الفصل الثاني عشر

Začít od začátku
                                    

ضحكت بسخرية على حديثه وقلت مبتسمة: واو خيالك خصبٌ حقًا، اخبرني ما نوع الدراما التي شاهدتها قبل جلوسك أمامي هنا؟..تتحدث عن الانتقام وارتباطٌ مزيف و... اوه يا الهي أخبرني ارجوك أن دعابتك لم تنتهِ بعد.

انهيت حديثي أصرخ بإنفعال وأنا أنهض من مكاني، قابلني هو بمبسمٍ هادئٍ للغاية وقال: صدقيني الدعابة الوحيدة التي في حياتك كلها هي حماقتك، وإن كنتِ تظنين أن دين سيسامح والديك بهذه السهولة بعد الذي فعلاه به فأنتِ مخطئة.

وضع السيجارة مجددًا في فمه ثم ابتسم بسخرية وقال: أتظنين حقًا أنه سينظر لكما من منظور الأخوة؟.. ألم تتساءلي ولو لوهلة عن السبب الذي قاد العائلة من خشية إخباره عن وجودكما، بل ردة فعله اليوم ألم ترهبك منه؟.. ليكن بعلمك، جدي لم يبحث عنكِ أنتِ وبيتر وحسب، دين كذلك عانا جدي كثيرًا حتى تمكن من إيجاده.

قطبت بريبة وقلت: ماذا تقصد؟..

نهض من مكانه وقال بكل هدوء: خذي قسطًا من الراحة، يوجد غرفة نومٍ إضافية هنا.

ثم تحرك نحو باب المنزل، أوقفته وأنا أقول بتلعثم: تمهل لحظة، لماذا ترغب في مساعدتي؟..أنت حتى لا تكن أي مشاعرٍ اتجاهي، ولا تخبرنِ أنني أثرت شفقتك فبحسب معرفتي بك أنت لست رجلًا قد يشفق على شخصٍ ما.

قلت ذلك متذكرة تعامله الكريه مع الخادمة المسنة في ذلك اليوم، وقد لاحظت أنه ابتسم عندما التفت لي ونظر لتعابير وجهي المشمئزة، زم شفتيه وقال: لدي أسبابي، ولستُ مضطرًا لإخبارك بها.

ـــ اطمئن لستُ بحاجةٍ لسماعها فأنا أرفض عرضك.

لمحت المكر في عيناه ورفع حاجبيه وهو يقول بإستخفاف: حسنًا جيد، على العموم لن أخذ بإجابتك هذه سأنتظر ردك بعد رؤيتك الثانية لدين.

ثم أشار لي بيده بالوادع وأخبرني أنه لن يتأخر ويمكنني أخذ راحتي بالمنزل وخرج منه.

نظرت من حولي بتوتر، أنا في مأزقٍ حقيقي، رغبة عارمة تملكتني تحثني على الهرب من هنا، صوتٌ قوي كان يصرخ بداخلي أن أخذ أخي الصغير وأترك هذه المدينة بأسرها.
شعرت بالخوف يتمكن مني وأنا اتذكر حديثه عن دين، لربما يكذب بسبب الخلاف الذي دار بينهما وقد حدثتني مارثا عنه وقالت أن دين أذى ايفان بشكلٍ سيء.

بالحديث عن السوء فهذا الشاب يبدو كذلك حقًا فنظراته المخيفة اليوم كانت كفيلة بإرعابي، حتى أن قشعريرة سرت بجسدي عندما تذكرتها.

....

مرت ساعتان ببطءٍ شديد ولم يعد ايفان بعد، درت في المكان بلا وجهة، وحديثه لم يتوقف عن التسلل إلى عقلي.

بالطبع لن أثق في هذا المختل الذي عرض علي الزواج لسببٍ تافهٍ كهذا، تطرقه للتودد لي منذ البداية كان واضحًا أن وراءه نوايا بغيضة، ولكن بحق السماء على من أكذب كل ما جمعني به هو ثلاثة مواقف ظننت أنها جميلة، وأغلب موافقه كان يتجاهلني وكأنني نكرة لا وجود لها.

بنصف القلبKde žijí příběhy. Začni objevovat