اقتباس 🦋

1.6K 46 9
                                    

توقفت امام الباب الرمادي تطرقه بخفة ويدها ترتعش لتعاود امساك الصينية بقوة ، لم تستمع لرده فتحت الباب ودلفت بخطوات مرتبكة ، غرفته مُظلمة لا يتخللها شعاع ضوء مدت يدها لمقبس الكهرباء أُضيئت الغرفة وضعت الصينية من يدها فوق الطاولة الصغيرة امام الاريكة البيضاء وقعت عيناها عليه وهو مستلقى على السرير مغمض عيناه يرتفع صدره بأنفاس هادئة ، نادته بصوتها الهادئ ليفتح عيناه ببطئ شديد رأها تقف بطالتها المحتشمة الفاتنة ترتدي احدى بجاماتها البيتية وتضع على رأسها وشاح باهمال بعدما تأكدت من مغادرة ياسين وسليم ، تتساقط بعض خصلات شعرها على وجهها معطية اياها منظر جذاب ..
انتفض زين جالساً فوق الفراش عقد حاجبيه ومسح بيده السليمة فوق خصلاته ليهتف بجمود قاسي : نعم ..عايزة ايه ؟
ابتلعت كارما غصة بحلقها من نبرته القاسية همست بهدوء : جهزتلك الاكل عشان تاكل وتاخد علاجك
زفر بضيق شديد عندما راى ملامح وجهها الحزينة متأثرة بنبرته القاسية .. تحركت باتجاهه تمسك كفه تحت انظاره المتعجبة تسحبه ليجلس على الاريكة وتجلس هي بجواره نظر لها زين ليهتف مستنكراً : ايه ده ؟
_ يلا عشان تاخد علاجك ما ينفعش تاخره
رددت بهدوء تحمل بين كلماتها دفء اعتادت على التحدث به معه ارادت انتشاله من دوامة الحزن والغضب المنبثقة من عيناه ، نظر لها بحدة مردفاً بشئ من البرود والسخرية : ايه كل الاهتمام ده !
اغمضت عيناها وابتلعت لعابها من حديثه اللاذع تنفست بعمق وابتسمت له ابتسامة باردة تمسك بأناملها معلقة الطعام تقربها من فمه ، وهي تنظر لعيناه بتحدٍ عنيد زفر زين بخفة وهو يرضخ لمطلبها فيقرب ثغره من يداها يتناول الطعام .. تحولت ابتسامتها الباردة الى اخرى دافئة مطمئنة له واعادت الكرة تطعمه من جديد الى ان انهى طعامه وعيناه تهرب من محيطها تتحرك في انحاء الغرفة الا ناحيتها ....
اتجه الى فراشه بعدما ناولته علاجه وحرصت على الاهتمام به ... ماهي الا ثواني وكان غارق في النوم بفعل المسكنات ، صدره يرتفع بأنفاس منتظمة ...
تنهدت بعمق وهي تتأمله لقد اشتاقت لزين بشدة اشتاقت لزوجها .. لحبيبها .. لذلك الطيف المجهول سابقاً ، اما هذا الكائن فهو بارد قاسي .. تشدقت بابتسامة ساخرة مريرة تعتصر قلبها .. احياناً نتحمل الألم أملاً بسعادة من نحب .. نقدم مشاعرنا قرباناً لأجلهم .... ذهبت الى الناحية الاخرى للفراش بعدما نزعت وشاحها وضعت رأسها على الوسادة ملتفة لناحيته متأملة وجهه بحب ، تدعو بأن يُشفى ويعود كما كان سابقاً ... فلا قدرة لها على تحمل تلك الطباع الحادة منه ... بدأت جفونها تتهاوى مطالبة ببعض الراحة المفتقدة لايام ، فجسدها يصرخ براحة ... اغلقت جفونها محققة مطالب جسدها ... استسلمت لسلطان النوم سريعاً وهي تدعوا ان تستيقظ تجد ذلك كان مجرد كابوس ..
لكن مهلاً يا جميلة فالطريق في بدايته .. لنرى مدى صبر وقوة تحمل الطبيبة على ذلك الوسيم

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الطيف المجهول Where stories live. Discover now