21
الموسم الثانى
الجزء السابع عشر
للعمر حسابات اخرى
قد يكسبك تقدمك فى العمر بعض الخبرات والنضوج والتفكير الاكثر عمقاً وإدراكاً ولكنه أيضا قد يجعلك تقدم بعض التنازلات
فى الليل كانت نادين فى القفص تشعر بأوجاع فى مختلف جسدها والتهاب فى الخلق وسعال وسخونه يبدو أنها أصيبت ببرد شديد نتيجة تعرضها للهواء الشديد بجسدها العارى
كانت نادين تشعر بالضعف الشديد بالتأكيد لم تكن المره الاولى التى تتعرض فيها للبرد أو لأغراضه ولكنها المره الاولى التى تتعرض للبرد وهى فاقدة لحريتها وهى حبيسه داخل قفص لا تستطيع أستعمال أصابعها لا تستطيع التكلم والبوح بألامها لا تستطيع ان تأخذ الادوية المطلوبة للبرد
وعلى الرغم ان نادين قد تعرضت لنزلات برد كثيرة بالتأكيد طوال حياتها الا أن التعرض لنزلات البرد دون رعاية قد يؤدى الى خطورة وفى بعض الاحيان قد يؤدى إلى فقدان الحياه .. قضت نادين ليله صعبه وحدها داخل القفص رأت هلاوس كثيره رأت نفسها طفله سعيدة تلعب فى حديقة بيتها رأت نفسها بين يد سيدها يحتضنها بين ذراعيه كأنها تستدعى بذاكرتها كل الاحداث السعيدة أو الاحداث التى حدوثها يجعلها تشعر بالسعادة .. ثم بدأت تتكلم بصوت مبحوح وتنادى سيدى ، أبى ، سيدى ، أبى
فى الصباح حضرت ميليا فوجدت نادين مستلقيه على جانبها داخل القفص فتحت ميليا القفص لتتفقدها فوجدتها ساخنه جدا وتعانى من أعراض برد شديد ، تركتها وذهبت مسرعه ثم عادت ومعها أستيفانو الذى تفقدها ثم قال لميليا
-قلعيها المقابض والسلسله والديل وكل شئ ولبسيها أى حاجه وأنقليها غرفتى وانا هستدعى الطبيب
•حاضر مستر أستيفانو
ذهب أستيفانو ليتصل بالطبيب ويستدعيه لنادين أما ميليا فقامت بإزالة السلسله من حول رقبة نادين ثم قامت بإزالة الديل بهدوء كل ذلك ونادين تأن من الالم الذى يتملك جسدها .. قامت ميليا بإزالة كل الادوات التى كانت ترتديها نادين تماماً ثم أحضرت طبق به ماء ساخن وقطعة قماش وامسكت قطعت القماش وبدأت فى تنظيف جسد نادين ثم أوقفتها ووضعت يدها اليسرى خلف رقبتها وبدأت تتحرك بها حتى وصلوا الى غرفة أستيفانو .. أجلستها على السرير ثم أحضرت قميص نوم واندر وير من ملابسها وألبسته لنادين ثم جعلتها تستلقى على السرير وغطتها
بعد بعض الوقت حضر أستيفانو ومعه الطبيب الذى قام بالكشف عليها ثم نظر الى أستيفانو وهو يقول
~هى عندها نزلة برد شديدة شوية انا هكتبلها على شوية أدوية الاهم حالياً أننا ننزل درجة الحرارة فهكتبلها على دواء ينزل درجة الحرارة بس هتحتاج حد يقعد جنبها يعملها شوية كمادات
-اكيد يا دكتور هتحصل على رعاية كامله
~جميل أنا مضطر أستأذن
-أتفضل يا دكتور .. ميليا
•نعم مستر أستيفانو
-هاتى طبق فيه مياه وقطعة قماش عشان اعملها كمادات
•حضرتك هتعملها كمادات بنفسك ؟
-أه لأنك هتروحى تجيبى العلاج
•حاضر مستر أستيفانو
وبالفعل أحضرت ميليا طبق فيه مياه وقطعة قماش ووضعته بجوار أستيفانو ثم ذهبت لإحضار الادوية المطلوبه .. أما أستيفانو فقد جلس بجوار نادين يقوم بعمل كمادات لها .
*****************************
جلست هاله فى البيت تفكر فيما جرى بينها وبين فارس كيف تخلت عن كبريائها لترضيه .. هل هى تحبه لهذه الدرجه أم تراه الفرصه الاخيره لها .
هى تعرف جيداً أنها تحب نفسها تحب نفسها وتقدمها على أى شئ ، ترى نفسها الافضل والاقوى والاذكى دائماً ما كانت الأنا عندها فى السماء .. لم تتوقع طوال حياتها ان هناك ما هو قادر على أن يهزم حبها لنفسها وثقتها وكبريائها حتى جاء فارس .. ولكن هل فارس يمتلك ما يجعله يفعل بها كل ذلك ..؟
هى تعرف الجواب والجواب هو لا فارس لا يمتلك أى شئ ليفعل بها ذلك فى الحقيقه لو تواجد فارس قبل ذلك بعشر سنين لم تكن لتشعر بوجوده من الاساس أو تنظر إليه هناك فارس اخر كان قادر أن يفعل بها ذلك فارس أخر يمتلك مايجعله قادر على أن يفعل بالجميع ما يحلو له وهذا الفارس هو الزمن .
الزمن هو الذى يسرق منك الكثير والكثير سرق منها من شبابها وجمالها سرق لتهتز ثقتها بنفسها وعندما شعر بذلك لوقت كبير حتى ظهر فارس فأعاد إليها الكثير من الإتزان حتى أصبحت لا تستطيع أن تتركه او تبتعد عنه ، فارس أصبح بالنسبه لها كالعصا الذى يتكأ عليه العجوز وبدونه سيسقط وهى لن تسمح لنفسها أبداً بالسقوط .
-مساء الخير
*نظرت هاله لمن قطع حبل أفكارها فوجدته سالم .. مساء النور أنت راجع بدرى من الشغل ايه على غير عادتك
-جلس سالم وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه .. الاغرب أنك قاعده فى البيت
*حبيت أريح شويه ، بس أنت وشك أصفر وشكلك تعبان يا سالم
-إرهاق شويه يا هاله مفيش حاجه
*انا هطلبلك الدكتور
-مش محتاج دكتور انا محتاج أريح شويه بس
*نعاله بس هوصلك لأوضتك وبعدين هتصل للدكتور
قام سالم معها حتى اوصلته الى غرفته وساعدته فى تغيير ملابسه ثم اتصلت بالطبيب ليحضر على الفور .
كانت هاله تحب سالم ولم تكن تكرهه فى يوم من الايام بل وتعتبره صاحب الفضل فيما هى عليه فقد وفر عليها بزواجه منها الكثير من المجهود والكفاح ، نقلها نقله نوعيه من مجتمع الى مجتمع أخر ، جعلها سيدة مجتمع ، جعلها أقوى وأقوى ، سالم توفيق حقق جميع أحلامها فى غمضة عين .
حضر الطبيب وقام بالكشف على سالم
*ها يا دكتور طمنى
•سالم بيه محتاج راحه
*انت عارف يا دكتور أن سالم حياته هى الشغل
•مدام هاله سالم بيه مريض قلب والمفروض أنه عارف ان كفائة القلب عنده ضعيفه
*طيب احنا نقدر نسفره برا او لو محتاج عمليه نعملها
•مدام هاله سالم بيه سنه كبير جداً ميستحملش انه يعمل عمليه زى القلب المفتوح أو أى عمليه تانيه المطلوب أنه يرتاح ميتحركش كتير وكمان بلاش أى حاجه تسببله ضغط عصبى
*حاضر يا دكتور
•طيب هستأذن انا
*اتفضل يا دكتور
*******************************
-مساء الخير يا بابا
*مساء النور يا محمد .. أخبارك ايه
-تمام الحمد لله
*واخبار الشغل ..؟
-شغل المستعمل ماشى كويس جداً ومتفوق على الجديد زى ما توقعت
*فعلاً كان عندك حق احنا تقريباً محققين من شغل المستعمل الشهر ده ضعف ارباح الزيرو
-أى خدمه يا حاج مستنى المكافأه بقى
*مكفأه أيه ما كل حاجه بتاعتك فى الاخر
-ربنا يديك الصحه يا حاج
*قولى انا عرفت انكوا روحتوا لدكتور .. عملتوا أيه
-مفيش طلع عندى مشكله وماشى ع العلاج حالياً
*مشكلة أيه ؟
-ضعف فى الحيوانات المنويه بس ماشى على علاج حاليا وان شاء الله خير
*أمسك والد محمد علبة سجائره وأشعل منها سيجاره ثم أطلق دخانها فى الهواء .. انت من أمتى وانت بتكدب عليه يا محمد
-بكدب عليك فى أيه يا بابا
*بتكدب عليه فى ان العيب منك والكلام الى بتقوله بتاع ضعف فى الحيوانات المنويه والكلام الفاضى ده
-وانا هكدب عليك ليه يا بابا
*انت ناسى ان الدكتور الى انت روحت له ده دكتور العيله وان من اول ولادتك لأصغر عيل فى العيله اتولدوا عنده وكمان صديق شخصى يعنى قبل ما أسألك أكيد سألته
-طيب ولما انت عارف يا بابا بتسألنى ليه
*عشان كنت عاوز اسمع منك الحقيقه
-الحقيقه واضح انك عارفها كويس
*طيب وناوى تعمل ايه
-هنمشى على العلاج وقصادنا كذا خطوه زى ما قال الدكتور هنمشيهم خطوه خطوه
*طيب ولو مفيش نتيجه وفضلت الحاله زى ما هى
-مفيش لو احنا كده بنسبق الاحداث
*أيوه يعنى اذا افترضنا ان الوضع مفيش فيه نتيجه
-هنلجأ للحقن المجهرى
*ولو منفعش
-وايه الى مش هيخليه ينفع
*كل شئ جايز
-يبقى قضاء الله وقدره
*محمد انا الشغل الى بعمله والفلوس الى جمعتها دى ليك واولادك من بعدك وعاوز يبقى ليك ذريه تشيل اسمك واسمى وبتمنى النهارده قبل بكره أشوف عيالك
-بص يا بابا انا اتعلمت منك الشغل واتعلمت منك حاجات كتير أوى فى الحياه انت ابتديت من الصفر وكان ممكن فى اوقات كتير انك تفشل أو تستسلم .. كنت ديماً تقولى احنا بنعمل الى علينا وبنسير الباقى على ربنا .. والكلمه دى انا اعتبرتها منهج امشى عليه فى الحياه عموما مش فى الشغل بس مفيش حاجه مضمونه ربنا أراد أبقى الولد الوحيد ليك كان ممكن اجيب اكتر من ولد بس ربنا مأرادش وانت أرتضيت بده
*بس انت يا بنى تقدر تتجوز تانى ده حقك
-انا بحب سمر يا بابا ومبفكرش انى اتجوز عليها وحتى لو فكرت مش هتجوز عليها بسبب الخلفه او مشكله مش بأديها وبعدين هل انت تضمن انى لو خلفت ولد انه يعيش وميمتش ..؟
-لا طبعاً الاعمار بيد الله
*هل تضمن انى لو خلفت خلفتى متبقاش كلها بنات
-دى حاجه بتاعة ربنا
*هل تضمن انى لو خلفت ولد ميضيعش كل الى انا وانت عملناه
-لا مضمنش
*يبقى نعمل الى علينا ونسيب الباقى على ربنا .. الى مستنيه منك يا حاج انك تكون داعم ليه متحسسنيش بهم زياده
-حاضر يا محمد انا. يماً فى ضهرك وبتمنالك الخير
*ربنا يخليك ليه يا حاج
******************************
اخذت كرستين حمام دافئ ثم لفت نفسها ببرنس ثقيل لتتقى به شتاء روما ثم جلست لتمشط شعرها أمام المرآه ..ثم دق جرس الباب .
ذهبت كرستين وفتحت الباب
-مساء الخير ميس كرستين
*مساء الخير 16 حمد الله على السلامه ..أدخلى
دخلت 16 وجلست .. وجلست أمامها كرستين
*أظن السفر من مصر لإيطاليا مش متعب أوى
-أه فعلا المسافه مش كبيره
*طيب أدخلى خدى حمام وغيرى هدومك وتعالى .
على الفور دخلت 16 الى الحمام وأخذت حمام ساخن ثم مشطت شعرها وارتدت ملابسها وخرجت الى كرستين
*أعمليلى كاس وهاتيله وتعالى اقعدى تحت رجلى
-حاضر ميس كرستين
جهزت 16 كأس لكرستين ثم جلست عند قدميها .. أخذت منها كرستين الكأس وارتشفت منه رشفه وهى تقول
*دلكى رجلى
-حاضر ميس كرستين
أمسكت 16 قدم كرستين وبدأت فى تدليكها بحذر وعنايه مما جعل كرستين فى حاله من الاسترخاء
*قولتيلى انك عندك معلومات مهمه
-أه ميس كرستين
*أيه هى المعلومات المهمه بقى
-هاله والدة 21 على علاقه بموظف صغير فى السن عندها فى الجمعيه أسمه فارس
*هههههه جميل مراهقه متأخره .. كملى
-فارس ده طبعا على علاقه بيها طمعان فى مركزها وفلوسها
*اممممم طبيعى
-المشكله ان فارس ده مش سهل وطمعه ملوش حدود واحلامه انه يسيطر على كل شئ
*أها .. معلومات مهمه فعلاً بس انتى عرفتيها ازاى
-فارس ليه صديق موظف معاه فى الجمعيه اسمه شادى .. شادى ده صديقه الصدوق اتعرفت عليه وعملت معاه علاقه و شادى اما بيشرب بيحب يحكى ومع الليالى الحمرا بدأ شادى يحكيلى عن كل حاجه
*حلو جداً جداً
-بس هو ليه حضرتك عاوزه تعرفى معلومات عن والدتها كده كده 21 تحت سيطرة المنظمه
*صفعت كرستين 16 صفعه قويه جعلتها تنتفض فى مكانها وهى تقول .. أمتى من أمتى بتحاولى تعرفى حاجات متخصكيش
-انا أسفه والله أسفه ميس كرستين
*نظرت كرستين فى عين 16 فرأت فى عينيها الخوف والهلع فأبتسمت كرستين وهى تقول .. عموماً انا هقولك عشان بحبك بس فاكره انتى انضميتى للمنظمه ازاى
-أكيد ميس كرستين
*فى البدايه أنتى راسلتى المنظمه عشان عاوزه سيشن وكنتى حريصه جدا حتى أنك طلبتى ان السيشن يكون عندك .. طبعاً جمعنا معلومات عنك لأننا بالنسبه للسليف بنحاول نخليهم تحت سيطرة المنظمه أو نستفيد منهم اكثر أستفاده .. طبعا عرفنا انك أرمله وزوجك سايب ولد وبنت وسايب ليكى مصنع بيدخلك دخل كويس ولما أرسلنا ليكى شخص لعمل سيشن الانطباع عنك انك مكنتيش سعيده أوى ومع البحث عن التفاصيل الدقيقه وضح انك مش بس سليف لا أنتى سحاقيه كمان وبتدورى على ميستريس مش ماستر ودى وهنا اتحركت انا وقابلتك و طبعا بعد كذا مقابله طلبتى سيشن تانى بس المرادى طلبتينى بالاسم وهنا تم الشرط ان السيشن يكون فى مكان خاص بينا ولرغبتك الشديده فى انك تجربى السيشن معايا وافقتى وطبعا اتصورتى وتم الضغط عليكى ووافقتى بسهوله لانك كان عندك رغبه كامله انك تبقى معايا طبعا ده بخلاف الخوف من اننا نفضحك
-ليه الشرف مولاتى .. بس الى كنت بقوله ان 21 خاضعه اصلا للمنظمه فأيه الحاجه اننا نجمع معلومات
*مهو انتى بتسبقى الاحداث .. بعد ما بقيتى خاضعه للمنظمه اتعرضتى لأزمه ماليه صح
-ايوه ميس كرستين
*واحنا عملنا ايه
-قدمتولى مساعده وقدرت اعدى الازمه ووفرتولى علاقات تساعدنى فى شغلى كمان
*ده عِشان احنا بنهتم بمصلحة الخاضعين للمنظمه وبنبعد عنهم اى خطر .. بالنسبه لهاله فهى خطر على 21 وفارس ده خطر جداً
-فهمت حضرتك ..طيب وهتعملوا ايه مع هاله
*القرار مش عندى بس أعتقد ان هاله لازم تقف عند حدها و مين عارف يمكن هاله نفسها تخضع للمنظمه .
رن جرس الهاتف
ردت كرستين
الو .. أهلاً أميليا
تعبانه .. طيب طيب تمام
شكراً اميليا على المعلومه
أغلقت كرستين الهاتف ثم اتصلت بأدم
الو ماستر أدم
أميليا لسه متصله بيه بتقول 21 مريضه جداً
واضح ان عندها نزلة برد قوية
حضرتك هتيجى بنفسك بكره ..؟
طيب ممكن لو تحب متتعبش نفسك وانا هتصرف
حاضر حاضر هكون فى انتظار حضرتك بكره
اغلقت كرستين الهاتف ونظرت الى 16 وأشارت إليها فنزلت 16 على قدم كرستين تقبلها وتلحسها بنهم شديد
يتبع