الحلقة الثالثة

5.9K 609 136
                                    


عدت إلى منزلي قرابة السابعة مساءً، ليس لدي سوى موعد عمل واحد خلال الأيام الثلاثة المقبلة وحتى يوم الجمعة حيث سيقام المؤتمر الصحفي مع طاقم عمل الفيلم للإعلان عنه.

في العادة لا تقام هذه المؤتمرات للافلام كثيرًا لكن هذه المرة ولأن الفيلم جمع بين أفضل المخرجين والممثلين فهم يريدون عمل دعاية كبيرة له، وبعد غد سأذهب لكي نصور ملصق الفيلم لذلك يفترض بي تغيير لون شعري و.. وقصه!!
  أخ كم هي مؤلمة هذه الكلمة. 
  
تناولت عشاءً خفيفًا وأعددت كوبًا من الشوكلا الساخنه أخذته معي الى السرير، سرير ضخم ممتلئ بالوسائد الناعمة والمريحة، لم أحلم يومًا بإمتلاك مثل هذه الشقة والتي كنت لطالما شاهدت مثلها في المسلسلات، حيث يسكن البطل في شقة فارهة في الطابق العلوي لمبنى فخم وبسرير بحجم عائلي. ورغم كون السكن وحدي أمر حزين لكنني لا أمكث كثيرًا في المنزل من الأساس وأحيانًا لا أستعمله إلا للنوم بسبب جدولي المزدحم. 

جلست في منتصف السرير وقد غطيت نفسي إلى جذعي بالغطاء وأخذ رشفة من الشوكلا لأشععر بدفء كبير. أنه أنسب وضع لقراءة السيناريو كاملًا. أخرجته وبدأت بقراته بعمق.

شخصية مينامي قوية، لا تخاف أن تتجسس أوتتنكر حتى تحصل على المعلومة التي تريدها، رشيقة وسهلة الحركة، ورغم شعرها القصير الا أنها تربطه للخلف دائمًا فتبدو كطفلة صغيرة.
أعجبني أنها وبقدراتها فقط إستطاعت إكتشاف ما لم يكتشف أحد عن آش.
 
  أما عن آش فهو ذلك النوع من العملاء الخاصين الغامض والقوي، يرتدي الاسود دائمًا ولا يتحدث كثيرًا حتى إلتقى بـمينامي على الأقل.
 
حسنًا يبدو أن فتاتي ستتعرض لتحطيم قلبها كثيرًا لكنها رغم ذلك.....  جريئة؟ غبية؟ لا تستسلم؟
لا أدري حقًا ما الصفة الإيجابية التي يمكنني قولها عنها دون التطرق لحقيقة أنها ملاحقة!

فجأة كححت رشفة الشوكولا التي كنت قد شربتها حينما قرأت مشهدًا ما.
هذا ما كان يتحدث عنه ذلك الأحمق عندما قال "مشاهد مثيرة" تخيلت نفسي أفعل هذا أمامه... بل معه! سيقوم بإذلالي به للأبد!! 
لماذا لم يكن شخصًا أخر غيره على الأقل.

عدت لأشرب من مشروبي وأتابع القراءة محاولة تجاهل عدد المشاهد إياها المتزايد!
تبًا لك يا كاتب السيناريو، تبدو كـفتاة مراهقة.

تلك الليلة حلمت حلمًا مزعجًا، مزعجًا للغاية ولا أريد الحديث عنه حتى.

 
يوم الجمعة عند العاشرة صباحًا كنت قد إستعديت بثوب رمادي ومعطف أسود وحذاء ذو كعب عالٍ زاد طولي قليلًا، سرحت شعري الذي عاد أسود أخيرًا إلى الجهه اليسرى تاركه جانبي رأسي الأيمن مكشوفًا، ومع القليل من الزينة الجذابة أنهيت مظهري للمؤتمر الصحفي.

إعتدت التأنق لمثل هذه المؤتمرات فرجال الصحافة يبحثون عن أي سهوة حتى يقوموا بكتابة مقالات قد تدمر حياتي المهنية، لذلك لا يجب أن أترك لهم أي مجال.

قصة حب || Love Story حيث تعيش القصص. اكتشف الآن