الحلقة الثامنة

4.6K 568 129
                                    

إنها السادسة والربع، أنا الأن في طريقي لمبنى القناة التي ستجري معنا المقابلة.
سيكون اللقاء مباشرًا وأمام بعض الجمهور أيضًا!

لا أدري لماذا تعاكسني الحياة فجأة هكذا، فبعد ذلك اليوم التعيس في التصوير أغلقت على نفسي يومًا كاملًا قضيته ما بين التفكير والبكاء!
وبالطبع لم أسلم من تلك الإتصالات من ذلك المجهول الى أن أضطررت إلى غلق هاتفي وتحويل جميع المكالمات الى هاتف تشيهارو.

يقولون أن كل شخص يجب أن يعيش أيامًا سوداء بين الحين والأخر يبدو أنني أعيشها الأن، لكن عندما حاولت التفكير في هذه الضغوط التي سببت لي نوبة البكاء تلك لم يرد في ذهني غير شخص واحد، كوبو.

هل هذا يعني أنه السبب الرئيسي لما يحصل لي؟
بالتأكيد هو كذلك، لاشك في ذلك!
لكن لماذا أشعر بالسوء بسبب ما قلته له ذلك اليوم؟
  هل كنت مخطئة في حقه؟ فهو نوعًا ما لم يفعل شيئًا خاطئًا بل يبدو أنه فقط.. أراد الإعتذار. 
 
يا إلهي، أكره عدم قدرتي في التحكم بمشاعري، وأكره أكثر نفسي التي بدأت تشعر بالأسف تجاه كوبو.

كنت سارحة في أفكاري ولم أنتبه أننا قد وصلنا إلا عندما  نبهتني تشيهارو، نزلت وحدي إذ أن لديها عملًا في الشركة بخصوص عروض الأعمال التي قدمت لي بعد أن أنتهي من تصوير الفيلم.  

إستقبلتني مقدمة البرنامج وأخذتني إلى كواليس الإستديو وهناك قابلت المقدم الأخر، تحدثا معي بحماسٍ عن الفيلم الجديد فلم أنتبه إلا متأخرًا إلى كوبو الذي جلس على كرسي ومسؤولة مكياج تقوم بوضع بعض المساحيق تحت عينيه. 

إنتبهت المقدمة أنني أنظر إليه فسألت:
' كيف هو العمل مع السيد ساكوراي؟ '
أجبتها وأنا أبتسم إبتسامة دبلوماسية:
' جيد '
تدخل زميلها:
' لا تعرفين كم أنا متشوق للفيلم، أردت منذ سنين رؤيتكما تعملان معًا '

أوه إذًا أنت أحد أؤلئك الذين يريدون رؤيتنا معًا!
لقد أصبحت ضمن قائمتي السوداء. 

إبتسمت له ولم أرد. أقبل حينها كوبو وقد إنتهى تجهيزه فذهبت فورًا ناحية مسؤولة المكياج، رغم كوني لا أحتاجه لكن فقط لا أريد الوقوف معه في مكان واحد . على الأقل قبل بدء البرنامج.

دقائق بعد ذلك وإمتلاء الإستديو بالجمهور وذهب المقدمان وجلسا في كرسيهما.
طُلب منا الوقوف قرب الباب المؤدي للمسرح حتى يتم التعريف عنا ولندخل بعدها وسط تصفيق الجمهور.

أعطتني إحدى العاملات المايكرفون وثبته على الياقه الوردية لفستاني الزهري والذي يصل حده لفوق للركبة، نوعًا ما أحسست بمظهري طفوليًا خاصة عندما وقف كوبو قربي وهو يضع المايكرفون الخاص به على ملابسه.

أعاد شعره الأسود إلى الخلف مع بعض الخصلات الهاربه على جبينه وقد إرتدى قميصًا رسميًا بلون أسود داكن وقد كفكف أكمامه لنصف ذراعه مع ساعة من ماركة غالية وربطة عنق بلون كاكي وبنطال أسود وحذاء راقي.
  لاحظت أنه يضع خاتمًا فضيًا على إصبع يده اليسرى السبابة وأخر في إبهام يده اليمنى.
 
أبعدت نظري عنه وأنا أشعر بغيظ تجاهه حتى أنني شعرت بالدفء في وجهي من شدته، فبينما أنا متخبطة في أفكاري بسببه يبدو هو في أحسن حال!

قصة حب || Love Story حيث تعيش القصص. اكتشف الآن