الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـثـلاثـون

6.2K 204 167
                                    

وعندما تدمن شخصاً...
ستتعب كثيراً ان غاب عنك لحظة!..
____________________________________________

لا تعلم ما الذي حدث، وكيف حدث هذا، كل ما تعلمه ان يدها قد اُغرقت بالدماء اثر السكينه التي كانت تقطع بها السلطه، ولكن كيف لم تشعر بالألم، وللعجب انها الى الآن لا تشعر بشيئ..

ضلت تحدق بيدها باستغراب لتنتبه على صوت اختها التي امسكت يدها وهي تهتف بقلق: ايه اللي عملتيه بنفسك دا؟.

نظرت لها بنظرات خاويه مردده: انا مش عارفه ايه اللي حصل؟.

تمتمت باستنكار لتجعلها تنهض معها: يعني ايه مش عارفه، محسيتيش بنفسك يعني، قومي معايا!!.

نهضت معها وتوجهت بها الى صنبور المياه وقامت بغسل يدها ثم جعلتها تجلس ثانياً، خرجت بسرعه من المطبخ وعادت بعد ثواني وفي يدها علبه الأسعاف الاوليه...

جلست امامها لتفتح العلبه واخرجت منها بعض القطن والمعقم، ثم سحبت يدها وقامت بتعقيم الجرح برفق وحذر...

تساءلت "ملك" بحزن: هي بتوجعك يا قلبي؟.

اجابت بهدوء: هتوجع ازاي وانا مش حاسه بحاجه اصلا!!.

رفعت راسها تطالعها بتعجب قبل ان تتمتم: مش حاسه بحاجه ازاي يعني، انتي مش شايفه الجرح عميق ازاي، ازاي متحسيش بالوجع!.

_ مش عارفه يا "ملك"، والله مش حاسه بحاجه ومفيش اي وجع!.

طالعتها بعدم فهم للحظات قبل ان تعود لتنظيف الجرح وهي تقول: طب انا دلوقتي لازم اعقم الجرح قبل ما يلتهب!.

هزت رأسها بأيمأه صغير لتتابع اختها بهدوء وكانها لم تتأثر بشيئ...

انتهت "ملك" من تضميد الجرح لتنظر لاختها قائله بتحذير: خلي بالك بعد كده، ماشي؟

أومأت بخفه لتهتف الاخرى وكانها تذكرت شيئ: اه صحيح قبل ما انسى، مامتك هي اللي اتصلت فيا من شويه وعايزه تكلمك، خذي الموبايل وكلميها، وانا هقوم اكمل شغلي!.

ناولتها الهاتف ونهضت لتكمل عملها، ضغطت على الهاتف واتت باسم والدتها وقامت بالاتصال بها..

وما ان اتاها الرد هتفت "كارمن" بغيض: ممكن افهم ليه موبايلك مقفول، وكمان سي جوزك مبيردش عليا ليه؟.

تذكرت هاتفها التي قامت بالقائه اخر مره ولا تتذكر اين مكانه، فاجابت والدتها بهدوء: معلش يا ماما، بس انا موبايلي ضاع مني ومش عارفه هو فين، و"ادم" مسافر عشان عنده شغل واكيد مش هيقدر يرد عليكي!.

سمعت زفرتها الحانقه عبر سماعه الهاتف قبل ان تتمتم بهدوء نسبي: طيب مش مشكله، طمنيني عليكي، اخبارك ايه؟.

سخرت من نفسها وعن تلك الاسأله ابتي يطرحونها عليها بكل بساطه، ماذا سيكون حالها وحبيبها بعيد عنها، كيف سيكون حالها وقد جافاها النوم منذ ان رحل، ولكنهم لم ولن يفهموها أبداً!.

ملاكWhere stories live. Discover now