البارت الثاني والثلاثون 🦋

661 48 4
                                    


تبلل وجهها بحبات العرق وكبتت انفاسها كأنها ترى كابوساً او تستمع لنداء ما فحديث القلوب الغامض لا يفقهه سوى العشاق صرخات محملة بالاهات تتعالى بقوة و فتاة ترتدي ثياب سوداء تغطي جسدها بالكامل تخفي ملامح وجهها ببراعة تنزع قلبها بقوة من جسدها .. صرخت بخوف وألم شديد وهي تنتفض بخوف شديد ثم شعرت بذراعين قويتين تثبتها جيداً ارتفعت وتيرة صراخها بقوة وهي تحاول الابتعاد عن تلك الفتاة حتى وصل صوته لعقلها المغيب بأحداث لم تكن حقيقة بل كانت رسالة هامة تصل عبر الأرواح : اهدي ..
فاقت من ذلك الكابوس الذي يحوي تلك الفتاة المخيفة لكنها رفضت فتح أعينها خشية أن تتلقى لذلك الخبر .. همس مرة أخرى لجوار أذنها بهدوء : افتحي عينك يا كارما وبصيلي .. انا هنا يا حبيبتي .. دا كابوس
هدأت وتيرة صراخها وكأن كلماته تلك كانت كلمة السر .. استكان جسدها بتوتر لا تزال تغمض أعينها بقوة .. مسد على شعرها بحنو وهو يقول : افتحي عينيك يا كارما
استجابت لأمره أخيراً فتحت عيناها الحمراء الباكية له ثم انطلقت تحتضنه بقوة وجسدها يرتعش بخوف شديد استشعره " خالد " بسرعة ليضمها لأحضانه وهو يربت على ظهرها ويهمس لها بكلمات هادئة .. حتى استكانت تماماً .. رفعت رأسها وهي ترى كل من " آدم " و " عمر " ينظرون لها بلهفة وقلق بينما " خالد " يحتضنها وهو يمسد على شعرها بحنان .. تحدث خالد بحنان : متخافيش يا حبيبتي دا كابوس
نظرت له بأعين باكية وهي تقول : زين مات صح .. انا شفته وهو ميت .. وكمان هي كانت عايزة تموتني و جريت ورايا .. و اخدت قلبي .. انا نديت عليه بس هو مردش عليا .. كان كله متغطي بحاجة بيضة طويلة ..
استمع "خالد" لكلماتها باستغراب لكنه تركها تفرغ عما بجوفها حتى انتهت من حديثها المتقطع غير المفهوم لكنه تحدث بحنان : دا كابوس يا حبيبتي .. زين بخير كل دا كان كابوس بس ومحدش هيموتك ولا حاجة
تحدثت بخوف وهي على وشك البكاء مرة أخرى : كنت خايفة أوي .. قلتلها تبعد عني وصرخت بس هي كانت مصرة
تحدث عمر بحنو : متخافيش يا كوكي .. دا كابوس يا حبيبتي
ناولها "آدم" كأس ماء وهو يقول : اشربي شوية مية وارتاحي يا حبيبتي
تناولت منه الكأس بأيدي مرتشعة وارتشفت منه القليل .. بينما خالد مسح دموعها وهو يقول : متخافيش دا كابوس ومحدش هيأذيكي أبداً يا كوكي .. يلا نامي
نظر بخوف شديد رغماً عنها لكنها شهقت وهي ترى خالد يحملها بين ذراعيه قائلاً : تعالي نامي عندي عشان سريرك صغير ومش حمل الأحجام دي
ضحكت وازدادت ضحكاتها عندما استمعت ل " عمر " يتحدث بتذمر : شمعنا كارما دا انت عمرك ما نيمتني جمبك ولا عشان عندك سرير كبير تفتري على خلق الله
ضحك " خالد " بمرح ثم تحدث : متزعلش يا عمر باشا السرير وصاحبه ع حسابك
رفع " عمر " رأسه بغرور ثم اشار ل" كارما " وهو يتحدث بغرور : شايفة ..
ارتفعت ضحكاتها عليه ثم شعرت ب " خالد " ينزلها برفق على الفراش ثم تمدد لجوارها .. نظرت ل " عمر " الذي يقف أعلى الفراش باستغراب لكن اتسعت أعينها بصدمة وهي تراه يقفز فوقهم بكامل قوتهم وهو يصرخ بمرح .. ارتفعت ضحكاتهم بقوة حتى انتهوا من وصلة مرح تخللها الجنون استكانت بهدوء و كل من "عمر " و " خالد " يحيطون بها بحنان .. أغمضت عيناها وهي تفكر في ذلك المنام المرعب ووفاته .. حمدت الله أنه منام فقط .. لكن تشعر بانقباض قلبها وتلك الفتاة المرعبة لا تزال صورتها تترواح لمخيلتها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
في الصباح ..
فتح عيناه بوهن شديد لتوضح الرؤية له تدريجياً .. وجد "أدهم " يقف لجواره وأول ما نطق به هو ما اشار له قلبه بعدما عاد من رحلة الماضي الذي كان للعقل الدور الأكبر في السيطرة .. نطق بصوت منخفض مُجهد : كارما
انتبه له أدهم الذي سرعان ما اقترب منه وهو يقول بلهفة : زين الحمد لله على سلامتك
تحدث بتعب : الله يسلمك .. أنا فين ؟
أجاب أدهم بهدوء : بالمستشفى بعد ما خرجت بسرعة كنت سرحان باين وخبطتك عربية
قطب ما بين حاجبيه باستغراب لكن سرعان ما اتضحت الصورة كاملة أمام ذهنه الذي كان مغيب عن الواقع لفترة .. وضع يده على رأسه بألم وهو يرى زفافه من "كارما" تلك الملاك فتاة أحلامه وخطبتهم ثم حياتهم سوياً حتى ذلك الحادث ومعاملته السيئة لها وحديث " خالد " الذي ختمته والدته بتفسيرها .. نهض بسرعة غير عابئ بألم رأسه إلا أن آن بألم جعل " أدهم " يمسك ذراعه قائلاً : اتهد كده رايح فين ؟
تحدث " زين " بسرعة : عايز اشوف كارما
نظر له " أدهم " ثم تحدث بصدمة : انت رجعتلك الذاكرة !
أبعده زين وهو يتحدث : مش وقت صدمتك أنا عايز أخرج من هنا حالاً
أجاب عليه "أدهم" بلكمة قوية جعلته يرتد للخلف أثرها نظر له بتعجب بينما كان "أدهم " ينظر له وشرارات الغضب تتطاير من أعينه ثم ابتسم وهو يحتضنه قائلاً بمرح : دي الحمد لله على سلامتك .. للأمانة كنت غبي بشكل مش طبيعي .. دا انت كنت تسلم على مايا وتتكلم معها تخيل
ابتسم زين وهو يبعده قائلاً : كسرت عضامي يا غبي .. اوعى كده ..
أوقفه أدهم وهو يتحدث بجدية : رايح فين ؟ انت اكيد فاكر معاملتك الي زي الزفت وانها راحت ع بيت اهلها دا غير انه خالد طلب انك تطلقها
أغمض عيناه بحزن ثم تحدث بتشجيع : كل حاجة هتتصلح
تحدث أدهم بجدية : والسبب بكل دا .. مصيره إيه ؟
ربت على كتفه قائلاً بشر : دي سيبها عليا ..
ابتسم أدهم بحماس : ايوا كده .. انا كنت مستنيك ترجع عشان كده
ابتسم على كلماته ثم وقف بعدما تأكد من توازنه وهو يتحدث : عايز اشوف كارما دلوقتي .. ااه حاجة كده محدش يعرف انه الذاكرة رجعتلي .. عشان نتبسط بلعبنا يا صاحبي
غمز بآخر كلماته بخبث وحماس .. صفق أدهم بحماس وهو يقول : ايوا كده
ثم راقب "زين" وهو يغادر بسرعة يتشوق لرؤيتها بينما ابتسم "أدهم" قائلاً بصوت عالي ومكر : الله يسهلوا يا عم
~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست أمام المرآة وأصابعها تقبض فوق ذلك السلسال بلطف وكأنها تخشى المساس به ، هذا السلسال الصغير اختطف قلبها ومشاعرها ، وجوده حول عنقها يشعرها بأنها لا زالت تحيا في غرام تتوق له ، قلبها يحتاج فقط أن يتحرر من بؤرة الخوف ويتخلص عقلها من الهرج والمرج الذي أصبح مسيطراً عليها في الآونة الأخيرة ، أمسكت الفرشاة ثم مررتها برقة في خصلات شعرها حتى انسدل شعرها على ظهرها بنعومة ثم جمعته لأعلى بفوضوية جميلة .. انتبهت لصوت يصدر من هاتفها لفت انتباهها خلفية الهاتف خاصتها التي تحوي صورة أيديهم تتشابك ببعضها ويظهر لمعان خواتم زفافهم .. تلك الحلقة الذهبية التي تزين أناملها التي ما أن ألبسها إياها حتى قُيد قلبها بعشقه ذلك الوسيم الذي تركها تعاني من الفراق .. لا يستهان أبداً بتلك الكلمة وما تعنيه .. سقطت دموعها وهي ترى تلك الصور التي تجمعهم سوياً .. أغمضت عيناه بهدوء وذاكرتها تعرض فيلماً من ذكريات جميلة تتعالى صوت ضحكاتهم بها بقوة وعيناهم تحمل قصائد من الغرام .. مسحت تلك الدموع التي استرسلت على وجنتها بهدوء وكأنها اعتادت على ذلك .. كفى بكاء تريد أن تعيش لجواره رغم أنها تعلم أنه هذه مجرد ذكريات ..
" أنسيتني ؟ أرمِت حُزنك على كاهلي ورميتنيِ .. ألكبريائكَ هيبةُ تُعطيكَ حقّ الانتهاك أأضعتني ؟ .. أأضعت الطريقَ الذي يُؤتك إليَ ومحيتني ؟ .. أهذا حبُك الذي لَطالما به وعَدتني ؟ "
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قادته قدماه لبيت والدها لم يستطع الصبر لإصلاح ما أفسده يريد رؤيتها الآن .. اشتاق لها بشدة تلك الجميلة لا شئ يصفها ويصف نقاء قلبها .. كلمة حب لا تكفي لوصف ما يعتمر لها بقلبه .. لا ينكر انه يشعر يتوتر لمقابلتها لكنه سيفعل المستحيل لذلك .. وصل أمام الباب الخاص بمنزلهم .. طرق الحرس وانتظر لثوانٍ ودقات قلبه تتراقص بقوة على اوتار أعصابه وهو يتخيل بما سيتفوه اذا هي من فتحت .. انتهى عذابه عندما فُتح الباب وظهرت من خلفه والدتها بابتسامتها البشوشة مرحبة به .. جلس أمامها بتوتر ثم تحدث بصوت حاول جعله هادئ قدر الامكان : أنا عارف انك يمكن زعلانة مني .. انا زعلت كارما وهي متستهلش مني الا كل خير بس عايزك الأول تسمعي مني الحكاية دي بعدين تحكمي
أخذ نفس عميق ثم بدأ بسرد الماضي بسرعة وكأنه لا يود أن تأتي ذكريات ذلك الماضي المؤلم له أبداً .. حتى انتهى نظر له وهو يرى نظراتها الهادئة التي لا توحي بشئ ثوانٍ وابتسمت ثم تحدثت بحنان : الي حصل حصل وربنا يرحمه .. دا شئ مش سهل خالص .. انا عذراك ومش زعلانة منك أبدا أنا عارفة انك مش هتئذيها بدليل انك طلبت تبعد عنك عشان متأذيهاش
ثم تابعت بحزن : بس كارما بنتي تعتبر أضغر ولادي رغم أنها أكبر وحدة بعد هالد بس كده هادية وتصرفاتها طفولية شوية بتجذبك عكس ريم كانت قوية .. كنت اخاف عليها جدا وماستحملتش فكرة انها تدرس برة ابدا .. بس مقدرتش اكون عائق قدام حلمها
تحدث بلهفة : ممكن اشوفها ..
استشعرت لهفته الشديدة ابتسمت وهي تقول : ممكن طبعاً بس يمكن تكون نايمة لانها تعبانة شوية
انفلت سؤاله : من إيه ؟
أجابت بشجن : حلمت كابوس وحش أوي وصحينا على صراخها وطول الليل تعيط وهي خايفة وأصر خالد انه ينام جمبها وهي رفضت انها تسيبه لدرجة انه عمر نام عندها ومرضيش يسيبها حتى وهو خالد موجود
انفطر قلبه لتعبها وخوفها .. بينما أدلته " حنين " لغرفتها ثم تركت لهم مساحة خاصة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنفاس لاهثة .. دقات قلب متخبطة هادرة.. مشاعر مهتزة بين الإشتياق والخوف تتلبسه ... اشتياق لرؤية عيناها والغوص بداخل سحرهم العميق ... خوفاً من رفض رؤياه.. تنفس بقوة يكتم بداخله نيران رغبته العميقة باحتضانها.. جسد متيبس عكس ما يعتمره وأعين تتطلع للباب الخشبي المغلق في قهر وحزن متراقص على أوتار أعصابه ...
فتح الباب ببطء شديد ودلف للداخل لم يكد يكمل خطواته حتى توقف في صدمة يتخللها الإشتياق الشديد .. وجد صغيرته تنام على فراشها الوردي شعرها الطويل ينتشر بحرية على الوسادة .. عيناها الجميلة مغلقة ... انفاسها الهادئة المنتظمة .. لا تشعر بوجوده.. اتجه لها بلا إرادة .. يريد ان يخفيها بأحضانه .. يعلم انها حزينة بسببه .. اتجه و جلس على حافة الفراش .. فقد السيطرة على يده التي اتجهت الي شعرها تربت عليه بحنان بالغ .. دون وعي منها امسكت يده التي تربت على راسها وقبلتها وهي تحتضنها بين يديها الصغيرتان .. اندهش مما فعلت ظن انها استيقظت لكن انفاسها المنتظمة عكست ظنه .. ابتسم بحب شديد وهو يخلع حذائه ويديها مازالت تحتضن يده .. تمدد لجوارها جاذباً اياها لأحضانه بخفة .. تململت بنومها خشي استيقاظها لكنها ولدهشته للمرة الثانية زادت من احضانه.. وهي تريح رأسها على صدره وتكمل نومها براحة شديدة .. قبل كل انشٍ بوجهها وهو يزيد من احتضانها .. استند برأسه على رأسها .. يستمتع بدفء احضانها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فرك جبينه بتعب علامات الارهاق تحتل ملامحه بقوة لم يذق جفنيه طعم النوم منذ الأمس ، تنهد بحزن وهو ينظر لسقف الغرفة مفكراً بها وبحالتها أغمض عيناه عندما تذكر الأمس كل ما يشغل ذهنه هي فقط يريد ان يراها ، تذكر تلك الساعات المعدودة التي قضاها برفقتها ، امتلئ قلبه بذلك الحنان المنبعث منها حتى وهي ترقد لا تشعر به ،شبعت عيناه برؤيتها .. اقسم ان ينسيها ألامها في تلك الفترة الصعبة على كلاهما .. ان يعوضها ويغدقها بحبه وحنانه التي افتقدتهم في الآونة الأخيرة .. قطع شروده طرق باب الغرفة ليسمح بالدخول لتدلف والدته وابتسامتها الحنونة تحتل وجهها الجميل ، ابتسم ونهض لتجلس والدته بجانبه على السرير وهي تقول بحنان : صباح الخير يا حبيبي ، عامل ايه دلوقتي ؟
قبلّ يدها باحترام وهو يقول : صباح النور يا امي ، الحمد لله تمام
جذبته لاحضانها ليستكين جسده .. تحدث بهدوء : انا عايز اقلك حاجة يا امي بس تفضل سر بينا
وفاء بقلق : ايه يا زين ؟
تحدث وهو يدرس تعابير وجهها ويجد القلق يرتسم على وجهها ليقول وهو يقبل يديها : اهدي يا امي خير ان شاء الله ، انا عايز اقلك ان الذاكرة رجعتلي
لتنتفض بسرعة وهي تتحدث بعدم تصديق وفرحة : بجد يا زين ؟ رجعتلك الذاكرة يا حبيبي ؟
أمسك يدها قائلاً : ااه امبارح رجعتلي الذاكرة
احتضنته بحب وهي تتساءل : ليه مش عايزني احكي لحد يا حبيبي، دول اخواتك هيفرحولك
: عارف يا امي بس عايز اعرف الأول حاجة كده
لتقول بقلق : حاجة ايه ؟
أردف بحيرة : يوم ما كارما ضربت مايا و تخانقت معاها قالتلي كلام غريب
أردفت وفاء باستغراب : قالت ايه ؟
ليقول بتحذير : يبقى سر يا امي
لتومأ له بابتسامة ليتذكر كلماتها الاخيرة قبل ان تغادر و يقول بشرود : قالتلي ان مايا هي السبب ورا فقدان الذاكرة بس ما وضحتش قالت الكلمتين دول وراحت
لتقول وفاء بقلق : طب وهتعمل ايه ؟
ابتسم بشر : هعمل كتير بس اتأكد من شغلة كده
ليضع راسه على قدميها وتقول بحنان : مالك يا زين ؟ انت مش مبسوط ان الذاكرة رجعتلك ؟
تنهد بتعب ثم تحدث بنبرة حزن : مبسوط الحمد لله ، بس تعبان .. انا قسيت اوي على كارما .. هي ما تستهلش كل ده يحصلها .. وقفت معي ورفضت تسيبني وانا بغبائي زعلتها وحطمتها
ليغمض عيناه بألم وهو يتذكر انهيارها امامه وهي تصرخ انه قد فاز في جعلها تكرهه ، استطاع ان يحطم قلبها ليتنهد بتعب شديد جعل وفاء تشفق عليه لتقبل رأسه وهي تقول بمواساة : كل حاجة هتتحل يا حبيبي ، كارما طيبة وهتسامحك
ابتسم عند ذكر اسمها ويقول بشرود : طيبة اوي اوي
ليرفع رأسه ويقبلها وهو يقول : ربنا يخليك لينا يا امي
لتربت على راسه بحنان أموي : ويخليك ليا يا حبيبي انت واخواتك يارب
لتتابع : هروح اشوف باباك وانت انزل عشان نفطر سوا يلا
ليومأ لها وينهض ليبدل ملابسه ليواجه صغيرته الفاتنة .. يبدأ من جديد في محاولة لمراضاتها وإصلاح ما أفسده ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فتحت عيناها بصعوبة واعتدلت تنظر في أرجاء الغرفة تبحث عنه ، لقد شعرت به بالأمس .. التقط انفها رائحة عبقه.. شعرت بيده تمسد على يديها وشعرها .. شعرت بملمس شفتاه على وجهها ومقدمة رأسها .. نهضت بصعوبة تبحث عنه ، خرجت من غرفتها وجدت ريم تجلس بجانب والدتها تتحدث معها لمحتها والدتها تقف على أعتاب باب الغرفة قالت : صباح الخير يا كوكي
مدت "كارما" يدها واستندت على باب الغرفة ارادت ان تسأل والدتها ان كان زين قد آتى ولكنها تراجعت اخبرها عقلها ان تعبها الشديد في الأيام الماضية قد أثر عليها بينما قلبها يخبرها بأنه كان هنا شعرت به .. ارادت انهاء تلك المهزلة لترد على والدتها : صباح النور يا ماما ، عاملة ايه يا ريمو ؟
اشارت "ريم" على بطنها المنتفخة بفعل حملها قائلة بمرح : عاملة عمايل يا روحي
ابتسمت : تقومي بالسلامة يارب ، انا هقوم انزل المستشفى ، عايزة حاجة يا ماما ؟
انتظرت والدتها ان تسألها عن" زين" لكن يبدو ان "كارما" لم ترد ان تفتح هذا الموضوع مرة آخرى تنهدت بأسى قائلة : لا يا حبيبتي
أومأت لها وثم اتجهت لتبدل ملابسها وتحاول ان تشغل نفسها وعقلها بعيداً عن سارق قلبها .. نزلت الدرج برشاقة وهي تدندن لحن غنائي تحاول ان تصنع جو لنفسها بعيداً عن الترقب والتفكير .. سارت للمشفى على قدميها تحاول استنشاق قدر كبير من الهواء الطلق وهي تحاول إبعاد ذلك المنام الذي سرق أنفاسها خوفاً .. تمنت لو تراه تشتاق إليه بشدة لكنها تخشى رفضه .. تنهدت باشتياق جديد وهي تتمنى لو يوقعها القدر صدفة لرؤيته ..
~~~~~~~~~~~~~~~~
أنهى ارتداء ملابسه ثم وقف أمام المرآة يتأمل هيئته للمرة الأخيرة ووسامته الشديدة تظهر كوضوح الشمس .. شرد قليلاً وهو ينظر للمرآة يراها تعدل رابطة عنقه وهي ترتفع على أطراف أنامل قدميها تحاول الوصول له نظراً لفرق الطول بينهم بينما هو يداعب شعرها بمشاكسة وتنتفخ وجنتيها بغضب طفولي محبب لقلبه .. فاق من ذاكرته على ارتفاع رنين هاتفه .. هندم شعره ثم هبط للأسفل فاليوم سيكون مقدس للغاية في حياتهم .. ما أن كاد يهبط الدرج حتى سمع صوت بكاء مكتوم .. تتبع الصوت باستغراب لكنه توقف عندما رآى " مايا " توليه ظهرها وهي تتحدث بالهاتف غافلة عن مجيئه اتسعت أعينه بصدمة عندما استمع لها تتحدث ببكاء : جيت يومها وعرفت انه كارما فوق بس والله ما كنت اعرف انه زين كان في غرفته بيغير هدومه بعد ما روح بدري من شغله .. أخدت زيت ودلقته ع السلم عأساس هي لوحدها فوق ولما تنزل هتوقع بس جت فيه هو ..
استمعت لطرف الآخر ثم تحدثت : خلاص هكلمك ونشوف هنعمل إيه .. سلام
رغم ان الصدمة جمدت أطرافه إلا أن التفت يغادر بسرعة وهدوء دون أن تراه وحديثها يجول بذهنه .. بينما هي مسحت دموعها الوهمية الكاذبة وهي تبتسم بشر ثم نظرت ناحية الدرج بابتسامة خبيثة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى البارت ..

البارت دا مش قبل الأخير باقي بارتين بس وتنتهي حكايتنا .. البارت الجاي يوم الجمعة بإذن الله متزعلوش مني بس انا مضغوطة كتير الفترة هاي وان شاء الله هحاول انزل ليكم اقتباس 💛🥀

رأيكم بالبارت 🤍
يلا كومنتات كتييير
اضغطي على النجمة ❤👇🏻

دمتم بخير 🌿

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن