رصاصة الرحمة

By Moly154

4.6K 149 56

دي الحكاية الثانية من(حواديت أمل) رصاصة الرحمة أقسمت بربها وبذلك الحب الفطري الذى كُتِبَ له المهد بمهدها. عل... More

الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
اعتذاااااار 📢
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
🔔ادعولي
الفصل الثالث عشر

الفصل الاول

722 14 3
By Moly154

انا المجهول!!
  اسمى انمحَى. مالهوش وجود
وبقيت رقم  في آخر الرّول

انا المظلوم!!
ولابس توب ماهوش توبي
صرخت وقولت ساعدونى
هموت م الظلم.
برئ واقف بساحة العدل
مستنّي البراءة بحُكْم

وانا المقسوم!!
مابين قلبين بروح واحدة
وليها إسمين..
تنادى شريف.. .
تلاقي الرحمة بتجاوب
نعم موجود....
انا المجهول!!! 
  
بقلمي..

لطالما التحمت روحها بتلك الروح القابعة خلف القضبان. تشعر بما يشعر.. تفرح لفرحه، تتألم لألمه.
ولكن  تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وشاءت الاقدار لفض ذلك الالتحام الروحى وآن انفصال تلك الروح واقتسامها وكأن كل منهما قد خسر انفاسه التى يحيا بها وتثبت وجوده بتلك الحياة..

{داخل قاعة المحكمة}

الجميع يجلس بانتظار كلمة القاضي وحكمه.
نعم كلمة تغير الاقدار مابين برئ يُطلق سراحه، ومتهم يُزَج به الى السجن خلف الاسوار، وآخر ساقه القدر رُغما عنه ليمر بتلك المحنة..

* اشار  الحاجب بصوته الجهوري للجميع بالوقوف احتراما للقاضي الذي خرج الآن من غرفة المُداولة برفقة مستشاريه

الحاجب : محكمة
وقف الجميع ثم جلسوا ثانيةً عقب إشارة القاضي بالجلوس.

اصدر القاضي حكمه في عدة قضايا اخرى وسط حالة من الهَرَج لفرحة البعض ببراءة ذويهم وهتافهم بجملة "يحيا العدل " ، وصرخات آخرين على ترحيل اوراق ذويهم لفضيلة المُفتي...
وفي النهاية حان وقت إطلاق الحكم في قضيتنا، وبالرغم من انها قضية يسيرة بالنسبة للقضايا التي سبقتها، إلا ان حالة الخوف والقلق التي سيطرت على ابطالنا لم تختلف كثيرا عن حالة الآخرين في انتظار الحكم بقضاياهم، فالجميع سواسية في انتظار المجهووول..

القاضي : في القضية رقم  **** لسنة ٢٠٠٨ حكمت المحكمة حضوريا على المتهم شريف صالح عطية سنوسي بالحبس عام كامل مع الشُغل والنفاذ، كما حكمت بالحجز على جميع ممتلكاته وبيعها بالمزاد العلني لصالح البنك.. رُفِعَتِ الجلسة.....

نزل الحكم عليها كالصاعقة، لم تستطع الصمود اكثر من ذلك فشعرت بأنها كبنيانٍ تزلزل على شفا جُرُفٍ هارٍ، حاولت الصراخ مرارا وتكرارا لتعبّر عن الحالة التى سيطرت عليها ولم تستطع، حتى كادت ان تُبدي توسلاتها للقاضي بالعفو عنه، فكيف لها أن تعش بدونه؟ فهو حبيبُها الأول بل الأوحد ومعشوقها الأبدي، وهو الهواء الذى تستنشقه لتظل على قيد الحياة، كيف لها ان تعش بدونه وهو مُتّكَؤها التى طالما اعتمدت عليه ليحميها من عثرات الحياة وضغائن البشر ؟، كيف لها أن تُصبح يوميا دون نَسَمات عِطره التى تتسلل لأنفها فتوقِظها من سباتها لتسطر معه احداثا جديدة بحياتهما سويا؟، كيف لها ان تواجه ذلك العالم المجهول بضعفها وقد كان هو سر قوّتها؟

_أما هو فقد اكتفى من قسوة الحياة التي مازالت تسلب ايامه وريحانة شبابه لتتركه مجرد أعجاز نخلٍ خاوية  في مهب ريحٍ عاتية بأرضٍ قاحلة  جف  ماؤها وانهكها البوار..

اخذت تتابعه بألم واعين اغرورقت بالدموع. واخذ الجندى يسحبه مكبلا بالأصفاد الحديدية ليخرجه من القفص ومن رواق المحكمة بأكمله وصولا لسيارة الترحيلات.. وسط صرخاته بأسمها..

شريف : رحماااااااه.. خدى بالك من نفسك يارحمة.. متقعديش في البيت لوحدك روحى صالحى عمك واستسمحيه وعيشي معاه.. سامحينى يارحمة انى جبتك مكان زى ده وبهدلتك ياحبيبتى.. تابعى مع المحامى ومتسيبنيش يارحمة..

* لم يسعفها لسانها على التفوّه بحرف واحد وكأنه قد اصابه البَكَم..امّا قلبها - الذى كان ينزف دما لذلك المشهد الذى لم تتوقعه حتى بأسوأ كوابيسها الليلية - فقد اخذت صرخاته المدوية تعلو حتى كادت ان تخترق اسماع الجميع لهول ما شعرت به.... لم تستطع فعل شئ سوى إماءة صامتة بوجهها بانكسار دليل على امتثالها لكلماته...

رحل بعيدا رغما عنه تاركا خلفه تلك الروح الممزقة..

فأقسمت بربها وبذلك الحب الفطري الذى كُتِبَ له المهد بمهدها. على الانتقام مهما كلفها الأمر.. حتى إن اقتضى الامر ان تزهق روحها في سبيله فستفعل...

وبتلك اللحظة نفضت عنها رحمة الهادئة البريئة التى اعتادتها واعتادها الجميع، لتحل محلها رحمة جديدة عنيفة، شرسة اشتعلت نيران الغضب بداخلها وستحرق كل ما يقابلها بطريقها من اخضر ويابس في سبيل انتقامها.. الذى سيكون حتما انتقام بلا رحمة!

حقا (إتّقِ شر الحليم اذا غضب)

رفقا بذاتك أيتها الرحمة...

________


بعد فترة من الوقت.
بأحد المناطق الشعبية

دلفت لمنزلهما تجر ازيال الحسرة والقهر. وسرعان ما تبعتها جارتها تطمئن عليها..

هبة : حمد الله على سلامتك ياحبيبتي، معلش انتى عارفة ان انهاردة معاد جلسة غسيل الكلى بتاع ماما لولا كده كنت جيت معاكي المحكمة ومسبتكيش وحدك في موقف زى ده، طمنيني ايه اللى حصل؟

رحمة : عارفة ياحبيبتي ربنا يشفيها، للاسف اخد حكم سنة وحجزو على كل حاجة بإسمه، يعنى هياخدو المكتب والعربية..

هبة وهى تخبط صدرها بكف يدها بحزن هاتفة : يالهوي ليه ده كله؟ طب مفيش اى تصرف المحامي يعمله ويخفف حتى الحكم؟

رحمة : للأسف لأ. دي آخر جلسة بعد النقض وخلاص اتقفلت على كده.

هبة بحزن صادق : معلش يارحمة ربنا يهون عليه وعليكي ويرجع بالسلامة.

رحمة وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء : يارب..

هبة : طب وشقتكو دى حجزو عليها هى كمان؟

رحمة : لأ. الشقة بأسم ماما الله يرحمها.. وبعدين ياريتهم ياخدوها ويرجعوهولي.. انا مش عارفة هعيش ازاى من غيره.. ده هو كل حاجة ليا في الدنيا...  هو النَفَس اللي بتنفسه.. وهو روحي اللي عايشة بيها.. ده انا كنت بشوف الدنيا بعينيه هو... ياااااارب صبرني يارب على بعاده..

احتضنتها هبة هاتفة : اهدي بس ياحبيبتي ومتعمليش في نفسك كده.. وبعدين انا عمري ما هسيبك لوحدك. انتى من دلوقت اعملى حسابك تقعدي معايا انا وماما، وانتى عارفة سيد اخويا مسافر ومبيجيش غير شهر واحد في السنة.

رحمة : تسلميلي ياهبة ربنا يخليكي. بس مش هينفع.. انا اصلا مش هقعد هنا، انا هروح لعمي.

هبة باستغراب : عمك! تفتكري هيسامحك كده عادى بعد اللي حصل زمان ويرحب بيكي؟ وبعدين مفتكرش شريف هيوافق على حاجة زى دى.

رحمة : لا ياهبة ده هو نفسه اللي قاللي اروح لعمي واصالحه... بس عاوزاكي الاول تساعديني في حاجة مهمة.

هبة : عنيا يا رحمة اؤمري.

رحمة وهى تمسح دموعها وتنظر شزرا : عاوزاكي تفكري معايا ازاى انتقم من الحيوان اللي كان السبب في اللي حصل..

هبة : يا رحمة وانتي تعرفي اصلا مين السبب؟

رحمة  : ايوة عرفت هو قاللي  وهو في النيابة اول لما اتقبض عليه.

فلااااااش بااااااااااااك

شريف : هو عاصم العزّاوي مفيش غيره، هو اللي بلغ عني وهرب وسافر برة ، خرب بيتي ووداني في داهية منه لله، بس مش هسيبك يا عاصم الكلب مصيرى اخرج وانتقم منك..

ونرررررررجع تااااااااااااني

هبة : يارحمة ما يمكن حد تاني ايش ضمنك، وبعدين إن بعض الظن إثم.

رحمة : لأ انا متأكدة.. وهحكيلك اللي عمله عندنا قبل كده..

فلاااااااااش بااااااااااااك ٢

منذ عدة اسابيع بمنزل شريف ورحمة

صدح من غرفة الصالون اصوات مرتفعة نشبت عن  شجار حاد بين شريف وعاصم..

شريف : ياعاصم انا لحد دلوقت عامل حساب انك في بيتى.. وقولتلك ان عندك حق عشان معاد الشيك بتاعك عدى. بس اصبر عليا شوية.. انا لسة خارج من مشاكل مايعلم بيها الا ربنا وخسرت اللى ورايا واللى اودامي.. ادينى فرصة اجمع فلوس تغطى مبلغ الشيك وهجيلك بنفسي اقولك عشان تصرفه..

عاصم بعنف : بيت ايه يا ابو بيت؟ انت فاكر انك هتلف دماغى وتاكلنى بكلمتين ؟ وبعدين انا مالى بيتك يتخرب ولا تروح في ستين داهية.  لو فاكر ان الشويتين بتوعك دول هيدخلو عليا تبقى بتحلم.. انا مش مختوم على قفايا.. فووق ده انا اوديك البحر وارجعك عطشان.. وبعدين انا لو صبرت عليك زى مابتقول فانا اللى هيتخرب بيتى.. اعمل حسابك الاسبوع الجاى تكون الفلوس في الحساب وإلا هقدم الشيك للنيابة واحبسك ياشريف.. مش عاصم العزاوي اللي يتاكل اونطة ياحلو

***انهى حديثه وهمّ ليخطو للخارج بخطوات عنيفة كعادته عند غضبه الذى لا يضاهيه به احد. دافعا للباب خلفه بعنف. ..

***ونررررررجع تااااااانى..

رحمة : هاا بقى؟ لسة هتقوليلي مش هو؟

هبة : لأ.. كده عندك حق...

وبعد مناقشات طويلة دامت لأكثر من ساعتين

رحمة : لأ خلينا في الخطة الاولانية.. افضل.. ولو منفعتش نبقى نفكر تاني في الخطة التانية..

هبة : رحمة انا وافقت اساعدك في حاجة زى دي عشان عارفة اد ايه انتي بتحبي شريف ومتقدريش تستغني عنه، مع إني مش راضية عن اللي هنعمله، و ربنا يسامحنا بقى..

رحمة بتوعّد : العين بالعين، والسن بالسن، والبادئ اظلم..
وزفت الطين اللي اسمه عاصم ده هو اللي بدأ، يبقى يستاهل اللي يجراله.

هبة : يااااه يا رحمة! حاسة اني بعرفك لاول مرة، مش انتى رحمة الهادية اللي تقريبا متربيين مع بعض وزي الاخوات... للدرجة دي اتغيرتي في الفترة البسيطة دي.؟

رحمة : عشان خاطره اعمل اى حاجة عشان اخد بتاره، حتى لو فيها موتي..

هبة محاولة تخفيف التوتر الذي ساد اجوائهما : شكل العرق الصعيدي هينقح عليكي يا بنت عم محمد.

انهيا حديثهما على الاتفاق ببداية تنفيذ مخططهما بأسرع وقت...
=====================

*بعد عدة ايام

في منزل محمود القناوي

** رحّبت بها زوجة عمها كثيرا وجلست معها بانتظار  ان ينهي محمود صلاته لتخبره بوجودها.

دلال : منورة يا بتّي. والله اتوحشتك كَتير جَوي، وياما كان نفسي تاچي تعيشي هنِه وسط عيالي واشيلك چوة عيني التنين بس انتي اللي اخترتي..

رحمة : معلش يامرات عمي اهو اللي حصل بقا.. سامحونى وحقكو عليا..

كادت دلال ان تجيبها ولكن قاطعها دخول محمود فاتجهت بأنظارها اليه لتجد علامات الدهشة والاقتضاب على وجهه، فحاولت تدارك الموقف هاتفة. : شوفت يا ابو عبده الجَمَر اللي نوَر بيتنا انهارده؟

*مازالت علامات الاقتضاب والجمود ترتسم على وجهه فتحدث وهو يسلط انظاره باتجاه رحمة. والحقيبة الكبيرة الموضوعة  جوارها.

محمود : اهلا بالست رحمة، ايه اللي فكَرك بينا بعد السنين دى كلها، وايه الشنطة دى كمان، معقولة هتسيبي حبيب القلب وتيجى تعيشي هنا، ولا يكونش هو اللي زهق منك ومبقاش قادر على مصاريفك ومشّاكي عشان يعيش حياته ويشوف نفسه..

*اصابتها غصة موجعة واخذت تفرك اصابعها بتوتر شديد، وكادت عبراتها ان تتساقط، هى تعلم بصعوبة تلك المواجهة المؤجلة  التى طال انتظارها، ولكن لم تكن تدري انها ستكون بتلك الصعوبة.

رفقاً بي أيتها الدنيا الدنيئة يكفيني ما اصبتِني به من خِذلان،

استجمعت قواها ونهضت تلقي كلماتها عليه كالقنبلة

رحمة : اتحبس يا عمي، الغالي حبيب القلب اتحكم عليه بسنة سجن، وهو بنفسه اللي قاللي اجيلك استسمحك واتأسفلك على اللي حصل زمان  واعيش معاك عشان مبقاش لوحدي، وانا كنت فاكرة ان لسة ليا اهل اتحامى فيهم، بس يظهر ان مليش مكان في بيتك، انا اسفة اذا كنت ضايقتك بزيارتي عن اذنكو

*انهت حديثها وجذبت حقيبتها وهمّت لترحل لعالمها المجهول وقد استقرت بداخلها جميع اوجاع العالم..
================
كل سنة وانتو طيبين وعيد مبارك على الجميع

رصاصة الرحمة
بقلم : امل الريفي

Continue Reading

You'll Also Like

309K 6.1K 128
"هل اقتربت مني عمدا منذ البداية؟" "...... نعم." "لابد أنه كان من الصعب التظاهر بحب ابنة العدو." أنيت، من الدم الملكي والابنة الوحيدة لجنرال عسكري. وب...
167K 16.2K 49
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
239K 21.5K 120
لا السيف يفعل بي ما انت فاعله ولا لقاء عدوي مثل لقياك لو بات سهم من الاعداء في كبدي ما نال مني ما نالته عيناك
1.4M 105K 78
هي عنيدة، متمردة، تُحب الظهور بشكل لائق يسر الناظرين، بشكل متبرج.. ! لاتعرف شيئـًا عن الله أو الإسلام، كل ماتعلمه هو أنها مسلمة فقط ! تحب نفسها جد...