الفصل سبعة و ثلاثين

1.5K 56 5
                                    

💫بسم الله الرحمن الرحيم 💫
🌿اللهم يسر أمورنا وارزقنا الفردوس الأعلى واجعلنا ممن يتشرفون برؤية وجهك الكريم 🌿
🔥الإنتقام المحتوم تغيير النهاية 🔥

لم يخطر علي جاسر ما رآه حيث فور دخوله تفاجأ بإبتسامة أريج وعينيها التي تشع حباً وهي تطلب منه بيدها الإقتراب اقترب منها وهو مدهوش من تصرفها ولكن أرجعه إلى أنها منذ قليل مستيقظة من غيبوبة وربما لم تستعد كامل توازنها ليتلقي منها ضربة قاتلة بسبب ما تفوهت به وهي تحتضنه :آدم حبيبي وحشتني أوي هو إيه اللي حصل أنا ليه مش فاكرة اللي جابني هنا؟
نظر إليها بصدمة وهو يبتعد عنها وسألها بتوجس وهو يدعو الله بألا يكون ما يفكر فيه قد حدث :أريج هو أنتي إيه آخر حاجة فكراها؟
أريج وهي تضع يديها على رأسها :آخر حاجة فكراها آآه أيو لما طلعنا في رحلة قبل جوازنا بيومين
لتقول بتفاجئ :يا نهار اسوح الفرح حصل فيه إيه؟ اتأجل صح؟ وبعدين إيه اللي حصل عشان أبقى هنا في المستشفى؟
اقترب منها جاسر بهدوء يحاول أن يبثها أمان يفتقده من هول ما حدث معها و ماذا يستطيع أن يخبرها؟ فما حدث كان مأساة بعد أن تأكد من ذهابها في النوم حمد الله كثيراً على هذا الدواء الذي يوجد فيه نسبة مخدر كما أخبره الطبيب حتى لا يقلق إذا ما غفت أثناء حديثها معه

خرج جاسر من الغرفة مسرعاً وكأن هناك شياطين تلاحقه نظر له المتواجدين في الخارج واقتربوا منه يسألونه عما حدث خوفاً من كون مكروه قد أصاب أريج ليتحرك من أمامهم إلى غرفة الطبيب دون أن يجيبهم فاتبعوه واستمعوا له وهو يقص عليه ما حدث

أخبره الطبيب بأنه كان لديه بعض الشكوك من إصابتها بفقدان ذاكرة ولهذا أمر بوضعها تحت الملاحظة لأن إصابتها في الرأس كانت قوية ولكن هذا جيد فهو كان يخشى أن تصاب بشلل أو عمي أو غيرهم من الأمراض ولكن حمداً لله فقدان الذاكرة أسهل بكثير ويمكن علاجه بالمواظبة على أنواع من الأدوية وحكاية ما حدث من مواقف عن الفترة التي لا تتذكرها وبمرور الوقت سوف تعود لها
جلس جاسر على المقعد بتخاذل وأخبر الطبيب بأن الفترة التى نسيتها أريج حدثت فيها أشياء سيئة جداً لأريج ولن يستطيع أحد أن يرويها لها كما أنها يمكن أن يحدث لها شيء
نظر له الطبيب بفضول فقص عليه جاسر ما حدث
ليشعر الطبيب بالحزن الشديد وبخطورة الموقف فهي قد تموت من الصدمة فطلب منهم مسايرتها وعدم التحدث سوى عن أشياء مفرحة ويحاولوا أن يختلقوها إذا لم يجدوا وفي ذات الوقت يعرضوها على طبيب نفسي ليخبرهم كيفية التعامل معها دون إلحاق الضرر بها

وأخبرهم بأن له زميل مشهور في هذا المجال واتصل به ولحسن الحظ كان متواجد في نفس المشفى لزيارة مريض له فأتى وعرضوا عليه حالة أريج فأخبرهم ببعض تعليمات للتعامل معها وذهب
توجه الجميع إلى حيث أمام غرفة أريج وهم ما زالوا لم يستوعبوا صدمة ما حدث
كان كل شخص منهم يفكر على حدا فبعد أن استيقظت وظنوا أن الخطر قد زال عنها جاء موضوع فقد الذاكرة
أخبرت الممرضة جاسر برغبة أريج في لقائه وقف أمام الباب يبتلع ريقه ليجد يدي إلياس تربت على كتفيه مشجعاً نظر له جاسر بإمتنان وتنهد وبعد ذلك دخل كانت تجلس على السرير وورائها وسائد تستند عليها نظرت له بعشق ليشعر بألم شديد في قلبه فكم تمنى أن تنظر له هكذا ولكن هذه النظرة ليست له بل لآدم
حاول رسم إبتسامة مزيفة على شفتيه وهو يجلس على الكرسي القريب من سريرها امتدت يديها له وهي تقربه منها حتى جلس بجوارها وضعت رأسها على كتفه وحاوطت بيدها خصره ضحكت أريج برقة :آدم حبيبي اتنفس
عندما قالت هذا تذكر أنه كتم أنفاسه دون أن يشعر ليتنفس بعمق
أريج بعد فترة :حبيبي ممكن تحكيلي إيه اللي حصل وأنا ازاي جيت هنا؟ وفرحنا إيه اللي حصل فيه؟
جاسر بثبات عكس ما بداخله :أريج يا عمري في حاجة لازم تعرفيها بس توعديني إنك تحاولي تستوعبي كلامي وماتتوتريش
أريج وهي تدخل في حضنه أكثر :حاضر يا حبيبي أوعدك إني مش حتوتر
حاول جاسر الإبتعاد لتتمسك به أريج :لا خليك أنا كدا مرتاحه وحاسة بالأمان
جاسر :ماشي أول حاجة لازم تعرفيها إنك هنا من شهر......... لتشهق أريج بصدمة فضمها جاسر لحضنه أكثر
ثانياً الفرح اللي إنتي بتسألي عليه كان من حوالي سبع سنين
لتبتعد أريج عنه وهي تنظر إليه بتشوش :ازاي يعني من سبع سنين أومال أنا مش فاكرة حاجة ليه؟
جاسر وهو يقربها لحضنه مرة أخرى فهو كم حلم بتجربة احتضانها وهي راغبة وعندما جربه أدمنه ولا يظن أن هناك شيء يعادله في الروعة
قال بحنان :هششش إهدي يا قمري إنتي وعدتيني إنك مش حتتوتري والدكتور قال إنه غلط علي صحتك تمام
أريج وهي تحاول أن تهدأ فمعرفة أنك لا تتذكر سنين من حياتك يجعلك تشعر ببعض الرهبة ولكن وجود آدم معها وحنانه يجعلها تشعر بالراحة
جاسر بثبات حتي يتقن كذبته ولا تشك به :حبيتي إنتي كنتي في مهمة وللأسف اتصابتي ودخلتي في غيبوبة لمدة شهر ولسه فايقة منها
أريج بإستغراب:مهمة ازاي هو أنا مبطلتش الشغل بعد جوازنا!
جاسر بإستغراب :وليه تبطلي أريج إنتي بتحبي عملك أوي وكمان ناجحة فيه جداً
أريج بتشتت :بس أنا كنت مقررة إني أستقيل بعد جوازنا ودي كانت هديتي ليك
جاسر بتوتر لم تلحظه أريج :مهو إنتي يا عمري قولتيلي وأنا رفضت وبعدين إنتي نقلتي معايا المخابرات وبقيتي جنبي وقدام عينيا طول الوقت وكمان كفاية أوي كده كلام حسيبك عشان ترتاحي وحخرج أطمن الناس اللي برا
وخرج بسرعة قبل أن تتحدث بعد أن طبع قبلة على جبينها
نظرت أريج إليه وهو يخرج بتشوش وهي لا تستوعب الحديث الذي قاله فكيف يقبل بشغلها معه في المخابرات وقد كان رافض لهذا الأمر بشدة! شعرت بصداع مؤلم فحاولت أن تتوقف عن التفكير واستسلمت للنوم
بينما في الخارج أغلق جاسر باب الغرفه واستند عليه وهو يتنفس بقوة كما لو أنه خارج من ماراثون ليذهب إليه إلياس :جاسر مالك يا بني كأنك شفت عفريت!
جاسر بحزن :هي كانت ناويه تسيب الشغل بعد جوازهم كانت عملاها مفاجأة لآدم ولما قلتلها إنها اتصابت في مهمة استغربت ومعرفتش أرد عليها بإيه اتحججت بكلام فاضي وخرجت بسرعة أنا مش عارف ازاي حقدر اتصرف معاها وحكذب لغاية امتى؟
ربت عليه إلياس بحنان حزناً على حال صاحبه وما يحدث معهم :ولا يهمك يا عم إحنا حنساعدك ونكدب معاك أهو نونسك في النار ومتبقاش لوحدك
اقتربت منهم منار :جاسر أنا عاوزه أشوف أريج واطمن عليها
جاسر :مفيش مشكلة ادخلي واطمني عليها وأكيد هي حتفتكرك لإنها شافتك قبل الحادثة
اتسعت أعين إلياس بصدمة :يا نهار اسوح بس هي ناسية إني يحيي مات وأكيد حتفتكر إنكم اتجوزتم
نظر له الباقين بصدمة :فإذا كان الشبه بين جاسر وآدم قد خدمهم فمن أين يحضرون من يشبه يحيى وكذلك والدتها فهي بالتأكيد سوف تسأل عنهم لابد أن يكون لديهم حجة مقنعة لعدم وجودهم
جلس الجميع يفكر ليقول إلياس :هو إحنا ممكن نقولها إنه محصلش نصيب
منار برفض :مش حينفع لإني هي عارفة إننا متفقين ومستحيل تقتنع بالسبب ده وحتصر إنها تشوف يحيى وتكلم معاه
جاسر :ممكن نقول إنه في مهمة سرية ومينفعش إننا نتواصل معاه لإننا منعرفش هو فين
إلياس :تمام طيب وبالنسبة لوالدتها؟
محمد أخو أريج :للأسف في دي ملهاش حل غير إننا نقولها الحقيقة بس نقول إنها توفت من سنين ممكن دا يخفف عنها شوية
والده وهو يربت على كفه بتعب :عندك حق يا بني أريج قبل اللي حصل كانت بتحب أمها أوي مش بس أمها كانت بتحبنا كلنا ومش بتستحمل فينا النسمة
لمياء بإعتراض :بس يا جماعة الموضوع ده أكيد حيزعل أريج أوي وممكن يحصل لها حاجة مفيش حل تانى؟
منار بحماس :لقيتها إحنا ممكن نقول إنها راحة مصحة علاجية بتتعالج فيها من القلب والدكتور منعها من الزعل وعشان كده هي متعرفش اللي حصل لأريج وحضرتك يا عمي كنت معاها ولما عرفت اضطريت تنزل وقولتلها إن في شغل ضروري وكدا يعني
إلياس :تمام الفكرة دي حلوة ولو عازت تكلمها مفيش مشكلة في برامج كتير بتلقد الأصوات
أكرم :ولو احتاجتوني أنا موجود............ وقام بتغيير صوته ليشابه صوت والدة أريج تماماً
نظرت له عائلة أريج بصدمة ليقول والدها :آه يا جويرية ياريتك كنتي معايا دلوقتى وحشتيني أوي يا نصي التاني وشريكة عمري
عمر :بابا لو سمحت إنتَ تعبان والدكتور حذر من الزعل دا غير كمان المفروض إنك تبقى مبسوط حنقدر نقابل أريج ونحضنها ونكفر عن كل اللي عملناه في حقها
والده :عندك حق أنا مش مصدق إني حقدر أخدها في حضني زي زمان
جاسر بغيرة :بس مش زي زمان أوي متنساش إنها متزوجة
ضحك الجميع عليه إلياس :يا خي اتنيل هو دا وقت غيرة دانتا خارج من عندها زي الكتكوت المبلول
ليضحك الجميع في حين كان جاسر يرمقه بغضب وما لبث أن شاركهم وهو يتذكر أنه حقاً فر هارباً من أسئلتها
بعد فترة دخل الجميع إليها واطمئنوا عليها
فور دخول والدها ارتمت في حضنه ليضمها إليه بشوقٍ شديد وهو لا يصدق بأن صغيرته قد عادت إلى حضنه مرة أخرى بعد مرور كل هذه السنوات وتمنى لو كانت زوجته معه تشاركه فرحته مما جعل دموعه تتساقط
كانت أريج تضمه بشوقٍ مماثل تشعر بأنها قد كانت محرومة من هذا الحضن والحنان
أراد جاسر إخراجهم من هذه الحالة؛ :إيه يا عمي مش كفاية أحضان أنا الضغط عندي ابتدا يعلى
ابتعد عنها والدها ولثم كفيها بمحبة ابوية لتقول أريج :بابا متسمعش كلامه أنا بنتك قبل ما أكون مراته وإذا مكنش عاجبه الباب يفوت جمل
إلياس :أوبا قصف جبهة معتبر أنا لو منك اختفى عشان شكلك بقى وحش خالص
أريج بغيظ :اخرس خالص يا حيوان إنت بتشعللها دا آدم زوجي ومفيش فرق بينا صح يا حبيبي؟
ونظرت إليه برقة وابتسمت بحب ليبادلها جاسر الإبتسام
محمد :أنا في رأيي إنك إنت اللي لازم تخرج يا إلياس
إلياس :عندك حق الواد في ثواني اتثبت يا عيني على رجاله آخر زمن ربنا يرحمك يا رجولة
ضحك الجميع على كلامه
اقترب عمر واحتضن أريج بمحبة أخوية :دلوعتي الغالية أخبارك؟
أريج :أنا كويسة إنت أخبارك إيه في السبع سنين اللي راحوا مني اتجوزت وخلفت وألا
عمر بحزن حاول إخفائه وهو يتذكر صغيرته :آه اتجوزت بس لسه ربنا مرزقناش
أريج بلهفة :فين مرات أخويا؟
بتول بإبتسامة حزينة :أنا مرات عمر واقتربت منها واحتضنته
لتطلق أريج صفير إعجاب :إيه الجمال دا كله يا بني
جاسر بغرور مصطنع :مش أختي لازم تبقى جميلة
أريج بإستغراب :أختك ازاي مش دي بتول بنت عمك!
عمر بسرعة :قوليلوا مش عشان بنت عمه تبقى أخته لكن هو مُصر ومطلع عليا كل اللي كنت بعمله فيه
لتضحك أريج :حبيبي يعمل اللي عايزه وبعدين هو مكدبش بنت عمه زي أسيل بالظبط ولو زعلتها إحنا اللي حنوقفلك فاهم؟
رفع عمر يديه بإستسلام :فاهم يا فندم
أريج :وإنتَ يا محمد مش هتيجي تسلم عليا وألا أنا موحشتكش؟
محمد وهو يقترب منها :لا طبعاً وحشتيني جداً يا عمر محمد وحياته كلها
احتضنها وهو يشعر بندم شديد على ما ارتكبه في حقها الآن اكتوي بما اكتوت به وعلم شعورها عندما فقدت آدم وكم بشاعة هذا الشعور على الرغم من وجود الجميع بجواره يواسونه لكنها كانت بمفردها لا يوجد أحد يخفف عنها كانت بمفردها تتعذب بدنياً وأكثر منه نفسياً وبفقده لزوجته وأطفاله نال عقاب الله له على ما فعله معها وخذله لها

الإنتقام المحتوم (تغيير  النهاية) Where stories live. Discover now