ملاك

By byan353

619K 14.4K 6.6K

أن تواجه هذا العالم اللعين بمفردك بكل ما يحمله من #خيبات و صفعات و حظ_متعثر.... فلا أخ يساعد.. و ﻻ صديق يرأف... More

المقدمه
الـمـقـدمـة الـتـمـهـيـديـة
الـحـلـقـة الأولــى
الـحـلـقـة الـثـانـيـة
الـحـلـقـة الـثـالـثـة
الـحـلـقـة الـرابـعـة
الـحـلـقـة الـخـامـسـة
الابطال
الـحـلـقـة الـسـادسـة
الـحـلـقـة الـسـابــعــة
تـنـبـيـة
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة
الـحـلـقـة الـعـاشـرة
اعتذار
الـحـلـقـة الـحـاديـة عـشـر
الـحـلـقـة الـثـانـيـة عــشــر
الـحـلــقـة الـثـالـثـة عــشــر
الـحـلـقـة الــرابـعـة عــشــر
الـحـلـقـة الـخـامـسـة عــشــر
الـحـلـقـة الـسـادسـة عــشــر
الـحـلـقـة الـسـابـعـة عــشــر
الــحـلـقـة الـثـامـنـة عــشــر
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة عــشــر
الـحـلـقـة الـعـشـرون
الـحـلـقـة الـواحـدة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـخـامـسـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـواحـدة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـخـامـسـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الاربـعـون
الـحـلـقـة الـواحـدة والأربـعـون
اقتباس
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والاربـعـون
الـحـلـقـة الـخامـسـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـخـمـسـون والأخـيـرة

الـحـلـقـة الـثـامـنـة

11.5K 287 16
By byan353

عاد الى المنزل بعد ان قضى النهار بطوله مع صديقه المقرب.. لم يجد أحداً في المنزل..يبدوا ان الجميع يجلس في غرفته الآن.. سمع اصوات الاطفال وهم يضحكون فأتجه ناحيه الصالون ليراهم..

وجد الاطفال يلعبون مع "مالك" في لعبه المكعبات.. الارض مليأه بالمكعبات وهم يقومون بترتيبها..

فكر قليلاً قبل ان يتقدم منهم وهو يقول بحزن مصطنع: ايه دا يا ولاد انتم بتلعبوا من غير عمكم.. اخص عليكم بجد...

نظر له "مالك" وقلب عينه بملل قبل ان يشيح نظره عنه...

قامت "ساره" من مكانها وهي تهتف ببرائه: لا ياعمو متزعلش.. احنا لسه مبدأناش.. تعالى اللعب معانا يله...

ثم مسكت بكفه وسحبته ليجلس معهم.. جلس بجانب "مالك" ينتظر منه ان يتكلم.. ولكنه لم ينطق بحرف كان يركز على تشكيل المكعبات فقط ولم يعير "ادم" اي اهميه..اعطى الصغير "احمد" بعض المكعبات لعمه ليرتبها.. اخذها "ادم" منه وقام فعلاً بترتيبها...

انشغل الصغار باللعب اما "ادم" كان ينظر لـ "مالك" كل حين.. يريد ان يفتح معه حديث ولكن لا يعلم كيف.. هذه المره الاولى التي يحدث معه هكذا وبسبب كائن صغير الحجم ولكن لسانه سليط وبروده جليدي...

حاول الحديث معه وهو يهتف بحذر: على فكره انت الحته دي ركبتها غلط...

توقف "مالك" قليلاً لينظر نحو القطعه وجدها فعلاً تركيبها خاطئ فقام بنزعها مجدداً وتركيبها مره اخرى كل هذا ولم يعير اي انتباه لـ "ادم" الذي زم شفتيه بحنق...

تكلم مره اخرى: والثانيه دي برضوا غلط...

زفر بضيق ثم نزعها وقام بتشكيلها مره اخرى...

اعاد "ادم" كلامه للمرة الثالثة: الضاهر كده انك مش عارف تركبها كويس.. عايزني اساعدك..؟

رمى "مالك" المكعبات على الأرض بقوى فزع الاطفال لها ثم نهض وكان على وشك الرحيل لكن "ادم" قام بسرعه ووقف امامه وهو يهتف بسرعه: لا والنبي متمشيش.. خلاص مش هقولك حاجه ثاني.. انا كنت عايز افتح اي موضوع معاك وخلاص بس الضاهر انك بتقفش بسرعه.. خلاص اقعد...

نظر له بحنق قبل ان يستدير للرحيل ولكن يد "ادم" منعته وهي تمسك ذراعه برفق وهو يقول بهدوء وجديه: طب ممكن تقعد ونتكلم راجل لرجال كده...

نظر له بحده ولكن "ادم" لم يهتم لنظراته وهتف بلطف: لو سمحت.. ولو كلامي معجبكش متبصش في وشي ثاني...

زفر بعمق ثم ابعد ذراع "ادم" عنه وتوجه نحو الاريكه وجلس عليها بهدوئه وببروده اعصابه المعتاده...

تنهد "ادم" بيأس من بروده.. وجه انظاره للاطفال الذين ينظرون لهم ببراءة وقال لهم بابتسامه صغيره:خلاص ياحبايبي كملوا لعب انتم..احنا شويه وهنيجي نلعب معاكم تمام...

أومأ له الاطفال بايجاب واكملوا لعبهم...
توجه نحو ذالك البارد الذي لم ينظر باتجاهة من الاساس وجلس بجانبه على الاريكه...

تطلع له لثواني قبل ان يهتف فجأة: هو انا ممكن اسألك سؤال.؟

امتعضت ملامح وجهة وهو يهز رأسه بنعم...

سأله "ادم" باستفهام: هو انت مش طايقني ليه.؟ يعني حاطط نقرك من نقري من اول ما جيت كده ليه؟ ممكن اعرف....

نظر له بسخريه وحاجب مرفوع وهتف بتهكم: لا والله.. مش عارف ليه...

اجاب بحرج وهو يحك فروه رأسه بسبابته: امممممم.. لا الحقيقه انا عارف ليه...

ثم اكمل بجديه: وانا عايز اقولك انت معاك حق في كل اللي بتعملوا.. يعني انا لو مكانك كنت هعمل اكثر من كده.. عشان كده هقولك حقك عليا متزعلش.. ودي اخر مره اعمل كده.. صدقني....

نظر له بهدوء لفتره ليست قصيره جعلت "ادم" يتوتر ان يرفض هذا الصغير اعتذاره..ولكنه زفر براحه عندما هتف"مالك" بنفس الهدوء:ماشي هصدقك.. وهسامحك عشان انت اخو "ادهم" وابن الراجل الطيب اللي هو ابوك وكمان تبقى اخ البنت اللي هتبقى مراتي ان شاءالله لما اكبر وكمان عشان "ملك" بتحبك وبتعزك جداً..

ابتسم ببلاهه لكلامه وهتف بمرح: ياراجل انت هتسامحني عشان كل دول...

أومأ له وهو يقول: اه عشانهم..

ثم اكمل بتحذير: بس وعزه جلاله الله لو شوفتك ثاني بتبص لاختي مش هيحصل طيب.. ورحمه ابويا ما هرحمك.. تمام ياريس...

هتف "ادم" بسعاده: ياعم والله ما هبص ثاني.. بس المهم انك سامحتني وهنبقى صحاب صح...

اجابه ببرود: انا قولت هسامحك مقولتش هنبقى صحاب..

عبس بملامحه وهو يقول: ليه بس.. طب خلينا نبقى صحاب.. انا معنديش صحاب كثير..صدقني انا صحوبيتي حلوه اوي..ها قولت ايه...

قال الاخيره بتسائل ويتطلع له بابتسامه..

فكر "مالك" قليلاً قبل ان يتكلم: بس انا عندي شروط...

اجاب بسرعه: وانا موافق على كل شروطك...

هتف به: طب اسمع شروطي الاول وبعدين قول رأيك..

هز رأسه واردف: تمام قول انا سامعك...

هتف "مالك" وهو يعد على اصابع يده: اول حاجه عيونك متتحطش على اختي ثاني ولازم ولا بد تغض البصر ومبتبتسمش في وشها ابتسامتك الهبله بتاعه الصبح تمام...

هز رأسه واجاب بامتعاض: تمام...

اكمل وما زال يعد على اصابعه:ثاني حاجه متعاملنيش على اني عيل صغير...

اجابه بمرح:والله انت زينه الرجال..انت مفيش منك اثنين..انت بميت راجل..ها كده مرضي...

نظر له برضى ثم اكمل عده:ثالث حاجه عايزك تجوزني اختك...

اجاب بسرعه:اصلاً اختي مش هتتجوز غيرك هي قالت كده الصبح..يعني من الناحيه دي متقلقش..انا بضمنلك اختي...

ابتسم ثم اكمل:رابع حاجه بقى ودي الاهم..انا عايزك تخرجني وتعرفني على الاماكن اللي في مصر..انا اول مره اجي هنا واخوك الكبير متعبش نفسه حتى وقالي تعالى افرجك على ام الدنيا..فأنت لو عايزنا نبقى صحاب فعلاً يبقى لازم تخرجني وقت ما انا عايز...

اجاب بسعاده:بس كده..غالي والطلب رخيص..والله دا انا هخليك تلف مصر كلها لحد اما تشبع..

ثم اكمل بتأني وحذر: انا كده وافقت على كل شروطك..ها هنبقى صحاب ولا لا...

ابتسم له بوداعه وهو يمد له كف يده:تمام انا موافق هنبقى صحاب...

ابتسم بسعاده وهو يمد يده ليصافح الصغير بلهفه فهو الان كسب الصغير وجعله صديقه لم يبقى غير ان يكسب قلب تلك الجنيه التي جعلت عينيه لم تعرف طريقها للنوم..

_ايه دا انتم اتصالحتوا...

التفت الاثنان نحو مصدر الصوت.. وجدوا "ملاك" تنظر لهم بابتسامتها الرقيقه.. اقتربت منهم وجلست بجانب شقيقها..

اجابها "ادم" وهو يتطلع لها بابتسامه: اه تصالحنا خلاص...

هتف به "مالك" بزمجره: هااااا.. احنا قولنا ايه من شويه...

ابعد عينيه عنها وهتف بامتعاض: ماشي هغض البصر...

نظرت لهم باستغراب لم تفهم من كلامهم شيء لم تعير حديثهم اي اهتمام..

هتفت بصدق: يارب تفضلوا صحاب كده على طول...

هتف الاثنان مع بعض بمرح: ااااامين..

ضحك ثلاثتهم قبل ان يهتف "مالك" فجأة وهو يحدث شقيقته: طب بقولك ايه يا "لوكه".. طالما انا و"ادم"بقينا صحاب.. ايه رأيك تغنيلنا في المناسبه الحلوه دي...

نظر لها" ادم"اولاً ثم التفت نحو الصغير وهو يسأله: ايه دا هي بتعرف تغني...

اجاب بوداعه: ايوه طبعاً بتعرف تغني وكمان صوتها حلو اووي...

أومأ له بتفهم قبل ان يسأله مره اخرى: اهااااا.. عشان كده انت قولتلها الصباح يا صباح اللي بتغني...

هز رأسه وهو يجيب: ايوه.. انا بحب اصبح عليها كده...

ثم اكمل وهو يلتفت لها وقال: يله يا "لوكه" غني...

نظرت لـ "ادم" ثم لشقيقها وهتفت بخفوت: لا يا "مالك" انت عارف اني مش بعرف اغني قدام حد...

اجاب الصغير بتبرم: بس "ادم" مش حد.. دا بقى صاحبي خلاص..ومتكسفيش منه انا نبهت عليه ميبصش ليكي خالص اطمني...

نظرت لـ "ادم" بخجل وهتفت باخيها بلطف: معلش يا"مالك" والله مش هعرف.. انا عمري مغنيت قدام اي حد..

هتف "ادم" بالصغير بهدوء: خلاص يا "مالك" مش مشكله.. سيبها براحتها...

زفر بيأس قبل ان يهتف باقتضاب: ماشي...

تطلعت له لثواني قبل ان تهتف وهي توزع نظراتها ما بينهم: طيب ايه رأيكم لو نلعب لعبه...

نظر لها الاثنان وهتفوا سوياً: تمام نلعب...

ثم اكمل "مالك" قائلا باستفهام: بس هنلعب ايه؟

اردفت قائله: في لعبه كده كنت بلعبها زمان انا وصحابي وانا بحبها جداً...

ابتسم "ادم" لها على عكس "مالك" الذي عقد حاجبيه وقال باستغراب: صحابك؟.. صحابك مين يا "ملاك".. انتي معندكيش صحاب اصلاً.. انا اول مره اسمع ان عندك صحاب...

استغرب" ادم" هذه المره.. ايعقل انها لم يكن لها رفاق كيف هذا فكل انسان يحتاج الى اصدقاء في حياته اذن كيف هي لا تملك اصدقاء...

توترت نظراتها قليلاً وهي تنظر نحو "ادم" الذي نظر لها باستغراب منتظر ردها..

هتفت باخيها بابتسامه مرتبكه: اه يا"مالك".. صحابي من ايام الجامعه.. انت مش تعرفهم يا حبيبى...

هتف بتسائل: من ايام الجامعه؟. طب هم راحو فين دلوقتى انا ولا مره شوفتهم...

اجابت بنفس الارتباك: اه عشان احنا خلاص اتخرجنا وكل واحد شاف حياته وكل واحد بقى عنده شغل.. واحنا كمان مكناش صحاب اوي يعني..كنا زمايل مش اكثر...

هز رأسه بغير اهتمام وهتف: طيب تمام مش مهم.. يله قوليلنا ايه هي اللعبه...

تنفست الصعداء عندما انتهى تحقيق اخيها واسألته التي لا تنتهي...

هتفت ببساطه وهي تشرح لهم كيفيه اللعبه: بصو هي اللعبه عباره عن توقيع...

تطلع لها الاثنان باستغرب فهتفت بسرعه: انا هفهمكم.. ثواني بس..

قالتها وهي تنهض ثم اتجهت نحو الداخل غابت لثواني قبل ان تعود وفي يدها عده اوراق بيضاء وثلاث اقلام.. ازداد استغرابهم من هذه اللعبه الغريبه...

جلست بجانب شقيقها مره اخرى وتطلعت لهم واردفت بشرح: كل واحد فيكم هياخذ ورقتين من دول...

اعطت كل واحد ورقتين وقلم ثم اكملت شرحها: وبعدين هتوقعو في كل ورقه التوقيع بتاعكم وانا هاخذ الورقه دي وبعدين ترجعوا توقعو نفس التوقيع في الورقه الثانيه وبرضوا هاخذها وبعدين هشوف مين فيكم توقيعه في الورقه الثانيه مش بيختلف عن التوقيع في الورقه الاولى..فهمتوا حاجه...

كانوا ينظرون لها ببلاهه لم يفهموا كلمه مما تقول.. فهزو رأسم بنفي..

زفرت بصبر واعادت الشرح ولكن بطريقه ابسط: بصو في ناس صح عندها توقيع واحد وبتوقع فيه دايما بس لما يبجو يوقعو ثاني في مكان ثاني اكيد هيحصل غلط في التوقيع بتاعهم او هيكون مختلف عن التوقيع الاول.. يعني لو انا عملت مقارنه ما بين الورقتين اللي معايا في كل توقيع واحد فيكم ولقيت التوقيع مختلفش يبقى هو اللي كسب ولو التوقيع فيه شويه غلط يبقى هو اللي خسران.. هاا ودلوقتي فهمتوا..

ما زالوا على بلاهتهم.. زفرت بيأس قبل ان تأخذ هي احدا الاوراق وتضع توقيعها عليها ثم تعطيها لـ "ادم" الذي اخذ منها الورقه وهو لا يفهم شيئاً.. ثم اخذت ورقه اخرى ووضعت عليها نفس التوقيع واعطتها له...

هتفت به: ودلوقتي شوف يا بشمهندس لو التوقيع ما بين الورقتين في اختلاف ولا لا..

نظرالى الورقتين امامه ورأى توقيعها المخطوط بحروف اسمها.. نظر لها وهز رأسه بنفي وقول بعدم فهم: لا مفيش اي اختلاف...

ابتسمت وهي تقول: كده انا كسبت اللعبه عشان توقيعي في الورقتين مختلفش.. ودلوقتي جيه دوركم انكم تعملو زيي ولو حد فيكم توقيعوا طلع مختلف عن التوقيع الاول يبقى هو الخسران..اكيد دلوقتي فهمتوا صح...

زمجر "مالك" بحنق: ايه يا "ملاك" اللعبه التافهه دي.. انا اول مره اسمع عنها اصلا.. وبعدين هم صحابك كانو تافهين اوي كده لدرجه انهم يلعبه اللعبه دي...

عبست ملامحها وهي ترد: الله يسامحك يا "مالك" يعني انا تافهه عشان بلعب اللعبه دي...

اجاب الصغير بتبرير: ياستي انا مقولتش انتي انا قولت صحابك هم التافهين...

ردت بعبوس: ايوه بس انا كنت بلعب معاهم يعني انا كمان تافهة...

هتف بهم "ادم" لينهي هذا الحوار: خلاص انا من ناحيتي هلعب اللعبه دي عشان عجبتني.. وانت كمان يا "مالك" اللعب معانا اللعبه شكلها حلوه مش تافهة

اجابه بامتعاض: طيب ماشي هلعب وامري لله...

اخذ كل واحد منهم ورقه وامسك قلمه وكانو سيبدأون في اللعبه ولكن اوقفهم صوت"ملاك" وهي تهتف بسرعه: استنوا..

نظرو لها باستفهام..
هتفت مره اخرى: انتم لازم توقعو في اخر الورقه مش في نصها...

عقدو ما بين حاجبيهم باستغراب وتعجب..

هتف "ادم" باستغراب: ليه..

ابتلعت ريقها وهي تجيب: كده.. هي اللعبه كده.. احنا كنا بنلعبها بالشكل دا يعني كنا نوقع في اخر الورقه مش في نصها..

تكلم "مالك": ايوه ليه كده...

اجابته بتوتر: عشان.. عشان.. ااه عشان احنا لما كنا نخلص من اللعبه كل واحد فينا كان بيمسك الورقه اللي وقع فيها وبيكتب ذكرى للثاني وبيديها لزميله.. عشان كده انا بقولكم وقعو في اخر الورقه...

أومأو لها بتفهم ثم بدأوا في اللعبه..كانت نظراتها مركزه على يد"ادم" وهو يضع توقيعه على الورقه...

انتهى من الورقه الاولى واعطاها لها ثم بدأ في الورقه الثانيه..

انتهى هو و"مالك" وسلموها الاوراق..ابتسمت لهم ثم امسكت اوراق شقيقها وقالت بأسف:معلش ياحبيبي..انت خسرت المرادي..توقيعك مختلف في الورقه الثانيه...

تأفأف بضيق لخسارته هكذا فربت "ادم" على شعره وهو يقول بمرح: متزعلش نفسك يامعلم.. الفشل الطريق الاول للنجاح...

اجابه الصغير بزمجره وهو يبعد يد "ادم" عن رأسه: انت هتستعبط ياروح امك...

زم شفتيه بغيض وهتف به: ياض لم لسانك دا اللي عايز قطعه...

ابتسم له باستخفاف قبل ان يلتفت لشقيقته ويردف: طب شوفي البشمهندس دا.. التوقيع بتاعه زي بعض في الورقتين ولا لا...

نظرت الى اوراق "ادم" وضلت صامته لفتره ولم تتكلم.. توجس "ادم" ان يكون قد خسر هو الاخر.. اما الصغير ابتسم بانتصار فهو فسر سكوتها على ان "ادم" قد خسر هو أيضاً..

ولكن ابتسامته اختفت وحل مكانها الغيض عندما هتفت شقيقته بابتسامتها الصغيره: التوقيع زي بعض.. الف مبروك يا بشمهندس.. انت كسبت...

صاح "ادم" بفرح: يــــس.. الحمدلله كسبت..

ثم اخرج لسانه بطفوله لـ "مالك" كي يغيضه..
فرد عليه "مالك" بحنق: اتعدل احسن ازعلك...

هتف بسرعه:لا خلاص يابرنس..انت بتقفش بسرعه كده ليه..

ضحكت على طفوله هذا الرجل الذي تخطى سن الثلاثين..هو يتصرف بطفوله حتى اطفال اختها يتصرفون بعقلانيه اكثر منه...

نهضت وهي تقول:طيب تصبحوا على خير...

هتف "ادم" بتعجب:ايه دا انتي هتنامي ولا ايه؟..وبعدين هي اللعبه خلصت كده...

اجابت ببساطة: اه اللعبه خلصت كده وانا هدخل انام..

اردف "ادم": ايه اللعبه الغريبه دي.. خلصت بسرعه كده..

ابتسمت بتوتر وهي تجيب: اه.. احنا كنا بنلعبها كده.. بس احنا كنا بنطول فيها عشان كنا كثير...

ثم اكملت وهي تتطلع لاخيها: يله يا" مالك" انت كمان لازم تنام دلوقتي..

رفض قائلاً: لا انا مش عايز انام دلوقتي.. انا عايز افضل قاعد مع "ادم"...

هتف هو الاخر بمزاح: اه وانا كمان مش عايز انام دلوقتي وعايز اقعد مع" ملوكه" وتعرف عليه اكثر وعرف طوله لسانه دي جابها منين..

ابتسم له باصفرار وهو يردف: اه وانا كمان عايز اعرف رخامه امك دي جبتها منين...

هتف بحنق طفولي: ولا متجيبش سيره امي ياض...

اجاب بهدوء: اوك.. وانت كمان لم لسانك وتكلم معايا كويس وانا هقولك لوحدي طوله لساني جبتها منين..

زفر بعمق ثم قال: تمام اتفقنا...

هزت رأسها بيأس منهم ثم انحنت لتجمع الاوراق واعتدلت في وقفتها وكانت ستذهب من امامهم ولكن اوقفها صوته وهو يهتف باستغراب: ايه دا انتي هتاخذي الورق معاكي ولا ايه...

تصنمت مكانها للحضات قبل ان تستدير له وهي تجيب بارتباك طفيف: اه.. عشان.. انا.. انا عايزاهم يبقوا معايا ذكرى لو معندكش مانع يعني...

ابتسم بخفه وهو يقول:لا طبعا معنديش مانع.. بس انتي مش عايزاني اكتبلك حاجه على الورق عشان تبقى ذكرى بجد ولا عايزه التوقيع بس...

هتفت بسرعه: لا مفيش داعي انك تكتب حاجـ

صمتت عندما قاطعهم شقيقها وهو يهتف بـ "ادم": عايز تكتبلها ايه ياخويا..وانت تعرفها منين اساساً عشان تكتبلها ذكرى.. هي كانت من بقيه اهلك..

عاتبته" ملاك" برفق: "مالك" عيب كده.. ايه اللي انت بتقوله دا...

اجابها بفضاضه: ملكيش دعوه انتي انا وهو اتفقنا من شوية وهو وافق على شروطي.. ولا ايه يا "ادم"...

قالها ونظر نحو" ادم" الذي هز رأسه بايجاب قبل ان يهتف بينه وبين نفسه بغيض:قطاع ارزاق.. عيل فقر بصحيح...

هتف وهو يتطلع لها: خلاص يا آنسه خذي التوقيع بس..

أومأت له بامتنان وهتفت: شكراً.. تصبحوا على خير...

ثم انصرفت من امامهم صعدت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها.. تنفست الصعداء لانتهاء مهمتها بنجاح.. وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يخفق بسرعه وربتت عليه عده مرات..

هتفت بحزن وهي ترفع الاوراق امام عينيها: انا اسفه.. بس معنديش حل غير دا دلوقتي انت املي الوحيد.. اسفه بجد..

اتجهت ناحيه خزانتها ثم فتحتها ووضعت الاوراق فيها ثم اغلقتها...

اتجهت نحو المرآة ونظرت لانعكاس صورتها..بشرتها ذابله ليس كما كانت من قبل مشرقه وعفويه.. عينيها حزينه ولكن لمحت بهم امل حتى لو لم يكن امل كبير ولكن هذه اللمحه ستنقذها لا محاله..

فـ الإنسان يحتاج دائماً ان يجدد حياته من حين الى آخر باشعال شمعة جديده من شموع الأمل في حياته كلما ذابت شموعه الاولى..ولكن هي لا تعلم ان كانت هذه الاوراق التي حصلت عليها منذ قليل ستكون شمعه الأمل التي ستنتشلها من عذابها ام ستكون عذابها الذي لن ينتهي...
_______________________________________

كانت ممده على سريرها الكبير الموجود في منتصف غرفتها.. تتحرك بعشوائيه تحاول النهوض ولكنها لم تستطيع بسبب تلك الحبال التي تقيد يدها على حافه السرير وقدمها أيضاً مربوطه بحبال غليضه.. تحاول الصراخ لكنها لم تستطيع لان فمها أيضاً كان مكمماً بلاصق قوي.. لم تستطيع سوى البكاء.. نعم هذا هو الشيء الوحيد الذي تستطيع فعله الآن..

نظرت بفزع نحو الباب الذي انفتح فجأة ليضهر هو.. اتسعت عينيها بهلع وهي تراه يقف امامها بهيأته القويه وابتسامته الخبيثه التي طالما كرهتها وعينيه الماكره تراقب بجرأه تفاصيل جسدها الذي تخفي نصفه تحت ملائه بيضاء...

اقترب منها ببطئ شديد كـ الذئب عندما يقترب لاصتياد فريسته.. مع كل خطوه منه كانت تهز جسدها بقوه تريد الهرب من امامه.. تطلق انين قوي عل احد يسمع انينها وينجدها من براثين هذا الوحش الذي لم يرحمها...

اقترب منها وجلس على حافه السرير.. مد يده وملس على شعرها وهتف بها بصوت هامس: ايه ياقلبي مالك.. انتي بتعيطي ليه كده.. انتي خايفه مني.. معقول...

قال كلمته الاخيره بدهشه مصطنعه قبل ان يعبس بملامحه عندما رأى نظره الخوف في عينيها وهتف بحزن مصطنع أيضاً: ليه كده ياحبيبتي.. انتي عارفة اني بحبك وبموت فيكي كمان.. ليه خايفه مني كده.. انا زعلت منك بجد...

ازدادت دموعها وهي تراه يتكلم بهذه الطريقه.. نظرت له بتوسل عله يرأف بها ولكن كأنها كانت تنظر لحجر لم تهتز منه شعره ولم يشفق على حالتها تلك..

انّت بصوت اعلى وهي تشعر بيده تتحسس ذراعها المربوط ببطئ ثم يتجه نحو كتفيها ثم عنقها قبل ان ترتفع نحو وجهها يتحسس ملامحها البريئه بدايه من عينيها نزولن الى وجنتيها..

الى ان وصل لشفتيها التي بدأ يتلمسها من فوق الاصق بحراره ورغبه ضهرت في نبره صوته وهو يقول بصوت اشبه بفحيح الافاعي وهو يقترب من اذنها: انا قولتلك قبل كده.. انتي ملكي انا وبس.. ولو مكنتيش ليا مش هتكوني الغيري...

اقترب منها اكثر قبل ان تغمض هي عينيها بخوف ورهبه من القادم.. وتطلق انينها المكتوم الذي لم يكن لديها سواه...

شهقت بفزع وهي تنهض من رقدتها.. صدرها يعلو ويهبط كأنها كانت بسباق للجري.. مسحت باناملها حبات العرق التي بدأت تهبط من جبينها..ابتلعت ريقها الجاف بصعوبه.. انه كابوس.. كابوسها الذي يصاحبها كل ليله.. اخذت نفس عميق لتهدأ من نفسها قليلاً ثم زفرته على مهل..

نظرت لجانبها وجدت شقيقها ينام بسلام.. لا تعلم متى عاد ونام بجوارها ولكن جيد انه لم يستيقض الآن على صوت شهقتها..تنهدت قبل انز تنهض عن الفراش وترتدي روب منامتها الطويل ثم اتجهت نحو الاسفل..

خرجت الى الحديقه التي بدأت تحبها لوجود رائحه الازهار فيها.. ذهبت ناحيه الارجوحه وجلست عليها كالمره السابقه.. اسندت رأسها على سلسله الارجوحه واغمضت عينيها وتنفست بعمق عل هذا الهواء يطفئ النار التي بداخلها..

تذكرت كلام شقيقها عن الغناء.. احست برغبة كبيره في الغناء الان لتخرج به طاقتها السلبه..

ابتسمت بحزن وشفقه على حالها وهي تستعد للغناء لمطربتها المفضله..

خرج صوتها برقه وانسيابيه وهي تغني: وقالوا سعيده في حياتها.. واصله لكل احلامها.. وباينه عليها فرحتها.. في ضحكتها وفي كلامها.. وعايشه كانها في جنه وكل الدنيا ملكاها...

وقالوا عنيده وقويه.. مبيأثرش شيء فيها.. محدش في الحياة يقدر.. يمشي كلمته عليها.. هتحلم ليه وتتمنى مفيش ولا حاجة نقصاها...

ومن جوايا انا عكس اللي شايفينها.. وعـ الجرح اللي فيها ربنا يعينها.. ساعات الضحكه بتداري في جرح جديد.. ساعات في حاجات مبنحبش نبينها...

كثير انا ببقى من جوايا بتألم.. ومليون حاجة كتماها بتوجعني..بيبقى نفسي احكي الحد وتكلم.. وعزه نفسي هي اللي بتمنعني...

انتهت من غنائها وهي تفتح عينيها وتمسح دموعها التي نزلت على وجنتيها..

نظرت الى سماء وهي تقول بصوت متحشرج: انت وحشتني اوي يابابا.. تعالى خذني بقى.. خذني معاك وريحني..انا تعبت.. تعبت اوي..

نزلت دموعها بقهر هذه المره.. قهر على ما اصبحت عليه الان.. تتذكر كيف كانت من قبل وكيف اصبحت الان.. مقارنه كبيره جدا حقاً كبيره..

جففت دموعها قبل انت تنهض.. استدارت لكي تعود للداخل ولكنها وقفت متصنمه عندما وجدته امامها بطوله المهيب وعسليتيه التي تنظران لها بتعجب واستغراب..من الواضح انه قد سمع حديثها منذ قليل...

نكسأت رأسها وكانت ستذهب لكنه قاطع سيرها عندما تكلم بهدوء:صوتك حلو اوي على فكره...

نظرت له بدهشه وخجل في آن واحد..يا اللهي لقد سمعها وهي تغني ومن المؤكد قد رئاها وهي تبكي أيضاً..

هزت له رأسها بارتباك كـ شكر له على مدح صوتها وحاولت السير ولكنه قاطعها للمره الثانيه وهو يقول:انتي فيكي حاجه.. لو محتاجه مساعده قوليلي وانا هساعدك.. متسكتيش كده...

تطلعت له بتعجب وهي تهتف: ليه بتقول كده...

اجاب ببساطه: انا سمعتك وانتي بتغني.. واكيد مفيش بنت بتغني الاغنيه دي من غير متكون متضايقه من حاجه او محتاجه مساعده...

نظرت له لثواني قبل ان تسأله بغموض: يعني هو لو انا بجد كنت محتاجه مساعده.. انت هتساعدني...

اجاب بسرعه وبدون تفكير: اكيد طبعاً.. انا مش هتأخر عن مساعدتك ابدا.. قولي بس انتي عايزه ايه وانا اعملوا على طول...

ابتسمت بامتنان واردفت: مرسي جداً ليك.. انت بجد شهم جداً.. وان شاءالله لو احتجت مساعده من حد انا هطلبها منك...

ابتسم بلطف قبل ان يسمعها تقول: انت ليه صاحي لحد دلوقتي؟...

هز كتفيه بعدم اهتمام وهتف: عادي مش جايني نوم.. وانتي ليه صاحيه لحد دلوقتي...

زمت شفتيها وهي تقول: وانا كمان مش جايني نوم فقولت انزل اقعد هنا...

أومأ لها وكان سيعرض عليها ان تجالسه لبعض الوقت ولكن هي سبقته عندما تكلمت: طيب انا هدخل انام دلوقتي.. تصبح على خير يا بشمهندس...

هز رأسه وهو يقول بخيبه أمل: وانتي من اهل الخير.. اتفضلي...

راقبها حتى اختفت من امامه.. تنهد بحرارة وسار نحو الارجوحه وجلس عليها هو الاخر.. بدأ يحرك الارجوحه الى الامام والخلف بانتظام...

خرج صوته وهو يقول بشرود: يا ترى ايه حكايتك يا "ملاك".. نفسي اعرف ايه اللي جواكي ومخلي نظره الحزن دي في عنيكي.. بجد نفسي اكون انا اول واحد تشكيله همك..

ثم اكمل وهو يبتسم: بس ان شاءالله ربنا هيريح قلبك وقلبي معاكي...

ارجع رأسه الى الخلف واسندها على حافه الارجوحه وهو ما زال يتحرك بها للامام والخلف.. وابتسامته الحالمه ارتسمت على شفتيه مره اخرى..واغمض جفنيه بسلام.. ولكن هو لم يكن يعلم ان هذا السلام الداخلي الذي يعيشه الان لن يصمد طويلاً بل سيتركه وحيداً حائراً يتخبط هنا وهناك ولن يجد أحداً يسانده بل سيجد نفسه وحيد.. هي فقط ستكون امانه وسلامه.. ولكن هي أيضاً ستكون غير موجوده حينها.. ليعيش بعذابه الذي سيبدأ قريباً باحضانها.. وسينتهي باحضانها أيضاً....
_______________________________________

اشرقت الشمس معلنه عن حلول الصباح الذي سيكون محمل بمفاجئات ستصدم الجميع...

كانت تقف امام المرآة تسرح شعرها ولكن يدها قد توقفت في الهواء عندما استمعت الى صوت ضجه ياتي من الاسفل.. عقدت حاجبيها باستغراب ووضعت المشط على الطاوله امامها ثم ذهبت نحو الاباب فتحته بحذر وخرجت الى الخارج..اقتربت من السلالم وهي تسمع صوت الضجه يعلوا اكثر.. ركزت جميع حواسها على هذا الصوت المرتفع.. كان الصوت يبدوا لسيده.. ولكن لحظه..انها تعرف صاحبه هذا الصوت..هذا الصوت مألوف لها.. نعم انه صوتها..صوت والدتها "كارمن"..

جحضت عيناها برعب وازدادت وتيره تنفسها.. هزت رأسها بعدم تصديق.. لا.. لا بد انها تتوهم.. نعم انها تتوهم فوالدتها لن تأتي بهذه السرعه.. نعم انها اوهام لا اكثر.. اقنعت نفسها بهذا الكلام ولكنها ارادت التأكد.. ابتلعت ريقها الجاف بصعوبه ونزلت درجات السلم بتأني وحذر..كلما تنزل سلمه الصوت يتضح اكثر ورهبتها تتزايد...

وصلت الى الاسفل واتجهت ببطئ ناحيه الصالون الذي يجتمعون به دائماً..

اتسعت عيناها بهلع وهي تعود خطوه الى الخلف شاهقه بصوت عالي...

التفت الجميع نحوها عندما سمعوا صوتها..
الجميع.. نعم الجميع كان ينظر لها بنظرات مختلفه.. منهم من يناظرها بغضب.. ومنهم يتطلع لها بغير فهم..ومنهم بخوف من الآتي.. ومنهم يطمأنها بنظراته...

ولكنها لم تنظر لأحد كانت تنظر له هو فقط.. هو فقط الذي استطاع ان يجذب زرقتيها نحوه.. بنظراته الماكره.. انها نفس النظره التي تخشاها ونفس الابتسامه الخبيثه ترتسم على شفتيه الآن وهو يتطلع لها بانتصار...

نظراته كانت كفيله بان تجعل العالم يدور من حولها ثم تسقط مغشياً عليها مستسلمه للظلام الذي اصبح جزءاً منها..
_______________________________________

حركت رأسها جافله عندما استنشقت رائحه عطر توضع بالقرب من انفها.. فتحت عينيها ببطئ ثم اغلقتها بسرعه اثر الضوء..ثم اعادت فتحهما مره اخرى.. لم تتضح لها الصوره اولاً كانت ترى كل شيئ ضبابياً.. ولكنها بدأت عيناها تعتاد على الاضائه فنظرت الى اختها التي تجلس امامها على الكنبه الممدده هي عليها وفي عينيها نظره قلقه..اعتدلت من نومتها وساعدتها اختها في ذلك...

هتفت "ملك" بقلق: انتي كويسه ياحبيبتي؟..

هزت رأسها بنعم وابتسامه مريحه بدأت تتسلل لشفتيها..تنهدت براحه ضنت انها كانت تحلم بكوابسها ككل ليله.. ولكن ابتسامتها اختفت عندما سمعته يهتف بمكر...

_حمدلله على سلامتك يا "ملاك".. خوفتينا عليكي.. انتي كويسه...

تجمدت مكانها لم تستطيع حتى الالتفات الى مصدر الصوت.. انها لا تحلم.. انه موجود فعلاً وهو يتحدث لها الآن وامام الجميع أيضاً..

ولكنها اجبرت ان ترفع رأسها هذه المره عندما استمعت لصوت والدتها وهي تهتف بتهكم غاضب: ازيك يا ست هانم.. ايه مش ناويه تسلمي علينا ولا ايه...

ابتلعت ريقها وهي تتطلع لوالدتها بخوف.. نهضت ثم اقتربت من والدتها وهي تقول بخفوت: ماما.. ازيك...

كان رد والدتها هو صفعه مدويه نزلت على وجنتها بقوه.. شهق الجميع بصدمه وغضب..

وضعت يدها على مكان الصفعه وهي تنظر لوالدتها بانكسار ودموع عرفت طريقها الى وجنتيها..لو كان والدها موجود الان لما استطاعت ان ترفع اصبعها في وجهها حتى ليس كفها..

كور "ادم" قبضه يده بقوه حتى كاد يكسر اصابعه.. فكيف لهذه المرأة ان تصفع جنيته امامه هكذا..كيف تجرأت من الاساس..

كان "ادهم" أيضاً قد وصل الى اقصى حد من الغضب عندما وجد "كارمن" تصفعها امام الجميع..

كان سيتحدث ولكن قاطعه صوت زوجته وهي تتقدم من هذه السيده وهي تهتف بغضب: انتي تجننتي.. انتي ازاي تتجرأي وتمدي ايدك عليها...

نظرت لها "كارمن" بكره وهتفت بتعالي: ملكيش دعوه انتي.. متدخليش في اللي ميخصكيش...

زمجرت بغضب وصوت عالي: هو ايه اللي ميخصنيش.. تضربي اختي قدامي وعايزاني اسكت؟..

اجابتها بنفس زمجرتها: وانتي عايزاني اعمل ايه يعني.. لما اصحى الصبح واعرف ان بنتي هربت من بيتها عايزاني اعمل ايه اصقفلها وقولها براڤوا...

اندهش الجميع من كلام "كارمن" ما عدا "ادهم" الذي اغمض عينيه بقوه وكور قبضه يده.. هو لم يكن يريد ان تعلم عائلته انها اتت الى هنا هاربه..

نظرت "ملك" الى زوجه ابيها بدهشه وهي تقول:هربت؟..

ثم التفتت نحو اختها التي نكست رأسها بحزن وهي تسألها:هي بتقول ايه يا "ملاك"؟..انتي هربتي بجد..

لم تجيبها بل لم ترفع رأسها حتى ولكن صمتها ودموعها كان جواب كافي ليعلم الجميع انها فعلاً قد فرت هاربه من منزل والدها...

اقتربت "ملك" منها وهي تقول بعتاب: ليه كده يا "ملاك".. ليه تعملي كده ياحبيبتي ومن غير متقوليلي كمان...

اجاب" مالك" بحنق هذه المره وهو يقترب من شقيقتيه: هيكون ليه ياختي.. اكيد عشان تخلص من بوز الاخص دا..

قالها وهو يشير نحو زوج والدته الذي تطلع له بغضب وحنق الدنيا من لسان هذا الصغير...

اكمل "مالك" بحنق: اللي من يوم ما جيه عندنا وهو بيحاول انه ياخذ مكان بابا في كل حاجه.. حياتنا تشقلبت من اول ما جيه.. البيت بقى بيخنق.. ومرات ابوكي يللي هي امي وامها كانت مانعاها من انها تخرج..يعني كانت حابساها.. عايزاها تعمل ايه يعني.. كان لازم تهرب...

هتفت "ملك" بصدمه واستنكار: انت كنت عارف..

هز رأسه بايجاب وكان سيتحدث ولكن قاطعه صوت والدته التي هتف بصرامه وغضب: انت تخرس خالص مش عايزه اسمع صوتك.. وحسابك معايا بعدين...

اقتربت من "ملاك" وامسكت بذراعها وحثتها على السير وهي تردف بحسم: وانتي يله تعالي معايا احنا هنرجع امريكا دلوقتي...

نظرت لها بفزع وهي ترى والدتها تسحبها نحو الخارج وهي ممسكه بيدها وممسكه بيدها الاخرى "مالك" أيضاً..

لحقت بهم "ملك" وحاولت منعها من اخذ شقيقيها هكذا ولكن "كارمن" لم تعيرها ادنى اهتمام.. بل انها رمت "ملاك" نحو زوجها لكي يسحبها هو وهي تبقى مع الصغير...

شهقت بخوف عندما رمتها والدتها نحايته.. نظرت بخوف لعينيه التي تتطلعان لها بمكر.. احكم قبضته على خصرها دون ان يراه احد...

قامت بدفعه من صدره بقوه حتى انه تراجع الى الخلف خطوتين.. التفتت نحو "ادهم" الذي اصبحت عيناه بلون الدم من شده غضبه.. ركضت نحوه ثم اختبأت خلف ضهره...

امسكت قميصه من الخلف بقوه وهي تقول باختناق من اثر بكائها: متسبنيش يا "ادهم"...

نار.. نعم انه يشعر بنار تشتعل في قلبه لا يعلم مصدرها..نار اشتعلت اكثر وهو يراها تستنجد باخيه.. هي اخبرته ليله امس انها اذا احتاجت لمساعده ستطلبها منه ولكن لما هي الان تستنجد باخيه بدل منه...

نظر "ادهم" لها باطمئنان وهو يهتف: متقلقيش محدش هياخذك من هنا..

_وهتعمل ايه بقى يا استاذ؟..

التفت الى "كارمن" التي هتفت به بتهكم وسخريه.. اجابها بتحدي وثبات: مش هتقدري تاخذيها من هنا غصب عنها عشان هي مش صغير ومش قاصر هي كبيره وواعيه وعارفه هي بتعمل ايه كويس.. وكمان انتي ملكيش حكم عليها هي بس اللي مسؤله عن تصرفاتها.. ولا انا كلامي غلط...

زمت شفتيها وهتفت باعجاب مزيف: اممممم.. لا عندك حق في كل كلمه قلتها.. هي فعلاً مش صغيره وعارفه هي بتعمل ايه كويس...

ابتسمت بخبث قب ان تسترسل حديثها: بس متنساش ان "مالك"هو اللي صغير..يعني لو انا روحت دلوقتي للسفاره وقولت ان العيله دي.. عيله "الدمنهوري".. خطفوا ولادي مني عشان مرات ابنهم عايزه تاخذ ورث ابوها منهم.. عشان ابوها حرمها من الورث وكتب كل حاجه باسم بنته الثانيه" ملاك" وهم خطفوها وخطفو اخوها معاها عشان يهددوها انها تتنزال عن كل حاجه لاختها.. اظن كده هيصدقوني.. وخصوصاً ان بنتي حبيبتي عارفه انا ممكن اعمل ايه حتى لو انكرت الموضوع..وهي اكيد عارفه نفوذ مامتها واصل لفين.. ولا ايه رأيك يا "ملاك"...

كانت تتطلع لوالدتها بصدمه حقيقيه.. يااللهي هل وصل بها الحال ان تفتري على الناس هكذا.. ليس هي فقط من تتطلع لها بصدمه بل الجميع كان مدهوش حقاً من هذه السيده التي تتكلم بكل كبرياء وتعالي معهم دون ان يرف لها جفن بل وتهددهم داخل منزلهم أيضاً...

هتف "فوزي" الذي كان صامت طوال الحديث فهو لم يكن يريد التدخل بين الفتاه ووالدتها ولكن عندما سمع حديث "كارمن" هتف باستنكار: انتي بتقولي ايه ياست انتي.. خطفنا مين...

اجابته ببرود جليدي: انا بقول اللي هيحصل حضرتك.. ابنك ومراته خطفو ولادي..اتصلو فيهم وقالولهم انهم عايزين يشوفهوم عشان هم وحشوهم اوي ولما جم عندهم خطفوهم وهددوهم عشان يتنزالو عن الورث.. والحراس بتاعي يشهدوا بكدا عشان هم شافوا كل حاجه بس مقدروش يعملو حاجه عشان ولادك "ادهم" و"ادم"ضربوهم وخطفو ولادي.. بس هو دا كل اللي هيحصل...

كان الجميع ينظر لها باستنكار واعين متسعه وهم يرونها تتكلم بكل هذا البرود وكان لم يحدث شيء من الاساس..عداه هو..هو كان ينظر بابتسامه منتصره نحوها وكانه يخبرها انها ليس لديها اي مفر منه..مهما دارت ستعود له في النهايه..

تحدث "ادهم"مدهوشاً:انتي مستحيل تكوني وحده طبيعيه..انتي وحده مجنونه رسمي...

اجابت ببرود اشد:ايوه مجنونه وممكن اعمل اي حاجه..

ثم اكملت وهي تحدث ابنتها:لو عايزه العيله دي تفضل عايشه بسلام وبيتها ميتخربش احسنلك تمشي قدامي دلوقتي..يـلـه...

صرخت بآخر جملتها..فزعت هي اثر صراخ والدتها ولم تستطيع الرفض فهي تعلم ان نفوذ والدتها يمكن ان يفعل اي شيء..ومن المؤكد هي ستنفذ تهديدها..لذلك استسلمت لها وهي تسحبها من خلف"ادهم" الذي لم ينبس ببنث شفه بل كان مصعوقاً من قوه هذه السيده التي تقف امامه بكل تحدي..

امسكت "كارمن" بيد "مالك" واليد الاخرى "ملاك" وسارت نحو الخارج يتبعها زوجها الذي بدى مستمتعا الى اقصى حد...

التفتت الى الخلف ونظرت نحو "ادم" للحضات قبل ان تسحب ذراعها بقوه من يد والدتها...

نظرت بثبات مزيف نحو والدتها التي تطلعت لها بنفاذ صبر..

هتفت بارتباك: انا.. انا.. مش.. مش هقدر اجي.. اجي معاكي...

قلبت عينيها بملل وهتفت ببرود: ليه.. عايزه بيت اختك يتخرب يعني...

هزت رأسها بنفي وتكلمت بتوتر: لا.. بس.. بس مش هقدر اجي معاكي.. من غير.. من غير ما.. من غير ما...

زمجرت بنفاذ صبر: من غير ما ايه.. متنطقي وتخلصيني..

اجفلت قليلاً قبل ان تأخذ نفساً عميقاً ثم تزفره وهي تقول دفعه واحده: مش هينفع اجي معاكي من غي ما اخذ اذن جوزي...

حل الصمت على الجميع.. الجميع ينظر لها بصدمه مصحوبه بدهشه واستنكار وتعجب لما هتفت به منذ قليل...

حتى زوج والدتها"مروان" اتسعت عينيه بصدمه للكلمه التي قالتها...

هتفت "ملك" بصدمه: ايه.. بتقولي ايه..

وهتف "مالك" باستنكار: نعم ياختي..

ثم هتفت "كارمن" بدهشه: انتي قولتي ايه.. عيدي ثاني كده قولتي ايه...

ابتلعت ريقها بخوف وبللت شفتيها بلسانها ثم اجابتهم ببطئ وصوت بلكاد قد سمعه الموجودين: انا قولت.. اني مش همشي من هنا.. من غير ما اخذ اذن جوزي...

تكلمت والدتها بدهشه: تاخذي اذن مين؟.. وجوزك مين؟...

التفتت نحوه.. وتقدمت ببطئ اتجاهة.. كان ينظر لها بصدمه كبيره عليه حقاً..

اقتربت منه ووقفت امامه وهتفت بتأني وهي تنظر لعسليتيه التي اختفى لونهما وحل مكانهم السواد القاتم: "ادم".. انت تقبل اني امشي معاهم...

ناظرها الجميع بتعجب حتى هو لم يفهم لما تستأذنه الان لكي ترحل...

ولكن هتفت" سميه" بدهشه وحذر بعد صمتها الذي طال: وانتي تسألي "ادم" ليه.. هو ماله...

لم تتزحزح عينيها عن خاصته بل ضلت ثابته على عينيه.. لم ينطق بحرف واحد كان ينتظر اجابتها على سؤال والدته...

اجابت أخيراً بصوت مرتبك وعينيها داخل عينيه: عشان.. عشان "ادم".. عشان"ادم" هو جوزي...
_______________________________________

توقعاتكم...

دمتم سالمين احبتي...

#bybo

Continue Reading

You'll Also Like

روما By fatama

Mystery / Thriller

250K 6.6K 36
حقوق النشر محفوظه الجزء الاول و الثاني
649K 29K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
124K 4.2K 29
‏لا توجد فتاة عانس ، توجد فتاة منع الله عنها شر زوج غير مناسب و إبتلاء زوج فاشل ، يوم قريب سيمنحها الله كل ما تتمناه .." نجيب محفوظ رواية تُحاكي موضو...
1.2M 117K 35
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...