يعديني أنا هأعديه إزاي؟

ارتفع صوت بوق السيارة الخلفية فيما تحاول المرور عبر الجزء الخالي من جانبه، أشار له بكفه بعدما أنزل زجاج نافذة السيارة، وعيونه تتابع مراقبته في المرآة العاكسة صارخًا: مافيش مكان هتعدي إزاي؟؟

يبدو أنه لم يسمعه أو لم يهتم بما قال فقد أصر على العبور، صف زين سيارته جانبًا مصرًا على الحديث مع السائق الآخر يفهمه ويدعه يمر لينتهي الأمر قبل أن يلقى كلاهما حدفه بالحيود عن الطريق.

هبط من سيارته ولحق به الثلاثة رجال من السيارة الأخرى، عقد حاجبيه متوجسًا واهتزت عويناته الزجاجية فوق أنفه تشاركه اضطرابه، اقترب منه أحدهما ووضع كفه فوق كتفه بينما عينيه تتحرك صعودًا وهبوطًا فوقه،ازداد قلقه من لهجة حديثه: واخد الطريق لوحدك ليه يا برنس؟

نظر إليه ورد ببرود: زي ما أنت شايف الطريق يادوب يساع عربية واحدة.

تحدث الثاني مملسًا على وجنتي زين: ولا إكمنك ابن ذوات يعني هتاخد الطريق لنفسك؟

طرق الثالث على معدن السيارة وهز برأسه: لا شغل نضيف بصراحة.

لم يعجب فارس ما يحدث بالخارج فهبط، توجه إلى شقيقه وهو ينظر إلى البقية: جرا إيه يا زين؟

خشى على شقيقه التهور والإندفاع فحثه على العودة إلى السيارة: مافيش حاجه، اركب أنت العربية.

ابتعد الثالث عن السيارة يلوي شفتيه ساخرًا: إيه؟.. خايف على العيل دا مننا ولا إيه؟

ثار فارس: عيل فـ عينك.. أنا أرجل منك ومن اللي معاك.

أمسك الثاني بتلابيبه رافعًا أحد حاجبيه: ما تتكلم عدل ياض.. ولا أنت فاكر إن فلوسك هتخلينا نسيبك كدا من غير حساب؟؟

حاول زين التقدم من أخيه لكن الأول كان ممسكًا به بقوة يمنعه عن الحركة ودنى منه الثالث حتى لا يتدخل، هتف زين: مالكوش دعوة بيه.. خليكوا معايا أنا.

رُزق حُبي (الجزء الثاني من رزقت الحلال)Where stories live. Discover now