رصاصة الرحمة

By Moly154

4.6K 149 56

دي الحكاية الثانية من(حواديت أمل) رصاصة الرحمة أقسمت بربها وبذلك الحب الفطري الذى كُتِبَ له المهد بمهدها. عل... More

الشخصيات
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
اعتذاااااار 📢
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
🔔ادعولي
الفصل الثالث عشر

الفصل السابع

157 8 2
By Moly154

الفصل السابع

رجاءاً التصويت إذا تكرمتم (*)

بمنزل محمود

جلس الجميع يتناولون وجبة العشاء ولم يخلُ الأمر من توتر رحمة بسبب نظرات ابن عمها المسلطة عليها،ولكنها تظاهرت بعدم الاكتراث

وبعد إنهاء العشاء طلبها محمود للتحدث بأمر هام..

محمود : مبروك يا رحمة انتي جالك عريس!!

رحمة بارتباك : عريس!!، احم، بس انا مش عاوزة اتجوز دلوقتي ياعمي.

محمود : يا بنتي مش لما تعرفي مين الأول يمكن توافقي، بصي الباشمهندس سالم جارنا شافك من فترة وطلبك مني امبارح، هو مهندس في شركة كويسة وشاب متدين و محترم وابن ناس وأخلاقه بينضرب بيها المثل في الشارع كله، وحالته ميسورة الحمدلله، اقعدي اتكلمي معاه ولو حصل قبول يبقا على بركة الله.

رحمة : يا عمي قولت لحضرتك انا اصلا رافضة مبدأ الجواز، فمش هيفرق بقا هو مين ولا ظروفه إيه لأني كده كده مش هقابله، أنا عندي دلوقتي حجات أهم من الجواز ومركزة فيها ومش عاوزة حاجة تشغلني أو تعطلني.

محمود بغضب : إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده، يعني ايه مش عاوزة تتجوزي، انتي عاوزة تقلبي نظام الكون وسنة الحياة اللي ربنا خلقنا عشانها، ده سماح بنتي اتجوزت وهى اصغر منك بكتير، وبعدين إيه بقا حكاية الحجات اللي أهم عندك من الجواز ومركزة فيها؟

رحمة مُحاوِلة خلق مبرر كاذب رغم ما يختلجها : مستقبلي ياعمي، مركزة في مستقبلي وشغلي وعاوزة ابقا حاجة كويسة و اعمل مشروع خاص بيا أو افتح مكتب محاسبة.

محمود بعدم اقتناع : ومين قالك ان الجواز هيعطلك عن مستقبلك، على فكرة بقا ياما ستات كتير متجوزة و ناجحة في شغلها، أهم حاجة انك توفّقي بين بيتك وشغلك.

لم تجد مفر من البوح بالأمر الذي أخفته عنه سابقاً وقد حان وقته، فربما يكن أحد دِفاعاتها الواهية لدحض تلك الزيجة، فأخذت تستجمع قواها و تستعد لهجومه القادم لا محالة.

رحمة : بصراحة يا عمي في حاجة حصلتي قبل كده وجابتلي عقدة من حكاية الجواز وخبيت عليك عشان خفت تزعل مني، عمي انا كنت مخطوبة والأستاذ اتخلى عني أول ما أبيه شريف اتقبض عليه، وبعد الحكم والدته جت بهدلتني وفسخت الخطوبة وخدت الحاجة اللي جابوهالي،يعني خارجة من تجربة سيئة معنديش استعداد أكررها تاني.

كان يستمع لكلماتها وكأنها تمطره بوابل من النيران، أتبعته بسكبها زيتا زاد من اشتعاله فأخذ يصيح بصوت غاضب اهتزت له أركان المنزل

محمود : والله عال يا ست رحمة بقا تتخطبي وعمك لسة على وش الدنيا، وياترى بقا كنتي ناوية تجيلي قبل كتب الكتاب؟ ولّا سي شريف هو اللي يجوزك وكأن عمك مات، ويمكن كنت اعرف بالصدفة لو شفتك مرّة في الشارع مع جوزك،.

أخذت وتيرة غضبه تزداد شيئا فشيئا فأردف حديثه باستنكار مُبطن بتهكم :  هى دي الأصول اللي علمالك آخوكي ورباكي عليها؟ طبعا ما هو طول عمره ملهوش كبير وللأسف كان عاوزك تطلعي زيه.

رحمة : ياعمي أرجوك متزودهاش عليا، إعتبرني غلطت ودلوقتي بعتذرلك على غلطي واصلحه

محمود بحزم : غلطاتك كترت أوي يا رحمة، بس لو فعلاً عاوزة  تصلحي غلطك وتعتذري، يبقى توافقي علي جوازك من سالم

أمّا بالخارج..

فمنذ قليل تزامنا مع جلوس محمود ورحمة  ، رافق عبد الرحمن والدته يستفسر منها عن سبب اختلاء محمود برحمة

عبد الرحمن : هو أبويا عاوز رحمة في إيه؟

دلال : أصل الباشمهندز سالم طلب يدّها من أبوك وهو دِلجيت عَيْجولّها.

عبد الرحمن باحتجاج : نـــعــــم؟!

دلال : مالك يا ولدي عَطْـفُـط كده ليه ولا اللي جَرَصَتُه عَـجْـرَبَـة كفا الله الشر.

عبد الرحمن : وازاى ابويا ميسألنيش قبل ما يتكلم معاها؟

دلال  : لا حول ولا جوة إلا بالله وانت ايش اللي حاشر مُنخارك العِفِش دِه في حِكّيوة رحمة وچوازها.

عبد الرحمن : عشان أنا اللي هتجوز رحمة يا أمي.

دلال بنفاذ صبر :  عايز تتچوزها وتسيب بنت الناس اللي راهنة نفسها عليك من اربع سنين ولسة صابرة ومتحملة معاك لحد ما تچهز حالك وتتچوزها،نسيتها جوام أول ما نَضَرْت رحمة؟

بُهِتَ وجهه من حديثها، فكيف علمت بذلك الأمر الذي أسرّه عن  الجميع؟ ، يبدو أن مشاكِسته الصغيرة شهد  قد فضحت أمره فهى الوحيدة التي تعلم سِرّه، تباً لَكِ يا زالفة اللسان، انتبه من حنقه على شقيقته على صوت والدته وهى تراقب نظراته الهاربة وردود أفعاله

:ساكت ليه يا ولدي كنت فاكرني مَدَرياناش باللي عتخبيه عني؟ ، عتجول أمي علامها على جدّها ومعتعرِفش حاچة؟
انحنى يقبل يدها رافضا تقليلها  لشأنها

فتنهدت تنهيدة يأس على حال ابنها المُذبذب بين رُفات الماضي وأطلاله، فتحدثت مُكمِلة : رحمة يا ولدي غلاوتها عِندي من غلاوة بناتي وربي العالم، وكنت اتمناها ليك اكتر من ايها حد واصِل بس رحمة مش ليك ومعينفعش تتچوزها، انت عامل ياولدي زي الصِغار اما يشبطوا في لعبة جديمة كانوا فاكرينها بتاعتهم، حرام ياولدي تكسر بخاطر البِنَيّة اللي أهلها دخلوك بيتهم واعتبروك واحد مِنّيهم، اعتبرها كَنّها واحدة من خَواتَك، عترضا حد يعمل فيها كده؟ و لو انت رضيت آني لا  و اللي مرضاهوش على بِتّي مرضاهوش على بنات الناس، فوج ياولدي من الأوهام اللي عَشَّشت في راسك جبل ما تظلم نفسك وتظلم بنات الناس معاك.

أخذ  ينفض عن آذانه كلماتها التي ظل صداها يصدح بداخله مُعَنّفاً، و حاول عدم الانسياق خلف حديثها

وأخيرا تحدث بتصميم

: بردو مش هتجوز غير رحمة

كادت أن تعترض على حديثه وتوبخه لولا سماعهما لصوت محمود الهادر وكأن هناك مُشاجرة ما نشبت بالداخل

فأسرعا للداخل من أجل استبيان حقيقة مايحدث و تهدئة الوضع إن أمكن وسط توسلات دلال لولدها وهى تسرع باتجاه الغرفة، كما خرجت الفتاتان من غرفتهما على نفس الصوت تهرولان بنفس الاتجاه

دلال : إلحج ابوك لا يحصله حاچة بَعيد الشر، الدَكتور جال ميتعصّبش واصل عشان العملية.

وصلوا سريعا على جملة محمود الأخيرة

...... يبقى توافقي على جوازك من سالم

صاح عبد الرحمن محتجاً : سالم مين ده اللي توافق عليه؟! محدش هيتجوز رحمة غيري

تحدثت شهد بمرح لا يليق بتاتاً بذلك الموقف : الله! ورحمة تبقا مرات اخويا واعمل عليها عمة بقا وكده، حلو أوي ، ياريت

أتتها وكزة عنيفة بساعدها بغتتة من والدتها أتبعتها بنظرة نارية كي تسكتها

أما عنها تلك العروس البائسة فجلست مشدوهة فاغرة الفم والعينين من طلبه بزواجها ولم تقوى على شئ سوى وضع كلتا يداها أعلى رأسها كحال من يندب ويرثي ميتا واراه الثرى

يا إلهي!!!

وها قد بدأ القدر ينسج خيوطه العنكبوتية حولكِ للإيقاع بكِ رحمة، ولتذهب مخططاتك و معارك انتقامك إلى الجحيم.

دقيقة...

اثنان...

ثلاثة....

تلك المُدة التي استغرقتها كي تحاول استيعاب ما يحدث وايضا كمحاولة للعثور على كلماتها  المفقودة التي يبدو انها ذهبت هى الأخرى مع ما سبقها الى الجحيم

وأخيراً

قطع ذلك الصمت الدامس صوت محمود بعد تعمقه بالتفكير بعقلانية في حديث ولده بالدقائق المنصرمة

: ياااااه فكرتني بزمان يا ابني تصدق انا كنت ناسي ان انا ومحمد الله يرحمه اتفقنا نجوزكو لبعض بس طبعا لما رحمة سابتنا شلت الحكاية دي من دماغي ونسيتها، بس خلاص طالما رحمة رجعت والمياه رجعت لمجاريها أنا معنديش مانع وأهو انت ابن عمها و أولى بيها.

لم تستطع الصمت اكثر من ذلك على ما يُحاك لها فَدَوَى  اعتراضها ورفضها كصرخة صمَّت آذانهم جميعا

: لأاااااا

عبدالرحمن باستجداء: لأ ليه يارحمة؟ ده انا حتى ناوي أقعدك من الشغل واستتك في بيتك عشان ماتتعبيش، وكل طلباتك هتبقى مُجابة.

رحمة بعنف : شوفت، أهو أول بند عندكو من بنود الجواز هو قعدتي من الشغل، حرام عليكو بقى ارحموني، حرام لما ارمي شهادتي في الأرض وسنين دراستي اللي تعبت فيها عشان سجن اسمه الجواز، حرام اضيع مستقبلي وكياني وأرميه ورا ضهري و أقعد في البيت حاطة إيدي على خدي ومستنية حد يصرف عليا، أنا معايا شهادة وكورسات تخليني من أنجح سيدات الأعمال بمصر، مفروض بقى أسمع كلامكو واتجوز واحط شهاداتي تحت المخدة وأنام عليهم.

كانت كلماتها بمثابة عدة طعنات استقرت بقلبه فأدمته، وبكرامته فأهدرتها، ولم تَسلم ملامح وجهه من الألم الذي بدا جليا للعيان

: بتعايريني يا بنت عمي بشهاداتك عشان أنا معايا دبلوم، طب لعلمك بقا ياما ناس معاهم دبلومات وعقلهم....
بترت حديثه بأسف تلعن بداخلها حماقتها ووقاحتها التي أطاحت بكرامته دون قصد ،  فهى لم تعتد أبدا الإساءة لأحد، فأخذت تعتذر  وتبرر فهمه الخاطئ الناجم عن حديثها اللاذع

رحمة : أسفة والله ماقصدش كده أبدا انت فهمتني غلط، انت على راسي يا عبد الرحمن وتشرّف أي حد، وأحسن بنت في الدنيا تتمناك

إلتمعت عيناه بفخر كما لاحت على ثغره ابتسامة صغيرة سرعان ما تلاشت بسماعِه لبقية حديثها

: بس أي بنت غيري عشان انت زي أخويا يا عبد الرحمن.

كاد أن يبدأ معها جولة أُخرى من الاستجداء، ولكن
قطع حديثهم صوت جرس الباب فاتجه ليفتحه فوجد رجلاً وسيماً ذو هيبة يرتدي حُلَّة سوداء أنيقة يسأل عن رحمة فأخذ يتفحصه بتقييم من قمة رأسه إلى أخمص قدميه وهو يتمتم خافتاً بسخرية : الله الله ده شكله الثالث وصل، يا ألف مرحب، دي شكلها ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا

: نعم؟ حضرتك بتكلمني انا؟

تباً لك يا عبدالرحمن يبدو أنك لم تحادث نفسك بل ارتفع صوتك الهامس واخترق أسماع ذلك المتطفل

أخذ يعتدل بوقفته مُحمحماً : احم.. إنت مين؟ وعاوزها ليه؟

: أنا عاصم العزّاوي، مديرها في الشغل.

عبد الرحمن : أهلا وسهلا، معلش ثواني هدخل اقولها.

تركه أمام الباب ودلف ليخبر رحمة بهويته. وعندما علمت خبطت جبهتها بتذكُّر مكالمته

رحمة : أخ.... أنا ازاى نسيت، ده اتصل من بدري يستأذن ييجي تحت البيت وابعتله ورق مهم في الشغل، وتليفوني نسيته في الأوضة، أكيد بيتصل من بدري.

محمود وهو ينهض لاستقباله : وسايبينه واقف على الباب؟! عيب عليكو، يلا يا بنات ادخلو أوضتكم

وقف محمود يستقبله بترحاب شديد ويدعوه للدخول مع اعتراض الآخر.

محمود : عيب يابني تقف كده اتفضل ده انت نورتنا.

عاصم : معلش ياحج مرة تانية، وآسف إني جيت في وقت زي ده

محمود : يابني ده بيتك وتشرف في أي وقت، و بقولك إيه بقى إحنا صعايدة يعني لازم تدخل تاخد واجبك الأول علي ما رحمة تجبلك ورقك، اتفضل.

وافق عاصم بالنهاية إكراما لترحاب ذلك المُسن فأخذ محمود يشير له باتجاه غرفة الضيافة وهو يهتف بزوجته التي رافقت فتياتها للداخل : الشاى يا أم عبده.

دخل عاصم برفقة محمود وعبد الرحمن ليجد رحمة بغرفة الضيافة تجلس بتلك العباءة المنزلية الأنيقة ذات اللون الأبيض المطرز ببعض النقوش العربية الزرقاء والتي تتناسب بشدة مع زرقة عيناها وتبرزهما كما امتاز حجابها بذات اللون فكانت ذات إطلالة ساحرة تسلب الأنظار رغم بساطتها.........

___________
بمكان آخر

يجلس أحدهم بشرود يكمل تخطيطه لأمر ما بذهنه ولم ينتبه على السيجارة الموضوعة بين إصبعيه إلا عندما لفحته نيران اشتعالها، فانتفض يلقيها في المِطفأة التي أمامه فأثارت حركته تلك انتباه من تجلس جواره مستغرقة بمشاهدة التلفاز فهمّت تسأله بقلق : مالك ياعلي انت كنت سرحان ولّا ايه؟

علي : آه كنت بفكر في العملية اللي داخلها.
أخذ يقترب من وجهها ويكمل بحماس : عارفة ياحنان لو خلصت على خير هكسب من وراها أضعاف اللي هدفعه، ولو تمت ليكي عندي عربية أحلى من عربيتي وكمان هننقل لڤيلا كبيرة فيها حمام سباحة شوفتها من قريب وناوي اكتبها بإسمك عشان تبقى مملكتك

إلتمعت عيناها بسعادة ممزوجة بالجشع الذي أصبح أهم سماتها بالآونة الأخيرة وأخذت تتأكد من صدق حديثه
: بجد ياعلي؟!  ده انت زي ما تكون دخلت جوايا وعارف انا بحلم بإيه من سنين، ربنا يخليك ليا

علي : أهم حاجة عندي سعادتك، إدعيلي بس تكمل على خير عشان للأسف لسة محتاج اكتر من ربع مليون على اللي معايا عشان أقدر ادخل العملية دي بقلب جامد، وإلا كل تعبي هيروح على الفاضي

حنان وقد انتابها بعض من خيبة الأمل فأخذت تسأله بتوجّس : ليه يا علي ما انت معاك فلوس كتير وعندك كذا مشروع

علي : يا حنان انا فلوسي كلها في السوق على شكل بضاعة، ولسة مش هجمع حقها غير بعد فترة، مش عارف بقى آخد قرض من البنك ولّا اشوف حد يسلفني المبلغ واردهوله بأرباحه ولّا اعمل ايه؟

لاحظ صمتها المُفاجئ وتسلُّط عيناها على نقطة ما تنم عن تفكيرها فأيقن أنه أصاب مُراده.

تحدثت حنان بعد أن حسمت أمرها وتشبثت بحُلم السيارة والڤيلا والأرباح الجديدة : بقولك إيه ياعلي أنا عندي دهب بتاعي قديم غير شبكتي اللي انت جبتهالي خده بيعه هيجيب مبلغ حلو، وكمان معايا باقي المؤخر اللي خدته من جوازتي الأولانية، خدهم عشان تدخل العملية وياسيدي انا أولى بالأرباح من الغريب، بس ترجعهملي بعد العملية على طول عشان دي فلوس زياد.

أخذ يهتف بحِدّة مصطنعة : لأ طبعاً مستحيل، أنا راجل ومقبلش على نفسي آخد فلوس من واحدة ست وكمان مراتي، لا لا انا كرامتي غالية ومتسمحليش آخد فلوس منك، إنسي الحكاية دي، انا هحاول اتصرف، ولو منفعش يبقى خلاص ملناش نصيب في المكسب اللي كنا هناخده من العملية دي.

حنان بتسرع وحزم خوفاً من ضياع فرصتها في تحقيق أحلامها وطموحاتها بتلك الزيجة التي بدأت تؤتي ثمارها : لأ طبعاً هتاخدهم، وبعدين أنا مراتك ومفروض ان فلوسنا واحدة، ولو على كرامتك فاعتبرهم سلف، كأنك سالفهم من أي حد، وكده كده انت هترجعهم بأرباحهم يعني هكسب مش هخسر حاجة، وافق ياعلي عشان خاطري وخلينا نطلع على وش الدنيا.

تصنّع التفكير ملياً بالأمر وبالنهاية تظاهر بالموافقة على مضض

علي : أنا هوافق بس عشان خاطرك وعشان أجبلك الڤيلا اللي نفسك فيها، وكمان عشان زياد يبقى يلعب فيها براحته لما ييجي

وعلى ذِكر اسمه تذكرت طفلها الذي انشغلت عنه وتركته يعاني الأمرّين مع عائلتها، فشعرت أن تلك هي فرصتها لجلب طفلها وحمايته ولكن إن واجه طلبها بالرفض فسوف تطوي تلك الصفحة للأبد فهي الآن لا تريد إثارة غضبه، ولا تأمل خسران ذلك الثري صاحب مغارة علي بابا.

حنان وهى تفرك يديها بتوتر : علي هو انا ينفع أطلب منك حاجة؟ بس لو هتضايقك خلاص مش هتكلم ولا هطلبها تاني، أنا أهم حاجة عندي انك تبقى راضي عني.

علي : أكيد طبعاً قولي عاوزة إيه.

حنان : ينفع أجيب زياد يعيش معانا؟
أردفت حديثها بألم : الولد تعبان هناك عشان بعيد عني وكمان متبهدل ضرب منهم وهو مش واخد على كده، وحالته تصعب على الكافر.

علي وقد رآها فرصة لإظهار تعاطفه معها ولكسب ولائها أيضاً : هاتيه طبعاً،أنا أساساً كنت ناوي أخليكي تجيبيه يعيش معانا عشان حبيته أوي.

أخذت تشكره بامتنان وفرحة كبيرة، تشكر الحظ الذي ابتسم لها أخيراً وأعطاها زوجاً مثله

فلنعلم لاحقا مَن سيبتسم بالأخير...
*__________*__________*

عودة لمنزل محمود

وتحديدا بشرفة المنزل
  ~~~~~~

وَهَـا قَـدْ بـَلـَغَ اللـيْـل مُـنْـتَـهـَـاهْ

ولاحَــتْ أَنـْجـُمـه فـي سَــمَــاهْ

تـَزْهُو كَـدَأْب خَـيْـلٍ مُــخْــتــال

تَـبَـخْـتَـرَ شَـامِـخــاً في عُـــلَاهْ

فَجَالَتْ أعْيُنهُما بِكُلِّ حَدَبٍ واتجاهْ

بَعْدَمَا أَحْصَى كُل مِنْهُمَا ما حَصَاهْ

لَــيْــسَ كَــفَـتــىً فَــتِـيٍ وَفَـتَــاهْ

بَلْ كَطِفْـلَيْنِ تَـفَــرَّقـا قَدِيـمَـاً بِـإكْــــرَاهْ

ثُـمَّ عَـادَا يَـتَـرَاقَـصَـا فَوْقَ أَنْغَام الْحَيَاهْ
    ^. ^. ^. ^   بقلمي   ^. ^. ^. ^

ظلا يتسامران ويمرحان بشرفة المنزل، ويقوم كل منهما بإحصاء أكبر عدد من النجوم التي عانقت السماء ببريقها ، كعادة ولُعبة قديمة اعتاداها معاً وقد حان استرجاعها مع مثيلاتها من الذكريات المُحببة، وها قد اقترب بزوغ الفجر، ولم يشعرا بالوقت الذي انصرم سريعا كحال أوقات المُحِبّين، ولم ينتبها سوى على صوت النداء المحبب لجميعنا

الـلـه أكــبــر..... الـلـه أكــبـــر

مُعلنا بداية يوم جديد فقررا أن تكون بداية جديدة  لهما معاً، وقد راقتهما بتلك المرة.

فاتجه كل منهما نحو غرفته لأداء صلاته وسط الضحكات المرحة التي كادت أن توقظ مَن بالمنزل

رحمة : هههههههه،بردو كل مرة هكسبك يا بودي

عبد الرحمن : هههههه، ماقولنا بلاش بودي دي بتضيع هيبتي خالص، وانتي السبب ان  الفرقع لوز شهد ماسكة في الكلمة دي، ربنا يسامحك.

رحمة : أنا براحتي، أقول اللي يعجبني، يلا بقا عشان هروح أصلي الفجر وانام، تصبح على خير

عبد الرحمن : ماشي يا سمو الملكة، وانتي من أهل الخير.
__________________

بعد مرور أسبوعين

نهضت  رحمة عن مكتبها منتفضة تتبع  أفراد الشرطة المتجهين لمكتب عاصم، وبعد أن قام أحدهم والذي يبدو عليه بعض الهيبة بالتأكد من هوية عاصم

أكمل قائلاً : إنت مقبوض عليك بتهمة التهرب الضريبي اتفضل معانا
****************
رصاصة الرحمة
بقلم (أمل الريفي)

Continue Reading

You'll Also Like

321K 27.8K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
492K 11.2K 39
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
107K 6.1K 15
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود