البارحة كان اجتماع تحديد نهاية الفيلم، حضره الكثير من العاملين فيه. ممثلون منتجون، مسؤلو التجميل والإضاءة والمساعدون. كان هنالك عدد كافي ممن شهدوا قصة الفيلم ويريدون إبدا أرائهم عن الموضوع ولقد استطعنا إخراج نهاية جيدة وسيتم العمل على النص والتجهيزات الأخرى خلال هذا الإسبوع.
اليوم لدي إجتماع أخر لكنه مع أفراد فرقه صن.
من هم فرقة صن؟
هم إحدى الفرق الرائجة هذه الأيام وتتكون من فتاتين وثلاثة شبان وقد تعاونوا مع شركتنا كثيرًا بإعطائنا حقوقًا لإستخدام بعض أغانيهم.
عمومًا اليوم سأذهب لمناقشة فكرة الفيديو معهم.
الوقت العاشرة صباحًا في شركة التسجيل الراعية لهم، قادتني موظفة الى الغرفة التي سيعقد فيها الإجتماع وتركتني أقف أمام الباب.
سمعت من الداخل أصوات ضحك، طرقت الباب ففتح فورًا من قبل إحدى الفتاتين، ابتسمت ابتسامة كبيرة حينما رأتني وقالت وهي تنظر من فوق كتفها:
' لقد وصلت الآنسة يونا. '
ساد الصمت في الغرفة عندما دخلت. فجأة قال أحد الموجودين:
' إنها أجمل على الواقع '
ليقول أحد ما:
' أعلم لكن إيك أن تفكر فيها، يونا هي فتاتي '
نظرت فورًا الى صاحب الصوت المشؤوم ونظرة غيظ على وجهي، كوبو حينما رأني أنظر اليه ابتسم ورفع يده محييًا وقائلًا:
' يونا لقد كنا في انتظارك '
تجاهلته وابتسمت بدبلوماسية قائلة للموجودين:
' عفوًا ولكن هل يمكنكم تجاهل ما يقوله هذا الرجل؟ هو يحب المزاح كثيرًا '
ابتسمت الفتاتان لبعضهما، بينما قال لي كوبو:
' لا تقلقي يونا هؤلاء يعرفون كل شيء، هم رفاقي وأصدقائي '
هز الشبان الثلاثة رؤوسهم موافقين على كلامه بينما بدا علي الإستغراب. قالت إحدى الفتاتين:
' أيعقل يا ساكوراي أنك لم تخبرها عنا؟ '
أضاف أحد المتواجدين بإستنكار:
' تتجاهل أمر إخبار فتاتك عنا!! كم هذا قاسي منك'
قلت بسرعة وأنا اجلس على الكرسي الوحيد الخالي في الطاولة المستديرة التي جلس حولها الجميع وللأسف هو الكرسي الذي بقرب كوبو:
' لا اعرف ما الذي تعرفونه أو مالذي قاله لكم.. لكنني لست بـفتاته !! '
ضحك أفراد الفرقة بينما تجاهلهم كوبو وقال لي:
' عاجلًا أم أجلًا ستصبحين لذلك لا بأس '
' أغلق فمك رجاءً '
قال متجاهلًا كلامي:
' عمومًا تجمعني مع هؤلاء الرفاق صداقة قوية، لقد عملنا في أعمال مشتركة كثيرة وأصبحت علاقتنا قوية، لذلك هم يعرفون عن معركة حبي التي من طرف واحد أكثر من أي شخص. '
علق أحد أفراد الفرقة:
' معركة من طرف واحد وهو طرف خاسر كما يبدو '
ليضحك الباقون على تعليقه بينما همس كوبو بغيظ:
' سترون جميعًا '
ابتسمت أنا، يبدو أنهم فعلًا أصدقائه جيدون.
عرّف أفراد الفرقه عن أنفسهم وأسمائهم: ايشيدا. هاناميشي، أوسوي، هيرو، نانامي، أزو.
هيرو و أوسوي و أزو هم المغنون الرئيسيون. والباقون يعزفون الأغاني. معظم أغانيهم من تأليف نانامي وأزو وايشيدا، وقد علمت أن نانامي وايشيدا يتواعدان.
بعد التعريف عن أنفسهم قرروا الدخول في الموضوع وبدء الاجتماع..
كان ايشيدا هو المتحدث الرئيسي. قال:
' حسنًا، هذه المرة أردنا فعل شيء جديد، شيء مميز، ففي العادة نصدر البومًا يحتوي الأغاني الجديدة وكل أغنية تختلف عن الأخرى وأحيانًا كثيرة لا تحتوي الأغاني على فيديو كليب، لذا هذه المرة أردنا شيئًا جديدًا وهو بدلًا عن عمل ألبوم ببضعة أغاني ، سننتج أغنية واحدة فقط. '
سألت بإستغراب:' أغنية واحدة؟ '
بدا عليهم الحماس بينما رأوا الاستغراب علي، حتى كوبو، يبدو أنه يعرف فكرتهم مسبقًا.
أجابني ايشيدا:
' نعم أغنية واحدة، لكنها لن تكون 4 دقائق كما العادة بل ستكون عشر دقائق، سيشارك الغناء فيها أربعة منا، هاناميشي وأنا سنكتفي بالعزف وستكون الأغنية عبارة عن قصة سنلحنها وستقومان أنت وساكوراي ومعكما أوسوي ونانا بتمثيل النص أثناء الأغنية، أي تمثيل صامت.
ولأن الأغنية طويلة فسيغني كل مقطع من القصة شخصان، بناءً على سير القصة.
ففي البداية ستغني المغنية الرئيسية أزو ومعها هيرو، ثم بعدها سيتولى أوسوي الغناء وستكون نانا في خلفية الغناء. واخيرًا سيعود هيرو مع أزو في نهاية القصة '
قلت: ' جميل، أعجبتني الفكرة، وهل سجلتم الأغنية بعد؟ '
نظر لـرفاقه بفخر ، وأجاب:
' نعم لقد سجلناها '
قال حينها كوبو:
' أداؤهم فيها رائع، لقد استمعت لها من قبل '
سألت: 'يمكنني سماعها؟؟ '
أجابتني أزو وهي تخرج جهاز-أم بي ثري- صغير :
' بالتأكيد تفضلي، إنها طويلة بعض الشيء وستأخذ منك وقتًا فخذيه معك واستمعي لها جيدًا '
أعطاني هيرو نصًا وقال:
' هنا ستجدين تصورنا للفيديو، ومع كلمات الأغنية أظن أنك ستستطيعين تخيل كل شيء منه '
أخذته قائلة: ' شكراً لك ' ثم أضفت ' أين سنصور الفيديو؟ '
نظر الجميع -و من بينهم كوبو- إلى بعضهم ثم أجابني ايشيدا:
' سنصوره في جزيرة أوكيناوا في الشاطئ الغربي.. وبالتأكيد بما أنه سيتم التصوير في الشاطئ سيكون عليك ارتداء ملابس للسباحة، وسيـ... '
قاطعته فجأة قائلة بقلق:
' مهلًا، أقلت في أوكيناوا الشاطئ الـغربي؟ '
بدا عليهم الاستغراب ونظر لي كوبو وقد رفع حاجبًا كأنه لم يتوقع أن هذا ما سأسأل عنه.
أجابني ايشيدا:
' نعم، هل من مشكلة؟ '
كنت مصدومة للحظة لكن سرعان ما هززت رأسي قائلة بإبتسامة صغيرة:
' لا .. لا شيء... -عندها فقط استوعبت ما قاله ايشيدا كاملًا وقلت بإستنكار- قلت سأرتدي ماذا ؟!'
عادت الإبتسامات لوجوههم - ما عدا كوبو - قالت أزو بطريقة مغرية:
' بـ ـيـ ـكـ ـنـ ـي '
جحظت عيناي، قلت برعب:
' لا وألف لا... لن أرتدي شيئًا كهذا أمام هذا المنحرف!'
قلتها مشيرة ناحية كوبو، ليقول بإستنكار
:' هاي، ماذا تظنينني !! '
أجبت بسرعة: 'منحرف وتافه وبغيض '
انفجر الجميع -ما عدا كوبو- في الضحك ..
أزو : ' أنت رائعة '
هاناميشي ' لم اسمع شخصًا يناديه بهذا من قبل '
هيرو ' لقد كنت محقًا إنها مذهلة '
نظرت لهم بإستغراب بينما قال كوبو بغيظ:
' هل انتهيتم من السخرية؟ '
قال ايشيدا ' ليس بعد '
ثم ضحكوا مرة أخرى وبعدها هدأوا قليلاً، سألت:
' ما المضحك؟'
أجابنتي نانامي:
' في الحقيقة يا عزيزتي لقد كنا نمزح بشأن البيكيني، لقد أخبرنا ساكوراي من قبل أنك تنادينه بالمنحرف والتافه والى ما ذلك، ولقد جاء هولاء بهذه الفكره ليروا ردة فعلك '
اضافت أزو:
' ومن ثم كيف سنصور بالبيكيني في هذا الجو البارد، لا تقلقي عزيزتي لا تقلقي سترتدين كامل ثيابك '
نظرت لهم بغيظ، بينما قال كوبو وهو يهز رأسه:
' يا إلهي وأنا الذي ظننتكم أصدقائي، لقد إنفطر قلبي'
هيرو:
' لقد فطرته لك يونا قبلنا يا صديقي '.
تجاهلهم، بينما ضحكت قليلًا وقلت:
' كما هو متوقع من أصدقاء كوبو '
هاناميشي ' لا ادري أمدح هذا أم ذم '
علق هاناميشي وهو يغمز لي، ليقول كوبو محذرًا:
هاناميشي، لا تتركني أنبش سرك لـيونا '
قالها بخبث فبدا على هاناميشي القلق وقد إحمر وهو يقول:
' أسف، لقد أغلقت فمي '
تذكرت حينها أن هاناميشي هو من قال عني أنني
أجمل في الواقع، يبدو أنه أحد معجبي ..
نظرت بطرف عيني لـكوبو فوجدته يضحك معه كأن شيئاً لم يكن.
تنهدت بصوت خافت. وبينما كانو يتحدثون مع بعضهم أنزلت رأسي وبصري ناحيه الـام بي ثري والنص الذين تمسكهما يدي والتي للحظة ارتجفت. شددت قبضتي لأوقف الارتجاف ورفعت رأسي راسمه ابتسامة. كانوا يتحدثون معًا كأن شيئًا لم يكن.
ياااه إن القدر يلعب بي بالتأكيد، أبعد كل هذه السنين ورغم تجنبي للذهاب لذلك المكان، اعود واذهب اليه ومع من.. مع كوبو!
نظرت ناحيته فوجدته ينظر إلي وعلى وجهه نظره جادة مستفهمة.
منذ متى وهو ينظر لي! ابعدت نظري مرتبكه.
قالت أزو:
' لنتبادل الأرقام حتى استطيع معرفة رأيك بعد أن تسمعي الأغنية '.
أخرجت هاتفي لنتبادل أرقامنا، قال هاناميشي :
' أنا أيضًا اريد رقم يونا '
ليقول كوبو بصوت بارد وهو ينظر بعيداً :
' لا يسمح لك بذلك'
هاناميشي:
' ساكوراي أنت وغد '
نوعاً ما، شعرت ببعض الدفئ يغمرني، ومن دون أن أشعر إبتسمت.
إنتهى الاجتماع وقبل أن نذهب طلب أعضاء الفرقة أن نأخذ صوراً معاً جميعاً لينشروها على مواقع التواصل الإجتماعي فهم يحبون مشاركة ما يحدث معهم مع معجبيهم.
أخذنا الكثير من الصور، أنا والفتيات. أنا وحدي، جميعنا بمواضع وحركات كثيرة وصورة لي وكوبو فقط. بالطبع ارغمت على أخذ هذه الصورة معه، وأرغمت على الابتسام.
فجأة خطر على بالي أمر ما.. هؤلاء أصدقاء كوبو وقد عمل معهم من قبل لذلك لا ريب أن يقوموا بدعوته للقيام بالفيديو، لكن أن يدعونني أنا ايضاً...
قلت فور أن ألتقطت الصورة:
' سأسألكم سؤالاً ' قلتها بنبره جادة وقد عقدت حاجبي.
قال ايشيدا بتوتر: 'تفضلي '
' كوني هنا وسأشارك في هذه الأغنية هو من تخطيط هذا الأحمق أليس كذلك؟ لقد استغل كونكم أصدقائه ليحضرني هنا وليعمل معي مجدداً أليس كذلك؟'
عم صمت الغرفة، نظر الجميع لـكوبو الذي بدا متوتراً للحظة ثم ما لبث أن قال:
' لم أكن أعرف أنكِ من مناصري نظرية المؤامرة يونا!!! بعد قليل ستقولين أنني السبب في إنفصال أنجلينا جولي وبراد بيت '
قلت واضعة يدًا فوق الأخرى:
' أولست السبب؟ '
فإبتسم إبتسامة كبيرة، وقال لـرفاقه:
' لقد انتهينا اليس كذلك؟ لدي اجتماع مهم... سأذهب الأن '
قالها وهو يخرج بسرعة هاربًا.
قلت بغيظ:
' تبًا، لم أرى شخصاً مثله إنه كالـغراء '
ضحكت أزو وقالت:
' لأنه يحبك فقط. لم أره يفعل هذا مع أي أحد من قبل '
لتقول نانامي بصوت حالم:
' ياااه إن ساكوراي رومانسي للغاية، ليت ايشيدا مثله! '
سعل ايشيدا بشده، فضرب هيرو على ظهره قائلًا:
' تمالك نفسك '
ضحكت ثم إستأذنتهم أنا أيضًا لأذهب.
ما إن خرجت من عندهم حتى عاودني الإكتئاب. لماذا؟
لأن أوكيناوا، تحديداً الشاطئ الغربي الذي ينوون أخذنا اليه هو المكان الذي حصل فيه الاعتداء علي عندما كنت في الثانوية. في رحلة المدرسة.
عدت إلى شقتي وذهبت إلى سريري واستلقيت وغطيت نفسي بالكامل دون أن أغير ثيابي.
كانت الساعة لا تزال الثانية والنصف، لكنني لم أرغب بفعل أي شيء.
أغلقت هاتفي بعد أن طلبت من تشيهارو الغاء كل مواعيدي.. نفس الحالة التي تنتابني كلما تذكرت الماضي ونفس الحالة التي انتابتني بعد الحادث.
فقط جلست في غرفتي متغطية بغطائي واشاهد مسلسلاتي.. لا شيء أخر لمدة شهر .. والآن لا اشعر بالرغبة بفعل شيء.
لقد جرحت جرحاً عميقاً ذلك الوقت، كل أفكاري ومعتقداتي، كل ما حلمت به وفكرت به إنتهى في سويعات، انتهى نهاية بشعة، وفقدت بعده الأمل في كل شيء.
ذلك الفتى، كان اسمه ياماناكا ساسكي، كان تعامله معي رائعاً وكنت أهيم به حباً، كنا أشهر ثنائي في المدرسة. كوني كنت الأجمل وكان هو وسيماً إلى حد ما..
لكن وقتها سمعته يتحدث مع رفاقه عني وعن أشياء فعلناها معاً لم أحدث بها حتى صديقاتي، إقشعر بدني وأنا اسمع حديثه وضحكاته وقوله أنني فتاة سهله وأنه سينهي علاقته بي بعد أن يأخذ أخر "لقمة".
عندها فقط عرفت كم كنت غبية، ودون أن أخبر أحداً عن الأسباب انفصلت عنه وكان ذلك قبل الرحلة بيوم. أردت وقتها أن أستعيد رباطه جأشي في تلك الرحلة أن أعافي قلبي قليلاً، لذلك أخذت أقضي وقتي وحدي حتى ابتعد عن أسئلة الناس.
وبينما كنت أسير وحدي في الشاطئ جاء هو وبعض رفاقه...
اوه يا إلهي لا أريد التذكر، أخذت اتقلب في فراشي علني ابعد تلك الذكريات عني لكن لا فائدة، رغم عرضي على طبيب نفسي لكنني لم استطع التعافي ، لم أستطع نسيان تلك الذكريات رغم تقدمي في السن، والآن أنا أشد خوفاً من ذي قبل.
لماذا؟ لأن كوبو موجود في حياتي.
كنت بعد ذلك الحادث قد أغلقت على نفسي القديمة في غرفة في أعماق أعماق قلبي وأغلقت الباب جيداً، لم ارد أن أخرجها مجددًا حتى لا أجرح مرة أخرى.
أن أعيش كـيونا الممثلة وحسب. لكنها حينها جاء من يطرق الباب لـيفتح تلك الغرفة.
أخذ يطرقه ويطرقه لوقت طويل، طويل بما فيه الكفاية ليجعل نفسي القديمة تشعر بالفضول، أن تقترب من الباب وتفتحه لترى من الطارق.. وقد كان كوبو.
هل أستطيع الوثوق به؟ أم أن نهايتي معه ستكون أشد وطئًا من المرة السابقة؟
أبعدت الغطاء عن وجهي، هذه أول مرة أعترف فيها لـنفسي أن لـكوبو تأثيراً علي، أنني أمتلك له شيئاً في داخلي.
هذا مخيف، فقط عندما بدأت الاعتراف بذلك تأتي أوكيناوا للظهور في حياتي، أهذا انذار بأن لا أدخل في اي علاقة مع كوبو؟
هل كوبو ... كـساسكي !؟
تذكرت حينها قول أزو:
' لانه يحبك فقط، لم أرده يفعل هذا مع شخص أخر من قبل '
تذكرت أيضاً حديث تشيهارو، أن كوبو يحبني ولا يرى غيري، تذكرت أقوال الكثيرين ممن يعلمون عن هذا الموضوع. وتذكرت كوبو نفسه.
نهضت من السرير بعد ساعة من التمدد، أخذت حماماً دافئاً وشربت كوب شوكولا ساخنة، ثم عدت لسريري وبين يدي مشغل الأغاني الذي أعطتني إياه أزو.
جيد أنها اعطتني إياه فأنا لا أشعر بالرغبة بفعل شيء في الوقت الحالي، فقط سأستلقي واسمع هذه الأغنية.
وضعت السماعات على أذني، غطيت رأسي بقبعة البيجامه الثقيلة التي اردتديها، غطيت نفسي بالغطاء بعد أن وضعت وسادة خلف ظهري، وشغلت الأغنية.
حسنًا يمكن الإعتراف بشيء واحد .. إن هذه الأغنية رائعة !!
فجأة ومن أول خمس ثوان شعرت بالإهتمام. بدأت أزو الأغنية وكان معها هيرو، كلمات الاغنية عبارة عن قصة قاموا بتلحينها بطريقة رائعة وتوزيع الأدوار على بعضهم في الغناء كان مناسباً مع الكلمات.
وبعد نهاية أي فصل في القصة يأتي فاصل قصير مشترك بين نانامي وإيشيدا. إيشيدا يعزف فيه بالبيان ونانامي تدندن نغمه رائعة ليتواصل في نفس الوقت الغناء بمغني أخر كأن ذلك الفاصل لم يكن.
في لحظة فقط نسيت كل شيء، ليس فقط لكون الأغنية رائعة للغاية بل لكون القصة .. لا أدري كيف أقولها، إنها تتحدث عني و ... كوبو !
فتحت الإسكيتش الذي أعطاني اياه هيرو وأعدت تشغيل الأغنية، تتحدث الأغنية عن فتاة فُطر قلبها من قبل من تحب في شجار ما، أصبحت بعدها لا تصدق في الحب ولا تستطيع الدخول في أي علاقة أخرى، بينما من كانت تحب ندم كثيراً عندما عرف أن حياته لن تستقيم مالم تكن تلك الفتاة معه، لذلك قرر الإعتذار لها لكنها كما قلنا.. لم تعد تصدق في الحب.
وهكذا بدأت رحلته في جعلها تحبه مرة أخرى.
تتحدث الأغنية عن المواقف التي كسرت فيها قلبه في محاولاته لإرجاعها له، وتتحدث عن عدم إستسلامه رغم كل المعوقات لتصل الأغنية بعد أداء أوسوي الى مرحلة حينما تعترف الفتاة لنفسها أنه لم تعد تستطيع أن تحب أحداً لسبب واحد أن قلبها بالفعل ملك لذلك الرجل.
لذلك تقرر أن ترفع راية الاستسلام وأن تعود اليه.
بعد قراءتها هكذا، هي قصة معتاده لكن تشبهني في كون الفتاة مثلي، لم تعد تصدق بالحب وكون الفتى..... مممم عنيداً كـكوبو؟
أعدت تشغيل الأغنية مرة أخرى فلقد أغرمت بها،
فجأة وجدت نفسي أردد بعض الكلمات بعد أن عدتها للمرة الخامسة، ابتسمت لنفسي فلقد تغير مزاجي بعد سماعها، لكن هنالك ما يزعجني.
أخرجت هاتفي، فتحته وأرسلت لـأزو رسالة:
' مساء الخير أزو، لقد استمعت للأغنية وهي رائعة، لا بل مذهلة لقد أغرمت بها واستمعت لها خمس مرات وبدأت بحفظها، أنتم رائعون حقاً وأنا متشوقة للعمل معكم، لكن لدي سؤال واحد: كلمات الأغنية من كتبها؟ '
أرسلت الرسالة وفي داخلي شك، لكن مستحيل أن يكون هذا صحيحاً، استمعت للأغنية مرة أخرى ريثما يصلني الرد، وفجأة رن هاتفي بـوصول رسالة:
' مساء الخير أنسة يونا، سعيدة للغاية أن الأغنية قد أعجبتك، أما بالنسبة لسؤالك حسناً أظن لا فائدة من الكذب إذ يبدو أنك تشكين في الأمر على أي حال..
نعم، من كتب كلمات الأغنية هو ساكوراي. أسفة لإخفاء الأمر عنك لكنه من طلب منا هذا، هل أنت غاضبه؟ '
قرأت الرد مرتين، حتى إستطعت الإستيعاب، من كتب كلمات هذه الأغنية هو كوبو، بعيداً عن كون كلماته رائعة والقصة مكتوبة بشكل ممتاز وبعيداً عن كونه قد كتب أغنية لواحده من أشهر الفرق وبعيداً عن كونه كتب أغنية عنا بعيداً عن كل ذلك....
كوبو، كيف علم أنني لم أعد أؤمن بالحب؟ لا أذكر أنني أخبرته عن ذلك ، لم أقل له يوماً أنني لن أستطيع مبادلة مشاعره لانني أظن الحب مجرد كذبة! من أين عرف هذا، كيف له أن يكتب عن مشاعري وافكاري تجاه الحب بهذه الدقة..
كنت أفكر في الأمر بينما أستمع للأغنية مجدداً، لم أنتبه أن هاتفي كان يرن، وبعد مدة من الزمن أخذت هاتفي لأرى الوقت، كانت السادسة مساءً لكن ما فاجأني لم يكن ذلك. بل تلك المكالمات الخمسة من ذلك الرقم المسجل بـالمنحرف !
نهضت من إستلقائي مستغربة، لم قد يتصل بي ونحن قد إلتقينا قبل ساعات؟
جلست متربعة وبين يدي هاتفي ورقمه على الشاشة، كنت أفكر فيما أفعله هل اتصل به أم أتجاهل الأمر كالعادة؟
وقبل أن أقرر رن الهاتف مجدداً وكان هو المتصل.
الآن.. هل أرد أم أتجاهله كالعادة؟
أخذت نفساً ثم قمت بسحب زر الرد الأخضر. قلت بحياديه:
' مساء الخير '
جأني صوته وقد بدا أنه في مكان مزدحم، قال:
' أوه لقد رددتي!.. يونا هل أنت بخير؟ لماذا لم تردي علي المرات السابقة؟ هل كنتي تتجاهلينني أم هنالك أمر ما يشغل بالك؟ أيعقل أن مكروهاً حصل لك؟ أخبرتني تشيهارو أن ألغيتي كل مواعيدك.
هل أنت مريضة؟ هل أتصل بالطبيب؟ هل أتي إليك؟؟ '
صمتْ، لم أعرف ماذا أقول.. سمعت صوت أحد من الازدحام في الخلفية يقول :
' سيدي كوبو، إن الاجتماع سيبدأ بعد عشر دقائق '
ليقول كوبو للرجل:
' نعم نعم سآتي، دعهم ينتظرون قليلاً '
ثم عاد إلي وقال:
' يونا، ردي علي هل أنت بخير؟ '
وضعت يدي في جهه قلبي، قلبي الذي كان يؤلمني للغاية، تسارعت دقاته إلى حد الجنون بينما شعرت بالدفء يجتاح وجهي.. قلت:
' كوبو..'
قال: ' نعم؟ '
قلت: ' أنت من كتب كلمات الأغنية، أليس كذلك؟'
قال: 'أوه .. ممم '
أستطيع تخيل شكله وهو مرتبك، يدور عينيه في المكان يضع يده خلف رقبته مفكراً بينما يعض على شفته السفلى كـطفل أمسكت به والدته وهو يأكل الحلوى التي منعته منها.
قال أخيراً وقد هدأت الأصوات من حوله:
' نعم أنا من كتبها '
قلت: ' أعرف، لقد أخبرتني أزو '
قال:
' هل أنت غاضبة لذلك؟ '
قلت: ' كلا، لست غاضبة فالأغنية جميلة ولقد أعجبتني للغاية، لكنني فقط مستغربة، هل.. هل أخبرك يوكي ؟ '
قال: ' أخبرني ماذا؟ '
أجبت: ' أنني .. أنني أصبحت لا أؤمن بالحب !!؟'
قال فوراً: ' كلا لم يخبرني '
قلت:' إذاً من أين لك ؟ '
ضحك ضحكه صغيرة، قلت بإستغراب:
' ما المضحك ؟ '
قال: ' إن أخبرتك من أين عرفت هذا، يعني أن أخبرتك كيف عرفت هذا يعني أن أخبرك بسبب لم أنا أحبك، لكنني قلت أنني لن أخبرك حتى تخبرينني لم تكرهين الرجال '
قلت: ' أوه '
غريب ، كونه يعلم أن لي حساسية من الرجال وأنني أصبحت لا أؤمن بالحب، من أين له هذا؟ يا إلهي، إنه يعرف عني الكثير..هذا ما يفعله المطاردون ..
شعرت ببعض القلق للحظة لكنني هززت رأسي لابعد تلك الافكار الغبية.
قال: ' يونا .. هل أنت معي؟ '
قلت:' نعم '
قال: ' إذاً .. هل أنت بخير؟ بدوتي غريبة بعض الشيء في الاجتماع سابقاً '
قلت: ' أنا؟ غريبة! لابد أنك تتخيل '
قال:' أرجو ذلك '
قلت: 'لديك اجتماع اليس كذلك؟ '
' نعم، لكنني اريد التسيب بعض الوقت إنه إجتماع ممل وسيأخذ وقتاً طويلاً ما إن أدخل لذلك اختبأت قليلاً '
قلت: 'لا ، عليك الذهاب فالـ .. '
قاطعني: 'أريد الحديث معك .. قليلاً '
لم أقل شيئاً، قال :
' هذه أول مرة نتحدث حديثاً ودياً بدون أي مشاحنات - ضحك قليلاً- لا أريد رفع معنوياتي لكنني أشعر أنك بدأت تغيرين تعاملك معي...
لا لا تقولي شيئاً وتحطمي قلبي كالعادة ، اتركيني بـهذا الامل قليلاً '
أضاف بسرعة قبل أن أعلق فضحكت، فأنا لم أكن أنوي قول شيء يعارض كلامه على أي حال.
عم صمت بيننا، صمت لم يعكره إلا صوت نبضات قلبي ، بعد أن طال الصمت. قلت :
' ما هو هذا الاجتماع الذي يجب عليك حضوره، أهو عمل جديد؟ '
تنهد وأجاب:
' كلا، إنه تابع لعملي في شركة والدي... نواجه بعض المشاكل في منتج جديد اتضح أن هنالك عيباً فيه وقد تضرر بعض الناس بسببه لذلك تم رفع بعض القضايا ضدنا، وها نحن ذا نريد مناقشه موقف الشركة وماذا سنفعل '
' ممم هذه أول مرة أشعر أنك فعلاً وريث شركات كبيرة، لم اسمعك من قبل تتحدث عن عملك في شركة والدك '
قال: ' لاانني لا أحب الحديث عنه مع شخص لا علاقة له.. سأجعله يشعر بالملل، أسف هل جعلتك تشعرين بالملل ؟ '
قلت هازة رأسي رغم كونه لن يرى ذلك :
' لم أشعر بالملل '
شعرت به إبتسم بينما قال: 'حقاً؟ '
وقبل أن أرد إنتبهت.. ما هذا الجو اللطيف بيننا!! شعرت بالخجل من نفسي، قلت فوراً منهية الإتصال:
' آه .. سأتركك الآن تذهب لإجتماعك، يجب أن تذهب'
قال بنبرة محبطة:
' ... حسناً ، آآآ .. أراكِ غداً؟ '
' نعم '
أغلقت الخط دون أن أودعه، مرة أخرى أخذت أضرب على صدري عل قلبي يخفض من سرعته. جلست في مكاني عشر دقائق حتى هدأت قليلاً، أخذت نفساً ثم أخذت هاتفي لأرد على رساله أزو:
' كلا لست غاضبة، فالأغنية جميلة كما أنه لا اظن أن أحداً سيعرف، شكراً لكم لجعلها أغنية رائعة '
عدتْ مره أخرى للإستلقاء لكن هذه المره جل ما فكرت به هو كيف سأقابل كوبو غداً؟
تباً بدأت أصبح كـفتاة مراهقة واقعة في الـ... الحب !!؟؟
تباً أكثر ما يزعجني أن كلام كوبو قد تحقق، لقد.. لقد جعلني أقع في حبه فعلاً!!
تباً تباً تباً.. لا تظن أنني سأدعك تفلت بذلك!
قلتها بغيظ وانا ألكم وسادتي بينما يتزايد شعور الدفء في وجهي.
_____________
-تطورات ملحوظة تظهر شيئًا شيئًا على يونا 😅
لا تنس: ⭐و 💬 ❤
-لا تحزن إن فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد-