الحلقة الرابعة

5.3K 577 92
                                    


كوبو ساكوراي شخص ثرثار للغاية!

هذا ما إكتشفته اليوم فهو منذ اللحظة التي جلس فيها على مقعده في السيارة لم يتوقف عن الحديث أبدًا.
تحدث عن أي شيء وكل شيء، كان كطفل عاد من جولته الأولى في مدينة الملاهي، وكم هو مزعج هذا الطفل. 

بالتأكيد كنتُ صامته كل الوقت لم أقل اي كلمة أو أعلق أي تعليق فقط إلتزمت مكاني في حافة المقعد ملاصقه للباب وعيناي على الشارع عبر النافذة.
بل حتى أنني تثاءبت مرة في منتصف حديثه.

أتعلمون بدأت أشك أن هذا الـكوبو ليس ببشر، وكما هو واضح لم يبدو أنه سيأخذني للمنزل، فمنزلي بالتأكيد لا يقع في هذه الأنحاء لكنني لم أسأله إلى أين سيأخذني فقط أنتظر فرصة لكي أهرب.

آخٍ فقط لو كان هاتفي معي، هذا الأحمق لم يعده لي وإحتفظ به، لابد أنه تعلم من المرة السابقة ولن يعيده لي حتى لا أتصل بأحد.
 
بعد عشرين دقيقة من السير عبر شوارع طوكيو توقفت السيارة أمام مبنى كبير واجهته زجاجيه بالكامل.
بدا كمبنى سكني أو ربما تمتلكه شركة ما لا أدري فجميع مباني طوكيو تتشابه في نظري.
 
قال حينما أوقف السيارة:
' لقد وصلنا '
سألته: ' أين نحن؟ '
أجاب وهو يفك حزام الأمان:
' إنه مبنى يضم بعض الشركات الخاصة  كل طابق يحوي شركة '
' وما الذي نفعله هنا؟ '
' هنالك شيء أود أن أريك إياه '

عبست قائلة: ' ألم يكن من المفترض أن تأخدني لمنزلي!! '
رد متحذلقًا وهو يفتح بابه ليخرج:
' قلت سأوصلك، لكن لم أقل إلى أين '

ضيقت عيني ناظرة إلى حيث كان يجلس، إنه ثعلب ماكر، بل ذئب خطر وغريزتي تخبرني أن لا أثق به أبدًا.

فوجئت عندما فتح بابي ليبرز هو قائلًا:
' ألن تخرجي؟ '
قلت بنبرة مرتابة:
' أنت تعلم أن إرغامي على فعل أشياء لا تليق يسمى إعت.. '

قاطعني من كلامي قائلًا لهجة غاضبة ومُهانه:
' يونا.. من تظنيني؟ أنا لست أحد أولئك المهاويس الذين يتصرفون بغريزتهم توقفي عن التصرف كالأطفال وثقي بي '

أكمل بجدية وعيناه لم تفارق عيني المشككتين.
بدا لي غريبًا، كان يقف أمام الباب مباشرة حاجبًا الشارع عني وواضعًا يدًا على الباب والأخرى أعلى السيارة، قلت له: 
' عندما تتصرف بطريقه تجعلني لا أشك بك يمكنني حينها أن أثق بك، لكنك لا تفعل شيئًا سوى محاولة مغازلتي '

عاود الإبتسام وهو يبتعد قليلًا فاتحًا الطريق لي لأخرج وقد مد يده ليساعدني على النزول، قال:
' إذا لم أفعل هذا لن تقعي في حبي  لكن لا تقلقي هنالك حدود لن أتجاوزها، فأنا لا أريدك أن تكرهيني '

نظرت ليه نظرة -من تظن نفسك- يبدو أن هذا الساكوراي يظن نفسه في مسلسل ما. لم لا يستيقظ فنحن في الواقع وليس دراما منخفضة المستوى. 
بالطبع تجاهلت يده الممدودة، ونزلت من السيارة وأنا أعدل من معطفي.

كانت الساعة الثانية مساءً وقد تغطت السماء بغيوم رماديه جعلت الوقت يبدو كالسابعة، جو لا يبشر بخير.
أريد سببًا واحدًا يشجعني أن أذهب معه!
لا شيء يبشر بخير، اذًا لماذا أنا هنا؟؟
تبًا لك هاتفي اللعين. 

قال وهو يغلق الباب والسيارة:  
' لنذهب '

قصة حب || Love Story حيث تعيش القصص. اكتشف الآن