الفصل الثاني والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

نظرت الى هاتفي لأجد انها الخامسة إلا ربع.. بالكاد سألحق موعدي مع كارل وانا لا احب ان اتأخر لذا استوقفت سيارة اجرة واخبرته بوجهتي وبالإسراع وخلال عشر دقائق تقريبا توقفت السيارة امام المقهى الذي اعتدت مقابلة كارل به.. نقدت السائق ماله ثم ترجلت ودخلت المقهى ملقية نظرة على الطاولات حتى وقعت عيني على كارل يشير لي فاتجهت اليه وجلست امامه وقبل ان اتمكن من قول اي شيء قال:

-تبدين في حال مزرية

اومأت برأسي ولم احاول الإنكار فأنا فعلا في اسوء حال ممكن:

-اعتقد ان هذا متوقع.. انت بالتأكيد تعرف تفاصيل البارحة

شبك اصابعه امام وجهه وقال:

-هذا بالضبط ما اعنيه لماذا لم تأخذي اليوم اجازة على الأقل وانت بهذه الحالة؟

حاولت اخفاء رغبتي العارمة في الإنتقام والغضب الشديد الذي اشعر به وقلت بعزم:

-هناك ما يجب ان افعله اولا بعدها تأتي الراحة.. اخبرني بما وصلت اليه؟

هز رأسه موافقا ثم قال بجدية:

-رقم السيارة الذي اخبرتني به استطعت من خلاله الوصول لصاحب السيارة المشكلة هنا ان السيارة كانت مسروقة وهي الأن بحيازة الشرطة ولا يمكنني الجزم بمتى عثروا عليها او هل استطاعوا امساك سارقها ام لا.. لإنهم لم يعيدوا السيارة الى صاحبها حتى الأن..

قلت في حنق:

-لكن هذا يعني انه لا يمكنني الوصول الى اي شيء من صاحب السيارة!!.. فسائقها قد يكون اي احد.. هذا طريق مسدود اخر..

رفع كارل حاجبيه في ذهول مصطتنع ثم قال:

-ما الذي تنويه يا جوزيفين؟.. ما الذي قد تريده الأنسة الدن مما طلبته مني؟

قلت بخشونة فلم اعد اكترث حتي بتغلفة مشاعري:

-لا دخل لك بهذا

فض يديه وابتسم بسلاسة ثم قال:

-عزيزتي جوزيفين انا لست محققا استأجرتيه وقد اتفقنا على ثمن ام انك نسيتي؟

عقدت حاجباي وقد بدا الضيق جليا على ملامحي قائلة:

-ماذا تعني يا كارل؟

اتسعت ابتسامته وقال بهدوء:

-اعني اني قد عدت للصحافة بعد انقطاع طويل لكن حالي ليس كما كان لذا انا بحاجة الى سبق صحفي فما رأيك؟

هدأت قليلا وانا ارى مبتغاه مما يطلب وقلت:

-انت تريد ما اعرف؟.. تريد القصة لكن الحقيقة يا كارل انه يمكنني وبمكالمة ان اجعلك تترأس اي جريدة تريد في هذه البلاد تقريبا فلماذا تتخذ الطريق الصعب؟

تابع بنفس الهدوء:

-ليس انت يا عزيزتي بل شقيقك سيتو فهو الواصي عليك الأن ومما فهمت انك وشقيقك على خلاف ولا اعتقد انه سينفذ هذا لك وحتى لو انه وافق فهذا ليس ما اريد..

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن