Ice Shards||شظايا الجليد

By MariaMaria_a

7M 448K 212K

هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نو... More

المقدمة
Chapter 1
chapter 2
chapter 3 part 1
chapter 3 part2
chapter 4
chapter 5
Chapter 6
Chapter 7 part 1
Chapter 7 part 2
Chapter 8
Chapter 9 p1
Chapter 9 p2
Chapter 10
Chapter 11 p1
Chapter 11 p2
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19 p1
Chapter 19 p2
Chapter 20
Chapter 21
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Chapter 30 p1
Chapter 30 p2
Chapter 31
Chapter 32
Chapter 33
Chapter 34
Chapter 35
Chapter 36
Chapter 37
Chapter 38
Chapter 39
Chapter 40
Chapter 41
Chapter 42
Chapter 43
Chapter 44
Chapter 45
Chapter 46
Chapter 47
Chapter 48
Chapter 49
Chapter 50
Chapter 51
Chapter 52 p1
Chapter 52 p2
Chapter 53
Chapter 54
Chapter 55
Chapter 56
Chapter 57
Chapter 58 p1
Chapter 58 p2
Chapter 59

Chapter 60 End

136K 8.5K 8.3K
By MariaMaria_a

وقف الجميع باستقامة وتركيز، ليلقوا بكل الدعابات والتعليقات الساخرة خلفهم. لقد بدأ الامر بالفعل. المعركة التي ستحدد كل شيء.

بدأ جيش بيتراوس يظهرون بالتتابع ليملؤو المكان بأكمله امامهم، كانت اعدادهم كبيرة للغاية، ولكن بالمثل لم تكن اعداد الكائنات التي تحالفت لردع بيتراوس قليلة.

وما ان انتهى الأمر، ظهر بيتراوس امام جيشه يبتسم بثقة كبيرة. ثم تقدم عدد كبير من الملثمين ليقفو بصف واحد خلف بيتراوس.. وسرعان ما ادركت كاناليا والبقية بأنهم البانشي.

رفعوا أيديهم لينزلوا اللثام عن وجوههم لتظهر تعابيرهم الميتة، وخلفهم وقف الصيادون بأسلحتهم. ورغم الكم الهائل من الكائنات التي تقف على ارض المعركة الا ان الصمت ساد المكان.. كان صمتاً موتراً للغاية.

فتح بيتراوس فمه كاسراً الصمت ليقول بثقة كبيرة وقسوة، "كان عليكم ان تفكروا بالأمر جيداً، سأرسلكم للجحيم جميعاً ومن سيبقى على قيد الحياة بعد هذا، سيتمنى لو انه لم يفعل." رفع يده لثواني وبحركة خفيفة تحرك جيشه للأمام بهمجية ورائحة الدماء والقتل تنبعث منهم.

اغلقت كاناليا عينيها لثواني، جمعت كل تركيزها ليبدأ جناحيها بالخروج من ظهرها، كانا شديدا السواد واكبر من ذي قبل. أصبحت اظافرها حادة ليغزو السواد يديها حتى مرفقيها وتظهر رموز ذهبية فوق ذلك السواد، ثم تشكل قرص ذهبي مليء بالرموز فوق رأسها لتفتح عينيها ما ان انتهت وتظهر عينيها السوداء بالكامل عدى بؤبؤي عينيها الذهبيين.

نظر اليكساندر لها بذهول كما فعل اورفيوس والبقية حولها، تركت قدميها الأرض لترتفع بالهواء وتغلف هالتها القوية المكان لتمد البقية بالثقة والشجاعة مجدداً، لتقول بثقة وهي تحدق لـ بيتراوس الذي اختفت ابتسامته، "اما الان او ابداً."

ومع كلماتها هذه علت صيحاتهم، ليتقدموا بدورهم للأمام بشجاعة وقوة. كان ترتيب صفوفهم مدروساً بالفعل، فبقرب كل سايرن مستذئبين ومصاصيّ دماء بينما توزع كل من المجنحين وعنقاء ظلام اقصى اليمين واقصى اليسار ومن الخلف الساحرات.

وكما تلتحم قطرة المطر مع الأرض التحم الجيشين معلنين بدأ المعركة.

~Canalia (كاناليا)

التحكم الجيشين ليبدأ القتال، بينما انا حلقت بسرعة متجهة ناحية بيتراوس. قبضت يدي بقوة لأخرج ناراً سوداء منها مستعدة للكمه ليتجنبها بدوره بسرعة لمست قدميّ الأرض بقوة محاولة تغيير اتجاهي بسرعة ناحيته مجدداً ولم اعطه أي فرصة ليتحول.

وجهت لكمتي ناحيته ليظهر اليكسير خلفه محاولة تسديد ضربة له من الخلف، تباً.. وفي ثواني كانت قبضتي قد التحمت بقبضة اليكسير و بيتراوس قد اختفى من المنتصف بالفعل، ليرتد اليكسير للخلف بقوة وتشتعل ناري السوداء بيده.

"تباً لك." شتمته بصوت مسموع لأرفع يدي ناحيته واطفئ النار. بدى متألماً لكنه سرعان ما تجاهل ذلك.

نظرت ناحية بيتراوس، لتتسع عيناي ما ان رأيت ذئب اليكساندر. كان كبيرا وفراءه شديد السواد كما في السابق لكن.. كان اللهب كان يخرج من اطرافه وفراءه واذنيه، واستقر وشم شعلة نارية على جبهته.. كان مذهلاً للغاية.

جرى بسرعة مذهلة ناحية بيتراوس لينقض عليه بقوة. تحول بيتراوس ليخرج جناحيه الاسودين ويحلق مبتعداً عن الأرض. ليس بهذه السرعة بيتر..

حلقت باتجاهه ليحيط رمادي الأسود المكان حوله مجبراً إياه على النزول ارضاً. وقف كل من اليكساندر اليكسير وانا امامه بثبات.

ولكنه اخرج قهقهة من فمه فجأة، من الواضح انه الطرف الخاسر هنا، فلما يضحك؟

اتسعت عيناي بصدمة ما ان لمحت الشخص الذي تقدم ليقف بجانبه.. انها ميليسا.. ملكة الساحرات!!

اتسعت عيناي بادراك، اللعنة! حولت ناظري نحو جيشنا، الجزء الخلفي منه متضرر بشدة وقد مات الكثير ممن كان بالخلف ويبدو ان الجيش انقسم لنصفين نصف يقاتل من الامام البانشي ونصف يحاول قتال الساحرات من الخلف..

ويبدو ان النص الامامي لا يعلم بأمر الساحرات بعد.. تباً.. مايكل.. لوكاس.. جدي!

"اليكساندر علينا.." قطعت جملتي ما ان نظرت لجسد اليكساندر المكبل ارضاً بفعل السحر بينما التفت سلاسل الهاوية حول جسد اليكسير بقوة.

قهقه بيتراوس مجدداً ليتكلم بعجرفة واضحة، "هل تظنين بأنكم حقاً قادرون على هزيمتي! اخبرتك بالفعل الم افعل.. قدري هو ان احكم وقدرك.. ان تضحي بنفسك لمجدي."

وبلحظة وقف امامي رفعت يداي الا ان السلاسل أحاطت ذراعي، ولم اشعر سوى بذراع بيتراوس التي خطت وجهي، ثم تدفق شيء ما لداخلي، شعرت بألم فظيع للغاية.. ما هذا؟ ماذا فعل بي؟؟

.

.

هدأ جسد كاناليا فجأة، وما ان ابعد بيتراوس يده عن وجهها حتى ظهرت تعابير وجهها الخالية.. عينيها اللتان اختفى الذهبي منهما ليبقى السواد فقط وتكسر القرص اعلى رأسها واختفى مع رموزه الذهبية.

زمجر ذئب اليكساندر بصوت مرتفع، ليخرج لهب قرمزي هائل من جسده لتجعد ميليسا تعابيرها بألم ويكسر السحر حول جسده. جرى بسرعة ناحية بيتراوس وقبل ان يصل له توقف جسده مجدداً، ولكن هذه المرة كان بسبب كاناليا.

رفعت كفّ يدها ناحيته ليحيط ظلامها جسد ذئبه معلقة إياه بالهواء، ولم تمر بضعة ثواني حتى بدأ يأن من شدة الألم الذي غزى جسده. انزلت يدها ليقع جسده على الأرض بقوة.

"نعم.. هذه هي ابنتي.. هذا ما يجدر بك فعله.." نطق بيتراوس باستمتاع وقسوة. نظر ناحية كاناليا قائلاً، "والان اقتليه.."

سارت كاناليا ناحية اليكساندر بشكل آلي.. وقفت بقربه لترفع يدها الملتهبة وتوجهها ناحيته ببطء.

"كاناليا لااا.." صرخ صوت من بعيد.. "توقفي ارجوكِ.. هذا ليس ما تريدينه.." كان كلا اخويها يجريان ناحيتها يعلمان جيداً انها ان قتلته.. فلن تعود ابداً. ورغم صراخهما واصواتهما المحببة لكيانها الا انها لم تتردد ولو للحظة ولم تتوقف.

ولكن جسدها ارتد للخلف بقوة بسبب المجنح الذي ظهر بينها وبين اليكساندر.

"كاناليا.. صغيرتي.." نطق جدها جيرالد بصوت حنون لطيف، كان ينظر لها بعينيه الخضراوان الذابلتان بحزن. "انتِ لستِ سيئة كاناليا.."

~Canalia (كاناليا)

فتحت عينيّ بسرعة لأنهض وانظر حولي بذعر.. المعركة.. بيتراوس!! كان كل شيء حولي اخضر وجميل، كان المكان مذهلاً.. الم اكن اقاتل بيتراوس منذ لحظات؟!

"كاناليا.." نطق صوت مألوف اسمي لأقف مستديرة للخلف ناحيته، كان اليكساندر.. وقف امامي بابتسامته الجميلة محدقاً بوجهي.. ثم انحنى ليطبع قبلة سريعة على شفتيّ.

"هيا بنا.." نطق بهدوء ممسكاً بيدي بلطف. سألت باستغراب، "الى اين؟" ابتسم ليشير امامه. كان يقف على بعد منا كل من لوكاس ومايكل وجدي والبقية.

وكانت الابتسامة تشق وجوههم بينما يسخرون ويمرحون معاً. ابتسمت بخفة لأومئ له واسير عدة خطوات للأمام برفقته لكنني توقفت بصدمة اجتاحت خلايا جسدي.

وقف اليكساندر باستغراب ليسأل بقلق واضح، "ما الامر ماذا حدث؟"

لكنني لم اجبه. كنت انظر باتجاه معين.. لمكان محدد هناك بقربهم.. وقفت ايفيلين بشكلها الذي أوحى انها ميتة كان الحزن يتغلغل تعابير وجهها بينما الخوف رسم اثره بعينيها. كانت تشير لي بقوة وتهز رأسها بنفي.. ولسبب ما اعتراني خوفٌ شديد.

"كاناليا؟" نطق اليكساندر باستغراب، ولم اجبه.

"كاناليا لااا.." نادى فجأة لوكاس باسمي لأنظر ناحيته، كان ينظر لي بخوف وقلق رغم ان من حوله يضحكون ويبتسمون، وسرعان ما التفت مايكل ليعبس ايضاً بذات القلق والخوف لينطق، "توقفي ارجوكِ.. هذا ليس ما تريدينه.."

ماذا؟ اتوقف عن فعل ماذا؟ شعرت بشيء رطب ولزج على يدي لأرفعها وانظر لها بعينين متسعتين.. كانت الدماء تملأوها..

"كاناليا.. صغيرتي.. ابنتي لحبيبة، استعيدي رشدك.." رن صوت جدي بالمكان لتمتلئ عينيّ بالدموع.

تركت يد اليكساندر، لأتراجع بينما دموعي سقطت من عينيّ بغزارة. أغلفتهما بقوة وما ان فعلت حتى بدأ صوت المعركة يعود شيئاً فشيئاً لمجرى سمعي.

فتحت عينيّ مجدداً ليظهر جسد جدي امامي، وضع يده على رأسي بينما يبتسم بحنان لطالما عهدته منه، بينما يمسك يدي بقبضته. "جدي؟!" نطقت باستغراب لتتسع ابتسامته اكثر ليرد، "صغيرتي.."

انزلت عينيّ للأسفل كان جرح بليغ يقبع بمعدته.. اتسعت عيناي بصدمة وذعر، وما ان نظرت ليدي المليئة بالدماء ادركت بالفعل ما حدث..

سيطر عليّ بيتراوس.. لقد فعلها. بدل ان يتحكم بي من خلال افكاري ومشاعري السيئة فعل العكس، مستخدماً كل ما احبه.

انا من فعلت ذلك.. لقد اذيت جدي. نظرت له بعينين تذرفان دموعاً لأنطق بصوت مهتز للغاية، "جدي.."

ربت جدي على رأسي ببطء قائلاً بنبرة حنونة، "لا بأس يا صغيرتي.. لا بأس.. انا مسرور لكوني استطعت رؤية ما اصبحتِ عليه.. ابنتي الحبيبة.. انا فخورٌ للغاية بك."

سقط جسد جدي ارضاً، بينما الدماء لا زالت تخرج من جرحه، "جدي لااا.. ارجوك، بالكاد استعدتك.. يجب عليك ان تصمد.. لا تستطيع الموت بسببي لا اسمح لك بذلك.."

"لا بأس. انتِ لن تؤذيني ابداً.. انا اشعر بك." اهتزت عينيه مع كلماته التي بهتت وما ان اغلق عينيه، حتى سكن كل ما حولي.. لا.. هذا كذب.. شهقت بقوة لأغلق عينيّ واصرخ بقوة اهتز لها كل من حولي.

توقف كل من اليكساندر و اليكسير و بيتراوس عن القتال. وحتى المعركة المندلعة توقفت ولم اعد اسمع أي صوت قتل وضربات بها.

"م..ما الذي يحدث؟!" سمعت صوت مايكل المرتبك لأرفع عينيّ الدامعتين للأعلى ناحيته. وسرعان ما تصلبت مكاني وانا أرى كل جنود بيتراوس يتلاشون في الهواء كالرماد شيئاً فشيئاً.. ولم يبقى سوى الصيادون، السحرة والبانشي.. هل انا من فعلت ذلك؟!

نظر بيتراوس بصدمة ناحية ما يحدث. ليعتريه غضب شديد. هذا كله بسببه وبسبب تلك الساحرة اللعينة. كنا بالفعل سننتصر لو انها لم تنقلب ضدنا.

نظرت ناحيتها بغضب وبرود ورغم انها لا تستطيع الرؤية الا ان جسدها ارتجف بخوف لتقول بارتباك، "انا.. انا حقاً اسفة، اردت ضمان سلامة سلالتي.."

"بل ضمنتي هلاكهم، وانا لست اسفة لما سيحدث الان.." رفعت يدي ناحيتها لتظهر امامها بوابة سوداء خرج منها جواد اسود يعتليه فارس مدرع.. بلا رأس.

وبحركة خفيفة، رفع الفارس سيفه ليلوح به ويقطع رأس ميليسا متدحرجاً ارضاً ليسقط جسدها دون حراك. صهل الجواد تحت صدمة الجميع، التفت ناحيتي لوهلة لأنطق، "اقتلهم.." وما ان قلت ذلك حتى استدار متجهاً ناحية ما تبقى من جيش بيتراوس الذي بدأ يهزم بالفعل.

اتجه اليكسير ناحية بيتراوس محاولاً قتله الا ان بيتراوس استجاب سريعاً له ليتفادى ضربته ويوجه ضربة قوية ناحيته. "سأقتلكم بنفسي اذا.. واولهم انت.."

وقفت، "ليس بهذه السرعة.." وبلحظة كنت بجانب بيتراوس امسك قبضة يده بقوة لأمنعه من غرسها بجسد اليكسير، "فهناك حساب لا زال عالقاً بيني وبينه."

لكمت بيتراوس بقوة ليتراجع للخلف بقوة، وقبل ان يستعيد توازنه حتى، كنت اقف امامه مباشرة. ظهر القرص مجدداً اعلى رأسي وتحولت من جديد، ليخرج جناحاي ولكن هذه المرة اختلط لوم ريشه ما بين الأسود الحالك والذهبي.

ولا اعلم لماذا لكنني شعرت بقوة هائلة لم اشعر بها من قبل، "انحني.." امرت بيتراوس لينحني باستجابة وتعلوا تعابير وجهه الصدمة كما الاخرين.

مددت يدي لأضعها على جبهته ثم انطق بكلمات من لغة قديمة لم اعرفها بحياتي قط.. لكنها بطريقة ما كانت جزءاً مني... نعم، هذه هي قوة عنقاء الظلام والمجنحين حينما تتحد.. هذه هي قوتي الحقيقية.

خرج رماد اسود من جسد بيتراوس ليدخل بكف يدي، شعرت بقوته التي تتحول وتدخل لي لتصبح جزءاً مني.. وما لبث الامر الى ان انتهى لأبعد كف يدي وانظر له باستغراب.. ما الذي فعلته تواً؟!

عم الصمت الشديد المكان، لأنظر مجدداً لبيتراوس الذي يحدق بذعر ليديه. وكأنه اصبح شخصاً آخر.. ولم اعد اشعر بقوته البتة.. لقد فقدها! او بالأحرى لقد امتصصتها.. دون حتى ان يتخلى عنها بإرادته!

نظر لي بصدمة لأبتسم بنصر واهمس له، رحلة سعيدة.. ابي. فرقعت بيدي لتلتف السلاسل حوله وتبتلعه البوابة السوداء التي ظهرت اسفله.

وما ان اختفى حتى عاد الصمت ليحل بالمكان. استدرت ببطء وبلا أي تعابير، كان اليكساندر يقف امامي وقد عاد بالفعل، ولم يكن يرتدي سوى بنطال.

شعرت بجناحيّ يختفيان، وبجسدي الذي وصل لحده. ليلفني السواد وأهوي منتظرة ان تعانقني الأرض الا انها لم تفعل. بل شعرت بذراعين تحيطانني بقوة ودفء.

لأستسلم ملقية وعيي ليذهب ادراج الرياح.

-----------------------------------------------

~Carla (كارلا)

جلست خارجت احد غرف مشفى القطيع بلا أي تعابير، انتهت الحرب بالفعل ومن حسن حظنا ان اللونا كانت معنا والا كنا انتهينا بالفعل وخاصة بعد انقلاب الساحرات العاهرات.

لكننا بالفعل خسرنا ارواحاً عديدة. وبسبب هجوم الساحرات المفاجئ لوكا.. ما ان تذكرت الامر حتى شهقت مجدداً لتنهمر دموعي.

لم اكن منتبهة للساحرات خلفي، وهو جرى نحوي بشكل ارعبني وجعلني اتصلب مكاني ثم.. اصابته ليسقط جسده ذئبه ارضاً.

ان مات لن اسامح نفسي.

"كارلا، يجب عليكِ ان ترتاحي قليلاً. لوكا دخل بغيبوبة ومر ثلاثة أيام ولم تنامي او تستريحي.. هل تظنين بأنه سيسعد لذلك؟" نطقت اوفيليا بينما تربت على ظهري بلطف. لأهز رأسي بلا اهتمام.

وقفت بعناد لأفتح الباب وادخل مغلقة إياه خلفي متجاهلة تنهدات اوفيليا الحزينة.

اعلم بأن هذه الأيام مرت بشكل صعب على القطيع، فليس لوكا هو الوحيد المتأذي بشكل خطير، اعلم ان هناك الكثير قد فارق الحياة، والكثير لديه إصابات خطيرة وجروح عدة.. واللونا ايضاً لم تستيقظ منذ ان فقدت وعيها في ساحة المعركة.. لكنني لا استطيع المساعدة.

لم اظن بأن لوكا قد يتأذى حقاً.. وبسببي.

اقتربت من السرير الذي يقبع جسده عليه ببطء، لأجلس على حافته محدقة بوجهه المصاب، كان هناك حرق غطى جلده حول عينه اليسرى.. لكنه لا زال وسيماً رغم ذلك..

اللعنة عليك لوكا.. فالتصبح قبيحاً لا يهم، المهم ان تستيقظ.. ارجوك لا تمت..

سقطت الدموع من عينيّ لأنحني واضع رأسي ببطء على صدره الذي يعلوا ويهبط بانتظام. استنشقت رائحته الجميلة عدة مرات والتي كانت تهدئ من روعي في كل مرة طوال هذه الثلاثة أيام.

شعرت بشيء على رأسي لأرفع يدي بانزعاج ممسكة إياه لأزيله لكنني توقفت ما ان شعرت بيده في قبضتي. فتحت عينيّ باتساع لأرفع رأسي محدقة بتعبيره المتألم، "لوكا.." صحت باسمه لأهم بمعانقته بقوة ليخرج صوتاً متألماً.

ابتعدت بسرعة قائلة بغير تصديق من بين دموعي، "أيها اللعين انت حيّ.." قهقه بخفة ليمد يده ويضعها على وجهي ويهمس ببحة صوته، "انتِ بخير؟"

ضحكت لتهرب الدموع من عيني، "أيها السافل.." اقتربت منه بسرعة لأقبله بقوة واشتياق قبل ان تتحول لقبلات بطيئة وهادئة بينما هو يبادلني بدوره.

-----------------------------------------------

~Canalia ( كاناليا)

فتحت عينيّ بتعب، احتجت لأكثر من دقيقة لأستطيع التركيز حولي وادرك بأنني بغرفة اليكساندر بالفعل. ما الذي حدث؟

اعتدلت بالجلوس بصعوبة كبيرة، نظرت ناحية ذراعي لذلك الشيء العالق بها ولم يكن سوى مغذي. ازلت الابرة منها، لأجر جسدي واجلس على حافة السرير.. مددت يدي لألتقط كأس الماء الموضوع على المنضدة المجاورة للسرير الا ان الكأس اهتزت بين أصابع يدي لتسقط ارضاً وتتكسر لأشلاء.

حدقت بها بلا تعابير، اشعر بألم كبير يغزوا صدري.. كبير لدرجة انني اريد اخراج قلبه وتمزيقه.

تجمعت الدموع بعينيّ، وما ان ظهرت هيأة جدي امام عيني حتى بدأت بالبكاء بهدوء. فتح الباب لكنني لم اعر الامر أي أهمية.

شعرت بأنامله اسفل ذقني ليرفع رأسي ناحيته، كان ينحني على ركبتيه امامي محدقاً بتعابيري الذابلة وعيناي الباكيتين بحزن شديد. فتح ذراعيه منتظراً ان اسقط بهما وقد فعلت بالفعل، اندفعت بما يملكه جسدي من قوة ناحيته معانقة إياه بقوة ليرتد جسده للخلف وينتهي به الامر جالساً ارضاً وانا بين احضانه.

احاطني بقوة وبدفء افتقدته، وربت على ظهري بلطف جعل بكائي يهدأ شيئاً فشيئاً.

"كاناليا.. لقد انقذتنا.."

"هو بتأكيد فخور للغاية لما فعلته." ردد اليكساندر بنبرة لطيفة.

ابتعدت عنه قليلاً لأحدق بتعبير وجهه الهادئ رغم التعب الواضح عليه. شهقت قائلة بصوت مبحوح، "انا من قتلته.. لقد مات بسببي.."

"لا، لا.. هو لم يمت بسببك، بل بسبب بيتراوس، وانتِ بالفعل انتقمتِ له. انتِ حفيدته وابنته ومحبوبته الصغيرة.. سيفعل أي شيء لك. لذا لا تفكري بهذه الطريقة، لن يكون سعيداً ومرتاحاً ان فعلتي.." همس اليكساندر، بينما يمسح الدموع من على وجنتيّ.

حملني بهدوء ليضعني على السرير بلطف، ثم اتجه ناحية المنضدة ليمسك بكأس أخرى ويسكب بها الماء مجدداً. اتجه ناحيتي ليجلس بجانبي ممسكاً الكأس بيده بأحكام ويقربها من شفتيّ لأرتوي.

ابعد الكأس ما ان انتهيت، ليستلقي بجانبي ضاماَ اياي نحوه بدفء قائلاً، "نامي الان، سيكون الامر افضل ما ان تستيقظي."

"ماذا ان اشتقت له للغاية؟" سألت فجأة ليجيب اليكساندر بعد وهلة، "اليس الامر الأكثر اخافة هو انك ان لم تعودي تشتاقين له؟"

حدقت باليكساندر باستغراب بينما هو نظر للسقف بتفكير. "حينما تتوقفين عن الاشتياق لشخص ما، فهذا يعني انه لم يعد يعني لكِ شيئاً.. وكل ما مررتم به معاً اصبح بلا قيمة.."

"حينما توقفت عن الشعور بأي شيء، هذا تضمن الشعور بالاشتياق لأمي، ورغم ان قاتلها كان امامي.. لم اكن اشعر بأي شيء.. كان الامر اسوء بعشر مرات من الألم الذي يجتاحك حينما تشتاقين لوجوده.. انه كما لو انه لم يكن موجوداً."

نظر اليكساندر لي قائلاً، "لا بأس ان تشتاقي اليه.. ولا بأس ان تشعري بالألم لفقده، فهذه هي الحياة.. لنذهب لقبره معاً ما ان تشعري بتحسن."

همهمت وكلمات اليكساندر تجوب بعقلي. جدي العزيز.. جدي الحبيب.. لطالما كنت عائلتي وستبقى كذلك.. اشعر بالامتنان الشديد لكونك كنت بجانبي وسأبقى ممتنة للأبد.. لن انساك ابداً.

"اليكساندر.." همست باسمه بهدوء ليهمهم وهو مغلق عينيه بالفعل، فكرت بجدية لأنطق اخيراً ملقية بالقنبلة ناحيته، "ان تزوجنا وحظينا بفتى، يجب ان نسميه جيرالد."

تصلب جسد اليكساندر بصدمة كبيرة ليفتح عينيه بشدة وينظر لي. تجاهلت نظراته لأغلق عينيّ بتعب ورغم ان صدمته لم تتلاشَ لبعض الوقت الا انه انتهى بنا الامر نائمين بعمق ذلك اليوم.

.

.

-بعد شهر-

"يا اللهي انتِ تبدين فاتنة للغاية." نطقت اوفيليا بحماس بينما تنظر لي من اعلى لأسفل. حدقت بانعكاسي على المرآة، كنت ارتدي فستان زواج اسود اللون، يصل لأعلى ركبتي بقليل زينته ورود بيضاء صغيرة بشكل جميل ومثالي واحاط خصره شريط ابيض ناعم وطويل. سرج شعري الطويل وأضافوا له تجعيدات خفيفة وجميلة للغاية.

فتح الباب لتدخل كاثرين.. امي. كانت تبتسم بلطف لتتجمع الدموع بعينيها، بادلتها بابتسامة لتهمّ ناحيتي لتعانقني بقوة.

دخلت بعدها لوكاس، كان يرتدي بذلة سوداء تماشت مه شعره الأسود، وما ان رآني حتى شهق بقوة معلقاً، "لما ترتدين فستاناً؟ لحظة، سأخلع بدلتي لتلبسيها."

"هل تريد ان تموت حضرة الملك المبجل؟" علقت ببرود ليتراجع منحنياً لي بكل احترام، سأضربه ان لم يتوقف حتى وان كان ملكاً الان.

قد تتساءلون عما اتحدث عنه. الامر هو بما ان بيتراوس الان يجوب تلك الغابة الغريبة فقد اصبح مكانه كملك لسلالة عنقاء الظلام شاغراً.. في البداية اقترح لوكاس انه يجدر بي انا ان أكون الملك التالي بما انني الوريث.. لكنه بالفعل يستحق ان يكون الملك اكثر مني.

فبغض النظر عن القوة، عاش لوكاس معهم معظم حياته، وهو بالفعل يعلم بمعاناتهم وكيف عاشوا. ولد لوكاس ليكون ملكاً.. وانا واثقة بانه سيكون افضل ملك مرّ على سلالة عنقاء الظلام.

اما بالنسبة لمايكل..

ما ان ذكرته حتى دخل من الباب بخلسة، لكنه عبس قائلاً بملل، "الغرفة الخاطئة، ظننت فيونا ستكون هنا." نعم هو سيتزوج أيضاً اليوم.

كان يرتدي بدلة بيضاء منقوش عليها بالذهبي، وربطة عنق سوداء. سرح شعره بشكل مثالي زاد من وسامته.

حدق بي لوهلة ليقول، "تبدين جميلة اختي."

"انتَ ايضاً أيها اللعين."

مضى الوقت بعدها ببطء ليغادر الجميع الغرفة اولاً عداي. اشعر بتوتر كبير..

خرجت من الغرفة بهدوء مستجمعه شتات نفسي، ولوهلة انتابني الحزن لكون جدي ليس هنا ليمسكني ويقودني الى ان نصل لأليكساندر.

خرجت من شرودي بدهشة، ما ان وقعت عينيّ على هيئته. ارتدى بدلة سوداء بتصميم غريب وجميل للغاية. كان شعره مصفف بطريقة مثالية. وقف هناك ينظر لي بعينين متسعتين.. ليقترب مني ببطء ويأخذني بين ذراعيه ويطبع قبلة عميقة على شفتيّ ليبتعد.

"تبدين جميلة."

"اعلم ذلك." ابتسمت بثقة لأمسك بذراعه ما ان مدها ناحيتي وننزل معاً.

سار كلانا معاً بالممشى تحت نظرات الجميع المندهشة، وما ان وصلنا امام القس حتى بدأ بقول الكلام المعتاد الذي نسمعه بكل حفل زواج.. تجاهلته انا واليكساندر لنبدأ بالهمس لبعضنا رغم انني اجزم بأن معظم من هنا يسمعنا بالفعل.

"والان اعلنكما زوجاً وزوجة، يمكنك تقبيل عروستك." ما ان انتهى حتى تنهد القس بارتياح كبير. اقترب اليكساندر ليطبع قبلة لطيفة وسريعة على فمي ثم غادرنا معطيين لمايكل وفيونا المجال ليتزوجا..

او بالأصح هربنا.

.

.

.

فتحت عينيّ بكسل اثر ذلك الصوت المزعج للغاية، مددت يدي ابحث عنه لأطفئه لأتنهد بغضب لأنني لم اده. فتحت عينيّ بقوة لأنهض وامسك بالمنبه والقيه ليحلق خارج النافذة بقوة واعود لأستلقي مجدداً..

ظننت بأن المتزوجين كبيرون وليسوا بحاجة للذهاب للمدرسة.. لكنني لا اشعر بالكبر البتة.

نظرت بجانبي لأليكساندر الذي لا زال نائماً بعمق، بجدية الم يسمع المنبه؟! مددت يدي لأهزه قليلاً، "اليكس استيقظ انه الصباح سنتأخر ان لم تنهض." فتح عينيه لينظر لي بهدوء.. اوه انه مستيقظ.

وقفت لأتجه ناحية دورة المياه لأغسل وجهي وآخذ حماماً سريعاً. ارتديت ثيابي بكسل لأنظر ناحية السرير مجدداً واتنهد بغيظ، الم يكن مستيقظاً قبل قليل؟!

"اليكساندر سنتأخر ان لم تنهض.." همهم بتفهم ولم ينهض. "اليكس.."

اعتدل بجلسته ولا زال مغلقاً عينيه، هل اضربه ليستيقظ؟ "سأنتظرك بالسيارة حسناً؟ ... لا تتأخر هل تسمعني.."

فتح عينيه الحالكتين، ليبتسم بجانبية، اللعنة حتى حينما يستيقظ يكون وسيماً.. انا لا يمكنني ان اضرب كتلة الوسامة هذه.

اتجهت ناحية الباب لأخرج متجهة للسيارة. دخلت وانتظرت هناك مغلقة عينيّ ولم اشعر بنفسي الا وقد غفوت. استيقظت ما ان فتح الباب لأنظر لساعة يدي بنعاس شديد، "يا رجل لما تأخرت كل هذا الوق.."

توقفت عن الكلام محدقة بجزءه العلوي العاري بحاجبين معقودين. كان يمسك القميص الأبيض بيده، ليدخل ويجلس بالمقعد المجاور لي القى القميص بجانبه ليتكئ للخلف ويغلق عينيه مكملاً نومه.

"هل كنت تفعل هذا كل يوم تذهب فيه للمدرسة؟" سألت بهدوء لوهلة، الهذا كان يرتدي ثيابه بالسيارة؟ لأنه كان كسولاً ويعشق النوم؟؟

لحظة.. لحظة، "هل رأتك الفتيات حينما كنت تنزل هكذا وتدخل السيارة؟ في كل مرة؟" رفع رأسه ليفتح عينيه محدقاً بي ليقول اخيراً بنبرة لعوبة مستمتعة، "هل تغارين؟"

ابتسمت بهدوء ناحيته لأرد، "بالطبع لا." مددت يدي لأفك ازرار القميص الذي ارتديه لتسقط ابتسامته، "ما الذي تفعلينه؟"

نظرت ناحيته لأجيب بهدوء وسخرية، "ما الذي تعنيه، سأخلع قميصي لأن الجو حار.." امسك اليكساندر قميصي مغلقاً إياه بقوة ليسحبني ناحيته. ابتسمت بهدوء قائلة، "هل تغار؟"

قرب وجهه من وجهي قائلاً بهمس خطير، "من حسن حظك، ان هناك شخصاً ثالثاُ هنا." نظرت ناحية السائق الذي بدى مرتبكاً ومحرجاً، لكنني سرعان ما تجاهلته قائلة، "بل انه من حسن حظك يا عزيزي."

اتسعت ابتسامته لنتبادل نظرات لوهلة، ثم تراجع ممسكاً قميصه ليرتديه بينما انا عدلت قميصي مجدداً قائلة، "بالمناسبة.. سنسميه جيرالد.."

اتسعت عينيه بصدمة كبيرة لتتوقف يديه عن زر قميصه لينظر لي بعدم تصديق..

نعم.. هذه هي حياتي الان.. جميل اليس كذلك؟

-----------------------------------------

مراحب 🙋

رأيكم بالبارت والنهاية؟

من توقع ان يكون السبب ارتداء اليكساندر لثيابه دائما هذا؟ في قارئة حزرتها بمنشنك بكرة يا قمر بعد ما اصحى.

هيك خلصنا سلسلة شظايا الجليد كل سبت، اشعر بالغرابة لكونه لن اكتب مجدداً بها وهذا حقاً احزنني.. فهي اول رواية لي على الوتباد والرواية التي عرفتني عليكم.. سأشتاق لتعليقاتكم هنا للغاية 😭😭❤

وبالنسبة للأشخاص الذين يسألون اذا في جزء ثاني او لأ.. انا بالفعل راح اكتب جزء ثاني لها بشخصيات جديدة وقصة جديدة لذلك للاشخاص الذين ارهقت مشاعرهم واحتمالهم لا بأس ان لم تقرأوها 😂😂💔

لكنني لن انشرها بأي وقت قريب فأنا اخطط لنشري روايتين على الاقل قبلها.. من يريد جزء ثاني؟ ومن متحمس له؟

اما بالنسبة للي متابعيني بايقاع جليدي اشوفكم هناك يا حلوين 🌸💜

وبس

احبكم واشوفكم على خير ان شاءالله.. سلااام 😘❤

Continue Reading

You'll Also Like

3.8M 217K 48
"ماذا تريد مني؟" قالت وهي تبكي على أمل أن يتركها وشأنها. كافحت لإبعاده عنها لكن جسدها الصغير لم يكن ندا له. "أنا أطالب بما هو ملكي رفيقتي الصغيرة."...
2.2K 419 16
لطالما كان أليستر حائراً منذ ولادته؛ وهذه المرة هو حائر بين "عجوز غنية" و "شابة ذات سمعة مشبوهة" ! - رواية ساخرة (جانبية) من سلسلة "مسرح الدمى- كرهت...
511K 61.2K 31
يانبوءة المائة عام، تعالي إليّ.. إني أُحاول من مُقلتيكِ إعادة خلق الصور.. فأنتِ إختصارٌ لشيءٍ جميل، بمقدورهِ أن يُغير هذا القدر..
512K 50.9K 26
إرقُصي.. ما أجملَ خطوات الفلامنكو بساقيكِ حين ترقُصي.. إرقُصي.. وليحملني رقصُك للعُمر الرّاحل مني.. إرقُصي.. (#1 في الفانفكشن)