{الفصل الرابع والعشرون}

Comenzar desde el principio
                                    

تنهدت بنفاد صبرٍ: حسنًا أعدك.

ضيق عيناه بشك وقال وهو يكتف يديه: لا تبدين كفتاةٍ يمكنني الوثوق بها، ولكن لا بأس أنا أكره بريندا ودين حقًا وأريد مساعدتك.

يا له من فتى غريب، ألم يكن يرغب في إفساد علاقتي بشقيقه قبل قليل؟..

ـــــ أين ذهب الذي يكرهني ويريد من شقيقه أن يتركني.

ــــ لا يزال هنا.

قال مبتسمـًا بسخرية فقلت باستغراب: ولماذا تريد مساعدتي إذن؟..

أغمض عيناه وقال بتسلط: أنا هنا من يطرح الأسئلة ويجيب عنها وأنتِ عليك الإنصات وقبول مساعدتي وحسب.

أعقب بعد أن رمقته بغيظ: شكوكِ في محلها، أجل أيفان كان مولعًا ببريندا لسنوات، ربما ثلاثة أو اربعة لا أذكر، وكانا رائعين معًا حقًا، كانا بمثابة روميو وجوليت العصر، ولكنهما كانا وغدان معًا ولم يضحِ أحدهما من أجل الآخر.

قطبت قليلًا باستغراب فوضح هو: تعلمين شغف ايفان بجمع المال وروحه الطماعة التي تريد الإستلاء على إرثه من والده كانت العائق بينه وبين علاقته ببريندا، فقد واجه خطيبك الكثير من المشاكل مع أحد ابناء عمومته وقد وصلت به هذه المشاكل لتعريض حياته للخطر.

كتفت يداي أنظر له بتركيز متجاهلةً ألم قلبي الذي بدأ يتفاقم واستطرد وهو يرسم الملل على ملامحه: ورِقة بريندا اللامتناهية لم تسمح لها برؤية حبيبها العزيز يتعرض للخطر، فهرعت لتخبر جدي، وجدي حاول إيقاف أيفان وتشاجرا أيفان مع بريندا وبلا بلا بلا حتى انتهى بها الأمر تخييره إما البقاء معها والتنازل عن حقه في أملاك والده، أم أخذه حقه عنوةً منه وتركها هي.

ابتسم بخبثٍ ثم قهقه قليلًا وقال ساخرًا: ولأن ايفان هو ايفان فقد اختار المال بكل تأكيد، تعلمين خطيبك وغدٌ للغاية ويمكنه التخلي عنا جميعًا مقابل المال.

ظننت لوهلة أن بريندا هي من خانته وتخلى عنه هنا، لم اتخيل للحظة أن شغف ذاك المتغطرس بالمال يصل إلى حد النذالة.

بللت شفتاي أقاوم دموعي من الإنهمار أكثر وأكمل هو واعتلى وجهه الوجوم: وحينها وبعد أن انفطر قلب بريندا، تدخل الطرف الثالث الذي كان يحبها بصمتٍ مطبق، وبدأ في التقرب منها بحجة مساندتها في وقتها العصيب، وبعد أقل من عامٍ على ترك ايفان لبريندا، أعلن دين رغبته في الزواج منها وأظنك على درايةٍ بالباقي.

رائع إتضح كل شيءٍ الآن، إتضح مغزى وجودي في حياته، أنا لستُ سوى الستار الذي يداري به جرحه من تركها له.

ــــ كلاهما يظن أن الآخر تخلى عنه، وحقد كلاهما حقدًا شديدًا على الآخر وبالأخص ايفان فتلك الغبية لا تجيد سوى البكاء في المواقف المعقدة.

ـــ مذهل، حقًا مذهل، لقد خدعني بكل بساطة الآن لكونه لم يحتمل أمر زواجها من دين وأراد الإنتقام منه بالزواج من شقيقته أليس كذلك؟..

بنصف القلبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora