الفصل الحادي عشر

1.7K 51 3
                                    

🕊بسم الله الرحمن الرحيم 🕊
🌺اللهم عافنا وأعف عنا وكفر عنا سيئاتنا وذنوبنا وأرحمنا برحمتك إنك على كل شيء قدير 🌺
💮الإنتقام المحتوم تغيير النهاية 💮                              

سارت الأفعى بعد أن أنهت انتقامها من ذلك الخسيس وهي تقول بتصميم قريبًا سوف انتقم منك انت ايضاً أيها الإمبراطور القذر صبراً  فإن وقتك ليس ببعيد وأثناء سيرها وصلتها رسالة على هاتفها من رجل محل الملابس "يخبرها أن ما أمرت به قد حدث فهو أرسل العينة وسوف يحصل على النتيجة في أقرب وقت قبل أن تغادر وسوف يعلمها فور وصولها.

أكملت الأفعى سيرها بتأني وراحة ولكنها توقفت عندما وجدت مجموعة من الضباط الصهاينة يقومون بمضايقة فتاة فلسطينية ويتحرشون بها في وضح النهار ويبدوا انهم يريدون تمضية وقت ممتع معها وهي رافضة لكل ما يحدث معها وعينيها تفيض بالدمع

وهي تعلم أن نهايتها تقترب خصوصًا في هذا المكان الذي لا يسير فيه كثير من الناس وان وجد أحد فلن يستطيع إنقاذها حتى وإن حاول فسوف يكون مصيره الموت أو الاعتقال وهي سوف يحدث معها ما يريدونه وربما أمام عينيه.

فأخذت الفتاة تدعوا إلى الله أن ينقذها وينقذ شرفها رأت الأفعى هذا المشهد وتحولت عينيها الرمادية إلى الحمار كلون الدماء من شدة غضبها فهذا أكثر شيء تبغضه في حياتها وهو استغلال ضعف المرأة ليأخذوا منها أعز ما تملك.

فقامت بتغطية وجهها وذهبت إليهم مثل الإعصار وأخذت توجه لهم الضربات القاتلة بغل وكره شديد فهؤلاء الصهاينة لم يكتفوا بإغتصاب فلسطين الحبيبة ليأتوا يريدون إغتصاب نسائنا وكلما تذكرت هذا كلما زاد غضبها أكثر ولم يستطع أحد من ضباط الصهاينة الوقوف أمامها وفي بضع ثواني انقلب الوضع تماماً.

وأصبحوا هم من يدعون الله بأن ينجيهم من هذا الوحش الغاضب الذي يفتك بهم واحد تلو الآخر دون رحمة أو شفقة وبعد ذلك أخذت أسلحتهم وقامت بتخبئتها ليأخذها رجال المقاومة في ما بعد .

اما الفتاة فكانت حتى نهاية المعركة لم تفق بعد من صدمتها وهي ترى الضباط يتساقطون فاقدي الحياة واحدا تلو الآخر وكانت صدمتها الكبرى عندما استمعت إلى صوت محدثها وصعقت عندما استوعب عقلها أن من انقذها وانقذ أهلها من الذل و العار فتاة مثلها وخصوصًا عندما أزالت الأفعى الغطاء عن وجهها فاتضحت ملامحها الانثوية الرقيقة التي تتنافى مع فعلتها.

نظرت الأفعى إلى الفتاة بتعجب فهي تسألها منذ فترة إذا كان قد أصابها مكروه والفتاة لا تجيب فقامت بهزها بعنف حتى يغادروا المكان قبل أن يأتي أحد ويتفاقم الوضع ويصبح خطيراً فهؤلاء الصهاينة بالتأكيد سوف يبحثون عن ضباطهم خاصة أنهم قريبون من المبنى الذي كان يوجد فيه الحقير موشي وعندما يعلمون بما حدث سوف يثورون ويبحثون عن الفاعل بوحشية .

واخيرا فاقت الفتاة من صدمتها وقبل أن تتحدث وتشكر الأفعى.

قالت لها الأفعى بقلق :يا انسة انتي سمعاني؟

فاومات الفتاة برأسها بالإيجاب فقالت الأفعى بجدية بعد أن اطمانت أنها بخير :يلا بسرعة احنا لازم نمشي حالا قبل ما يكتشفوا تاخرهم ويدوروا عليهم.

أمسكت الأفعى بيد الفتاة وبدأت في الركض بسرعة كبيرة حتى وصلوا إلى مكان يعج بالناس فتوقفوا يلتقطوا انفاسهم حتى لا يثيروا فضول أحد.

ثم أكملوا سيرهم كانت الفتاة تسير مع الأفعى مثل المغيبة ولكن ما جعلها تتعجب هو أن الأفعى تسير في الشوارع كما لو أنها من أهل المكان وقد لاحظت هيا لهجتها المصرية فتوقفت الفتاة وتدعي" ريم "عن السير فالتفتت لها الأفعى تسألها بعينيها عن السبب فقالت ريم:انا بدي اشكر حضرتك عن دفاعك وانقاذك إلى .   

الأفعى بود :ولا يهمك مفيش بينا شكر المهم انك كويسة ومحدش فيهم عملك حاجة.       

ريم بامتنان :إيه الحمد لله انا منيحة وهادا كله بفضلك ولا بد إنك تيجى معي انا بيتي مو كتير بعيد من هون وتاخدي ضيافتك انتي مو من عنا انا لاحظت لهجتك انتي مصراوية مو هيك؟            

الأفعى بإيجاب :فعلا انا مصرية.        

ريم بإستغراب :كتير غريب لأن اللي يشوفك وانتي عم تتحركي يقول إنك من أهل البلد لإنك عارفة الأماكن كتير منيح!!!!!! بس هاد ما بيهم.

ثم وضعت يدها على جبينها وقالت بإعتذار :آسفة اخدنا الحكي وانسيت اعرف إسمك انا ريم ومدت يدها لمصافحة الأفعى.

فصافحتها الأفعى وهي تقول بود :أنا أريج اتشرفت بمعرفتك يا ريم.                       

ريم مبتسمة :الشرف كله إلى حبيبتي.           

الأفعى بإبتسامة :انا اسفة لازم امشي دلوقتي لان في ورايا حاجات مهمة.

اومآت لها ريم بتفهم ثم غادرت على أمل اللقاء مرة اخرى حتى تحسن شكرها على إنقاذها.

اما الأفعى بعد أن غادرت ريم توجهت إلى الشقه الخاصة برحمة واخيها وجلست وهي تحاول الا تتذكر الماضي ولكنها لم تستطع التغلب على شوقها فكل جزء بها يشتاق إلى حياتها السابقة التي كانت تعامل فيها على أنها أميرة وملكة متوجة على عرش حياة أحبائها.

تشتاق إلي  جلوسهم سويا تشتاق إلى مرحهم والي كونها الفتاة المدللة لعائلتها فهي الفتاة الوحيدة لوالديها ومعها ثلاثة أخوة هي الثانية في الترتيب يسبقها أخاها الحبيب يحيي

سماه والداها بهذا الإسم لأنهم قد تاخروا في الإنجاب لعده سنوات تحملوا فيها ضغط الاهل من الجانبين وتمسكوا ببعض وبحبهم رغم قساوة الأمر وتركوا حمولهم على الله واحسنوا الظن به فاجابهم سبحانه وتعالى على حسن ظنهم بيحيي فسموه يحيي إقتداءً  بسيدنا يحيي (عليه السلام)

وكانت فرحتهم لا توصف عندما علموا بعد سنوات بالحمل مرة أخرى وكان المولود فتاة فسموه أريج لأنها أعطت لحياتهم فرحة ورائحة جميلة ولكن كرم الله لم يتوقف فرزقوا بعدها بمحمد وبعده بعمر  فقال والدهم يجب أن لا يخلوا بيتهم من اسم النبي (صلى الله عليه وسلم)واسم أحد صحابته الاشراف رضوان الله عليهم جميعاً .

كانت أريج تعيش حياتها مثل الأميرات فقد كان الجميع يحبها بلا استثناء ليس فقط لأنها تملك ملامح جميلة بل لأنها كانت طفلة مشاغبة أيضا وذات لسان سليط ولا أحد يجرؤ على مضايقتها أبداً.

لأنها دائما كانت في حماية أخيها وأباها الروحي يحيي فقد كان الجميع يتعجب عندما تناديه "بابا يحيي" على الرغم ان الفارق بينهم في العمر لم يكن كبيرا جدا فقط ست سنوات ولكنه كان سعيداً جداً بهذا اللقب وكان يبدوا على وجهه السرور عندما يسمع لقبه المحبب إلى قلبه من فم اخته الصغيرة

بينما كانت هي تطير من السعادة عندما يناديها بلقبها الذي لا تقبل أن يناديها به أحد سواه وهو "بنت قلبي "

ابتسمت بمرارة وهي تتذكر اعتراض والديها على مناداتها أخاه ببابا وقتها بكت بحرقة وهي تقول لهم بغضب طفولي وتملك شديد :أنه أباها هيا ولن تقبل أن يصبح أبداً لغيرها مثلما فعلتم انتم فقد انجبتم طفلين غيري ينادونكم بأبي و أمي وانا اريد أباً لي لوحدي.

فاتجه إليها وقتها وضمها بحنان واخبرها بمحبة :أنه لن ينجب غيرها ولن يسمح لأحد بأن يناديه أبي مالم تقبل هي بهذا، احتضنته وقتها وهي سعيدة بكلماته بشدة.

فاقت الأفعى من ذكرياتها وهي تجهش في البكاء وتقول بتحسر وحزن :أنا سمحتلك إنك تخلف وتجيب عيال غيري ينادوك ببابا، بس مكنش مكتوبلك إنك تسمعها من حد غيري متعرفش قد ايه بتمنى إنك كنت اتجوزت منار ومستنتش لغاية بعد جوازي واصريت إنك تبقى معايا الأب اللي يسلمني لزوجي، ولما قلتلك يا حبيبي ان بابا ربنا يبارك  لينا فيه موجود وهو اللي حيسلمني.

وقتها قلتلي بحنان :إنك حتسلمني معاه عشان جوزي وأهله يعرفوا إن ليكي ضهر وبدل الأب اتنين وإذا فكر مجرد تفكير انه يزعلني انت اللي حتقفله قبل أي حد.

هدأت الأفعى نفسها قليلا وهي تقول وتحكي له كعادتها عندما كان على قيد الحياة "تعرف يا يحيى انا النهاردة أنقذت بنت كانوا الأوساخ عايزين يغتصبوها مسمحتش إن يجرالها نفس اللي جرالي كان نفسي حد يساعدني وقتها كان نفسي اصرخ اقاوم ادافع لكن للأسف حتى دول اتحرمت منيهم ومقدرتش اعمل حاجه منهم كان نفسي تبقى موجود وتحميني زي ما عودتني اول ما اصرخ باسمك واستنجد بيك الاقيك قدامي بدافع عني بس للأسف وقتها صوتي مطلعش عشان استنجد بيك ولا انت كنت حتقدر تيجي وتحميني منه" رحمك الله يا أخي "فقد كنت ونعم السند لي وبعدك رأيت من الذل و الهوان ما لم يخطر على بالي في يوم من الأيام.

كانت الأفعى لا تزال تتذكر طفولتها عندما وقع نظرها على محبسها الذي أصر هو أن ترتديه في يداها الاثنتين حتى لا يفكر أحد مجرد تفكير في أنها سوف تكون له

فقال لها عندما اعترضت على ذلك قائلة : أن العادات أن ترتدي واحد فقط يكون في اليد اليمنى فترة الخطوبة ثم ينتقل إلى اليسرى عند إتمام الزواج.

فأجابها بعشق خالص وهو يتأملها :بأن حبيبته فائقة الجمال ومن تقع عينه عليها سوف يريدها بلا شك زوجة له أو لأحد أقرباءه لهذا سوف ينظر إلى يدها فماذا يحدث إذا نظر إلى إحداها ولم يجد محبس الزواج وقتها سوف ارتكب جريمة وادخل السجن بسببك فلهذا سوف ترتدين في يديك الاثنتين والبسها المحابس وكانت غاية في الروعة من الذهب ونقش عليها اسم آدم بحجم كبير بالالماس ليعلم من يراهم انها ملكه هو وحده.

فاطاعته لأنها تعلم أن حبيبها عندما يتعلق الأمر بها يصبح شديد الغيرة ولهذا تجنبا لغيرته ارتدتهم وحتى يزيل حنقها ذكرها بأول مرة وقع نظره عليها وقتها كان قد انتقل مع أهله من الصعيد إلى الفيلا التى بجوار بيتها بسبب عمل والده وقد جاء اخوها يحيى حتى يتعرف عليهم واكتشف انهم من نفس العمر وسوف يذهبون إلى المدرسة ذاتها وأثناء تعارفهم استمعوا إلى صراخ باسم بابا يحيى فأسرع يحيى إلى مصدر الصوت بقلق بالغ.

ولحقه هو الآخر من أجل أن يعلم ماذا يحدث؟
وإذا كان يحيى يريد المساعدة؟
فوجد فتاة صغيرة تقوم بعض ولد في أعلى قدمه يبدوا من عمرهم أو أكبر منهم بقليل والولد ويحيى يحاولون أبعادها عنده ولكنها لا تريد افلات الولد.

فصرخ يحيي بنفاذ صبر بعلو صوته :أريج بقلك سبيه دلوقتي وإلا مش حكلمك تاني وحزعل منك.

أريج أول ما سمعت كلام يحيي ابتعدت عن الولد وعنيها تنظر إليه بغضب شديد وقتها مصدقش آدم إن بنت في عمرها تعمل كده! !! ! كان عاوز يمشي بس فضوله خلاه يقعد عشان يعرف ايه اللي حصل عشان تعمل في الولد اللي عملته

ويحيى برضه كان عاوز يعرف فسألها بتعجب :ايه اللي حصل عشان تهجمي عليه كده مفيش بنت مؤدبه تمد ايدها على حد أكبر منها يلا اعتذري حالاً.

بس أريج مردتش عليه وربعت ايديها على صدرها وبصت النحية التانية وهي بتتنفس بغضب بس يحيى صرخ مرة تانية وقلها :أريج يلا فوراً اعتذري

فصرخت أريج بغضب وقالت :أنا مش حعتذر لحد هو المفروض اللي يعتذر ويحمد ربنا إني تبعت كلامك وبعدت عنه.

فتحدث يحيى بهدوء فهو يعلم أنها لن تعاند هكذا مالم يحدث شيء يغضبها وبشدة :أريج حبيبتي ممكن تقوليلي إيه اللي عمله عشان أقدر احكم إذا كان غلطان وألا لا؟

اريج بعصبيه :انا كنت جاية بدور عليك عشان اوريك تسريحة شعري الجديدة اللي ماما عملتهالي وسألت محمد قالي انك عند الجيران الجداد.

وأكملت بحقد وهي تشير بإصبعها إلى الولد:وانا وجية الحيوان ده حط ايديه على شعري وبوظه ولعب في خدودي وبيقولي اني حلوة اوي وهو أول مرة يشوف واحدة في جمالي.

ومرة واحدة هجمت عليه تاني بس المرة دي نطت وعضته في دراعه من فوق جنب كتافه ومردتش تفلته حاول يحيى انه يبعدها بس مقدرش عليها فاضطر آدم انه يساعده وبعدوها بصعوبة عنه كانت ايد الولد خلاص علمت من سنانها وجابت الدم وفضل آدم ويحيى مسكينها عشان مترجعش تهجم على الولد تاني

واعتذر يحيي للولد عن اللي حصله وقله: إن اخته شديدة العصبية ومش بتحب حد يقرب منها.

قبل الولد اعتذاره وقله إنه مكانش قصده يزعجها" واعتذر وكان بيتكلم وعيونه على اريج اللي وقتها مسكت في يحيي وحضنته جامد

استغرب يحيي من اللي عملته وكمان آدم بس محدش سألها وانتبهوا للولد اللي مد ايده يسلم عليهم وعرفهم بنفسه وقال إن اسمه إسلام وهو ساكن في نفس المنطقة بس بعيد شويه عنهم واتعرف عليهم هما كمان ومشى وسابهم

وعنيه مفرقتش اريج اللي اتمسكت اكتر بيحيي وكان ناوي يحيي يهزأها  بس لما لقاها خايفة ومتمسكه بيه اخدها في حضنه اكتر وضمها إليه
وهو بيقولها بحنان :اهدي يا بنت قلبي وحياتي مفيش حاجة حصلت عشان تخافي بالشكل ده! !!

ثم قال لها مازحاً حتى تهدأ :المفروض اللي يخاف إبن الناس اللي عضتيه يا أفعى كام مرة اقولك واحذرك من عصبيتك اللي بتخليكي تهاجمي الواحد من غير ما تفكري مش مكفيكي  اللي في البيت عشان تروحي تعضي اي حد غريب عصبك على فكرة أنا ابتديت اشك إنك بني ادمه زينا

لازم ناخدك عند دكتور بيطري يكشف عليكي ويحللك احتمال تطلعي بتنتمي لفصيلة متطورة من الأفاعي لان كل حاجه عندك عض وعشان احنا كمان ناخد احتياطنا وإسلام  ياخد برضو مصل زينا بدل ما يصحى الصبح يلاقي نفسه عليه جلد واتحول لأفعي

صرخ يحيي لما اريج عضته في كتافه ونزلها فجريت منه وهي بطلع لسانها ليه وقالتله بغضب يعشقه :عشان تحرم تقول عليا أفعى قلتلك بكره اللقب دا انا اسمي اريج وكل مرة تقولي أفعى حعضك لغاية لما تحرم "

. ومشت وسابته فبص لآدم وقله بمرح :طب بزمتك في بني آدمه طبيعية تعمل كده وشاور على كتفه وبعدين بتزعل لما أقلها يا أفعى مش عندي حق!!

نظر إليه آدم بغضب قائلاً :هيا قلتلك متقلهاش يا أفعى عشان مش بتحبه وانت بتقوله يبقى عندها حق فالي بتعمله فيك.

نظر إليه يحيي باستغراب قائلاً :ايه يا عم مالك اتحمقت كده؟ اللي يراك يقول انها اختك انت مش اختي انا وبعدين انا بحب اشوف شكلها هي ومتنرفزة خدودها بيحمروا وبيبقوا زي الفراولة عايزين الاكل وبحب اصلحها وابوس خدودها لغاية لما ترضى تصالحني دي بنت قلبي مش بس أختي الصغيرة.

نظر إليه آدم بغضب شديد ثم رحل وهو يقول: انا لازم امشي لاني في حاجات كتير لازم اساعد بابا فيها وسعيد اني اتعرفت بيك اشوفك وقت تاني سلام "

مشي آدم وهو مستغرب نفسه هو ليه زعل وغضب من كلام يحيي!! مع اني اللي قاله طبيعي يحصل بين الاخوات وباين أن علاقتهم متينة عشان كده كان هو أول واحد تنادي عليه وتصرخ بإسمه .

بس هو حاسس انها ملكه هو من أول ما عيونه وقعت عليها جميلة بشكل يخطف الأنفاس ولا شكلها لما اتعصبت كان فوق الخيال بدرجة رهيبة افتكر كلام يحيي وازاي بيصالحها واتخيل نفسه وهو بيعمل كدا، آدم حاسس بمشاعر أول مرة يحس بيها ومش عارف يفسرها وترك للأيام ذلك

اما أريج مشت وهي مش قادرة تنسى العيون العسلية اللي كانت بتبصلها باستغراب ودفئ عجيب مشفتوش قبل كده.

راح يحيي وراها عشان يراضيها ويسألها كمان عن سبب خوفها وهو متعجب من تصرف آدم بس محبش يعلق

لأن المهم عنده ازاي يصالح أريج لاني هو عارف اني دي مهمة صعبة وهي مش حترضي بسهولة فراح ليها لقاها قاعدة في اوضتها وباين عليها الغضب وخصوصا بوشها اللي محمر زي الفراولة ونفسها العالي والسريع

دخل الاوضة وهو بيقول في سره :يارب استرها واطلع سليم لاني شكلها ميطمنش وهي لما بتكون في الحالة دي بترمي اي حاجة قدامها على انا حدخل امسك أقرب مخده احتمي بيها من أي هجوم.

تنحنح يحيي عشان تحس بوجوده وقال معاتباً :ينفع كده اللي عملتيه!!!! على فكرة كتافي واجعني اوي وعضتك علمت بصي كده وبدل مانتي تعتذريلي انا اللى جي اطمن عليكي قوليلي لما حد يسألني مين عمل كدا وقتها حيكون منظري إيه!!!

لم ترد عليه اريج فتابع كلامه بمكر وهو يتظاهر بالرحيل: خلاص طالما مش حتردي على انا حروح اعزم محمد ومصعب على آيس كريم شكلك لسا زعلانه ومش حترضي تاكلي معانا

جرت اريج عليه وقالت بلهفة :انا حاكل آيس كريم بس لسه زعلانه منك ومش حكلمك .

فأجابها بنفي :لا طلما حتاكلي يبقى لازم تكلميني وكمان تقوليلي ايه اللي كان مخوفك هو اللي اسمه اسلام عمل معاكي حاجة تاني غير اللي حكتيها

هزت اريج رأسها بالنفي وقالت :هو مش عمل حاجة تاني بس انا لما بصلي معرفش ليه حسيت بالخوف منه عشان كدا اتمسكت بيك

أخدها يحيي في حضنه عشان يطمنها لانه شعر بخوفها مرة أخرى وقال في سره ربنا يسترها ويطلع خير لاني دايما احساسك بيصدق.

وذهب بها إلى محل آيس كريم 🍦وأشتري لها من جميع النكهات حتى تقبل بمصالحته، اخرجها من ذكرياتها صوت جرس البيت

بينما في مصر ذهب جاسر إلى غرفة مكتبه الذي يضم أربعة مكاتب أخرى أحدهما لوليد واخر لإلياس "النمر" والثالث ليحيي والأخير لآدم فقد أصروا أن تبقى مكاتبهم معاً كما كانت منذ تخرجهم وتجمعهم في فريق واحد .

ورفضوا النقل إلى مكاتب منفردة بالرغم من حصولهم على رتب عالية نظر جاسر إلى مكتب آدم وتوجه إليه وهو يقول بحزن شديد :دلوقتي صدقت كلامك لما قلتلي اني لما ححب حعذرك ولما كنت تقولي ان حبيبتك ملهاش زي واني صعب حد يعرفها وميحبهاش واني لو قبلتها وعرفتها اكيد ححبها لأنها بتدخل القلب بسرعة من غير استئذان

وقتها اتريقت عليك وقلتلك اني مستحيل احبها ولو انول ادمرها واحرق قلبها زي محرقت قلب اختي حعملها لأنها خطافة خطفتك من اختي وخطفت فرحتها

وأكمل بقهر:مكنتش اعرف ان أبواب السماء مفتوحة واستجابت لكلامي وكلامك انا فعلا دمرتها وحرقت قلبها وللأسف برضو حبيتها ومش قادر اطلعها من قلبي

هو انا بكده ابقى بخونك كانوا دايما أهلنا بيقولوا ان اذواقنا واحد وان احنا بنشبه بعض اوي مش بس في الشكل في كل حاجة حتى الطبع بس مكنتش عارف اني احنا بنشبه بعض لدرجة أننا نقع في حب نفس البنت

ولولا اني مرضتش اقابلها وإنت عايش كنا اتخانقنا عليها انا مش خاين يا صاحبي انا حبيتها بعد موتك يعني مكنتش على زمتك ومينفعش تبقى ليك لإنك خلاص مبقتش موجود في عالمنا

اتجوزتها عشان انتقم منها على غلط مرتكبتهوش وماتت وانا اكتر شخص بتكره حتى اكتر منوا هو كانت نظرة عنيها كلها كره لياوماتت قبل مقدر اعتذر لها واخليها تسامحني

انا بتقطع من جوايا كلما افتكر اللي حصل انا كنت حيوان معاها هي مستحيل تسامحني بس بتمنى انها تقدر في يوم عشان اقدر اموت وانا مرتاح عارف يا صاحبي انا بدور على اللي عمل فينا كده ومش ساكت بس في كل مرة بيقدر يهرب لانه واخد احتياطاته كويس أوي

بس بقدر اوصل لرجالته واخلص عليهم الندل مفيش حد منهم يعرفه شخصياً الأوامر بيخدوها بطرق مختلفة مرة حديثة ومرة طرق قديمة وللأسف الاتنين مش بيوصلونا لحاجة بس لومهما كان ذكي اكيد حيجيلوا يوم ويغلط

وقتها حكون مستنيه وحنجيبوه وناخد حقنا منه وحخليه يندم على كل شيء عمله دا وعد مني يا ابن عمي وانت عارفني مستحيل موفيش بوعدي إلا اذا مت وقتها سامحني واطلب منها هي كمان تسامحني انا حمشي دلوقتي اروح اعرف أخبار النمر إيه ووصل لحد فين في البحث عن الندل سلام يا صاحبي الغالي
*****************

فتحت الأفعى الباب بعد أن نظرت إلى الكاميرات الموجودة في الشقة والتي تمكنها من رؤية من في الخارج فرأت يحيى الذي هاله مظهرها

وقبل أن يسألها عما حدث وجعلها في هذه الحالة فعيونها حمراء من شدة البكاء فارتمت في حضنه دون أن تتحدث بشيء فشدد من احتضانها ودخل الشقة

وأغلق الباب وذهب بها إلى أقرب مقعد وجلسا عليه تركها تبكي كما تريد ولم يقاطعها وأثر الصمت حتى تهدأ لأنه يعلم أنها لن تسمح لنفسها بأن تنهار أمامه أو أمام أي شخص آخر برضاها فلابد أنه حدث معها أمر خطير حتى تصبح في هذه الحالة

فلذا تركها تفرغ ما في داخلها بالبكاء لربما تجد الشفاء لروحها المعذبة الجريحة بعد فترة طويلة تحدثت بصوت معذب متقطع من شدة البكاء

فقالت :كنت عايشة حياتي في سلام وأمان كنت الأميرة المدللة لكل اللي في عيلتي لغاية لما جيه وسكن في الفيلا اللي جنبنا عرفني على عالم جديد أول مرة اعرفه أو احس بوجوده كان هو استاذي ودليلي فيه هو الوحيد اللي اعرفه في العالم اللي اخدني ليه.

كان حليم و صبور معايا وهو بيعرفني ابجدياته حرف حرف وعرفني على جنتة وحلاوته خلاني احبه وأغرق في حبه ومش بس كده خلاني عاشقة ليه بكل معنى الكلمة وهو كان يستحق عشقي وحبي كان يستحقني محدش غيره استحق حبي وعشقي مفيش حد غير آدم يستحق أريج

اتحدى أهله و اللي حواليه رفض بنت عمه اللي من لحمه ودمه اول ما عرف انه بيحبني حتى قبل ما يعترفلي لأنه شاف انه مستحيل تفضل وحده مربوطه بيه وهو قلبه ملك غيرها

حتى لو هو مش عارف اذا كنت بحبه وبكنله نفس المشاعر أو لأ على الرغم انه مكنش ليه يد في موضوع بنت عمه لأنهم صعايده ومن هما وصغيرين اتفق ابوه مع عمه انه حيتزوجها

راح الصعيد مخصوص عشان يحل نفسه من أي قيد ممكن يمنعه انه يعترف بحبي واعلنها بكل رجوله إني ملكه هو وحده وهو ملكي انا لوحدي وخلاني بحبه الكبير وحنيته معايا ابادله نفس الحب واكتر كمان عشقته بكل جوارحي وبكل كياني هو مبخلش عليا بحاجة من مشاعره واهتمامه

وانا في المقابل اديته مفاتيح قلبي وخليته الحاكم المطلق عليه وعلى روحي وكل حاجة فيه

وكل اللي طلبناه من الدنيا إننا نجتمع في الحلال تحت سقف واحد وبدانا نبني بيتنا على ذوقنا على الرغم من المصاعب اللي وجهناها وخصوصاً من أهله اللي كانوا شايفني اني السبب في مشاكل بين الأخ وأخوه وولاد العم اللي كانوا أكتر من إخوه بس حاولوا يتقبلوني عشان السعادة اللي كانت ظاهرة أوي على ملامح ابنهم وواضحة في صوته وانا مطمعتش في اكتر من محاولتهم عشان كان نفسي نعيش في استقرار واني مكنش السبب في بعده عن أهله كمان

ثم اكملت بنبرة مؤلمة بطعم العلقم المر:عمري ما فكرت إني ممكن تنتهى قصتنا بالشكل ده ولا إني تبقى دي حياتي اتامروا علينا وكسروا فرحتنا وذلونا اوي في اكتر وقت حلمنا بيه واستنناه بفارغ الصبر اتحول لأسوأ يوم بحياتنا كلها

إتصور فرحنا اللي قعدنا نخططله سنين طويلة كنا مجهزين كل حاجة القاعة و الفستان والبدلة والتورتة كل حاجه حتى ألوان الورد مفيش حاجة سبناها إلا وفكرنا فيها

اختار أجمل الأشياء وكان يقولي بنبرة مليانة عشق وحب :اليوم دا مش يوم عادي، دا اليوم اللي حتبقي يومي الكامل ملك ليا قدام العالم كله، اليوم اللي حتنزف ملاكي لعاشقها الولهان اللي داب من كتر شوقه ليها من سنين طويلة، فلازم تبقى كل حاجه فوق الممتاز ومش حسمح بغلط ولو حتى صغير.

أكملت بقهر :عارف استكتروا علينا حتى إني إحنا نشوف فرحنا، يا تري طلع زي ما اتمنيناه ولا لا؟

وفضل يوم فرحنا زي ما هو دايماً فكرة حلوة في خيالي بنجتمع انا وهو فيه وبس وبلبس الفستان الأبيض اللي اتحرمت منه واشوف فرحته بعيوني وهو شايفني لبساه ويقعد يتغزل في جمالي وانا اشوفه بالبدلة اللي مرضيش يلبسها قدامي.

ثم ابتسمت بألم وقالت عارف لما اصريت عليه إني اشوفوا وهو لابسها قالي : دا فال وحش إني اشوفه بيها قبل الفرح

ولما قلتله بإستغراب :اللي اعرفه إني الكلام دا على فستان العروسة مش على بدلة العريس!!!!

قالي :إني إحنا لازم ناخد احتياطنا وبعدين ميحسدش المال إلا صحابه واني زي ما هو مشفش الفستان عليا انا كمان مش حشوفه بالبدلة إلا يوم الفرح عشان تبقي فرحتنا احنا الاتنين كاملة ببعض.

وأكملت بمرار وعذاب :بس للأسف الفرح متعملش وانا مشفتوش ولا قدرت افرح ولا عمري حفرح لاني وقت فرحنا آدم كان بيموت الواطي الحقير خطفنا قبل الفرح بيومين بس يومين قتله وحرقه حي قدام عنيا بعد ما عذبه وذله ومقدرتش ادافع عنه أو حتى أموت معاه ودا كله عشان اتجرا وحبني

ثم بدأت تصرخ وتكسر كل ما تطاله يديها وهي تقول بحرقه وانهيار :بكرهك يا إمبراطور الكلب بكرهك وحيجي يوم وادفعك تمن ذله وكسرته حدفعك تمن عذاب حبيبي مش حسيبك ومش حموت قبل ماخد حقهم منك يا واطي حق أخويا وصحباتي وحقي حق عذابي وألمي وحرقتي، حق غربتي وبهدلتي حق بناتي الصغيرين اللي ميعرفوش حاجة عن أبوهم

حاول يحيي امساكها حتى لا تؤذي نفسها وحمد الله لأن الشقة جدرانها عازلة للصوت وإلا لم يكن يعلم ماذا يمكن أن يحدث إذا سمع الجيران صراخها

فصرخت اريج وهي تحاول إبعاده عنها وفك قيدها :ابعد عني يا يحيى وسبني انت مش عارف بالنار اللي شاعله جوايا من سنين زى كأن اليوم دلوقتى لسا النار زي ما هي مهديتش بالعكس زادت أكتر

الواطي كان مخطط معاها لكل حاجة عرف ازاي يلعبها صح استغل الغبية  بعد ما كسبت ثقتنا وعملت نفسها اخته وانها خلاص نست موضوع زواجهم وبقت بس بتفكر فيه على أنه اخوها وابن عمها

مكناش عارفين انها بتمثل علينا عشان تنهينا وتحرق قلبه عليا بس اللي مكنتش عامله حسابه إن الواطي التانى استغلها عشان يوصلي ولما خد غرضه منها ومبقاش ليها لازمه اتخلص منها وخلاها ورقة رابحة عشان يضمن عدم رجعتي واني إذا رجعت ملقاش حد ينصفني فارجعله تاني غصبن عني

حطت ايديها على رأسها وأكملت بانهيار :عمري مفكرت إن كلامه صح وإني يوم متحرر من سجنه ملقاش ولا ايد تحضني أو اتبطب عليا الكل صدقه

لغاية دلوقتي مش قادرة أصدق إن اهلي اللي ربوني يصدقوا إني اعمل الحاجات البشعة اللي اتقال إني عملتها صدقوا إني بتاجر في المخدرات اللي أنا دخلت الشرطة مخصوص رغم اعتراضهم واختارت قسم مكافحة المخدرات عشان احمي البلد من السم اللعين بتاعها

ومش بس كده صدقوا اني اقتل اخويا اللي كانت روحي فيه واقتل حبيبي واعز اصحابي كلهم صدقوا مفيش حد فيهم نصفني صدقوا ورق قال أني عملت كده

بنتهم اللي كانوا طول عمرهم بيفتخروا بيها اتبروا منها كسروني اكتر من كسرت يوم ما قتلوهم قصاد عنيا وقتها حسيت إني خلاص مت حسيت بروحي بتطلع معاهم وبالرغم من العذاب الجسدي اللي اتعذبته بعد كده انا محستشي بيه بالرغم من ألمه وشدته وقلت خلاص انا بقيت شبه الميتين معدومه الإحساس

بس لما اهلي جم وشفوني في الحجز وشفت في عنيهم نظرة كره واحتقار مستحيل أنساها وقتها انا مصدقتش وقلت اكيد انا فاهمة نظرتهم غلط هما مستحيل يقتلوني مرة تانية بس فعلا اتقتلت للمرة التانية وبسكينة تلمة لما اهلي اتبروا مني واتمنولي الموت واتمنوا أنهم مكنوش خلفوا وربنا حرمهم من العيال ولا انهم كانوا خلفوني انا ويحيى

وقتها مت ألف موته لما لقيتهم بيتكلموا عن يحيى بالطريقة دى مقضهوش الواطي إنه موتهم بأبشع الطرق لا كمان  استكتر عليهم إن الناس يذكروهم بسيره كويسة وهما ميتين استكتر عليهم الرحمة

ااااه وانا وقتها مقدرتش حتى اني ارد واصرخ واقول حرام عليكم خلاص هما ماتوا انتوا عايزين منهم ايه تاني؟ سبولكم عالمكم بكل غدره وخداعه وراحوا لدار العدل والحاكم هناك عادل مش بيرد مظلوم وحيجبلهم حقهم من كل إنسان قال في حقهم كلمة وحشة

بس بس حتى الكلام والصراخ كان عامل حسابه اداني دوا يمنعني من الكلام كرهت جمالي وكرهت اسمي بسبب حبه ليهم عيوني اللي كنت بفرح أوي لما آدم يقعد ويتغزل فيهم كرهتهم وكرهت لونهم كرهت كل حاجه حلوه فيا

جات عليا أوقات فكرت إني اشوه ملامحي لإني مبقتش اطيق اشوفهم في المرايا  عارف اللي زي لازم يموت لأن الموت أكبر راحة ليه والحياة اكبر عذاب ليه

وأكملت برجاء :اعمل فيا معروف واقتلني ريحني ربنا يريحك..

وبدأ صوتها بالخفوت لأن يحيى أعطاها حقنة مهداة فيكفيها ما حكته وشعرت به من عذاب فقام بحملها ووضعهم على السرير وهو يفكر ماذا كانت ستفعل في نفسها لو لم يأتي ليجلب أوراق مهمة موجودة في الشقة

كانت لربما قتلت نفسها فمامرت به صعب على أي شخص تحمله مهما ادعي القوة يتمنى لو كان هذا الإمبراطور أمامه لكان عذبه بأشد الأنواع وحشية وبعد ذلك رماه تحت قدمها حتى تقرر نهايته وتشفي غليلها علها تستطيع أن تعيش حياتها مثل باقي البشر
****************

بينما في مصر ذهب جاسر إلى مديره من أجل أن يعلم ماذا حدث مع إلياس فهم ليسوا فقط أصدقاء منذ تخرجهم

ولكن يجمعهم أيضاً الشعور بالذنب والندم تجاهها فهو قد ترك حزنه على أخته وابن عمه وغضبه يعموه ويتحكوا فيه فاحب ان ينتقم منها وبقوة ولكن خوفه من ربه جعله يطلب من والدها أن يتزوجها حتى لا يقع في الفاحشة

والحظ كان معه عندما علم أنها كاتبة لوالدها توكيل عام ووالدها من شدة حزنه وصدمته لم يستطع أن يفكر جيداً

ووافق بعد ما ضغط عليه بعض الشيء وتزوجها فور إلقاء القبض  عليها وبعدها نفذ عقابه الذي اختاره لها عقاباً كان متأكد انه سوف يكسرها لأنه يكسر اي امرأة مهما كانت قوتها

كان يظن أنه يفعل الشئ الحق و أنه بهذا يذلها مثلما فعلت  في اخته لكن ما حدث يوم المحاكمة وظهور التسجيلات والأدلة التي أظهرت براتها

جعلته يشعر بمدى وضاعته وخسته في انه استقوي على إمرأة ضعيفة لم تكن قادرة على الدافع عن أغلى شيء عندها

بسبب الحقير الإمبراطور اللي كان عاوز يعمل فيها نفس اللي عمله هو وفي الوقت اللي لقى نفسه ميفرقش عنه في شيء ندم وكره نفسه حب يعتذر منها بس القدر كان خلاص قال كلمته

وماتت قبل حتى ما يقدر يطلب العفو عشان يعيش بذنبها طول حياته ومهما حاول يكفر عن خطأه في حقها عمره ما حيقدر يسامح نفسه وضميروا حيفضل على طول بيأنبه هو وإلياس اللي ساعده انه يحقق انتقامه لما سمح لأهلها إنهم يدخلوا عليها ويشفوها بعد ما ورولهم كل الأدلة اللي بتثبت جريمتها

أهلها اللي مبخلوش عليها بالكلمات الجارحة ونظرات الكره هما شافوا وسمعوا كل اللي قالوه أهلها بسبب أجهزة المراقبة الموجودة في الزنزانة اللي حطوها فيها ولما خرجوا أهلها من عندها دخل هو وعمل اللي عاوزه فيها

في الوقت اللي كان إلياس بيراقب له الطريق عشان هو كان ممنوع من العمل على القضية بسبب القرابة ولما اكتشفوا إن الإمبراطور ضحك عليهم هما كمان ولعب بيهم قرروا انهم لازم بينتقموا منه وخصوصاً لما هي كمان اتقتلت بسببه الواطي كان عامل حسابه حتى وهي معاهم إنها لو مبيقتش ليه مستحيل تكون لغيره.

بس شكل الإمبراطور زعجه انهم بيدوروا وراه وحابب يتخلص منهم خصوصًا ان في آخر مكالمة إلياس قله انه لقى معلومات  تخص الإمبراطور ممكن تفيدهم اوي في انتقامهم وهو دلوقتي خايف للامبراطور يكون وصله وقدر يخلص عليه هو كمان
ابتدا يدعي ربنا إن يحمي صاحبه من كل شر ويبعد عنه أذى الإمبراطور
**************

  بعد انتهاء مفعول الحقنة المهداة استيقظت أريج وهي تشعر بالألم الشديد في مختلف أنحاء جسدها نتيجة لما قامت به

فنظرت إلى ساعتها لتعلم كم مر من الوقت فوجدت انها قد فاتتها الصلاة في وقتها فذهبت إلى الحمام وأخذت شاور بماء دافي لليخفف من الامها وتوضأت وخرجت لتؤدي فرضها وبعد ذلك ذهبت لترى أين يحيي فوجدته في الصالة متسطح على كنبة مغمض العينين فظنت انه نائم ولكن علمت أنه مستيقظ عندما سألها :انتي لغاية دلوقتي مقلتليش امتى وازاي اعترف آدم بحبه ليكي؟       

ضحكت أريج وهي تتذكر كيف حدث ذلك وعلمت من سؤاله أنه لا يريد تذكيرها بما حدث منذ قليل وانهيارها أمامه فقالت له بثقة وهي تجلس براحة على المقعد المقابل له : انت خمن ازاي هو اعترف مع اني مظنش إنك حتخمن صح .         

فقال يحيي مستغرباً :ليه يعني مش حقدر اخمن يعنى حيكون عمل ايه اكتر من اي حبيب بيعمله!!!!      

أريج مبتسمة :انت خمن وانا حبقي كريمة وحخليهم أكتر من تخمين.     

يحيي مفكرا :طالما واثقة من كلامك كده يبقى اكيد عمل حاجة مجنونة الواحد مستحيل يتوقعها، وصراحة انا اتعودت إن أي حاجة مرتبطة بيكي دايماً بتبقى عكس الناس العادية، فاكيد اللي حبك حيطلع مجنون زيك وبيعمل حاجات مجنونة

واكيد طريقة معرفتك بحبه حتبقي محدش عملها قبل كده يعني مختلفة زيكم

لكن مفيش مانع إذا حاولت اخمنها وانتي قلتي اكتر من تخمين ماشي الأول أنه عمل جو رومانسي وعزمك على مكان جميل وزينه بالشموع والورد وبعدين ركع على رجليه واعترفلك بحبه والورد بينزل عليكم صح.      

أريج ضاحكة :ههههههه شكلك متأثر اوي بالفرجة على الأفلام وبعدين آدم صعيدي يعنى مستحيل يعزمني لوحدي من غير ما يكون في بينا حاجة رسمي دا غير إني اهلي مستحيل يوافقوا على خروجي معاه لوحدنا وكمان حرام يركع على رجليه المسلم مش بيركع إلا لربه وبس  يلا اللي بعده.                      

يحيي مازحا :مانا برضوا قلت إنك وسي آدم مش وش الحاجات دي وطالما قلتي إن مستحيل تطلعوا لوحدكم لإني دا مينفعش يبقى اكيد دخل البيت من بابه زي ما بيقولوا وطلبك من أهلك علطول وهما عرفوكي وانت وفقتي.   

أريج :اممممم يعني قربت بس مش بالشكل ده .    

يحيي مستفهما :ازاي يعني مش بالشكل ده؟ بس مش مشكلة انا راضي بإني على الاقل قربت لاني بصراحة مش حتعب دماغي في حاجة انا عارف اني مش حوصلها فريحيني وقولي ازاي عملها استاذ روميو بتاعك!!!!                         

أريج ضاحكة :خلاص حقولك لأنك صعبت عليا يا حرام.                        

يحيي رافعا أحد حواجبه :لا والله وانتي قلبك حنين اوي مش كده.              

اريج بغرور مصطنع :وانت عندك شك في كده؟  

يحيي متاففا بمرح :استغفرالله العظيم يخربيت الغرور يا شيخة الواحد مش ناقص غرور حتقولي ولا لأ؟    

أريج بمشاكسة :خلاص يا عم حقلك مالك كده مش حامل نفسك بص يا سيدي أنا وصحباتي سما وجنا كنا رجعين من المدرسة وكنا بنتريق على موقف حصل في الفصل بتاعي انا وسما وبنحكيه لجنا لأنها أصغر مننا فمش معانا في نفس السنة وقعدنا نضحك في الطريق

ووقتها كان في شوية ولاد صيعين قعدوا يعكسونا وخصوصاً أنا فإحنا معبرنهمش ولا ردينا عليهم وكملنا طريقنا بس هما زودوها وكانوا حيمسكوا ايدي

وانا كنت مستعدة لضربهم إذا عملوا كده وقبل ما ايدهم تلمسني مسك آدم ايدين ولدين منهم وعينك ما تشوف إلا النور في ثواني كانوا كلهم مرمين على الأرض وشغلين يصرخوا من كتر الوجع ومقدروش يقوموا عشان يهربوا

و هو وبيضربهم من شدة غضبه قالهم :ازاي تجرؤا وتعاكسوا حبيبتي!!!!

وبعد ما خلص منهم منطقش ولا اي كلمه غير :امشي قدامي على بيتكم يا انسة انتي وهيا  عشان اشوف حل للمسخرة اللي حصلت دي.

ومدناش فرصة اننا نتكلم فمشينا احنا وسكتين لإنه كان باين عليه غضبه أوي وصل جنا وسما بيتهم واطمن انهم دخلوا وبعدين  انا وأول ما وصلت البيت لقيته بينادي بأعلى صوته علي بابا واخواتي الكل طلع يشوف في ايه!!!!

فقال يحيي بإستغراب :في ايه يابني مالك بتزعق كده؟ حد قلك مش بنسمع وبعدين احنا لسا سيبين بعض انت مش قلت إنك حتسلم على اهلك وتستريح من تعب السفر وعلى بالليل نتقابل ايه اللي حصل وخلاك تيجي دلوقتي ؟

انت اهلك سافروا الصعيد ولا إيه؟ بس انت لسا مكلمهم وبلغتهم بوصولك وقلت انهم مستنينك!!!

ثم نظر إلى اخته أريج التي ذهبت وارتمت في حضنه وهي تقول له بنبرة مرتعشة ولا تعلم ما يمكن أن يحدث :حمد الله علي السلامة يا بابا يحيي.

فقال يحيي لأريج بحنو :الله يسلمك يا بنت قلبي وحشتيني أوي.

وأكمل بتساؤل :مالك يا حبيبتي بتترعشي ليه؟ وانتي وآدم اتقابلتوا فين؟  

أريج بخفوت وهيا ماتزال ترتعش في حضنه: والله يا بابا انا معملتش حاجة غلط هما اللي عكسونا واحنا مش ردينا عليهم.

فقال آدم غاضباً :مهو لما تقعدوا تضحكوا في الشارع وتدي فرصة لشوية عيال صيعين انهم يعكسوكم يبقى ازاي معملتيش حاجة غلط ولولا ماربنا ستر وانا شفتهم الله اعلم كان ممكن يحصل إيه؟

فقالت أريج غاضبة وهي لا تزال ترتعش في حضن أخاها :انا مقلتش ليك إنك تدخل انا اعرف كويس ازاي ادافع عن نفسي وانا فعلاً مغلطش.

فرد آدم بغضب أشد وقد نسي جميع من حوله وهو يتذكر نظرات أولئك الشباب لها وقرب أحدهم من الإمساك بيدها :كنتي حدافعي عن نفسك إمتى؟ وانا مسكت أيديهم قبل ما يلمسوكي وإذا كنت اتاخرت كانوا مش بس مسكوا ايدك وألا انتي كان عاجبك الموضوع ومعجبينك حواليكي وبيمدحوا في جمالك فازعلتي عشان ادخلت وقطعت عليكي.؟

ابتعدت أريج عن حضن يحيي والدموع تتساقط على وجنتيها صارخة :انا مسمحلكش تقول عليا الكلام ده انا بنت محترمة غصبن عنك والكلام دا تقولوا للبنات الوسخه اللي انتي ماشي معاهم شكلك من كتر ماعرفت الاشكال الوسخة بقيت مش عارف تفرق بين بنات الناس المحترمة وبين غيرهم

صرخ آدم وقد فقد صوابه كلياً :اخرسي ورفع يده، فظنت أريج أنه سوف يضربها فغطت وجهها بيديها وتراجعت إلى الخلف ولكنها أبعدت يديها عندما سمعت صوت الضربة في الحائط خلفها

وقتها صرخ والد أريج ويدعى علام العدلي بحده : بس انت وهي انا من الصبح ساكت واقول دلوقتي يسكتوا ويعملوا ليا احترام إن موجود لكن مفيش عنديكم اي احترام
أريج مدافعة :بابا انا مقصدش بس هو اللي ابتدا.   

الأب بحزم :اريج مش عايز اسمع ولا كلمة وفوراً  تعتذري من آدم على الكلام اللي قلتيه. 

أريج بعناد :يابابا انا مغلطش هو ولم تكمل كلامها بسبب نظرت والدها فزفرت بغيظ ثم ابتسمت بمكر وقالت :اسفة يا أبيه آدم.

فاظلمت عيني آدم من شدة الغضب وقال لها: انا كام مرة اقولك متقوليش  ليا يا أبيه .

فقالت أريج بحزن مصطنع :شايف يابابا انا اعتذرت زي مقلت لكن هو اللي بيجر شكل اهو قدامك.

فقال اباها بأمر :أريج اسكتي خالص ياتطلعي على اوضتك لغاية لما افهم من آدم إيه اللي حصل.

فاعتدل يحيى الفلسطيني من جلسته وقال مقاطعاً : بس خلاص انا اسف إني سألتك دانا قلت اكيد حيبقي في الموضوع رومانسية فظيعة مش جو الاكشن والضرب اللي انتي بتحكيه بس الواحد يتوقع إيه منك ومن حبيبك؟!!

كانت أريج تهم باجابته عندما قاطعها قائلا :استنى انا حقولك التكملة قام الأستاذ آدم رحمه الله ضربك قلمين معتبرين على وشك وبعدين قلك بحبك يا بقرة أو جاموسة واحتمال بحبك يا حمارة بما انه صعيدي صح؟

نظرت إليه اريج نظرة حارقة فقال يحيي بخوف مصطنع :اتفضل كمل يا كبير ولا كأني قلت حاجة وعاد إلى تمدده على الكنبة مرة أخرى .

أرادت أريج أن تتوقف ولا تخبره ولكنها كانت بحاجة إلى تذكر هذا الموقف والشعور بوجود الجميع معها حتى إذا كان هذا في خيالها فاكملت بعد أن رفعت قدميها إلى المقعد وضمتهم بيديها إلى صدرها ووضعت رأسها عليهم وهي تحكي ما قاله آدم بتوتر :بص يا عمي انا كنت حستني لغاية لما أريج تكبر شوية بس بعد اللي شوفته  انا مستحيل اصبر لاني النهاردة كنت حرتكب جريمة.

فقال الأب وقد بدأ يستوعب ما يقصده آدم بكلامه ولكن عليه أن يفهم الأول ما حدث مع ابنته وبعد ذلك يرى الأمر الآخر فأشار للجميع بالجلوس وقال :قبل أي حاجة انا عاوز اعرف ايه اللي حصل؟
ومين دول اللي عاكسوا أريج؟

فأجاب آدم موضحاً :ياعمي زي ما حضرتك عارف احنا يدوب نزلين إجازة فالعربية اللي وصلنا بيها بتاعت وليد وانت عارف إن بيته في اتجاه غير اتجاه بيتنا فاتمشينا انا ويحيي وطبعاً لأن بيتكم كان الأقرب فيحيي وصل قبلى وانا كملت قلت اتمشى شوية و أروح أجيب أختي أسيل وأعملها مفاجأة

وفي الطريق حضرتك عارف بعدي على مدرسة اريج رحت لقيتها ماشية بتضحك هيا والبنات وكان في ولاد فقعدوا يعكسوهم ولولا ماانا كنت معدي الله اعلم كان إيه حصل؟

فنظر الجميع إلى أريج وخاصة الأب فقالت موضحه :والله يا بابا اول مرة تحصل احنا بنمشي ساكتين بس النهارده حصل موقف في الفصل الأستاذ العيال عملوا فيه مقلب وكان منظره يضحك وانت عارف سما مش بتسكت وبتحكي لجنا فاول مطلعنا قلتلها وغصبن عننا ضحكنا لما افتكرنا لاني منظره فعلا كان مسخره.

فقال الأب بحنان يحمل في طياته تحذير :أريج انتي عارفة ان اللي حصل غلط ومش محتاج اقولك انه ميتكررش تاني بس كمان انا واثق في بنتي وعارف انها كانت حتيجي وتقولي من غير ما حد يعرف أو يشوفها صح؟

فقامت أريج واحتضنت اباها وهي تقول صح يا بابا يا حبيبي ثم قبلته على وجنتيه
فقال يحيي مازحاً حتى يزيل توتر الأجواء : الحقي يا ماما أريج بتتحرش بزوجك ادامك ومش خايفة منك ولا عملالك احترام زي ما انا بحترم بابا وببوسك من وراه.

فقالت أريج :الحق يابابا انت ازاي تسمحلوا بالمسخرة دي انا الوحيده اللي من حقي ابوسكم غيري لا.

فقال يحيي معترضاً :ليه يعني هو انتي بس اللي بنتهم اومال احنا ايه!! 

فقالت اريج ببرود :فعلا انا بنتهم الوحيدة إنما انتم ولادهم ولا انت نويت تغير النوع وتبقى بنتهم.

فقال يحيى بغضب :انا من رأيي إنك متجبيش سيرة الموضوع ده مرة تانية عشان لسانك الحلو دا ميتقطع وشعرك اللي قرفانه بيه ميتقصش تمام.

فقالت اريج بخوف مصطنع تمام يافندم.

فضحك الوالدين والجميع عليهم فهم دائما هكذا.

فقاطعهم آدم غاضباً من مزاحهم فهو يغير عليها ولم يعد يستطيع أن يخفي هذا :عمي انا وأهلي عاوزين نزوركم على بالليل إذا يناسبكم؟   

فنظر إليه يحيي مستغرباً : يا بني البيت بيتكم دنتا هنا 24 ساعة في اليوم؟

فقال الأب وقد فهم ما يقصده آدم: معلشي يا ام يحيي خودي أريج خليها تغير وتساعدك في تحضير الغدا.

فقالت أريج بمحبة :تعالى يا يحيى في حاجات كتير عاوزه احكيهالك.

فقال الأب معترضا :لأ سيبي يحيى انا عاوزه في حاجة.

فذهبت أريج وامها وبقي الأب وآدم ويحيى فقال الأب بجدية : انا عاوز اعرف كل حاجه.

فقال آدم بصراحة :ياعمي انا عاوز اتزوج أريج.

فقال يحيي ضاحكاً :هههههههه انت عاوز تتزوج أريج مين؟ اوعي تكون تقصد البنت أريج اللي بتقلك يا أبيه انت اكيد بتهزر بس المرة دي كبرت منك أوي .

فقال آدم غاضبا :يحيي انا مش بتهزر وبعدين الفرق مابينا مش كبير بس ست سنين ومش ذنبي إن حضرتك معودها تقلك يابابا وتقلي ياابيه.

فقال الأب بهدوء :انا معاك يابني ان الفرق بينكم مش كبير بس أريج لسا صغيرة ومتفهمش حاجة عن الزواج ومسؤلياته داغير انها مدلعه لأنها بنتي الوحيدة وانا مش حقبل اني ازوجها في العمر دا وغير كده انت مش متفق على بنت عمك ابوك قالي كده !!! وكمان إنت لسه بتدرس ومش حمل مسؤولية بيت.

فقال يحيي بنفي :لأ يا بابا آدم من فترة راح الصعيد وحل نفسه من الاتفاق اللي كان بين ابوه وعمه وقله إن ياسمين بتكون اخته وهو زيه زي جاسر ونهى الموضوع.

فقال الأب متفهما :بص يا آدم يابني انا متمناش لبنتي عريس احسن منك انا حعمل اللي عليا واخلي مامتها تسألها عن رأيها  إذا وافقت يبقى مبروك وإذا لا انت برضوا ابني زي يحيى بس انت وأهلك متجوش قبل ما ابلغك بموافقتها عشان لو مفيش نصيب ميبقاش في إحراج لحد فينا.

ثم خرج وترك يحيى وآدم يتحدثون غافلين عن تلك التي أتت من أجل أن تسأل يحيي عن شيء ما وسمعت حديثهم كانت تنوي المغادرة وهي عازمة على رفضه ولكن ما جعلها تنتظر هو سؤال يحيي لآدم :انت امتي حبيتها؟ وازاي مقولتليش؟

وعندما رأي نظرة آدم قال له: انا بسألك كصديق ليك مش كاخ لأريج

فقال آدم بصدق :حتصدقني لو قلتلك من اول مرة شفتها فيها وقت لما كانت بتتخانق وقتها لما انت غلست عليها انا اضيقت لزعلها

معرفش امتى وازاي دخلت قلبي؟ بقيت بخاف عليها اوي عارف انا النهارده مكنتش عند المدرسة بالصدفة أنا باخد أسيل كعذر انا دايما بحب اشوفها اول ما اوصل واطمن عليها بنفسي.

مش برتاح غير لما بشوفها بعينه انا عارف انها صغيرة ومش فاهمة يعني إيه زواج بس انا مستعد اصبر واستناها لغاية ما تكبر، وكنت فعلا حعمل كده بس اللي حصل النهارده خلاني اعرف انها مبقتش صغيرة في نظر غيري انت مشفتش الولاد كانوا بيبصوا ليها ازاي وهي ولا على بالها، والمشكله انهم عندهم حق لأنها جميلة ولما تضحك وتظهر غمازاتها بتبقى جميلة فوق الوصف.

فقال يحيي بغضب حاول التحكم فيه :لاحظ إن اللي حضرتك بتمدح في جمالها بتكون اختي، ولا هي خلاص جننتك يعني انت كنت اعقل واحد في شلة المجانين وبسبب اختي بقيت اجنهم هو الحب بيعمل كده اوعدنا يا رب.

فقال آدم بأسف :يحيى هو انت زعلان مني؟ انا والله كل اللي حصل مش بإيدي وكنت ناوي اقولك بس مكنتش عاوز اخسرك وعاوزك تعرف حاجة ان لو اختك رفضتني انا مش عاوز صداقتنا تتأثر يعني انت حتفضل صديقي واخويا اللي مقدرش استغني عنه .

فقال يحيي بمحبة :انت عبيط يابني انا مستحيل ازعل منك داغير اني واثق فيك والدليل إنك عمرك ما حولت تكلم اختي وتصارحها بمشاعرك مع اني هيا لسا صغيرة وممكن تتشد للموضوع دا خصوصاً انه جديد عليها

وانت حتكون اول واحد يسمعها الكلام دا بس انت كنت عاوز تستنى لغاية لما هي تفهم وتقدر تستوعب وتحكم إذا حتبادلك نفس المشاعر والا لا، واللي خلاك تتحرك هو قلبك اللي خايف إنه يخسر حبيبته قبل ما ياخد فرصته ويعبر عن اللي جواه

وجيت البيت من بابه واتقدمتلها يبقى ايه اللي يزعلني في كده بالعكس انا فرحان ونفسي اختي توافقك لإنك صاحبي وانا اعلم الناس بأخلاقك وعارف إنك حتحافظ على اختي ومستحيل تهينها أو تزعلها

ومتخفش انا حقولها على كل مميزاتك وعيوبك مع اني مفيش عيوب كتير ونستنا قرارها لاني مقدرش اخدمك اكتر من كده لأنها عنادية وقرارها من دماغها ومش بتيجى بالضغط والاجبار فقرارها حيكون منها هي عشان تبقى عارف انا مليش دخل
فقال آدم متنهدا :عارف يا صاحبي انا حمشي لاني اتاخرت وفي انتظار قرارها.

غادر آدم المنزل بعد أن ذهبت أريج إلى غرفتها دون أن يراها أحد هذا ما ظنته قبل أن يدخل عليها يحيي ويسالها عن رأيها فيما سمعته؟

فقالت أريج بإستغراب : انت عرفت ازاي اني سمعتكم!!

فقال يحيي بمحبة :انتي نسيتي انا بدرس إيه!!
وعلى فكرة آدم كان ممكن يلاحظك بسهولة زي بس انتي شكلك جننتيه وهو من شدة توتره مخدش باله المهم انا حبيت إنك تسمعيه بنفسك عشان تاخدي قرارك وانتي مقتنعة ثم ذهب وتركها.

فقاطعها يحيي الفلسطيني :معلشي بس انا عاوز اعرف ليه الكل بيقول إنك صغيرة هو انتي عمرك وقتها كان قد ايه؟

فقالت أريج بتأكيد :لاني وقتها فعلا انا كنت صغيره لسه بدرس في سنة تالتة إعدادي يعنى عمري حوالي14 سنة.

فقام يحيى من مقعده متفاجا :انا سمعت إنك كنتي صغيرة لما اتخطبتي بس متصورتش إنك كنتي صغيرة اوي كده؟

فقالت أريج :اهلي وقتها كانوا خايفين عليا اوي خصوصاً لما عرضوا عليا الموضوع ووافقت بعد ما صليت صلاة استخارة وحسيت براحة

كانوا خايفين إن مذاكرتي تتأثر بس حصل العكس مستويا أتقدم اكتر لأن آدم كان جنبي دايما وبيدعمني معاهم واكتر كمان منهم.

كان كل امتحان لو مش موجود يتصل بيا ويراجع معايا المادة عمره ما بخل عليا بحاجة دايماً كان مقدر خوفي وسني وطريقة تفكيري عمره ما حاول يبعدني عن مستقبلي واحلامي دايما معايا واقف في ضهري وبيشجعني

حتى لما قررت ادخل شرطة الكل رفض إلا هو جيه  ورايا الجنينة وقالي لازم ادرب واجيد اكتر من نوع من العاب القوى وبيقي بيدربني هو و يحيى

عارف نظرة الحب واللمعة اللي في عيونه لما يشوفني كانت بتحسسني بالأمان اوي فضل راجل لحد آخر لحظة في حياته.

نظر إليها يحيي الفلسطيني وجد أن شعرها قد تساقط على ظهرها واكتافها وهي تبتسم حتى ظهرت غمازاتها  فكانت بحق فانتة فعذر آدم على سرعته في خطبتها فلو كانت حبيبته لكان فعل أكثر من هذا.

فقال يحيي لأريج متسائلاً :طب وعد و حنين هما بالنسبالك ايه!!

فقالت اريج :بيقولوا بعد كل محنة منحة وهما كانوا منحتي من ربنا بعد محنتي هما سبب سعادتي وشعاع النور في دنيتي المضلمة ويلا بينا لأحسن احنا اتاخرنا اوي وإذا هما وصلوا قبلنا مش حيحصل خير
                         





 

الإنتقام المحتوم (تغيير  النهاية) Where stories live. Discover now