مَـقْـهَـى

743 26 3
                                    

تشعر بلمحة حرق خفيفة على أطراف أصابعها بسبب القبضة القوية على كوب القهوة الساخن، فليست هذه قبضتها المعتادة حول الأكواب. رؤيتها له و هو بارد يثير شعوراً حاراً ينطلق داخلها، بالضبط يجلس امامها ينظر الى كل شيء الا هي، حتى انه لا يتفوه بحرف واحد.
انتفض جسدها عندما شعرت بالحرارة القوية في أصابعها، ووضعت الكوب بخشونة على الطاولة بعد ما ارتشفت منه، مسببة صوتاً يجذب انتباهه، وانتقلت حدقتاه من الكوب إلى وجودها بعد أن لاحظ حركتها الخشنة.

واصل الحفاظ على التواصل البصري ببرود، ثم نظر إلى هاتفه الذي اهتز معلنًا وصول رسالة. في نفسها، ظنت أن هذا اللقاء الذي يجمع بينهما للتصالح لا يحمل فائدة، فالبرودة تسيطر عليه  وهي كانت تتوقع حرفًا أو اعتذارًا منه...

"تايهيونغ"

اختارت أخيرًا كسر الصمت الذي دام منذ بداية جلوسهما في المقهى. بينما اكتفى هو بالنظر ناحيتها دون أدنى اهتمام، همهمة او تعليق. ما الذي يمكن أن تسأله الآن؟  كيف حياته العاطفية؟ سيبدو ذلك ساماً جداً...

"كيـف حيـاتك العاطفيـة؟"
هرب ذلك السؤال من عقلها الى لسانها دون قصد، لم تكن تريد ان تسأله هذا السؤال بالذات.
"خاليـة"
ممتاز جداً، حتى انه لا يسألها عن حياتها العاطفية... اكتفت تيهي بهز رأسها باستمرار تعض على لسانها من الغيض، سواء كانت حياته العاطفية توجد فيها احداً او لا على الاغلب ستبقى رد فعلها كما هي.

"لمـا؟"
تفتحت عسلتيها حين تحدث للمرة الثانية، نظرت ناحيته وهي لا تصدق انه هو ذاته يسأل عن سبب سؤالها.. لربما شعر بالذنب لانه لا يتفاعل معها؟ ام هو حقاً فضولي حيال سؤالها؟

"لا..لاشـيء، فقط شعـرت ان حياتـك العاطفـية متدهـورة"
بحق السماء و الغيوم تيهي... حياتك العاطفية متدهورة؟ يا للغباء، انتبهي لحياتك اولاً من ثم اكترثِ لحياة من حولك.
هز رأسه للأسفل مرة واحدة، يعطيها مشاعر النفور و كأنه مجبور على ان يجلس معها الآن ليس وكأنه هو من اتصل عليها ليلة امس يطلبها اللقاء.

"اردت اعلامـك تيهي انني عائد للمـدينة بـقلب مُغـلق لـلمـاضي، تعلـمين ان الاماكن تتغـير و انا كـذلك... رغم اضطرارنـا الى الـعيش تحـت سـقف واحد الآن اود ان ارفـع السـتار و انسـى مـا كان يحمـله قلبـي لك"
نبرة صوته العميقة طغت على مسامعها، و كلماته الثقيلة طعنت قلبها بألم...مجرد إعلامها بأنه عاد إلى المدينة، أعلن ببرودة على وجهه أنه يريد نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة، كأنه يرمي بكل ذكرى لهما في الزاوية الظليلة، وكأن تاريخهما لا يستحق سوى النسيان.

CHARGED TO BE GAY| مُذْنِبْ لِكَوْنِهِ مِثْلِيَّ الجِّنْس    تحت التعديلWhere stories live. Discover now