الــحـلـقـة الـثـامـنـة عــشــر

6.9K 261 38
                                    

"ولأن العمر شيء والحياة شيء آخر
فإننا لا نشتهي مزيداً من العمر وإنما نشتهي مزيداً من الحياة"
___________________________________________

فتح عينيه بتململ وهو يستمع لصوت رنين هاتفه المتواصل قبل ان يتوقف عن الرنين ليزفر بضيق من ذالك المتصل الذي ازعج نومه بعد ان حضى ببضع ساعات كي ينام بعد ان بقي مستيقضاً طوال الليل معها ولم ينم الى بعد ان اشرقت الشمس...

نظر بجانبه ولم يجدها فأيقن انها قد نزلت الى الأسفل وأيقن أيضاً انها لم تنم أبداً!!.

زفر بعمق وهم بالنهوض ليتوقف على صوت رنين هاتفه الذي صدح ثانياً ليلتقطه ويجد المتصل "اكرم"!!.

رد عليه ليستمع لصديقه الذي اخبره ان والدته تدعيه على الغداء وسيكون أفضل لو اتت زوجته معه كي تتعرف حبيبته" نور"عليها وعائلته كذلك فوافق على الفور واغلق الهاتف على وعد اللقاء بعد بضعه ساعات!.

نظر الى ساعه هاتفه فوجد الوقت لم يتخطى التاسعه صباحاً فزفر بضيق بسبب صداع رأسه من قله النوم، انزل ساقيه لينهض ويتحرك ناحيه الحمام ليأخذ حمام دافئ يريح جسده!..

انتهى من استحمامه وقام بتجهيز نفسه ثم نزل الى الأسفل بعد ان اخذ جميع متعلقاته الشخصيه!.

قابل زوجه اخيه في طريقه ليسألها من فوره: "ملاك" فين؟.

تمتمت بأمتعاض: الناس بتقول صباح الخير الأول!.

ابتسم بهدوء ليردف: يا ستي صباح العسل ولا يهمك بس قوليلي "ملاك" فين!..

اجابته أخيراً ببساطه: هي قاعده برا في الجنينه من اول ما فاقت!.

عقد حاجبيه بتعجب بتساءل: ليه قاعده برا، هي فيها حاجه؟.

رفعت منكبيها بعلامه عدم فهم قائله بحيره: مش عارفه والله، بس هي باين على شكلها انها تعبانه ولما سألتها قالتلي انها كويسه بس عايزه تقعد في الجنينه شويه!..

هز رأسه بتفهم، هو يعلم ان كابوس ليله امس يؤرقها بشده!!.

تساءل مره اخرى بعد تنهيده طويله: طب فين الباقي؟.

ردت بتقرير: كألعاده بابا في الشركه و"ادهم"في المدرسه وماما قاعده فوق في اوضتها و"آية" خذت الولاد ومعاهم "مالك" قالت انها هتفسحهم شويه!!.

أومأ مجدداً وهم بالرحيل لتوقفه بتساءل: انت مش هتفطر؟.

اجاب بتعب بان على ملامحه: لا يا حبيبتي مش عايز، واه صحيح انا و"ملاك" مش هنتغدا هنا النهردا، عشان "اكرم" عازمنا عنده!..

أومت بنعم ليتركها ويذهب للخارج ليرى جنيته التي تجلس على الأرجوحه ككل مره يراها فيها وتسند رأسها على المقدمه وهي شارده الذهن كألعاده،أحياناً يتساءل لما تحب الجلوس هنا ولما هي شارده الذهن طوال الوقت ولما نظره الحزن تتأرجح بين زرقتيها،ولكن كلمه لما تبقى مجرد تساءل لن يجد اجابه لها الا منها هي وعلى ما يبدوا انها لن تخبره بشيء !..

ملاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن