الفصل الأربعون.

4.3K 164 16
                                    

#الفصل_الأربعون.
#مملكة_الشياطين.

هيجبر قلوبنا صح؟

ج/ إي وعزته ظن به جميل .. وهو بكل جميل كفيل.

سبحان اللّٰه والحمد للّٰه ولا إله إلا اللّٰه واللّٰه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم.

"وقد يُغير اللّه كُلّ شَيء بدعاءٍ صادق."♥️

أشرقت الأرض بفرحتهم، تلألأت البسمة بأصداف أعينهم، انتشر أريج سعادتهم بسخاء عندما تقيدت قلوبهم بوثاق الحب، لم تكن حياتهم هذه عبثًا، خلقوا ليألفوا روحًا تكملهم تتشابك معهم لم تخلق إلا لهم.

كانت مدللة أخيها، تحب عائلتها، ولكنها لم تكن ضعيفة قط، حكم عليها بالزواج إجبارًا لقمع الثأر، وأثبتت قوتها بكل بجدراة، أقسمت على الوقوف بقوة فى وجه من تزوجته ولكن... تمرد قلبها ليقع مقيدًا بحبه، بل عشقت منصور ابن صادق الهواري، تعاني الآن من بعده عنها ولكن ما سيحدث ربما ينصف حبها له أو......!!!
بدت مترددة في أن تخبره بالأمر، تجهل رد فعله على حديثها.. ظلت تنظر إلى ولوجه الغرفة تارة وإلى يديها التي تفركها من وجل قلبها وتوترها تارة أخرى..
دلف للغرفة ثابت الملامح كعادته بخطوات واثقة متمهلة، تقدمت منه ببطء شديد وهو لم يلحظ توترها هذا.
خلعت عبائته عن كتفيه بينما خلع هو عمته البيضاء الملتفة على رأسه وناولها إياها وضعتها على المقعد بجوارهما بصمت تام. أصرت في قرارة نفسها على أن تخبره ويحدث ما يحدث، فلما التأخير!
تحدثت برعب وتلعثم كأن وضع على لسانها جمر ويديها كادت أن تنصهر من فركها إياها:
_ اا أنـ أني أني رايدة أخبرك بحاجة.
أردف بثباته المعهود وهو ينزع جلبابه الصعيدي:
_ حاجة أيه دي جولي طوالي من غير تهتهه فـ الحديت عاد؟

إستعادت ثباتها وقوتها وهتفت:
_ أني حبلة.
تشنج جسده وألتف إليها بأهتمام ونظر لها بقوة وتحقق كأنه يطلب منها أن تعيد ما قالت أو تأكد له أنها تحدثت في الأصل.
راقبته بأعينها بحذر كانت تستشف رد فعله من عينيه،
أما هو فوقعت الكلمات على أذنه كالصاعقة هو تائه ولا يدرك أيضًا رد فعله!
رفع يديه
بلمح البصر كانت هي وضعت يديها على وجهها في محاولة منها لحماية نفسها من بطشه.. خشيت أن يؤذيها كسابقته وإرتدت خطوتين للخلف فارتطمت بالمقعد خلفها
تأوهت بخفوت ورفعت يديها عن وجهها فرأت إبتسامة صغيرة تشق وجهه لتأخذ مجراها لعينيه،
وأردف بحب وشغف وسألها حتى يتأكد من ما سمعه للتو:
_ صوح حبلة صوح؟!
أومأت بهدوء وهي غير مصدقة لما يحدث تراه يضحك ومرحب بحملها، ظنت أنه سيقتلها أو يقتل جنينها أو يطردها!
وجدت قدماها رفعت عن الأرض فنظرت مستغربة الأمر
فوجدته يحملها ويدور بها في سعادة.
فتبسمت لفرحته وقررت أن تفرح معه فهي تحمل ابنها في أحشائها بين أحضانها..
تمتمت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها:
_ هملني عاد هموت وولدي هجراله حاجة.
توقف عن الدوران بسرعة ووضعها على فراشها ببطء وحرص شديد وهو يلثم جبينها بدفء:
_  لااه كله إلا ولدي عاد.. مهأذهوش واصل.
دا هياجي من أحضان وردتي يعني هيبجي بغلاوتها
ولا أيه يا جلبي؟
هزت رأسها مبتسمة بحب وهي تمسح بيديها على بطنها
أكمل حديثه بحماس وشغف: أرتاحي دلوجيتي وأني هخلص مشوار إكدة وهعاود طوالي.
خرج من الغرفة بسعادة وشعور غريب بنكهة مميزة يجتاحه فهو على مقارب أن يصبح أب.
أما هي فتذكرت الماضي فهي إلى الآن سجينة ماضيها اللعين.. فزواجها منه كان قسرًا وهي لم تنس هذا قط
ولكنها الآن سعيدة.
ظلت الأفكار تتقاذف في عقلها وألمتها رأسها بقوة
فرأت أن خير سبيل الهروب وهو النوم فغفت وهي تضع يديها على بطنها تبث الأمان لجنينها أو لنقل لنفسها أولًا..
ربما مشكلتها أنها سجينة الماضي أو هروبها المستمر من مشاكلها.. ولكن هذا لا ينفي قوتها على تحملها لمصاعب كثيرة.
انتشر خبر حملها كسرعة الريح لتتوالى الزغاريد فرحة والبسمة علت وجوههم، وكان هذا كحجر حظ، أو تميمة سحرية بالنسبة لهم، فبحملها أطمئن قلب والدتها كريمة فجراء هذا الحمل تحسنت معاملة حماتها "سنية" معها وأصبحت تهتم بها، وزوجها الذي يحملها على كفي قلبه، لا يغمض له جفن قبل أن يطمئن أنها تنام بسلام بجواره.
__________
أما وداد ومنتصر، فحياتهما تتأرجح ما بين الهدوء والتمرد؛ وهذا لطبيعتها القوية فهي فقدت قلبها أمامه ولكنها لم تفقد قوتها بعد، دائمة التمرد على حصونه ولكنه أجل من يروضها ويقيدها بحنانه الملازم له فى حضرتها، يعرف جيدًا كيف يحجم ثورتها..
رأها تجلس على المقعد عابسة، وقسمات وجهها مضطربة، تارة تضم ما بين حاجبيها وتارة أخرى تزم شفتيها، لاحظ نظرة الحزن التي تسكن عينيها فعقد حاجبيه بحيرة ومال عليها يلثم جبينها بعشق لتنتفض مرة واحدة، ولكنها ظلت على عبوسها تتحرى عيناه، فزاد ذلك من دهشته فرفعها بين ذراعيه وتحرك بها للفراش فوضعها برفق حاني لتجلس عليه وسحب الغطاء على جزعها السفلي وجلس أمامها ساحبًا كفه ملثمًا باطنه وسألها بصوت رخيم هادئ، مكنونه حانٍ:
_ مالك يا وداد؟ أي اللي قلب حالك إكدة يا ست الناس؟
صمتت وهي ترسل له نظرات مغتاظة، وهذا أكثر ما يثير غضبه... التجاهل!
ولكنه حتمًا سيهدئ فهو لا يستطيع أذيتها مطلقًا، فعاد يلح بسؤاله:
_ خبريني يا وداد، تعبانة أجبلك الحكيم؟
هزت برأسها، فعاد يهتف مرة أخرى وهي يدعي الصبر:
_ أبوكِ اتوحشك تروحي عنديه!
بدت كأنها على مشارف البكاء فخرج صوتها ضعيف مبحوح:
_ أني ليه مش حبلة كيف ورد؟
صدم من حديثها وهي تبتلع شهقاتها فأكملت:
_ أني وورد اتجوزنا فـ نفس اليوم وهي حبلة دلوج وأني لا.
لا يعلم أيضحك أم يغضب أم يشفق عليها، قرب كفه لشفتيها وأزال دمعة تمردت وتعلقت بشفتيها فارتعشت شفتاها، وأباحت بكل ما يؤرق قلبها:
_ هياجي اليوم اللي تهملني فيه يا منتصر وتتجوز عليا لأجل تجبلك الوريث صوح؟!
فهمس بدوره وكفه يسير بلطف على وجهها:
_ متخافيش يا وداد عمري يا حبة جلبي أهملك واصل، أني عافرت كتير وتعبت أكتر لأجل تجمعنا فرشة واحدة.
رمقته بشك فقرب وجهه منها يتنفس أنفاسها المتهدجة وقال:
_ وداد الخلفة دي نصيب من عند ربنا، وأحنا يا بت الناس لساتنا مكملناش فترة طويلة متجوزين.
هتفت بلهفة فما أصعب على المرأة من فقدان حلمها بأن تحمل طفلًا يزهر أحشائها، يشبه والده، يتحلى بصفاته:
_ صوح يا صعيدي، يعني أني كمانت هبجى حبلة؟!
بدت طفلة وهي تقول هذا، طفلة يعدها والدها بأنه سيبتاع لها الحلوى فقال وهو يقربها لأحضانه فهي لن تحتاج فى هذا الوقت غير الأحتواء، وزوجها موكل بهذا:
_ بكرة يا وداد عنخلف ياجي ١٠ عيال، بس أوعاكِ تشكي منى عاد.
حديثه كان عابثًا كنظراته العابثة والتي لم تخلُ من العشق الذي قيد قلبيهما بوثاق غليظ خاص.
____________
نورسين شعرة واحدة تفصل بينها وبين حب ياسين، وهي تصديقها أن كل ما فعله لأجلها لم يكن إلا بدافع حبها.
كانت تتململ فى نومتها، وعقلها يردد ما قيل لها، وما حدث من طرف ياسين، أهذا حب فعلًا أم تتوهم؟
لم تتعب ذاتها بالتفكير، ستعلم ولن تنتبه لنتائج هذا...
تسحبت قبيل الفجر على أطراف أصابعها حتى لا تقلق هند التي تنام بجوارها وتوجهت لتلك الغرفة المقصودة التي تخبئ تلك النقطة الفاصلة بحياتها، دخلتها ببطء وجلست على طرف السرير بصعوبة لأن الظلام الدامس يبتلع الغرفة بأكملها وهذه عادة ياسين التي ترعبها.. وضعت كفها على وجهه لينتفض ياسين جالسًا وامتدت يداه يفتح الإضاءة من جانبه فتشدقت نور ضاحكة:
_ لما أنت بتخاف من الضلمة بتنام فيها ليه!
اعتدل ينظر لوجودها بغرفته بحيرة بادية على وجهه ولكنه هتف بحنق:
_ ما أنتِ يا باشمهندسة كنتِ هتطقي عيني، في حد بيصحي حد يحط صوابعه فـ عينيه!
كتمت ضحكتها وقالت بتبرم:
_ ما أنت اللي قافل كل الأنوار كأنك فـ قبر وبتتحاسب.
جدالهما لن ينتهِ مطلقًا فتجاهلها ليملي سؤاله عليها الذي يشغل باله:
_ أنتِ عتعملي أي إهنه دلوج؟!
تنهدت بعمق وثبتت نظراتها على عينيه، رغم تجلجل قلبها ورجفته من بريق عينيه المتوهجة ولكنها جمدت نظراتها عليه لتهتف دفعة واحدة بجرأة لم تكن تعلم أنها تملكها:
_ ياسين أنا عايزة أطلق.
وبدأ وكأنه فى عالم أخر، بعيد كل البعد عن حديثها الأحمق هذا، فتجاهلها وعاد يتسطح على فراشه مرة أخرى ولكنها سحبته من ياقة جلبابه فاقترب وجهه من وجهها وقالت بذات الجرأة والقوة:
_ ياسين أحنا كنا متفقين أن جوازنا فترة وهيخلص، ودا الوقت المناسب فلازم تطلقني وأحنا أساسًا مفيش بينا حاجة.
إهتاجت الدماء بأوردته عند حديثها هذا، تطالب بالطلاق منه، فسحبها هو من ياقة إسدالها حتى بات لا يفصل بينهما شيئًا وقال بصوت خفيض ولكنه قوي فى حروفه، عميق فى معناه، حاد فى رسالته:
_ نورسين، لو أنا مقربتش منيكِ واصل فدا بمزاجي أني، بعيد لأجل أني محببشي أجبرك على حاجة واصل ماريدهاش، لكن دا مش معناه أني هسيبك، دا فى بعدك يا نورسين، ومفيش حاجة اسمها زواج لفترة لأن بالشكل دا هيكون عقد زواجنا باطل يا نورسين.
تعالى صوت آذان الفجر، فنهض ياسين من أمامها وقال وهو يوليها ظهره بنبرة جامدة:
_ جهزي حالك يا نورسين، جوازنا بعد يومين الخلق بدأت تتحدت عن وجودك بالسرايا فهعملك فرح قدام الخلق كلاتها.
تركها بصدمتها وتحرك هو بجمود ودخل المرحاض ليتوضى وبعدها خرج مباشرة لأداء صلاة الفجر فى المسجد تاركًا إياها جاحظت العينين، فأخذت خمس دقائق لتستدرك ما قاله لتقفز بفرحة على الفراش تضحك بصخب، فهو يحبها إذًا رغم جلافته فى الحديث وعدم تصريحه الكامل بحبها ولكن يكفي قلبها حديثه هذا مؤقتًا فقط فهذه الكلمات لم تشبع قلبها اللهيف.
الحب، الفائض منه قليل على قلب يتلهفه، لو جمعت كل قطرات مياه المحيط على هيئة حب لكانت لا شيء بالنسبة له، لو غزل الحب بدل صوف العالم فلن يكفي، فالقلب دائمًا متلهف يتوق للمزيد.
وهذا ما حدث فعلًا، بعد مرور يومين كانت السرايا تعج بالإحتفالات، والسعادة تحوم بالأرجاء ولكن محمود أصر أن نورسين لن تخرج عروس إلا من القصر وبعدها تسافر لإتمام الإحتفال بالصعيد.
تجلس نور بجذل وسط الفتيات وليلى كل فينة والأخرى تحتضنها وتلثم جبينها، لم تكن أمها التي ولدتها ولكنها أمها التي وضعت الحب والحنان بقلبها، الأم التي رعتها وكبرت تتنعم بدفء حنانها، فتشدقت سمحية بحنق:
_ اللّٰه يا ليلى البت هتخلص فـ أيدك من كتر البوس والأحضان.
ضحكت ليلى وهي تمسح عبراتها وقالت بنظرة حنان جارفة:
_ نور دي بنتي أنا واخدة حنيتي وخوفي ع الكل، كنت بتمنى لو تكون مني فعلًا.
حجمت نور دموعها وقالت بنبرة مبحوحة:
_ ما أنا فعلًا بنتك، الأم هي اللي تحضن وتحن، تعلم وتحذر، وأنا لقيت كل دا معاكِ أنتِ يا ماما ليلى.
تبسمت أميرة وهي تمسح عبراتها، ولأول مرة لم تحقد على ليلى أو تنتابها الغيرة منها، فهي كانت نعم الأم لابنتها التي تركتها ورسخت نفسها لحياتها فقط، يكفي لها أن تجدها عروسًا أمامها.
لم تخلُ جلستهم من الشجار والمشاكسة والضحك حتى أتى محمود يأخذ نور ويسلمها لزوجها، ما كانت تخطو خطوتين حتى رأت والدها يقف خلف محمود، أزاحت كل ما حدث فى السابق جانبًا الآن هي عروس تحتاج ضمة من والدها، تخطت محمود وتعلقت برقبة والدها الذي أشهق بالبكاء وهو يشدد من إحتضانها ويغمغم معتذرًا منها عن كل ما بدر منه.
ابتعدت عنه وتعلقت بذراع عمها محمود الذي دهش من فعلتها فهو ظن أنها ستتأبط ذراع والدها، تبسم محمود بفرحة، فحبه لها وحنانه وخوفه عليها لم يضع هباءً فحصد ما أنفقه من أجلها.
سلمها لياسين ولم يوصيه عليها فهو يعلم جيدًا أنها ستنتقل من كنفه وحفظه لكنف أشد حفظًا وأمانًا.
بعد كل الإحتفالات المبهجة والتي نحتت البسمة على وجوههم، أخذ ياسين زوجته وتوجه بها لغرفتهما..
_________
ضغطت على أسنانها بضيق وملل وهتفت بغيظ:
_ آسر ممكن تسيبني أقعد مع البنات شوية، أنت لازقني جنبك ومش مخليني اتحرك.
هز رأسه رافضًا بقوة وهتف:
_ آسف، مش هتتحركي من جنبي، مش كفاية سمعت كلامك وجبتك معايا.
غضبت منه وقالت بعتاب:
_ يعني مكنتش هتخليني أحضر فرح نور يا آسر؟
_ ولا أنا كنت هحضر وحياتك، مكنتش هقدر أسيبك لوحدك يا حبيبي.
قالها بغمزة خفيفة من عينيه فأشاحت بوجهها بعيدًا تضغط على شفتيها حتى لا تبتسم بوجهه، أصبح متملك بشكل لا يصدق معها، يلصقها به دائمًا، يعوض سنوات بعدها عنه.
وهي بدورها تستقبل تملكه وعشقه بقلب رحب متلهف بأي شيء يصدر منه.
____________________________
استغل يوسف إنشغال الجميع مع بعضهم ولاحظ وجود هند مع تسنيم، فارتسمت ضحكة جذلة على شفتيه وخاصة عندما تذكر موافقتها به، فهي الأخرى قد أصابها العشق من الوهلة الأولى، حبهما وليد اللحظة، ولكنه عبس وتقلصت ملامح وجهه عندما لاح على ذاكرته أنه سينتظر ثلاث سنوات حتى يتزوجها على الأقل تأخذ سنتين فى جامعتها ثم يتزوجا فهي فى الصف الثالث الثانوي هذا العام، إلتوت قسمات وجهه بحنق
_ تسنيم ممكن تسيبيني مع هند شوية؟
هزت رأسها رافضة ولاعبت حاجبيها قائلة ببرود:
_ آسفة، مش فاضيين.
إلتوت قسمات وجهه بحنق وقال بضيق:
_ بت بطلي برود وغوري شوفي سيف صاحب واحدة صعيدية وبيختاروا أسماء أولادهم دلوقتي.
رفعت حاجبيها بدهشة وركضت تشتم بصوت عالٍ، فضحكت هند عليهما بشدة ولكنها صمتت مرة واحدة عندما وجدته يحدجها بنظرات متفحصة هائمة فارتدت خطوتين للخلف وتحولت نظراتها للشراسة وهتفت بعنف:
_ وه اتحشم يا يوسف، عتبصلي إكدة ليه؟
تنحنح حرجًا وقال بهدوء عكس طبيعته:
_ أنا مقصدش حاجة وحشة واللّٰه يا هند، أنا بس كنت حابب أطمن عليكِ وأسألك عملتي أي فـ إمتحان النهاردة.
أرسلت له بسمة حلوة وقالت:
_ الإمتحان كان بيرفكت، حليته كله صح، يعني الكيميا بقت فـ ملعبي خلاص...
نست نفسها لتتحدث بسلاسة معه ومرح وهذا ما أرضى قلبه، إزالة الحواجز بينهما بداية مبشرة له، فقال بعبث:
_ يا ريتني كنت كيميا!
عادت ملامحها للجمود وتركته وذهبت تداري خجلها وعشقها له الذي يقفز من مقلتيها.
فتمتم يوسف بعشق:
_ يا أبوي وقعت فـ عشق صعيدية!
_____________________
  _ متبصليش كدا باللّٰه يا ياسيــن بخاف من
نظراتك دي أووي.
كتم ضحكة كادت أن تنفرج وتقدم ببطء منها ومكر
وأردف:
_ عتخافي من أيه عاد يا ضي جلبي؟
لـطالما توترت هي من نظرة مقلتيه ولا تعلم السبب
هتفت بحنق وضيق جراء خجلها:
_ متقولش يا ضي قلبي.
أراد إرباكها أكثر فتقدم خطوتين منها فما بقى بينهما غير إنش واحد
وسألها بهمس مثير:
_  ليه.. يا ضي جلبي؟!
قصد قولها ببطء وتمهل حتى يتسنى له دراسة نظراتها
أحست بدوار فى رأسها وفقدت القدرة على التنفس عندما قطع الأنش المتبقي بينهما..
حاولت إخراج صوتها ولم تستطع
فـدفعته بقوة لا تناسب حجمها ورغم قوتها ظل ثابتًا كأن قدماه زرعت فى الأرض
وانحنى عليها هامسًا بعشق يدوي فى قلبه بعنف يصرخ بحبها:
_  فـ وجودي الخوف بيهرب
وأني ما رايدش خوفك رايد جلبك.. يا نورسيــن.
ختم كلماته العاشقة بتقبيل جبينها بعمق
وتابع حديثه كي تطمئن له:
_ أني راجلك وسندك يا ست الناس، جلبي وروحي ملك يدك.
ظنت أنها بحلم، يعترف بحبه لها بشكلٍ غير مباشر
وضعت يداها على صدره وأصبحت أطرافها كـالهلام من قربه هذا، وتوردت وجنتيها خجلًا.
تشنجت عضلات جسده وتعالت أنفاسه الساخنة إثر قربها الخطر هذا فضلًا عن موضع
كفها فوق قلبه النابض بعشق أنفاسها
سألته بتعجب أحمق:
_ قلبك بيدق كدا ليه؟!
أجابها بمكر ومراوغة:
_ أنتِ مش مدركة تأثيرك عليا ولا أي.. وأنتِ كمان أهو مش عارفة تقفي من بوسة واحدة أمال لو عرفتي باللي فـ نيتي هتعملي أي!
غمز لها بخفة ووقاحة وهو يداعب أنفها بأنامله
أفترشت نظراتها الأرض بخجل وبعدها رفعتها له بتحذير من جرأته ووقاحته فـلم تتخيل
وقاحته هذه
ودفعته مرة أخرى وتحركت من جانبه
فتأوهت بعنف عندما لفها بذراعه من خصرها
وطوقها بحب وهو يهمس فى أذنها بعشق تملك الفؤاد وغرق فيه:
_  لااه يا نور جلبي. مطرحك حضني أني وبس مكانك من اليوم وطالع حضني.. أنتِ ملكي يا نورسيــن ملك ياسين الصعيدي.
وهذا ما حدث أصبحت ملك قلبه أصبحت زوجه شرعًا. وبلغ ياسين أربه وتحقق مراده
الذي طالما حلم به وحارب لأجله..
__________________________________
_ يوووه يا ربي عليك يا جاسر، دي لأول مرة أروح الصعيد.
صاحت بها سيلا فى تضجر ترمقه بضيق وبعدها قالت تقلده:
_ وأنت كل اللي طالع عليك، لازم نروح مينفعش نسيب الشركة والقصر لوحدهم، تولع الشركة يا شيخ بكل ملفاتك المهمة عشان ترتاح بس.
قالتها بنبرة طفولية بينما تزم شفتيها وولته ظهرها، قهقه على تزمرها كالأطفال، ولكن لا بأس فهي طفلته المدللة..
حاوط كتفيها بذراعيه لتلتصق بصدره العضلي وهمس عند أذنها بعدما لثم شعرها:
_ ومين قالك أني جيت عشان الشركة، تولع الشركة باللي فيها، بس أنا اللي قلبي مولع واستغليت الفرصة وقلت نكون ع راحتنا الليلة دي.
همسه الأجش هذا أثار اللهبة بقلبها كأن حرارة جسده إنتقلت لقلبها، دهست شفتيها بأسنانها من خجلها وجسدها يرتعش فسندت رأسها على صدره فلم تعد لديها المقاومة، ولكنها إلتزمت الصمت فابتسم جاسر وقال بلطف وحنان:
_ وعد مني ليكِ أخلص بس الصفقة دي ونسافر أنا وأنتِ شهر عسل، نكون على راحتنا.
استسلمت له كليًا وسلمته حصونها دون مقاومة، فهو الوحيد القادر على التسرب إليها من ثغراتها، الوحيد الذي يضمد جرحها، أحبته بجنون وجرأة، دافعت عن حقها به فى شجاعة، تخطت الكثير والكثير من المصاعب وذللت العقبات لتصل لقلبه.
_________________
امتدت يديه بجانبه يمررها على الفراش، فانتفض جالسًا يبحث عنها فلم يجدها جواره، بحث عنها بالمرحاض ولم يجدها، لم تكن فى الغرفة بأكملها، وكاد أن يخرج فسمع جلبة خفيفة تأتي من داخل الشرفة، فتحها بقلق ليجدها تقف تستند على سور الشرفة وعبراتها تتزاحم بعينيها فأدارها إليه وكور وجهها بيديه وهتف بجزع:
_ نورسين عتبكي ليه عاد؟
نطقت بثقل وبكاء:
_ ياسين طلقني، أنا مش حابة أقعد هنا، رجعني عند عمي.
ابتعد عنها كالملسوع ضاممًا حاجبيه بشدة وتوهجت عيناه بغضب، تبكي حتى يتركها، لم يكن شيء أصعب عليه كلحظته هذه، فهز رأسه بتردد وقال بجمود:
_ اللي أنتِ ريداه يا نورسين.
___________________
صاحت به فى شراسة وغضب:
_ نعم يا روحي، هي اللي بدأت معاك بالكلام صح؟
أخفى بسمته وهتف بإستنكار:
_ وأنتِ يهمك فـ أي أكلمها أو لا، ما أنتِ رفضتيني يا تسنيم.
ضمت ذراعيها لصدرها وقالت بتبرم:
_ وأنت يعني عشان رفضتك تروح تكلم غيري عادي كدا، كأني طشاش ولا أنت اتنيلت حبيتني قبل كدا يا حيوان.
_ طب ليه الغلط دا طيب؟
تقدمت منه بعصبية وصاحت بوجهه:
_ عارف يا سيف لو لمحتك واقـ.. لا بتفكر بس مجرد تفكير فـ واحدة غيري هعلقك فـ ميدان التحرير وتبقى عبرة لكل راجل يحاول يلعب بديله ويبص لوحدة غير مراته.
رد عليها بمكر بصوت هادئ بارد:
_ أنتِ محموقة كدا ليه! هو أنتِ مراتي؟
أسدلت ذراعيها بجانبها وقالت بنبرة خرجت حزينة:
_ لا مش مراتك، بس أنا كنت خلاص هوافق.
اقترب منها يتمعن النظر بها فهزت رأسها مكملة:
_ سيف أنا قررت أسيب قلبي يحب ويطير، يتنفس بجد ويعيش حياته، وقلبي أختار يحبك أنت دون عن كل رجال العالم.
نعم أرضت غروره بإعترافها هذا، فكاد أن يعانقها لكنها رفعت سبباتها فى وجه وهتفت بعنف:
_ عارف لو قربت....
ضحك وهو يرجع للخلف مرددًا:
_ عارف عارف هتعلقيني على ميدان التحرير وأكون عبرة لكل الرجال، وبعدين علفكرة أنا مكلمتهاش هي كانت بتسأل عن ابنها وأنا دورتلها عليه.
ابتسمت براحة، فقلبها آوى إلى ملجأه أخيرًا، فاستأنف سيف مفكرًا:
_ بس غريبة شكلها صغير أوي متخيلتش أنها تكون متجوزة ومخلفة!
_________________________
_ وأخيرًا سيادة الأميرة ديانا حنت عليا وقابلتني! دا أنا خدت مواعيد وعملت مقابلات عشان بس أشوفك وأقعد معاكِ شوية، دا لو كنت هقابل سفير إنجلترا كان زماني خلصت من زمان.
ضحكت بخفوت على وجهه العابس فدنا منها ولم يكن يفصل بينهما غير الطاولة فقط ووضع كفه العريض على إحدى يديها الموضوعة على الطاولة أمامها فسحبتها سريعًا بضيق فهتف سريعًا:
_ أنا آسف مش قصدي.
عادت ملامحها للهدوء وقالت:
_ مالك بلاش تخليني أندم أني قابلتك.
_ واللّٰه دا من إشتياقي ليكِ بس، ومش هعمل كدا تاني.
صمت يلاحظ ملامحها التي هدأت وهتف بمرح:
_ واللّٰه أنا مش فاهم ليه أهلك مصرين على تأخير الجواز ما كان خير البر عاجله ونريح.
أرادت مشاكسته فقالت:
_ طفل أوي أوي يا مالك وأنت بتتكلم كدا.
صاح بصوت عالٍ حانق:
_ اللّٰه يسامحك يا جاسر، متهني أنت وأختك وأنا هموت هنا!
أعطته فرصة أخيرة، له ولها بعدما أقنعتها أمها بأن تترك الماضي بمساوئه، تغفر لنفسها ذلاتها وتعيش الحاضر ببهجته ولم تكن بهجتها إلا بالقرب منه.
____-_________-
نزل على الدرج سريعًا فوجدها تجلس بصحبة وداد فهتف بها على عجل:
_ قومي يا نورسين عايزك.
وقفت ولحقت به وجدته توجه لسيارته فأشار لها لتصعد ففعلت وصعد هو بجانبها، فهتفت بحيرة:
_ ياسين أنت رايح فين؟
أجابها بغموض:
_ مش أنتِ عايزة ترجعي القصر.
هتفت بلهفة وقد سقطت خطتها فوق رأسها:
_ لا يا ياسين وقف العربية أنا  عايزة أرجع الصعيد.
أوقف السيارة جانبًا ونظر لها بقوة فلاحظ نظراتها الراجية فتنهد قائلًا:
_ أنا شوفت اللوحة اللي أنتِ رسمتيها ليا فـ دولابك بالصدفة، ودا مش معناه غير حاجة واحدة..
تحفز جسدها ومالت عليه بجزعها العلوي صارخة:
_ أبو دا برود يا شيخ! ما تقول أنك بتحبني وتريحني، أيوة أنا بحبك وممكن من صغري كمان وأنا هبلة مش واخدة بالي، أنت كنت كل حاجة بالنسبة ليا، تعلقي بيك مكنش مفهوم عندي، أو أنا كنت بخاف أفسر دا وأفهمه، كنت بكابر وأتجاهل لحد مخلاص تعبت ولاقيت نفسي بحبك أكتر وأكتر، أنا عمري ما كنت فاهمة أنا عايزة أي، لكن أنا دلوقتي عايزاك أنت، عايزة حبك يا ياسين.
طرف إليها ببرود وإستمتاع فتأففت قائلة بحنق:
_ ياسين أنت مرهق كدا ليه؟ ما تقول بحبك وخلصني!
اقترب منها لتلتصق بظهر المقعد تقول بتوجس:
_ أي يا عمدة...
هتف ببطء وهدوء بنبرة هائمة تعانق أعلى درجات العشق:
_ نورسين، أنا معرفش المعنى الحرفي للحب، بس أنتِ  ليا حياة، أنفاسك بتحييني، صوتك بيراضي قلبي، خوفك بيقتلني، عايز أخفيكِ عن كل العالم، بكتفي بيكِ أنتِ بس فـ حياتي.
صدمت نور من عشقه الذي يغزله لها خيوطًا، عشقه أطاح بالأرجاء، لو كانت واقفة الآن لكانت سقطت شهيدة حبه!
ابتلع ريقه وأكمل بنظرات تتلهف ملاقاة مثيلاتها من مقلتيها:
_ لما حسيت أنك هتبعدي عني كنت بموت بالبطيء، بتلهف لنظرة منك تتداويني، أمورك مسئوليتي، فلو كان دا حب فأنا مش بس بحبك أنا بموت فـ تفاصيلك.

آسفة ع تأخيري فدا بسبب عذر خاص.
فاضل بس الخاتمة وكدا أكتب تمت بحمد اللّٰه، وبإذن اللّٰه مش هتأخر عليكم بيها لأن أحداثها جاهزة.
المهم لو عايزين تقرأوا حاجة تانية ليا قولولي فـ الكومنتات، عايزة أشوف مين اللي متابعني فضلًا.
يلا رأيكم وتوقعاتكم، توقعاتكم أي بس خلصنا توقعات.😹🤭
المهم قراءة ممتعة.
دمتم بخير سُكراتي. ♥️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع....



مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن