|الفصل التاسع والعشرون|

Start from the beginning
                                    

استدرت بدوري عائدة حيث الجميع، فقد اكتفيت حقًا منه اليوم، وإن تحدثت سأبكي لا محالة، حاولت بقدر الإمكان رسم ابتسامة مرحة قبل الوصول لهم.

وقمت باستغلال الحرب التي يشنها السيد كاسبر على لوك وهانتر وبيتر. وتظاهرت أنني المرحة التي ستساعده في الانتصار عليهم.

ورغم شهيتي التي افتقدتها مما حدث، ولكنني تناولت بشراهة كبيرة وأنا اثرثر مع الجميع تقريبًا، واحاول بقدر الإمكان التصرف بشكلٍ طبيعي متناسية رغبة البكاء التي تحاربني.

وكم كنت ممتنة لعمتي سكاريت التي وافقت على مرافقة ايفان عوضًا عني، وأخذت أنا مكانها..

ما تبقى من الطريق قضيته في صمتٍ تام، أسند رأسي على الزجاج وأراقب الطبيعة من الخارج أحاول التفكير بحلٍ ما يخرجني من الوضع الذي أقمحت نفسي به...

مضت ثلاثة ساعاتٍ أخرى ونحن في الطريق، وهاقد أعلن لوك وصولنا إلى وجهتنا.

وقد خطف أنظاري بطبيعة هذا المكان الساحرة، رغم أنني سئمت حقًا رؤية الثلوج أينما ذهبت؛ ولكن الثلج هنا بدأ ساحرًا للغاية.

امتزج جمال الجبال الثلجية هنا مع السهول التي لا زالت تتمتع بخضرة لافتة، لم يتمكن صقيع الشتاء منها ومن أشجار البرتقال والليمون التي ملئتها.

ـــــ كلوديا أنظري هناك بحيرةٌ شديد الزرقة.

التصقت بحماس بالنافذة أنا وبيتر، وكم تعجبت من صفاء مياه هذه البحرية الخلابة وسكونها وكأننا في منتصف شهر يوليو.
ابتسمت بحزن؛ فزرقتها التي اتشحت بلون الزمرد من هذا الارتفاع بدت شبيهة للغاية بعيناه.

كان اكثرنا حماسًا هنا لوك: الحمدلله لقد عدت لمنزلي آخيرًا يا الهي كنت ضائعًا وحزينًا طوال العام الماضي.

ــــ وأنا أيضًا أشعر بأن نفسيتي الكئيبة تجددت بقدومنا إلى هنا.

تحدث هانتر بنبرة شاعرية، وهو ينظر للمكان باعجاب، لا مشاكل لهاذين الاثنين ويتعاملان طوال الوقت على أنهما الأكثر همًا من بين الجميع.

أنا نفسي بكم المصائب التي على عاتقي لا أتصرف مثليهما.

تقدم هانتر يحشر نفسه في الفراغ الذي بين مقعد لوك وجدي: سنذهب اليوم للتزلج وركوب التلفيرك، ثم  سنذهب لقرية الأكواخ السياحية، وبعدها سنتوجه لزيارة الشلالات وتناول الغداء هناك، ثم التوجه مباشرتًا إلى الحي القديم حيثما  سيقام المهرجان ونحظى بعشاءٍ لذيذ ورقصٍ حتى الرابعة فجرًا.

فغرت بحماس من كم هذه النشاطات المذهلة وقلت: أيمكنني مرافقتكما؟..

أومأ لوك وهو يخبرني عن المزيد من المتعة وسارع بيتر يبدي رغبته في مرافقتنا أيضًا.

بنصف القلبWhere stories live. Discover now