.. الفصل الحادي عشر..

Start from the beginning
                                    

ضحك الشاب الذي أمامي بسخرية واستغرق الضحك لعدة لحظات حتى رددت عمتي سكارليت اسمه ببعض القلق.
مسح دموعًا كثيرة من عيناه ثم تنهد وهو لا يزال مبتسمًا واحمر وجهه بالكامل وأخذ يحوم في الغرفة بتوتر.

خلع سترته السوداء ورماها أرضًا وركل طاولة صغيرة بجانب احدى الأرائك ثم بدأ في الصراخ بقوة.

تمسكت بعمي جورج بخوفٍ دون أن أشعر،  ورددت ببعض القلق: من، من هذا؟..

رمقتني عمتي سكارليت ببعض الشفقة بينما توقف هو عن الصراخ والتفت بسرعة نحوي وكأنني فريسة ما انتبه لوجدها توًا وينوي الإنقضاض عليها.

تحرك نحوي وقال مبتسمًا بكره: تردين معرفة من أكون، دعيني أخبرك أنا المسخ الذي لفظاه والديك المجرمين وألقيا به بعد أن قتلت والدتك العزيزة أمها لتفر هاربة مع عشيقها والذي يصادف هنا أنه والدك..

عن ماذا يتحدث ومن يقصد باتهاماته هذه؟.. هل يقصد والداي بهذا الكلام المريب؟... محال لابد من أنه يكذب.

افلت شهقة دون أن أشعر وقلت بحدة:  كاذب أنت لست سوى مجرد كاذبٍ لعين.

ـــ الكاذب اللعين يا عزيزتي هنا هو أنتِ، أغربي وجهك عن منزلنا وعن حياتنا واذهبي لتكملي حياة الجوع والفقر التي صنعها لكما والديك العاهري...

لم يكمل حديثه فقد هجمت عليه بكل قوة وصفعته، أردت إكمال هجومي وقتل هذا الوغد الذي يفتري الكذب على والداي ولكنني لم افلح فقد أسرع عمي جورج في إمساكي وسحبي إلى خارج الغرفة.

كان الآخر ينوي رد الصاع أيضًا والهجوم علي وهو يردد كلمة سافلة لولا جدي الذي صرخ باسمه بحدة.

بدأت في البكاء بقوة، بكيت كما لم أبكي من قبل حاول عمي عناقي ولكنني ضربته هو الآخر ودفعته عني وأنا أنعته بالكاذب.

تحركت أنوي العودة إلى الغرفة لقتل حفنة الأوغاد التي قامت بخداعي ولكنني فوجئت ببيتر يقف في ركنٍ صغير بجانبها ويبدو أنه استمع لكل شيء.

توقفت عن ذلك وأسرعت نحو أخي وأمسكت بيده أجره معي إلى الخارج.

لم يعارض ولم يتحجج بالبقاء ولم يسألنِ عن سبب هذه الجلبة، أرجح وبقوة أنه في صدمة مماثلة لصدمتي.

لم أبصر أي شخصٍ منهم، حاول لوك كثيرًا منعي من الخروج وكذلك عمي جورج وربما عمتي سكارليت أيضًا ولكن دموعي كانت تحجب الرؤية عني.
كل ما كنت أبصره هو وجه ذاك الدين الحاقد، وكل ما قمت به هو الصراخ بقوة وضرب أي شخصٍ يعترض طريقي للخروج.

وقد نجحت آخيرًا في الخروج من منزلهم القذر هذا، وأخذت أقسم أنني لن أعود له مجددًا مهما كلفني الأمر.

....

لا أدرِ إلى أين أخذتني قدماي، كل ما أعرفه أنني أخذت أمشي وأبكي حتى شعرت بالتعب منهما.
التقطت عيناي نافورة كبيرة في ساحة للحمام كان قد أخذني إليها لوك في أحد المرات.

بنصف القلبWhere stories live. Discover now