البارت الخامس

34.7K 434 102
                                    

.
.
وصـلوا للمستشفى ولما وقف عسّاف عند باب جناحها تزاحموا معـاه على الباب وقال بتحذير : لحظه لحظه !
ناظروا فيه وكمّل : ترا البنت تعبانه ، يعني ياعلي بربرتك الزايده مالها سنـع

علي مافهم عليه : يااخي افتح كرمال الله بدنا نتطمن
فتح الباب عسّاف ودخلوا اربعتهم وطاحت عينهم على شجـاع جالس على الكـنب وملقّي ظهره لغرفة الهـنوف .
نوران ماعرفته ، لكن دانه استنتجت انه شجاع وعـلي عرفه وحسّ الغليل يزيد عليـه ، تقدم له بدون شـعور وبهجـوم : ياسافـل ، استغليتني وخطفت الهنوف وعذبتها .
شجاع : اخوي علي ترا احنا بمستشفى مو مكان للصراعات
نوران : مش عيب عليك تخطف بنت عمك
شجاع : مالي خلق اخذ واعطي معاكم لكن بوّضح الهنوف زوجتي .. اخذتها برضاها بدون خطف
دانـه : برضاها ؟ الظاهر انت تشوف الناس مدمّغه ماتفهم خبثكم اسمع انت وولد عمك علشان لايطول الكلام الهنوف لو صار لها شي بتندمون والله .
تعدّتهم ودخلت لغرفة الهنوف ودخلت وراها نوران وتقدّم علي بيدخل وأنمسك بقوه من شجاع وقال بحدّه : عينك بعميها لك لو شفتها صوب الهنوف !
علي بتعجّب : ليش ؟ الهنوف بمقام اختي
شجاع : بمقام اختك ، ماهي اختك لجل تمون عليها لهدرجه
عسّاف ربت على كتف علي : اسمع ياعلي حنا مقدرينك من تقديركم للهنوف لكن لاتتدخلون بين الرجال ومـرته
علي انقهر منهم لكن ماوضح لهم ، طلع وهو حزين لإنه كان يشوف الهنوف ودانه مثل نوران والحين تغيّر الوضع.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دانـه أول مادخلت وشافت الهنوف وتلاقت عيونهم لاشعورياً نزلت دموعها وراحت لها جلست جنبها وضمّتها بقوّه والهـنوف بكت لما ضمّتها ، بكت بشكل يرثى له نوران كانت تناظر بضيق وتحاول ماتبكي معاهم جلست جنب الهنوف ومسحت على شعرها
وقالت بهدوء : طمنينا عليك
دانه مسحت دموعها وحاولت تكون أقوى وقالت بحده : لاتخافين ، كلمنا الشرطه وكلهم واقفين له وقفه ابو غاده وابو علي وعلي ، كلنا معاك
الهـنوف بغصّه : ماينفع ، لإن معاه عقد الزواج مهما قلتوا ماراح ينسجن ولا يفارقني ، بيبقى لي شوكه بالبلعوم
نوران ترددت باللي بتقوله لكن عزّمت : طيب الهنوف شو المانع من انك تعيشي معاه ؟ انا حاسه انه بيحبك يعني مافي رجال بتهجره مرتو سبع سنين وبيجي لعندها !
دانه : شوف الخبله هذي ، ياغبيه جاي يقتلها مو جاي حباً فيها
الهـنوف مسحت دمعاتها بيدّ راجفه : لا يادانه ، جاي لإنه يحبني
دانه ناظرت فيها مصدومه ومسكت راسها : يارب لا تفقدني صوابي واضح انكم مسوين مقلب فينا ، علي يقول انه استدرجك وجاب مفتاح الشقه يعني الموضوع واضح خطيفه وانتي تقولين يحبني ورايحه معاه برضاي بينما انتي الآن بالمستشفى !
الهنوف برجفه : أنا بالمستشفى لإني انصدمت بخبر وفاة امي واغمى علي وجابني هـنا ، بس
دانه ونوران ملامحهم كانت أكبر معبّر عن صدمتهم .
كانوا يعرفون وش كثر الهنوف تحب امها نوران ماقدرت تمسك دموعها وطلعت عشان ماتزيدها على الهنوف.
امّا دانه أعجُوبه انها مسكت دموعها بأكثر لحظه كسرت قلبها
ماشافت بحياتها بنت تحب امها مثل ماتحبها الهنوف
ماشافت بحياتها بنت تكتب لأمها كثر ماتكتب الهنوف
كل شي تكتبه ، المواقف واللحظات والمشاكل
حتّى بيوم ميلادها تنفرد لحالها وتجلس تكتب لأمها
ومن هِنا عرفت دانه ان الهنوف اقوى بنـت على وجه الأرض لأن ماشافت احد مثلها يفقد أعز الله على قلبه بعد غياب وانقطاع سبع سنوات ويكون بهذا الهـدوء .
خافت عليها وقالت بصوت مليان عبرات : حبيبتي ليش هاديه كذا مو حلو انك تكتمين و. إيمانك بقضاء الله قوي الحمدلله
الهنوف : لو اني كتمت كان متت من فرط الكتمان لو اني مؤمنه بزياده كـان مابكيت على شيء احسه كـذبه وخدعه
رفعت راسها وهمست بحرقه : احسه يكذب علشان يعذبني يدري اني ماخاف من بعد الله الا على امي , تخيّلي يقول يقول امك عانت من السرطان ، واكتشفوه بمراحل متقدمه ومامداهم يعالجونها وماتت ، يعني قصده انها كانت تتعذب
تتعذب وانا هنا انعم بأجواء باريس ، تحترق من الكيماوي
وانا تمطر وتثلج من فوقي ، تنـام على مهدئات وانا انام على صوت الأغاني
تصبّح على اوجاع وانا أصبح على خيـر
واخرتها تمُوت وانا ماشفتها ولا فرحت بتخرجي
ولا افتخرت فيني ، مو معقوله هذا كله يكون صحيح
انا ادري ان شجاع قاصد يعذبني بهالتفكير !
دانه احترق قلبها وكانت تبكي بصمت من كلام الهنوف لكن ماوضحت لها مسحت دموعها وقالت بصوت تحاول انه يكون طبيعي : الهنوف لاتعيشين بأوهام ، الموت مافيه مزوح اذا كان يلعب عليك فاالله لايبيحه وعساه يفقد من يحب علشان يعرف ان الله حق والموت مابه هزل
وان كان صدق فهذا قضاء الله وكلنا ماشين بهالدرب ازعلي على فراقها سنين طويله لكن لاتزعلين انها مرضت وماتت مريض السرطان ان مات شهيد ، والموت حـق وعلى روس العباد وأمك فخوره فيك حتى لو ماشهدت تخرّجك يكفي انها كانت تمشي بين الناس وتقول ارسلت بنتي تدرس وتعـز حالها ، يكفي انها رفضت تخبّرك بمرضها علشان ماترجعين وتتركين دراستك ، ماعليك من شجاع ومن اهلك ان كانوا مايفتخرون فيك يكفيك فخر امك وفخرك بنفسك مايوصلون ربع اللي وصلتيه ولا ياخذون من بحر علمك قـطره !
الهنوف حسّت براحه عظيمه بعد كلام دانه وكأنها صبت ثلج على نيران قلبها مسحت دمعتها وشدت نفسها وقالت بإبتسامه : ياربي أنا مدري شلون بكون بدون دانـه !
دانه استانست لإنها رجعت مثل ماتعرفها وقالت بهدوء : انا كل اللي ابيه انك ترجعين بقوّتك وتكسرين عيونهم وتثبتين لهم انك صح وهم كلهم أغلاط .
الهنوف قامت وهي تمسح دموعها ورفعت شعرها وربطته عدل ونزلت من سريرها : يالله .
دانه : ويـن ؟
الهنوف : بطلع خلاص مافيني شي !
دانه : لكن للحين انتي تعبانه مارخصّوا لك
الهنوف : ماني تعبانه، لكن كنت محتاجتك وانتي جيتي والحين مو محتاجه شي !
دانه ابتسمت وطلعت وراها وهي عارفه ان الهـنوف هي اللي بتغلـبهم رغم محاولاتهم بغلبهـا..
الهنوف : الحين بروح لمعهد الرقص ، راح اقص شعري
دانه بصدمه : لاعاد قلنا خلك قويه بس ماتوصل لشعرك وبترقصين بعد ؟ لا عز الله فلحنا
الهنوف تتخيّل غيرة شجاع الجنونيه اذا شافها ترقص وابتسمت بدهاء : لازم .. لو يوم واحـد
طلعـوا من الغرفه وكانوا متوّقعين يشوفون شجاع لكن ماكان موجود
وطلعت الهنوف من المستشفى وكلمّت سالي وعطتها موعد دوامها وقفّلت وهي متحمسـه للي بتسوّيه رغم نصح دانه لها بعدم التهور لكن الهـنوف كانت تبي تحرق قلبه بأي طريـقه وماراح تكتفي بإنها ترقص وخلاص ، صارت تخطط لأشياء أعظـم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شجـاع كان واقف بسيّارته ومعاه عسّاف وينتظرها تطلع وهو عارف ومتأكد انها بتنفّذ كلامها وتهـرب ، شافهم يطلعون وياخذون تاكسي ومشى وراهم وعسّاف يناطر للطريق بهدوء
قال بملل : الحين انت وش تستفيد اذا سويت كذا
شجـاع : راح تختفي وانا ماعندي استعداد ادورها من جديد
عساف : ماتقدر تختفي ، السكن هنا مو بسهوله تلقاه
شجـاع ساكت وكمّل عساف : ها شوف ، هذا طريقهم
شجـاع : انت ماعندك نيّه ترجع للسعوديه ؟
عسّاف : لا ابشرك جالس لك جلسه هنا
شجاع ضحك : اجل انا باخذ الهنوف ونرجع ونخلي باريس لك
عساف : ابنصحك نصيحه ، لاترجع وانت ماصفّيت حساباتك معاها لازم تلقى حل ، لإنكم لو رجعتوا وبينكم مشاكل راح تزيد وتتفاقم فـ ماراح تستفيد شي ، الحل تلقاه بباريس يا إما انكم تتصالحون ولا تنفصلون !
شجاع : أنا مخطط لكل شيء ، لاتشغل بالك
عسّاف : يعني مخطط تدخلها المستشفى من اول لقى بينكم
شجاع : إيـه ، انا متعمد عطيتها خبر وفاة امها ببرود
عساف : المشاعر ماهي لعبه ، افرض ماتت
شجـاع : قلعـتها
عساف : انصحك تسوي دورات بالتناقض
شجاع ناظر فيه بقوّه وقال عساف ببرود : والله انا ماقلت شي هي تعبت وبغيت تموت من خوفك عليها فكيف لو ماتت ، والله ان تموت وراها
شجـاع : عطيتك وجه واخذت راحتك بزياده وانت تتكلم عنها ، صم حلقك
عسّاف : الحق ناطق ينطق منتصراً ان نطق
والباطل ينطق منهزماً مهما طال الزمان .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العصـر :
في بيت أبو سليمان وبالحديقه كانوا مجتمعين عياله وعيالهم والجلسه تشرح الصدر والكل مستانس بإستثناء البنات
ظـافر كان جالس جنب جدَه وعيونه بعيون شادن اللي تخزّه بقهر ولما خزها
صدت عنه وهمست : ياشينك بس
أمها : من تقصدين
شادن : ظافر
أمها : ليه
شادن : طقت روحي منه شكلي بفصخ الخطبه مليت
امها : أسكتي لايسمعونك
شادن : حتى لو يسمعوني ماراح يهتمون لإن بالنهايه قرارهم هو اللي ماشي
ابو سليمان : اخخ لو عيني تشوف ولدكم شجاع
ابو شجاع : ليه وش هو مسوّي
ابو سليمان : يقول الهنوف تعبانه وماودها تكلمني ، ابي افهم ليش تعبانه
شادن بجرأه غير متوقعه منها : يمكن مرضت من تخلّف ولدكم
ناظروها كلها بإستحقار وكملت بدون اهتمام : شفيكم ؟ انا صادقه بنت رايحه تتثقف وتتعلم وهو رايح ينتقم منها لإنها رايحه تتثقف وتتعلم ، متخلّف والله
ابو شجاع : جزاك الله خير وانا ابوه وجالس ماحترمتيني
ابو جراح : الوكاد اني ماعرفت اربيك ياشادن
شادن : شدعوه يبه الحين اللي يقول الحق يصير مو متربي ؟ ترا عادي تتقبلون اراء غيركم وتستوعبون ان عندكم اغلاط ترا حلو الواحد يغيّر من سلوكيّاته وتصرفاته مو يعيش باقي عمره بنفس العقليه ونفس التفكير الله خلق الإنسان علشان يتفكّر بالدنيا ويتعلم !
صــدمه للجميع ، الجمتهم بكلامها لدرجة ان محد قدر يرد عليها عرفت كيف تسكتّهم وتقلب الموضوع علـيهم .
وئام بهمس : اتوقع لو تجي الهنوف ماراح يحسبونها طالما شادن موجوده
حنين بنفس الهمس : بس ماسمح لها تقول عن اخوي متخلف
وئام : الله يهديك ياحنين بعد اخوك متخلف هذي الحقيقه تقبليها
حنين عصبت : لا عاد احترمي نفسك انتي بعد اسمعي ياشادن مالك دخل بشجاع والهنوف واخر مره اسمعك تقولين عنه كذا
شـادن : ماعليه يابنت عمي ، الحقيقه مرّه وتوجع !
ظـافر : علي الحرام ياعمّ ان ماربيت بنتك مالها مجلاس معي ودامنا مارسينا على بر نفصخ الخطوبه أفضل
ابو جراح بإحراج : امسحها بوجهي وانا عمك ام جراح خوذي بنتك بسرعه
ام جراح : قومي لابارك الله بالعدو
شادن قامت ودخلت قبلها وهي مستانسه لأنها نكدّت عليهم
لكن إنقهرت من كلام ظافر وقالت وهي تتكتف : يكون أفضل لو تفصخ الخطوبه وتخليني اشوف نصيبي مع غيرك مو منقعني اربع سنين تنتظر وظيفه وتحسبني انتظر معك ترا طايبه نفسي مثل ماطابت نفس الهنوف وفارقتكـم .
خـرّبتها مع ظافر ومع الكلّ وفهموا مغزى كلامها
كأنها تقول بهرب مثل ماهربت الهنوف ، وقف ابوها
وهو منعمي من الغضب اندفع لها وبصوت حـاد : ياقليلـة الحيا !
ابو سليمان : اوقف ، لاتضربها !
ابو جراح : خلني اربيها قليلة التربيه
ابو سليمان : التربيه مو بالضرب ، انا اعرف شلون اربيها
ظافر بسخريه : لا حلفت عليكم محد يربيها غيري
فهمت قصده وفار دمّها وقالت بصوت راجف : ماعليه يمون ابوي ومحد يربيني غيره
قربت له وقالت بأستسلام : اضربني عادي ماراح ازعل اهم شي قلت اللي بقلبي
ابو سليمان : والله ثم والله اللي يمد يده على البنيّات الا اغضب عليه
لمعت عيونها شادن وقال ابوها بضيق : الشكوى لله ادخلي ولي تصرف ثاني معك
ام مبارك : قطيعه يالسانها اطول من مزون
مزون : انا وش دخلني ياعمه
ام مبارك : ماقلت شي صدق لسانها اطول منك
مزون : اهون علي اكون قصيره ولا يكون اسمي خزنه
ام مبارك : حتى البزارين صاروا يضحكون على اسمي الله يسامحك يايبه
ابو سليمان : انتي تشوفيننا رايقين يوم انك تحلطمين على اسمك وانتي ماتستحين تضحكين على اسم عمتك من زين اسمك عاد
مزون ضحكت ونزلت راسها وضحكوا عليها البنات
ام مبارك بضحكه : والله يامزون وهذاني احلف الا تسمين بنتك خزنه !
مزون : استغفر الله لاتحلفين وبعدين وش دخلك ببنتي
ام مبارك : مو انتي بتصيرين زوجة ولدي عساف وعساف مايرفض لي طلب لو تصيرين اغلى من روحه عليه !
انـصــدمــت مزون والكل انصدم بإستثناء الاباء والأمّهات لإنهم عارفين ان ام مبارك خاطبتها لعسـاف وموافقين
الا مزون انصدمت لكن حسبتها تستهبل وانحرجت : مالقيتي الا عساف ، اللي مايحبنا
ام مبارك بإستغراب : ليه مايحبكم ؟
مزون توّهقت كانت بتطلع نفسها من دوّامه ودخلت بدوامه كبيره
وتدخلت امها بسرعه : يعني انه دايماً مسافر ومايجتمع معانا مثل باقي العيال
ام مبارك : لا بالله انه يغليكم وماله غيركم حتى عيال عم ماله
مزون بدت تخاف لأن الموضوع قلب جـدّ وقامت بسـرعه : بنات تعالوا عند شادن
قاموا البنـات ودخلوا كلـهم والجد مستانس على مزون وخجلها
وقال بفخر : ماشاءالله عليها تستحي
ابو جراح : هم صحيح توأم لكن شادن ملسونه
ابو شجاع : الحين اخذتم راي عساف بالخطبه ؟
ام مبارك : لا ماخذته بس ولدي واعرفه بيستانس
ظافر كان متنرفز وقال بقوّه : خلاص ماعاد ابي شادن
ابو شجاع : مو بكيفك ، اغد رجال وقم دور لك وظيفه واستعجل بالعرس
ابو جراح : عيب عليك تقولها بوجهي مير ابي اعذرك لأنها ضايقتك
ظافر : لا والله مابيها خلوها تخيس عندكم .. سلام
ابو سليمان وهو يشوفه يطلع قال بهدوء : تعال ياظافر ماحد بيجبركم اجلس انت وياها وتفاهموا ، واذا ماوصلتوا لحل لاتكملون محد جابركم !
وقف واخذ نفس عميق وارتاح من كلام جده
والتفت له : الله يطول بعمرك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بـعد أسـبوع :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهنوف اليوم أول ايّام دوامها بمعهد الرقص وكانت متحمسه مو لأنها ترقص متحمسه تشوف شجاع وهو يموت من القهر ولا يقدر يتدخل ، وأتفقت مع دانه على خطّه وطبعاً دانه كانت رافضه لكن كان مصيرها تقتنع من إقتناع الهنوف ، اخذوا رقم عـساف من علي
مع انهم مومتأكدين اذا كان رقمه او لا لإن شجاع قال اتصل فيه وبتلقى وظيفتك جاهزه وهم شكّوا انه رقم عساف لإن مافي غيره يعرف شجـاع.
طلـعوا وهم يمشـون بطريق واحد الين وصلوا نهايته لفّت الهنوف يمين للمعهد ولفّت دانه يسـار للمقـهى
ورفعت جوّالها واتصلت رقمه وهي تدعي انه مايكون معصب اليوم بالتحديـد ، بعدين بكيفـه .
ثواني ورد عـسّاف : Bienvenue ؟ " أهـلاً "
دانه : مانت بهيّن ياابن الصحراء ، بسنه تعلمت فرنسي
عسّاف عقد حاجبينه وقال وهو يتذكّر نبراتها : دانه ؟
دانه : ايه دانه ، ممكن اقابلك الحين ضروري
عسّاف : لا
دانه : ليه
عسّاف : كاسره ظهري وتقولين بقابلك ؟صدق وجه ابن فهره
دانه : و عشان كذا انا بقابلك ، بعتذر لك واعزمك على قهوه للمره الثانيه على التوالي ويصير بيننا قهوتين بدال القهوه
عسّاف : عرض مغري صراحه ، قهوه بهالأجواء الخلابه ماتنفّوت بس بعد الاعيبك انتي والهنوف ماتمشي علينا لو تحاولون تمشّونها .
دانه انقهرت لإنه شبه فاهم هي وش تبي وردت ببرود علشان تثبت له العكس : الحين الهنوف مع زوجها ينجازون انا وانت شكو فيهم ، يالله عاد لاتطول لا اكنسل ، باي
قفّلت لما وصـلت وجلست بشرفة المقهى تنتظره رغم برودة الجو الا انها ماحبت تدخل علشان اذا جلس تعطيه الخبر وتتعذر بالبرد وتقوم بسرعه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهـنوف وصلت للمعهد وإستقبلتها سالي وعرفتها على المشرفه اللي إستانست بإنضمام الهنوف لهم وأشادت بقوامها وطولها المناسب للرقص .
الهـنوف كانت خايفه وماودّها تخطي هالخطوه لكن مخططه إنها يوم واحد بس يشوفها شجـاع وبعدها تشيل هالفكره من بالها.
اخذت المـقصّ علشان تقص شعرها الى تحت اكتافها مثل ماانطلب منّها ،
لكن وقفتها المشرفه وهي تناظر بشعرها بإعجاب : لا ، لقد حدثتني سالي عن رغبتك بعدم قص شعرك وامتنعت ولكن الآن سمحت لك ، شعرك جميل
الهنوف أنبسطت : شكراً .
دخـلت للكـلاس وشافت مجموعه كبيره من الأشخاص ودبّ بقلبها الخوف لكن ما استسلمت ولا تراجعت وتقدمّت بكل ثقه ووقفت بيـنهم .
وأخذت الفستان وانصدمت من قصره رغم انها تدري لكن لما صار الجدّ انصدمت .
سالي : يالله أدخلي واطلعي اسويلك شعرك بالطريقه المطلوبه بس لازم انتي تتعلمين علشان تسوين لنفسك الأيام الجايه !
الهنوف : لا حبيبتي انا ماراح استمر ، اليوم بس وراح أترك !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسـاف وصل للمقهى ولمحـها من بعيد
كانت جالسه ومسنده وجهها على الطاوله وتطقطق بجوالها وواضح انها ملّانه وهو ماشي لها
تلقائياً سأل نفسه " وين اهلها ؟ من لها غير الهنوف ؟"
وقف جنبها وقال بهدوء : صباح الخير !
دانه ناظرت فيه بدون ماترفع راسها وناظرت بشكله
كان لابس جينز وجاكيت اسود وطاقيه سوداء ونظارات سود
وشكله مُهيب لكن ردّت ببرود : اهلين ، تفضّل
عسّاف جلس قدامها ومدّ لها ورده لونها أبيض وابتسمت
بسخريه : ليش ابيض ، لو انك جايب اسود مثل طلّتك
عساف : والمفروض انتي تعطيني دامك كسرتي ظهري وبتعتذرين ، كملي إعتذارك بورده !
دانه : رغم انك تستاهل بس انا اسفه بعدين مره ثانيه جيب ورد احمر وعلى فكره الورده يابسه مثل حلق راعيها !
عسّاف وهو ينزّل نظاراته : عاد هذا الموجود ، كذا صرنا متعادلين عزمتيني على قهوتين وعزمتك على وردتين
دانه : لايكون الورد مو من ابو غاده ؟
عساف : لا
دانه : اي وانا اقول ، ابو غاده جناينه رطبه المفروض ندعم بعضنا كوننا عرب مو نشتري من الاجانب !
عسّاف : هذي ماشريتها ، لقيتها طايحه وجبتها لك
دانه : اخخ بس لولا المسدس اللي مخبيه بجيبك
عساف كانت عينه على ايدينها وهي تلمّهم على كوب القهوه
قال بهدوء : قومي ندخل عن البرد
دانه : لامرتاحه هنا واصلاً ابي امشي ، بس جيت اقولك خبر عن الهنوف
عسّاف ماإهتم لطاري الهنوف وقام سحب القهوه من قدامها ومسك يدها بقوه وقوّمها معاه ودخل فيها وطلب من النادل يدخّل قهوتهم ،
وقف قدامها وطاحت عينها بعينه
وقالت بربكه : مابي اجلس يانشبه ، قلتلك بقول لك خبر عن الهنوف وأمشي ، مو ميته على الجلسه معاك
عسّاف بهدوء : يا الغاليه دانه ترا المشاكل السياسيه ماتأثر على علاقات الشعوب ، انا ويّاك كون مالنا احد خلينا مع بعض مو تقولين العرب اولى بالدعم ؟
دانه كانت بتضحك من كلامه لكن ردّت وهي تتصنع السخريه : ياخي انا لو بلتفت للعلاقات السياسيه ماصاحبت الهنوف ولا قابلت وجهك
عسّاف : وانا لو تهمّني العلاقات السياسيه ماعطيتك وجه
دانه : تهبى ويهبى وجهك
عسّاف : تهبين ويهباك الله ، اجلسي
جلست وتكتفّت وجلس قدامها وقالت بهدوء : بردت قهوتي اطلب لي قهوه ثانيه مامعي فلوس
عسّاف بوهقه : وانا مامعي فلوس بعد
دانه : جاي لباريس ومطفر
عسّاف : هو الحقيقه كان معي بس شريت فيها الورده اللي بين يدينك
دانه ناظرت فيها بذهول : مو تقول لقيتها طايحه
عسّاف : لا بصراحه شاريها بميتين فرنك ، لإنها تطول ماتموت
دانه ابتسمت وحسّت بإحراج وقالت بهدوء : اصلاً انا عادي اشرب القهوه وهي بارده
عسّاف : وانا ماارد العزيمه لو انها نار مو ثلج .
دانه : شكلك ماصدقت احد يعزمك
عسّاف : تقريباً ، صار لي سنه لحالي بباريس كنت احتري شجاع يجي يسليني لكن
دانه ضحكت لما فهمت قصده : لاعادت من جيّه
عساف : ماقول الا ليتني ما احتريته
دانه : سنه كامله تطارد ورا الهنوف ، صج انك نذل بس حليل
عساف : شدّخل نذل ، ولد خالي طلبني ومارديته
دانه : وليه ماجاء هو يدوّر عليها
عساف : كان يدرس ، علشانها
عقت حواجبها بتعجّب : شلون يدرس ،اذا هو اكبر من الهنوف بخمس سنين ، و الهنوف متخرجه من سنتين يعني المفروض متخرج من زمان !
عساف : لا ، مادرس الجامعه بدري وكان ناوي يدخل العسكريه لكن مادري وش جاه يوم سافرت الهنوف راح ودرس من جديد وتخرّج وهو معاه ثلاث لـغات.
دانه بربكه : انت ماتدري هو ليش درس ؟
عساف : لا مادري بس من سافرت الهنوف دخل الجامعه
دانه : انا بقول لك ، بس لاتقول له !
عساف : ماشاءالله ، قايلتلك كل شي ؟
دانه : اي صديقات ليش مستغرب ؟ المهم
عساف : قولي ، وش مهببه من هبايب ؟
دانه : الهنوف بيوم ملكتهم قالت لشجاع انا طموحي فوق لاتحط راسك براسي وانت ماتسوى خلخالي، واحد مثلك زين يعز نفسه علشان يعزني !
عسّاف بصدمه : قالت له كذا ؟ ياخيبة الهاقي
دانه : صج الهنوف ملسونه بس ولد خالك معقد ماخذها خدامه الظاهر يوم يمنعها من الجامعه والوظيفه !
عساف : والله اني حاس ، مامكبّر راس الهنوف غيرك
دانه بربكه : اي صح ، نسيت اقول لك اللي جايه علشانه
عساف : قولي اسمعك ، وش من مصايب جديده ؟
دانه : الهنوف اليوم بدت تداوم بمعهد رقص نصحتها وماسمعت النصيحه ، ابيك تخبّر شجاع يروح يقضبها عاد الا الرقص ماهو من مواخيذنا ولا يرضي الله ولايرضينا
عسّاف حسّ بضيقه وتنهد : يعني سويتي اللي براسك يالهنوف
دانه بصدمه : شنو تقصد ؟
عساف : انا سامعها وعندي خبر انها بتسجّل فيه بس ماقلت لشجاع حفاظاً على العلاقه وتجنباً للمشاكل
دانه : تصير مشاكل احسن ماتصير فضيحه اتصل فيه وخبّره خله يمنعها دامها مابدت !
عسّاف رفع جواله واتصل على شجـاع : كالعاده مايرد و..
شجاع : هـلا
عساف : اول مره بحياتك ترد بدري
شجاع : وش بـغيت ؟
عسّاف : والله مادري وش اقول لك ، ترا حرمتك بمعهد الرقص وتبي تتروقص بين الرجال الحق عليها قبل تبدأ
شجاع أنــصدم وقال بحده : اذا تستهبل والله ياويلك
عساف : مااستهبل ، بس هد اعصابك و.
قفّل الخط بوجهه ووقف عساف ووقفت دانه وهي خايفه : وش قال ؟
عساف : عصب ، بيذبحها ، بروح لهم انا
دانه : وانا بجي معاك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شـجاع وصل لمعهد الرقص وهو منعمـي من الغضب . من أول ما خبّره عساف وهو يحس انّ الأرض فوقه مو هو فوقهـا ، مصدوم منها ، كيف يجيها حماس ترقص وهي دوبها سامعه بوفاة أمّها
وهو بطريقه لها درس الموضوع براسه ، ودامها قايله لدانه تقول لعساف فـ اكيد انها متقصّده تقهره بهالشيء طمّن نفسه وهو يقول ان الهنوف ماتسويها لكنها بتقهرني وهذا من دافع قهرها
وصـل للمعهد ودخل بدون تأني وعينه تناظر بكل مخلوق قدامه يدوّر بينهم الهنوف ، كان المعهد كبير ولا هو عارف وين يروح سأل عن المبتدئين ودلّوه وعلى احد الساحات الكبيره وراح لها وقبل يوصلها سمع منها صوت الموسيقى العالي وتخايل له شكل الهنوف
وهي ترقص حسّ بنار تاكل قلبه ودخل بسرعه وطاحت عينه على عشرات الأشخاصبعضهم جالسين وبعضهم يرقص بحماس ، غمّض عيونه يحاول يستوعب الوضع وحطّ في باله ان الهنوف مو معاهم ورغم هذا مشى يدّورها بينهم ، وصل لنهاية الساحه وهو ماشافها
وحسّ براحه وما إن هدت نبضات قلبه الا وقفت الموسيقى ورنّ جرس والواقف ثبت والجالس وقف وطاحت عينه عليها وهي توقف بين الجموع وحسّ الكون وقف مع وقفتها عينه درست تفاصيلها ، وكيف كانت بفستان عاري وترقص بكلّ خفّه وحماس وكأن الدنيا رهن إشارتها ولا وراها رب ولا ولا اهل وسُمعه ولا زوج يغار عليها وماعذّبه بحياته الا غيرته ومو عارف الى أي هاويه بتهوي فيه.
انتظموا الطلاب بالرقص وكل اثنين صاروا مع بعض شاف الشخص الفرنسي وهو يوقف جنبها ويبتسم لها فقد أعصابه ورغم تزعزع ثباته كان هادي من هدوء الجو تقدم لهم من الخلف وسحب الشخص الفرنسي من جنبها
وقال بصوت حاد : مكانك ليس هنا.
دفّه بعيد وصار مكانه وهي كانت حاسه لكن شاده انتباهها مع المُدربّه وكانت تعلمهم الرقصه الفرديّه والهنوف ضاربه التدريب بعرض الحائط وترقص رقصها العادي لين خلص الرقص الفردي ووقفـت الموسيقى وفجأه دخلوا مجموعة عازفين وشافت الهنوف كل اثنين يصيرون مع بعض وحست بربكه من جدّية الوضع لما بدى العزف والتفتت يسارها
ورفعت عيونها له وشهقت من قلبها لما شافته حاولت ترجع لكن يّده كانت اقرب لخصرها مسكها وجذبهـا له وقلبها بيطلع من ضلوعها ولاجاء في بالها الا انه بيقتلها وماتوّقعت انه بيرقص معاها لكن صدم عيشتها لما مسك كفها بكفّه وحط يدها الثانيه على كتفه .
سرحت بعيونه والصدمه واضحه فيها مثل ماواضح بعيونه الشر بغت تموت من الخوف رغم ان هذا اللي هي تبيه.
بدأ الكل يرقص الا هم ، وشدّ على خصرها لين حسته راح ينكسر من قوّة قبضته لكنها تحاملت على نفسها
وغمّضت عيونها وهمست له : أخرج عن العُرف و راقصني ! .
طـلع شجاع وهو ماسك ذراعها بكل قوّته ومجرد ماطلع من باب المعهد وقّفها قدامه وأول مارفعت عيونها لـه جاها كـف ماجاها بعـمرها كله ، حسّت الدنيا اظلمت وفقدت سمعها وشوفها
من عقبه رفعت راسها مره ثانيه وماشافته ، كانت بتتلفت تدوره
لكن ماقدرت من ألم رقبتها ، تجمعت عيونها بالدموع وضعف نـظرها ولفت بكل جسمها تدوّره ماحست الا بايدين على اكتافها
وماسمعت الا صوت دانه : تعالي معاي بسرعه قبل يرجـع
الهنوف بغصه : هو ماراح علشان يرجع
دانه : بسم الله وينه ، تعالي لايشوفك امشي
الهنوف سحبت يدها من دانه وقالت بضعف : اتركيني
عساف : الهنوف مو وقت تحدي ، امشي لايقتلك
الهنوف ناظرت فيه بعيون غرقانه وهمست بضيق : كله منك تارك حياتك واهلك وجاي تدورني ياعساف
عساف اوجع قلبه كلامها ومااهتم لشجـاع وقال بصراحه : انا ادورك له لإنه يحبك مو عشان يقتلك لكن انتي بأفعالك بتخلينه يقتلك !
سكتت الهنوف وعيونها دارت بالمكان تدوره
عساف طاحت عيونه على دانه وهي ترجف لإنها نزلت معطفها ولبّسته الهنوف ، نزل جاكيته ومده لها : البسيه لين يفرجها الله
دانه : لا مابيه
عساف رجع لبسه وكشّرت دانه : طيب احلف علي يمكن انا مستحيه
ضحك عساف ورجع نزله والهنوف خزّتهم ، هي خايفه وهم يتمازحون مشت عنهم ومجرد ماتقدّمت سمعت صوت سيّارة تقرب لهم ماشيه اخر سرعه ووقفت وتجمّدت واظلمت الدنيا بعيونها وهي تتخيل ان هذي اخر لحظاتها بالحياه قربّ لها الصوت وسمـعت وراها صوت عساف ودانه يحذرونها لكنها وقفّت واستسلمت وعيونها تنثر دمـعات حزنها وشتات روحهـا .
وماحسّت الا بصوت صدمه قوّيه اشبه بصوت قنبله جاي من وراها وشهقت شهقه مو صاحيه من الخرعه والتفتت بدون شعور وشافت سيّارة شجاع داخله بسيّاره ثانيه وجنبها عساف ودانه منهارين من الصدمه ، الهنوف مافي كلمه توصف شعورها وخوفها عليه تمنّت لو الصدمه جات فيها ولا فيه تقدّمت بخطوات سريعه وايدين راجفه فتحت باب سيّارته بصعوبه وجاء معاها عساف اللي لازال مصدوم رفعوا راس شجاع
وكان وجهه مليان دم ،

شهقت وغطّت فكها ودموعها تصب مثل المطر وعساف سند ظهره وكرسيّه وطبطب على خده وقال بخوف : شجاع شجاع تسمعني
الهنوف بصوت باكي : لا ، كان بيعاقبني وعاقب نفسه
دانه مسكتها وقالت برجفه : الهنوف تعالي
الهنوف بصراخ : لا ، ابعدوا
عساف بتوّتر : مايسمعك ، مغمى عليه مو اكثر
الهنوف مسحت وجهه بيدينها وقالت بهمس : شجاع ليتك قتلتني والله مسموح بس لا تأذي نفسك
عسَاف زاد توتره وقال بقوه : ابعدوا عنـه ، مافيه شي نبضه طبيعي ، البلا باللي بالسياره الثانيه ان صار فيه شي بينسجن شجاع !


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
راضي أحس بوحدتي و أنا بعيد و لا أحس بوحدتي .. و أنا معك
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشجاع و الهنوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن