ملاك

By byan353

619K 14.4K 6.6K

أن تواجه هذا العالم اللعين بمفردك بكل ما يحمله من #خيبات و صفعات و حظ_متعثر.... فلا أخ يساعد.. و ﻻ صديق يرأف... More

المقدمه
الـمـقـدمـة الـتـمـهـيـديـة
الـحـلـقـة الأولــى
الـحـلـقـة الـثـانـيـة
الـحـلـقـة الـثـالـثـة
الـحـلـقـة الـخـامـسـة
الابطال
الـحـلـقـة الـسـادسـة
الـحـلـقـة الـسـابــعــة
تـنـبـيـة
الـحـلـقـة الـثـامـنـة
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة
الـحـلـقـة الـعـاشـرة
اعتذار
الـحـلـقـة الـحـاديـة عـشـر
الـحـلـقـة الـثـانـيـة عــشــر
الـحـلــقـة الـثـالـثـة عــشــر
الـحـلـقـة الــرابـعـة عــشــر
الـحـلـقـة الـخـامـسـة عــشــر
الـحـلـقـة الـسـادسـة عــشــر
الـحـلـقـة الـسـابـعـة عــشــر
الــحـلـقـة الـثـامـنـة عــشــر
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة عــشــر
الـحـلـقـة الـعـشـرون
الـحـلـقـة الـواحـدة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـخـامـسـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـواحـدة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـخـامـسـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الاربـعـون
الـحـلـقـة الـواحـدة والأربـعـون
اقتباس
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والاربـعـون
الـحـلـقـة الـخامـسـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـخـمـسـون والأخـيـرة

الـحـلـقـة الـرابـعـة

15.4K 395 27
By byan353

في غرفة "فوزي الدمنهوري"..

كان هناك حوار يدور بينه وبين زوجته التي كانت تجلس على السرير وهو بجانبها متمدد كي ينام.. ولكن ثرثره زوجته ابت ان تتركه وشأنه..

_البنت دي مش سهله.. ايوه انا متاكده انها هتلف على ابنك زي ما عملت اختها الكبيره..

هتفت بها سميه بحنق وهي تنظر باتجاه زوجها الذي تنهد بقله حيله قبل ان يجيبها بهدوء: "سميه" شيلي الأفكار دي من دماغك.. وبعدين انتي عارفه "ادم" مش من النوع اللي ممكن يقع بسهوله..

هتفت باستنكار: مش من النوع اللي يقع بسهوله.. انت مشوفتش وشه كان عامل ازاي لما شافها.. دا مشلش عينه من عليها ثانيه واحده.. وتقولي مش من النوع اللي يقع بسهوله.. دا وقع خلاص..

زفر بضيق قبل ان يعتدل بجلسته ويواجهها ثم هتف بضيق: "سميه" شيلي البنت دي من دماغك ماشي.. كفايه اللي انتي عاملاه في اختها مش هتبقى هي كمان.. دي جايه زياره لاختها.. يوم ولا يومين وهتمشي.. مش عايز مشاكل تمام..

اجابته بحنق: انا عامله في اختها ايه يعني ما انت وابنك مش موجودين عشان تشوفو هي بتعمل معايا ايه.. وبعدين انا الحق عليا اني خايفه على "ادم" وعايزاله الخير وميطلعش خايب زي اخوه..

رفع حاجبه الايمن واجابها بسخريه: لا ياشيخه.. خايفه على "ادم".. من امتى دا..

نظرت له بتحدي قبل ان تجيبه بابتسامه جانبية خبيثة: ايوه خايفه عليه.. مش ابني ولازم اقلق على مستقبله.. ولا انت عندك رأي ثاني..

نظر لها باستخفاف واجابها بامتعاض وهو يعود للنوم:نامي يا"سميه"..تصبحي على خير..

ثم اغمض جفنيه وحاول النوم..اما هي فتنهدت بثقل وتمددت على الفراش ولاكن ما زال يشغل تفكيرها موضوع هذه الملاك التي ستقلب الموازين.. وستتغير جميع خططها التي فكرت بها.. ان وقع "ادم" فعلاً في شباكها.. فعليها التفكير للخلاص منها.. ونفيها من منزلها.. ولكن كيف..
_______________________________________
تمددت على فراشها بعد ان اخذت حمام دافئ وقبل ان تغمض جفنيها استمعت الى طرقات الباب.. فـ تنهدت بتعب ونهضت لترى من الطارق..

_"ادهم"..

هتفت بأسمه باستغراب عندما فتحت الباب ووجدته امامها.. ينظر لها بغموض لم تفهمه..

عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله: نعم يا "ادهم" في حاجه..

هتف بهدوء مريب: عايز اتكلم معاكي..

ترددت قبل ان تجيبه بتلعثم: اقول اللي انت عايزه هنا.. عشان مينفعش.. تدخل وانا الوحـ

قطعت جملتها عندما بادر "ادهم" بدفعها من كتفها الايسر للداخل.. تراجعت عده خطوات للخلف.. ازدادت دقات قلبها وهي تراه يدخل ويغلق الباب خلفه..

ازدات وتيره انفاسها وابتلعت ريقها بصعوبه وهي تتراجع للخلف ثم اردفت بخوف: في ايه يا "ادهم".. على فكره مينفعش اللي انت بتعمله دا.. انت عايز ايه..

نظر لها باستغراب مصحوب بتعجب واستنكار من ردت فعلها تلك.. ما الذي حصل لها لتعامله بتلك الطريقة.. هل هي خائفه منه.. هل يعقل هذا.. لكنه سيؤجل اسألته تلك لما بعد..يجب عليه الان ان يعرف الاجابه على سؤاله الذي اتى من اجله..

لذلك هتف وهو يأمرها:اقعدي..

توترت نظراتها اكثر وهي تجيب:انت عايز ايه..

صر على اسنانه واردف بحده:قلتلك اقعدي..

اجفلت من حدته..فجلست على السرير وما زالت نظراتها تطالعه بخوف وتوتر..تحرك ليجلس امامها..
ظلت نظراته الغامضه تراقب نظراتها الخائفه.. انه يستنكرا هذا حقاً.. منذ متى وهي تخافه هكذا.. ما الذي جرى لها ياترى..

هتف بها فجأة بعد الصمت الذي حل عليهم: انا عايز اسألك سؤال وعايزك تجاوبيني عليه..

أومأت له بتوتر قائلة: ايه هو..؟

اردف بهدوء: هي امريكا من امتى بقت بتستورد من عندنا..

نظرت له بعدم فهم قبل ان تهتف: يعني ايه مش فاهمه..

زم شفتيه وهو يخفض رأسه قليلاً ثم اجابها: امممممم.. ماشي هفهمك.. استنيني ثواني..

قال كلمته الاخيره وهو ينهض ويتجه نحو الخارج ثم عاد اليها بسرعه وهو يمسك في يده سياره الصغير "احمد" التي جلبتها له.. ثم جلس امامها.. كل هذا وهي تناظره بتسأل واستغراب ممزوج بالتعجب..

_بصي على اللي مكتوب عـ الكرتونه..

قالها"ادهم" وهو يرفه السيارة امام ناظريها..

نظرت الى السيارة ثم له واردفت باستغراب وهي تعقد ما بين حاجبيها: هو في ايه.. انا مش فاهمه حاجه..

هتف بهدوء: صنع في مصر..

توسعت عينيها بهلع بعد ان فهمت مقصده.. ابتلعت ريقها الجاف بصعوبه وهي ترد بتلعثم: ي ي.. يعني ايه.. قصدك ايه..

نظر لها بقوه واجابها بحده:انتي جيتي مصر امتى..

حاولت اخفاء توترها وحاولت جعل اجابتها هادئه قدر الامكان:ايه اللي انت بتقوله دا يا "ادهم"..انا جيت مصر النهردا..ولو على اللي مكتوب على علبه العربيه..فأنا العربيه دي اشتريتها من هنا لما وصلت..شفتها وعجبتني فـ قولت اشتريها لـ"احمد"..

حك ذقنه قبل ان ينظر لها ويهتف:تمام..طب تقدري تفسريلي دا ايه..

قالها وهو يرفع هاتف زوجته ويُريها الرقم الذي اتصلت منه ليله امس..

نظرت له بفزع وصدرها يعلو ويهبط من شده توترها..اما هو فـ كان يطالعها بغضب..إذاً ما كان يفكر به صحيح..شكوكه اصبحت في محلها..

اردف بتهكم وسخريه: ايه فاكره ان محدش هيكشف لعبتك وهتمشي علينا عادي.. اختك منتبهتش على الرقم اللي اتصلتي منه عشان كانت مبسوطه انك كلمتيها.. بس انا عرفت..

ثم اكمل بصرامه: انتي هربتي..؟

نكست رأسها وجابت سؤاله بأيمائه صغيره..

اخذ نفس عميق ثم زفره دفعه واحده.. وسألها مره اخرى بجمود: انا عايز اعرف كل حاجه..

اجابته باختناق وهي تحارب لمنع دموعها: انا اسفه.. بس انا مش هقدر اقول..

طالعها بغضب وهتف: ماشي..وانا بقى هروح اتصل بمامتك وقولها انك هنا..

ثم نهض عن الفراش وكان سيخرج لكنها قطعت طريقه وهي تقف امامه وهي تهتف ببكاء وتوسل: لا يا"ادهم" ارجوك.. متقولهاش.. انا مش عايزه ارجع هناك ثاني.. ارجوك..

نظر لها ورد عليها بغضب: يبقى هتقوليلي كل حاجه فاهمه..

أومأت له عده مرات وهي تجيب: حاضر هقولك..

اشار لها برأسه لكي تجلس..اذعنت له وجلست مره اخرى على السرير وجلس هو امامها..نظر لها فوجدها ما زالت تبكي..تنهد بتعب وقله حيله..حاول مواساتها وهو يرفه يده ليربت على كتفها..ولكن قبل ان تلامس يده جسدها كانت قد ابتعدت عنه بذعر..ضغط على شفتيه وهو يكور يده على شكل قبضه ثم ابعد يده..

اغمض عينيه واخذ نفس عميق ثم فتح عينيه ليطالعها بهدوء واردف بابتسامه حانيه:انا مش عارف ايه اللي حصلك..وايه سبب النفور دا..بس انا عايز افهمك حاجه وحده بس..انا مش بس جوز اختك..لا انا ابوكي واخوكي..انا هو امانك من بعد ربنا..باباكي الله يرحمه قبل ما يموت وصاني عليكي..وقالي انا عايزك تاخذ بالك من "ملاك" عشان هي هتضعف من بعدي.. "ملك"انت موجود معاها وبتقويها..و"مالك" راجل بكرا يكبر ويعتمد على نفسه..بس "ملاك" لوحدها عايزك تبقى معاها وتحميها وتبقى سندها..وانا دلوقتي عايز اعرف مالك ايه اللي حصلك وخلاكي تهربي من بيتك قوليلي انا هساعدك..

كانت الدموع تفيض من عيناها وهي تستمع له وعندما انتهى اجشهت ببكاء مرير.. وضعت يدها على فمها لمنع شهقاتها.. تذكرت والدها.. كان لديه حق.. كانه كان يعلم انه حين يذهب هي ستبقى وحيده وستنكسر.. نعم انكسرت.. ااااااااه ياليتك كنت موجود الان يا ابي لما حصل لي كل هذا..

كان ينظر لها بشفقه.. رفع يده بتردد ووضعها على رأسها لكنه تفاجأ عندما ارتمت في احضانه.. لكنه طوقها بذراعيه وربت على شعرها لكي تهدأ.. وبعد عده دقائق هدأ بكائها فأبعدها عنه برفق.. ابتسم لها ومسح دموعها..

ثم همهم وهو يهتف بهدوء:ها دلوقتي اقدر اعرف انتي هربتي ليه.. وايه اللي حصل..

أومأت له وهي تردف: حاضر هقولك.. بس عايزاك توعدني الاول.. ان الكلام اللي هقوله ليك "ملك" مش هتعرف عنه حاجه.. عشان "ملك" لو عرفت مش هتسكت..

أومأ لها بهدوء: ماشي.. اوعدك ان "ملك" مش هتعرف حاجه.. يله قولي..

اخذت نفس طويل وزفرته ببطئ قائلة: حاضر..
_______________________________________

اجتمعت العائلة صباحاً على مائده الافطار..
كانت"ملك"على وشك الصعود الى الأعلى لكنها توقفت عندما استمعت لنداء زوجها وهو يهتف..

_انتي رايحه فين "ملك"..

اجابته ببساطة بعد ان استدارت لمواجهته: انا رايحه اصحي" ملاك"عشان تيجي تفطر معانا..

اردف"ادهم"قائلاً برفض: لا سيبيها نايمه.. هي اكيد تعبانه سيبيها ترتاح..

زمت شفتيها وأومأت قائلة: طيب ماشي..

عادت لمكانها وجلست بجانب زوجها.. ثم بدأوا في تناول طعامهم بهدوء على عكس كل يوم فـ "ادم" هذه المره لم يتفوه بكلمه.. بسبب تلك الجنيه التي دخلت حياته.. لم يذق طعم النوم منذ امس فكان يفكر بها الليل بطوله.. لا يعرف ما الذي جرى له.. دقات قلبه تنبض بسرعه عند سماع اسمها.. بالضبط كالذي حصل معه الان عندما ذكرت زوجه اخيه اسمها امامه.. نفض عن رأسه تلك الافكار وركز على طعامه..

_Good Morning..

وجه الجميع انظاره نحو الباب يطالعون "ملاك" التي اتت من الخارج..

عقد "ادهم" حاجبيه باستغراب وهو يهتف: ايه دا.. انتي خرجتي امتى.. وكنتي فين..

تقدمت منهم ووقفت بجانب شقيقتها قائله بابتسامه بسيطه: انا خرجت من قبل ما انتم تصحو.. وروحت قعدت في الجنينه..

هتفت "ملك" بابتسامه: طيب ياحبيبتي يلة تعالي افطري..

رفضت قائله: لا يا"ملك" انا مش عايزه افطر..

_لـيـه..

هتف بها "ادم" بلهفه.. فهو كان يريد منها ان تجلس معهم لكي يشبع عينيه منها لا يعلم لما يريد منها ان تفعل هذا ولكنه يريدها ان تجلس فقط.. لذلك خرج سؤاله بلهفه.. انتبه لما تفوه به فنظر الى الجميه وجدهم يطالعونه بتعجب..حاول تصليح كلامه فتحمحم قائلاً: اقصد يعني ليه مش عايزه تفطري دا مش كويس عشانك..

اجابته برقه: لا يا بشمهندس انا مش بحب افطر الصبح يعني انا متعوده من زمان على دا..

اجابها بأيمائه ثم مازحها: اها تمام.. طيب اقعدي معانا عـ الاقل.. يعني مش هينفع احنا ناكل وانتي لا كده هنحس بتأنيب ضمير..

ضحكت بخفه واجابت: لا كلو انتم بالهنا والشفا.. وانا هطلع على فوق هغير هدومي وانزل..

مط شفتيه باستياء واردف: طيب ماشي زي ما تحبي..

هتف هذه المره "ادهم" وهو يوجه الكلام نحو "ملاك" قائلاً بابتسامه:بقولك ايه..ايه رأيك اخرجك انتي و"ملك" و"احمد"و"ساره" نتفسح بعد مارجع من الشغل.. اهو منها تشمي هوى وكمان تشوفي سكندريه..

استقبلت هذه الفكره برحابه صدر واردفت بابتسامه:طيب ماشي موافقه..

التفت الى زوجته قائلاً:وانتي يا"ملك" ايه رأيك..

اجابته بأيمائه سعيده:تمام..وكمان يكونوا "احمد"و"ساره" رجعو من المدرسه..

هز رأسه واردف:تمام..اتفقنا..

_عن اذنكم..

هتفت بها قبل ان تتوجه نحو الاعلى.. كان الجميع ينظر لـ "ادم" الذي كان يتابعها حتى اختفت.. منهم من ينظر له بغموض.. ومنهم بابتسامه.. ومنهم بحنق وغيض.. استأذن "ادهم" لكي يذهب الى عمله.. وكذلك "آية" ذهبت مع والدها لكي يوصلها الى جامعتها..وذهبت "سميه" كـ العاده الى النادي لرؤيه صديقاتها.. ولم يبقى سوى "ادم" و"ملك"..

_ايه يا"ادم" انت مش هتخرج انت كمان..؟

اردفت "ملك" بتسأل وهي تطالع "ادم" باستغراب..

اجابها بنفي: لا انا النهردا مش هخرج.. عايز اقعد في البيت..

عقدت حاجبيها باستغراب ثم هتفت: اشمعنى يعني..

توتر قليلا قبل ان يجيبها بتلعثم: لا عادي.. بس عشان انا تعبان النهردا.. فكنت عايز ارتاح..

أومأت له بشك.. ثم نهضت وهي تجمع الاطباق الخاليه لتذهب بها الى المطبخ..

تنهد "ادم" بتعب قبل ان ينهض ويتوجه الى الاعلى لينام قليلاً بعد ان ضل مستيقظً طوال الليل..
_______________________________________

نزلت الى الاسفل بعد ان ابدلت ثيابها الى بنطال جينز ازرق وقميص ابيض باكمام طويله.. لم تجد أحداً في المنزل فأيقنت انهم ذهبو الى اعمالهم فتوجهت فوراً ناحيه المطبخ.. وجدت اختها تقوم بغسل الاطباق..
تحمحمت لتنتبه لها شقيقتها.. نظرت لها"ملك" بابتسامه أشارت برأسها لها لتقترب منها..

اقتربت من شقيقتها قائله باستغراب وهي تعقد حاجبيها: هو ليه انتي اللي بتغسلي الاطباق.. هو انتم مش عندكم خدامه..؟

اجابت "ملك" بامتعاض وحنق: ويجيبو خدامه ليه ما انا موجوده انا الخدامه ابتاعتهم..

هتفت "ملاك" بتعجب: ليه بتقولي كده..

اجابتها بامتعاض: مش انا اللي بقول ياختي دي حماتي العقربه قالت كده من اول يوم جيت فيه البيت دا.. وكمان فصلت كل الخدم.. ومن يومها وانا اللي بعمل كل حاجه.. و"ادهم"ياعيني ميقدرش يقول حاجه مهي امه يعني هيقولها ايه.. بس انا مش هقول غير حاجه وحده.. اللهي تتشلي مطرح مـ انتي قاعده يا"سميه" يا بنت "طه"..

كانت" ملاك"تستمع لها وهي فاغره شفتيها من كلام شقيقتها مالذي حدث لها لما تتكلم بتلك الطريقه..

لذا هتفت بتسأل وهي عاقده حاجبيها باستغراب: انتي بتتكلمي كده ليه يا"ملك".. كلامك بيئة اوي..

ضحكت "ملك" على ذلك السؤال واجابت: انا عايشه مع "ادهم" و"ادم".. عايزاني اتكلم ازاي يعني.. لازم اتكلم كده..

اردفت "ملاك" بتسأل ودهشه: معقول.. "ادهم" بيتكلم بالطريقه دي..؟ بس دا مدرس لغه عربيه ازاي يتكلم كده..؟

اجابتها بضحكه: لا مهو "ادهم" كل شويه بيتحول.. يعني أحياناً بيتكلم في اللغة العربية وبيقرفنا فيها وأحياناً بيتكلم كلام بيئة زي ما انتي قولتي..

أومأت لها بتفهم قبل ان تعود وتسألها مره اخرى: طيب وحماتك ترضى انكم تتكلموا بـ الطريقة دي..؟

اجابتها بسخريه: وحياتك دي هي اللي معلاماهم اصلاً.. بس هي قدامنه بتعمل نفسها انها من الطبقه الراقيه.. ورافعه مناخيرها للسما.. وهي ولا تسوى..

انبتها شقيقتها بهدوء: كده عيب يا"ملك".. مينفعش كده.. دي مهما كان حماتك وأم جوزك وفي الاول ولاخر هي اكبر منك لازم تحترميها.. وكمان "ادهم" لو عرف مش هيسكت وهيزعل منك...

تنهدت قبل ان تجيبها بعناد: عارفه يا"ملاك" والله.. بس هي تستاهل دي بتعمل حاجات تخليني اخرج عن شعوري.. وبعدين "ادهم" مش هيزعل عشان هو ميعرفش انا بعمل ايه.. وحتى لو هي قالتلوا هو مش هيصدق..

ثم اكملت بضحكه: عارفه انا اخر مره خليتها اتشوف النجوم في عز الضهر..

سألتها "ملاك" باستغراب: ازاي..

اطلقت ضحكه صغيره قبل ان تجيب: في مره عزمت صاحباتها عندنا هنا.. والعقربه بقت تعاملني زي الخدامه قدامهم.. كل شويه جيبي دا وخدي دا وشيلي دا.. لحد ما حيلي تهد.. وفي الاخر قالتلي روحي اعملينا قهوة.. انا تغضت منهم اووي فـ روحت على المطبخ وعملت القهوة.. بس حطيت معاها مسهل وقدمتها ليهم..

ثم اكملت بضحكه عاليه نسبياً: والله اقل من عشر دقايق صاحباتها هربو من البيت عشان يلحقوا نفسهم.. وهي فضلت يوم كامل قاعده في الحمام..

لم تستطع السيطرة على قهقهتها فأطلقتها بحريه.. شاركتها شقيقتها الضحك ولكن بخفوت..

هزت "ملاك" رأسها بقله حيله واردفت بابتسامه صغيره: مفيش فايده فيكي..

اجابتها وهي تهز رأسها للجانبين بنفي قائلة: لا مفيش فايدة.. عشان انا مش بحب اسيب حقي..

سألتها شقيقتها مستفسره: طيب وبعدين ايه اللي حصل.. هي اكيد قالت لـ "ادهم" صح..؟

أومأت لها وقالت بفخر: ايوه قالتلوا.. بس اختك طبعاً محدش يقدر عليها.. هي لما قالت لـ "لادهم" قومت انا على طول معيطه بصوت عالي وقول..

تحمحمت قبل ان تكمل بـ ادراما ودموع وهمية: ليه بس كده ياماما.. انا عملتلك ايه عشان تتبلي عليا كده.. يعني دي جزاتي اني قاعده بنفذلك طلباتك انتي وصاحباتك.. وانتي بتقوليلهم دي الخدامه بتاعتي وانا سكت ومتكلمتش.. وفي الاخر تقولي عليا كده..

انتهت من تمثيلها وهي تضحك ثم اكملت: وبابا و"ادهم" لما عرفوا انها عاملتني كده قدام صاحباتها زعلوا منها.. وبابا هزأها قدامنا كلنا.. وبقوا يومين مش بيكلموها.. وحتى "ادم" و"آية" لما عرفوا قاطعوها.. لحد ما جت اعتذرت مني وقالت انها غلطانه وانها مش هتعمل كده ثاني.. وانا قولتلها بكل حنان مزيف طبعاً "خلاص ياماما مفيش داعي انك تعتذري.. انا مش زعلانه منك".. ساعتها بس الكل بقى يكلمها.. ها قوليلي بقى ايه رأيك في اختك..

صدمه.. هي حقاً انصدمت ايعقل ان تفعل اختها الكبرى كل هذا.. انها حقاً ممثله موهوبه هي تخفي كل هذا الدهاء خلف قناع البرائه..

لذا اجابتها باعجاب: واو.. Bravo.. بجد انا كده برفعلك القبعه.. انتي ممثله هايله.. بس برضوا بالراحه عليها عشان خاطر "ادهم"..

مطت شفتيها قبل ان تجيب بامتعاض: طيب ماشي هحاول اخف الجرعه اشويه.. مع انها تستاهل كل اللي بعمله فيها..

تنهدت بعمق قبل ان تقول: مش بقول مفيش فايده...
_______________________________________

عاد "ادهم" من عمله واصطحب زوجته وشقيقتها واطفاله الى احد المنتزهات العامه..

كان ينظر لزوجته و"ملاك" وهم يلعبون مع الصغار كانهم اطفال مثلهم.. نظر لـ "ملك" وهي تلعب مع الصغير "احمد" كره قدم ابتسم على طفوله زوجته التي لن تكبر أبداً.. ثم التفت نحو تلك الملاك التي لم ترى الراحه في حياتها ها هي الان تمسك بيد طفلته وتدور بها وصوت ضحكات الاثنتين يصل له.. تنهد براحه وابتسامه سعيده ارتسمت على شفتيه لرؤيته لها تبتسم بسعاده هكذا.. تلك الشيطان المسماه بـ "كارمن" وأيضاً والدها رحمه الله لم يجعلوها تذق طعم الحياه.. لم تعيش حياتها كما ينبغي.. فـ والدها كان حريص عليها جداً.. لا يريدها ان تتعود على عادات المجتمع الامريكي.. ولهذا لم يكن لديها اي اصدقاء كان والدها واختها وشقيقها الاصغر هم اصدقائها ومن ثم انضم لهم هو.. اما والدتها لم تهتم بها يوماً.. كان كل همها هو السفر والتسوق والذهاب للحفلات ولم تعيرها اي اهميه.. والامر الذي احزنها فعلاً هو ان والدتها تزوجت بعد وفاه والدها بعد شهور عدتها باسبوعين فقط والادهى انها تزوجت من شخص يصغرها بالسن.. حقاً انها عانت كثيراً.. ولآن هي تبتسم بفرحه وسعاده كبيره وهو سعيد بذلك.. عندما اخبرته ليله امس بكل شيء وما هو الامر الذي تخفيه.. قد تعهد مع نفسه انه سيفعل ما بوسعه ليحميها ويجعلها سعيده دائما.. فهي تستحق..

_انت سرحان في ايه..

اخرجه من شروده صوت الشخص الذي وقف بجانبه.. التفت له وهتف بتعجب: "ادم".. انت ايه اللي جابك هنا..

اجابه اخيه بمزاح: رجليا هما اللي جابوني..

زفر بملل على تفاهه اخيه وهتف مصححاً: لا انا اقصد ايه اللي جابك هنا بالذات..

ابتسم ببلاهه قبل ان يجيبه: اااه.. هو بصراحه انا صحيت من النوم ملقيتش ولا حد في البيت فـ روحت على طول سألت عم "محمد" البواب وقالي ان الاستاذ "ادهم" بلغني ان لو حد سأل عنك بيقوله انك في المكان دا..وانا جيت هنا على طول.. عشان مبحبش اقعد لوحدي..

أومأ بتفهم ثم التفت مره اخرى لينظر نحو الفتاتين بابتسامه.. فعل اخيه المثل ولكن كان ينظر نحو "باربي" كما اسماها.. يتابع حركاتها وابتسامتها الساحره المرتسمه على شفتيها تنهد بحراره عند تلك النقطه تخيل وهو يتذوق حبتاه الفراوله تلك.. ياترى ماذا سيحصل لو تذوقهم لن يحصل شيء اليس كذلك..

اخرجه من تفكيره الذي بدأ يأخذ منحنياً آخر صوت شقيقه الذي هتف دون النظر اليه: عارف يا"ادم".. "ملاك" من بعد ما ابوها مات عانت اوي.. وخصوصاً لما امها اتجوزت.. امها اساساً مكانتش مهتمه بيها ولما اتجوزت هي نسيتها عـ الاخر.. ابوها كان كل حاجه بالنسبه ليها.. كانت الحاجه اللي عايزاها توصلها من قبل ما تقول.. كانت لما تكون عايزه مساعده حد هو بيكون موجود ومش بيخليها محتاجه الحد.. بس دلوقتي هي محتاجه مساعده..

التفت الى اخيه الذي كان يطالعه بهدوء وهتف فيه بتسأل: هي لو مره طلبت مساعدتك انت هتساعدها..

اجابه بسرعه ودون تفكير: أكيد طبعاً هساعدها.. ومش هتردد ثانيه واحده...

ابتسم له بأمتنان قبل ان تتحول تعابير وجه الى اخرى حزينه وهو يردف: انا كمان عايز اساعدها بس..

قطع جملته وهو يزم شفتيه بأسف لفت انتباه اخيه فقام بسؤاله باستغراب: بس ايه يا"ادهم" كمل..

نظر له بحزن وهو يهتف: بس انا مش هقدر اساعدها غير بحاجه واحده وكمان انا محتاج مساعدتك..

اردف "ادم" بقوه: انت عايزني اساعدك في ايه.. قول وانا هكون جاهز...

سأله بترقب: انت متأكد انك هتساعدني...

اجابه بتأكيد وهو يهز رأسه بايجاب: اكيد..قول انت بس عايزني اعمل ايه وانا هعمله على طول..

نكس رأسه وهو يتنهد بعمق ثم رفع رأسه ونظر اليه لعده ثواني متابعاً تعابير وجه اخيه المتلهفه لمعرفه ما سيقوله..وبعد الصمت هتف"ادهم" بكلمتين فقط ولكنهما كافيتان لتجعلا "ادم" يفتح عينيه باتساع ويطالع اخيه بصدمه...

_عايزك تجوزها...
_______________________________________

مبدأيا كده انا بعتذر عن التأخير اللي حصل.. بس والله مش بأيدي.. النت كان مقطوع عندي ودلوقتي رجع.. ومرسي لكل اللي بيقرو الروايه والي بيشاركوا في الكومنتات واتمنى الروايه تكون عجبتكوا..

استنوني في البارت الجاي..

دمتم سالمين احبتي..

#bybo

Continue Reading

You'll Also Like

2M 40.9K 71
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
5.7M 163K 107
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
439K 34.1K 60
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
416K 34.2K 14
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...