أسوار كال "وتين ٢ "

الفصل التاسع

الفصل التاسع

تلألأت أعين الجميع بالأشياء التي تتحرك في الجو دون المساس بها أو التحكم، فشعر كال بالانتشاء من نظراتهم وكأنه أرضى جزءًا من غروره؛ فابتسم وتقدم بعد أن وصلت كل الوفود وتظهر في أعينهم الدهشة والإعجاب، وقام بأخذ وتين من يدها، فأمسك مالك بيدها الثانية ونظر له كال قائلًا:
_ لو سمحت مستر مالك أنا أريد أن تترجم وتين ما سأقوله ، وأعتقد أنها هنا للقيام بذلك!
أفلت مالك يدها وأشار لعمر كي يرافقها، فهز رأسه بتفهم وتحرك كل من كال ووتين وعمر تجاه ذلك اللوح الموضوع أرضًا، وما إن وقفوا عليه حتى ارتفع لأعلى؛ فصرخت وتين خائفة، فأمسك بها عمر جيدًا كي يهدئها، وكال لم يخفِ تلك الابتسامة المغترة من على شفاهه، ثم نظر إلى ذلك الميكروفون الموضوع جانبًا وحلق في الهواء ليواجه فمه، ثم ابتسم قائلًا:
_ مرحبًا بكم جميعًا، اسمحوا لي أن أقدم لكم أرض الخيال ،أو كما أحب أن أطلق عليها: «أرض المستقبل»، كم منكم أحب أن يحلق كالطيور في صغره، أو حينما يشعر بالضغوط تمنى أن يترك كل هذا ويحلق لأعلى بعيدًا عن كل هذا؟ لهذا لدينا الألواح الطائرة والسيارات كذلك، كم منكم أحب أن يمتلك الـواي فاي بأعلى جودة ممكنة، وهاتفًا يستطيع أن يعطيك كل ما تفكر فيه، فقط فكر واترك الأمر عليه! سيُعطى هاتف لكل فرد منكم ،وبمجرد أن تمسكه في يدك سيُسجل اسمك داخله،  ومن الضروري اصطحابه في كل مكان تذهب إليه! وأرقامه مميزة فرقمك هو عبارة عن رقم واحد أو اثنين متدرج من 1 إلى 100، وإذا أردت أن تتصل بأصدقائك فقط اطلب رقمهم! بإمكانه إعطائك كل شيء إلا الاتصال بمن في الخارج؛ لأنكم الآن انقطعتم عن العالم الخارجي، وأصبحتم فقط هنا ولمدة شهرين، استمتعوا بكل ما ستعطيه لكم التكنولوجيا!

نظر كال إلى وتين فاقشعر بدنها وطلب منها ترجمة ما قاله؛ فهزت رأسها وتوترت حينما تحرك الميكروفون تجاه فمها، وابتلعت ريقها بصعوبة فأدرك عمر توترها وأراد أن يترجم أولًا، فمد يده كي يمسك بالميكروفون، ولكن أصابته صدمة كهربائية حادة كادت أن تسقطه أرضًا ،فأمسكت به وتين سريعًا ونظر له كال ضاحكًا، وقال:
_ من فضلك مستر عمر! الأشياء هنا في غاية الذكاء، فلا تحاول العبث معهم! تعامل باحترافية مع صنع يداي، هذه الأشياء لا تأتيك باستخدام يدك، بل بعقلك! استخدم عقلك لإدراجها لك وهي لها القدرة الكاملة على قراءة أفكارك!

استنكر عمر الأمر وكذبه، فلا شيء يستطيع قراءة أفكار الشخص غيره، وأراد إثبات ذلك؛ ففكر بعقله أنه يريد الميكروفون، ولكنه لم يتحرك من أمام فم وتين، فضحك عمر وقال:
_ استخدمت عقلي، ولكن يبدو عليه لم يقرأ عقلي جيدًا!
ضحك كال، وقال:
_ فكر بالإنجليزية عمر!
قطب عمر حاجبيه واستخدم عقله ليطلب الميكروفون باللغة الإنجليزية، وشهق بصدمة حينما تحرك الميكروفون ليقف أمام فم عمر؛ فضحك كال بقوة، ونظر لنظرات البهر في عيون الوفود من كل دول العالم! فقال عمر بتلعثم:
_ ولكني لا أتذكر ما قلته كاملًا!
نظر له كال وابتسم، واللوح الذي في يده يتحرك ليصل ليد عمر ،وقال كال بكبرياء:
_ لا عليك، اللوح دوَّن كل ما قلته، اقرأ منه!
رفع عمر حاجبه مبهورًا، وبالفعل وجد كل شيء دُوِّنَ داخله، فقال:
_ لم أرَ شيء في حياتي كهذا!