أراكِ بعين قلبي (2 ) علاقات...

Per user72111140

316K 12.1K 2.5K

هى لم تقل يوماً أحبك بينما حكت العيون بكل ما أبغيهِ ما كان أجمل كبرها و عنادها الحبُّ أجملٌه الذي تخفيهِ ' إ... Més

تمهيد &أراكِ بعين قلبي &صابرين شعبان
الفصل الأول & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثاني & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثالث & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الرابع & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
السادس & أراك بعين قلبي & صابرين شعبان
السابع & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثامن &أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
التاسع & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
العاشر & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
اقتباس & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الحادي عشر & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثاني عشر & أراكِ بعين قلبي &صابربن شعبان
الثالث عشر & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الرابع عشر & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
اقتباس & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الخامس عشر &أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
السادس عشر & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
السابع عشر أراكِ & بعين قلبي &صابرين شعبان
الثامن عشر & أراكِ بعين قلبي &صابرين شعبان
التاسع عشر &أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
توضيح أراكِ بعين قلبي صابرين شعبان
الحادي و العشرون& أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
توضيح & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثاني و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثالث و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الرابع و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الخامس و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
السادس و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
السابع و العشرون & أراكِ بعين & قلبي صابرين شعبان
الثامن و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
التاسع و العشرون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الثلاثون & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان
الخاتمة & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

الخامس & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

8.3K 357 65
Per user72111140

الفصل الخامس

كانت حافظة تجلس أمامهم تفرك يديها بخوف بعد أن طلبها حفيظ للحديث معها في أمر هام.. و لا تعرف ما هو الأمر الهام الذي بينها و بينهم و ذلك الرجل يراقبها بعين فهد.. يراقب فريسته بتفحص و تحين للفرصة لينقض على عنقها ليسلب منها الحياة هكذا هى سيسلبونها الأمان الذي تملكه بعملها هنا لدي السيد حفيظ فلو ذهبت لمكان آخر لن تجد المعاملة الطيبة و الحسنة التي تجدها هنا لدي السيد حفيظ الذي كان يقول بقسوة الأن ربما لأول مرة معها " لقد كنت تعلمين أنها ستذهب أليس كذلك، دوماً كنتِ صندوق أسرارها، لم لم تأتي و تنبهيني لم ستفعل، أرايت نتيجة فعلتكِ لقد وضعت رأسي في الوحل، و الناس تلوك سيرتها بالسوء، لولا السيد داري قبلها و لم يهتم بذهابها لقتلتها لفعلتها، سأتركها فقط لأنه سيتمم زواجه بها هذا إذا فعلت ما سنخبرك به ، و لكن تبق عقبة واحدة، يجب أن نتمم هذا الزواج قبل أن يعرف أحد أنها ذهب قبل أن نعقد قرانهم و يعلمون أنها ذهبت هاربة .. سنخبر العائلة أن داري لم يشأ يخبر أحد من أجل عمه صالح حتى لا يغضبه "
استلم داري الحديث عن حفيظ و قال بصوت تشوبه رائحة التهديد و التحذير" و هنا يأتي دورك أنت، و تكفيرا عن فعلتك و ترك مهيرة تذهب دون علمنا ستفعلين ما سنخبرك به، و هذا الحديث لن يخرج خارج حدود هذه الغرفة و إلا ستعلمين ما سيحدث أنت و عائلتك لو سمعت فقط من يتحدث عن زوجتي بالسوء، سأعلم أنه أنت من فعل"
ردت حافظة بهلع " و ما لي و الحديث عن سيدتي مهيرة سيدي لي سنوات معها بعد والدتي و لم يشتكي السيد حفيظ من خروج سر من أسرار بيته لأحد عن طريق أي من عائلتي فكيف أفعل هذا الأن و بسيدتي مهيرة "
قال حفيظ بحزم " حسنا اليوم سنعقد قران مهيرة و داري و أنت ستقومين بمساعدتنا لنتمم ذلك "
سألته حافظة بلهفة من وجد قشة ليتعلق بها من الغرق إذا كان مساعدتها ستجعلها تحتفظ بوظيفتها فلا بأس بذلك فهى تعلم أن حفيظ لن يؤذي ابنة أخيه الميت .. " ماذا تريدني أن أفعل سيد حفيظ ، سأفعل أي شيء لمساعدتك بالطبع "
نظر حفيظ لداري بتفهم فاستلم الأخير الحديث قائلاً بأمر " ستخرجين بدلاً من مهيرة لتوقعي على العقد فوجود العروس ضروري كما أظنك تعلمين "
كانت حافظة كمن فقد النطق لم تتخيل في أسوء كوبيسها أن يطلب منها شيء كهذا كأن تأخذ مكان عروس في عقد قرانها ، سألها حفيظ بعصبية عندما طال صمتها " ماذا قلت حافظة "
قالت حافظة بصدمة و استسلام " سأفعل ما تأمرني به سيد حفيظ بالطبع من أجل سيدتي مهيرة حتى لا يمسها سوء "
خرجت زفرة حارة من صدر داري و قال بحدة " حسنا اليوم مساء بعد العاشرة حتى لا ينتبه أحد لمجيء المأذون هنا فيلعمون ما حدث"
أومأت حافظة برأسها بتوتر و نهضت قائلة " شيء أخر سيدي "
قال حفيظ بحزم " لا أذهبي الأن و لا تذهبي لمكان حتى أخبرك "
خرجت و تركتهم و الصدمة مازالت على محياها ، سأل داري حفيظ باهتمام " هل تظن أنها ستخبر أحد "
أجاب حفيظ بثقة " لا تخف ، لن تفعل "
قال داري بجدية " حسنا سأذهب الأن و نلتقي في المساء "
ذهب داري أيضاً فجلس حفيظ يفكر بحزن في تلك الحمقاء و ما فعلته بذهابها من تعقيد ..

******************
نظرت إليه رتيل بتفحص ، كان يجلس بشرود منذ عاد من منزل السيد حفيظ ، و مالك يحاول لفت انتباهه بحديثه عن ألعابه و لكنه كان يبتسم بفتور فقط و يعود لشروده سألته رتيل باهتمام " داري ، ماذا حدث لدي السيد حفيظ "
نظر إليها بهدوء و أجاب بضيق " لا شيء ، سنعقد القران اليوم "
اتسعت عيناها دهشة اليوم و مهيرة ليست هنا " كيف و مهيرة ليست هنا " سألت بحيرة
تنهد داري بضيق و أجاب بحدة " لقد تدبرنا الأمر "
ظلت تنظر إليه بصمت متفحص حتى زادت من توتره فقال بغضب " رتيل أنا أرا الشياطين أمامي لذلك إذا أردت أن تقولي شيء قوليه فقط " نظر مالك لوالده بتوتر  لصوته الغاضب مما جعل والده تلين ملامحه و يبتسم في وجهه برفق .. ليعود  للعب  مرة أخرى بلامبالاة تاركا الحديث يعود بين كلاهم ..
رفعت رتيل  حاجبها باستفزاز و ردت بمكر " ما بك يا ابن العم هل سيطرت المهرة على عقلك حتى ضاق صدرك بما دونها "
رمقها بحدة و قال ببرود " ليس من شأنك ما في صدري فقط فكري بما في صدرك أنت تجاه ... " قاطعته رتيل بمرارة غاضبة " لم تتعمد تذكيري بما حدث كلما كنت غاضب من شيء هل أنت سادي تبحث عن من تنتقم منه وقت غضبك فلا تجد غير المقعدة ابنة عمك الضعيفة  التي تعلم جيداً أنها لن تستطيع أن تدافع عن نفسها أمامك "
رمقها ببرود " ألا تبالغين في اتهامك لي و وصف نفسك بما ليس بك " قال بسخرية
تمالكت رتيل أعصابها و قالت بلامبالاة " ربما ، و لكن أعترف أنك تستحق كل ما اتهمك به أنا لا أتجنى عليك "
أومأ داري برأسه قائلاً بملل " ربما معك حق أنت أيضاً "
صمت كلاهما  بتفكير عندما سأل مالك والده " بابا متى سأرى أمي "
نظر لرتيل بضيق فقالت برفق لمالك " مالك عزيزي تعال لهنا عند الخالة رتيل "
تقدم مالك من مقعدها ليوقف أمامها قائلاً " نعم خالتي "
أمسكت بيده الصغيرة البيضاء و رفعتها لفمها تقبلها قائلة بجدية " ألا تحب أن  تأتي معي لعند جدك صالح لبعض الوقت هناك ستجد مازن و عمر و حسام لتلعب معهم ما رأيك "
سأل مالك بخيبة " هل هذا يعني أني لن أرى والدتي قريبا "
نظرت لداري بمرح و قالت بسخرية " ذكي مثل والده و لا تستطيع أن تثنيه عن شيء أو تلهيه عن ما يريد "
ابتسم داري بسخرية و قال لمالك " تعالي مالك سأخبرك بشيء "
ترك مالك جانب رتيل و عاد لوالده الذي   حمله و أجلسه على ساقيه قائلاً " متى تريد أن تراها ، سنسافر لها معا "
قال مالك بخيبة " ألا تستطيع هى أن تأتي هنا "
أجاب داري باهتمام " لا أعرف ، سنهاتفها و نسألها  و لكن ليس الأن  بعد عدة أيام فلدي شيء مهم أفعله  أولاً "
قالت رتيل ساخرة " نعم سيحضر أمك الثالثة "
رمقها داري بحدة  ، فضحكت رتيل قائلة " ألا أقول الحقيقة "
مط شفتيه ببرود و قال لمالك " هيا أذهب لهنية لتعد لك الطعام لحين أتحدث مع خالتك رتيل قليلاً "
هبط مالك من على ساقي والده و تركهم بصمت .. قالت رتيل بجدية " ماذا ستفعل حقاً "
أجاب  داري بجدية " سأتصرف  لا تقلقي ، اليوم سيحل كل شيء "
تعجبت رتيل من أمره لا تعرف لم يربط نفسه بهذه الزيجة المعقدة فليتزوج أي واحدة كثيرات هنا من يتمنونه خاصةً أنه وسيم و قوي و ثري كثيرا و عائلتنا من أكبر العائلات هنا  و لذلك سيجد أكثر من واحدة  لتقبل به ..
قالت رتيل بهدوء " حسنا سأنتظر مجيئك لتطمئنني "
نهض قائلاً " حسنا سأذهب لغرفتي قليلاً  حتى تعدون الطعام"
قالت رتيل بمكر " ستذهب  لتفكر بها وحدك في غرفتك الخالية و ربما استمعت لالحان ناعمة متخيلا أنها معك و ربما ترقصان كالجميلة و الوحش فأنا اتخيلكما هكذا "
أمسك داري  بأحد وسادات الأريكة و قذفها بها قبل أن يخرج  على صوت ضحكاتها الرنانة دون أن يجيب  ..

**********
كانت مهيرة تشعر بالقلق منذ جاءت هنا و استقرت مع والدة ملك و رغم أنها تعاملها بشكل جيد إلا أنها  تظل داخلها قلقة ربما لشعورها بالذنب تجاه عمها و الموقف الذي وضعته به بهروبها ، ربما افتعل ذلك الرجل فضيحة له بسببها ، و رغم هذا  يعد أفضل من الزواج به . لقد طلبت من بسام أن يحضر أوراقها لتبدأ في أكمال دراستها لعل هذا يشغلها عن التفكير فيما سيحدث عندما تتقابل مع عمها ، مؤكد أن يسامحها أبدا لفعلتها ، سمعت طرق على الباب فنهضت مسرعة لتفتح الباب لتجد مديحة مرتدية ملابسها و تبدوا على وشك الخروج من المنزل .. قالت مديحة باسمة " سأذهب للنادي  هل تأتين معي بدلا من الجلوس وحيدة"
ابتسمت مهيرة ممتنة قائلة " لا خالتي سأدرس قليلا و أعد الطعام لحين تأتين"
قالت مديحة بهدوء " حسنا هاتفي معك إذا أردت شيء هاتفيني"
أومأت مهيرة باسمة و خرجت خلف مديحة لتغلق الباب خلفها زيادة في الأمان .. بعد ذهابها  جلست مهيرة شاردة تفكر فيما ستقوله لعمها حقا وقت تواجهه...

*********

لم تصدق حافظة ما فعلته ، هل حقا اخفت وجهها و خرجت على أنها العروس.. ماذا سيحدث بعد ذلك، هل ستقبل مهيرة ذلك أم ستفتضح الأمر و هل ستزج في السجن لو فعلت و أخبرتهم أنها لم تكن هنا، سمعت صوت حفيظ الذي جاء لغرفة مهيرة التي كانت تنتظر بها. قائلا بحزم  " يمكنك العودة للمنزل حافظة سيوصلك السيد حسين عم داري في طريقه.. فمن تواجد في العقد لم يكن غير داري و عمه حسين و  عبد الملك صديق و جار السيد حفيظ كشهود على العقد.. ليتم الأمر بهدوء دون تعقيدات لثقة المأذون في السيد حفيظ لذلك لم يطلب منها كشف وجهها ليقارنه بما تحتويه صورتها و هل تشبها.. نهضت حافظة و سألت حفيظ بخوف " و هل هذا يعد زواج حقيقي سيد حفيظ، ألا يعد تزوير و باطل"
نظر إليها بجمود يعرف ذلك جيدا و كان هذا شرطه ليتم الأمر أن لا يقرب داري مهيرة إلا إذا وافقت و تأتي لتخبره بنفسها قبل أي شيء، لقد وافق على هذا العقد ليستطيع داري أن يتعرف عليها و يتفاهمان قال حفيظ بهدوء" لا تقلقي حافظة أنا لن أفعل ما يغضب الله أنا أعرف كل ما فعلته جيدا تأكدي أنه لصالح ابنة أخي"
قالت حافظة بحزن " أعلم سيد حفيظ و لكن مهيرة..."
قاطعها حفيظ بحزم " ستوافق عندما تعلم أني أخترت لها الشخص المناسب"
قالت بتوتر " حسنا سيدي كما تريد، تصبح على خير "
قبل أن تخرج قال بتحذير" حافظة لا تنس ما قلته لك، لا كلمة تخرج من فمك "
أجاب بصدق" بالطبع سيدي  أعلم ذلك"
تركته و خرجت و عاد هو لداري المنتظر ليجري هذا الحديث الهام معه...

*****************
سألته فور عودته " تعال أجلس هنا و أخبرني بكل ما دار هناك من حديث "
قال داري بسخرية " الساعة تخطت الواحدة رتيل و مازالت جالسة على مقعدك ألم تتعبي "
أجابت بضيق " تعبت و لكن ليس أكثر من أحتراقي لمعرفة ما حدث معك بالطبع "
ابتسم داري بتعب و توجه إليها ليحملها من على مقعدها و يتجه لغرفتها قائلاً " حسنا أيتها اللجوج  سأخبرك بكل شيء بالتأكيد "
وضعها على الفراش و وضع عدة وسادات خلف رأسها و جلس بجانبها على الفراش سائلا " ماذا تريدين أن تعرفي "
قالت رتيل بحماسة " هل عقدتم القران "
أجابها بهدوء " نعم و كان عمي حسين و  العم عبد الملك صديق السيد حفيظ شهودا "
سألت بقلق " و مهيرة "
فرك وجهه بتعب و قال " تصرفنا في التوقيع "
سألت بتعجب " و الرؤية و سؤالها من الشهود "
أجاب داري بضيق " لقد كانت منتقبة و لم يحتاج المأذون كشف وجهها لثقته في السيد حفيظ "
قالت رتيل بحزن " مسكينة مهيرة ، ستكون صدمة كبيرة لها "
رمقها داري بحنق " الست ابن عمك "
قالت رتيل ساخرة باغاظة " و زوجي ، لذلك أقول أنها مسكينة "
نهض من جوارها  قائلاً ببرود " يمكن أن أخفف من حزنها و أطلقك"
ضحكت رتيل " حسنا أفعلها ربما رضيت عنك "
سألها بمكر " تفضلين الزواج بعثمان و تنتظرين معه "
أمسكت وسادة من خلف رأسها و ضربته بها قائلة " أصمت أيها الوحش ، من أخبرك أني سأتزوج ثانياً "
قال داري بخبث " تقصدين ثالثاً "
عادت رتيل لضربه بعنف قائلة بحقد " ستظل متوحش ، لن تحبك مهيرة أبدا هيا أخرج من غرفتي "
قال داري بتثاؤب " حسنا تصبحين على  خير يا صغيرة "
أجابته ساخرة " الصغيرة زوجتك الجديدة أيها الأحمق "
رمقها داري ببرود قائلاً " تحتاجين التأديب ربما فعلت كرمى لحذيفة "
ارتسم الحزن على ملامحها و احنت رأسها قائلة بصوت باكي " أسفة لوضعك في هذا الموقف معي "
لانت ملامحه و رمقها بحنان قائلاً برفق " هذا الوضع لا يعيبني أو ينتقص من شخصي رتيل ، أنا أعلم أنك تشعرين بالذنب بسببي لأنك تخفين عني أشياء تظنين أنها ستحزنني أو تثير غضبي و لكنها لا تفعل لا تقلقي "
رفعت رتيل رأسها تنظر إليه بتوتر قائلة " ماذا تعني "
ابتسم داري و عاد ليقبل رأسها قائلاً " لا شيء صغيرتي ، هيا نامي تصبحين على خير "
تركها و خرج و أغلق الباب خلفه بهدوء و لكنه لم يخفف من قلقها هل معني حديثه أنه يعرف شيء عن ... يا إلهي هل الثرثارة هنية أخبرته بشيء عنها .. لا لا ، لا تظن ذلك أعتدلت في فراشها و أغمضت عيناها تستدعي النوم ربما يأتي زائرا في أحلامها ...

****************
مرت أيام و لا شيء تغير من روتينهم اليومي يخرج داري للرياضة صباحاً ثم العودة للمنزل و الفطور و الخروج ثانياً لمراعاة أرضه و باقي أعماله و العودة للغداء و الذهاب ثانياً حتى موعد العشاء .. كان قد أكد على الرجل الذي كلف بمراقبة مهيرة أن يوظف رجل أو أكثر معه لا يريد أن تبتعد عن عينه للحظة ، عندما علم أن بسام قد جاء ذهب لرؤيته على الفور ليعلم ما الذي أتى به ، كان يعلم جيداً أنه أتي بسبب دراسة مهيرة ..  لذلك على الفور ذهب ليعلم ماذا سيفعل بالضبط مع والده ليثنيه عن إتمام زواجهم ، و كأنه يستطيع ذلك الأن فكر بسخرية و هو في طريقه لمنزل حفيظ .. طرق الباب بحزم منتظرا حافظة لتفتح له ، نظرت إليه بتوتر و أفسحت له الطريق قائلة " سأبلغ السيد عن مجيئك " تركته و ذهبت لتخبره
دلفت حافظة للغرفة تقول بقلق من مواجهة هذان الإثنان و خوفاً من انكشاف فعلتها " سيد حفيظ السيد داري في الخارج يريد رؤيتك"
أشار لها حفيظ بالأنصراف قائلاً بخشونة" أدخليه حافظة كيف تتركينه على الباب "
هرعت حافظة للخارج فنهض بسام قائلاً بضيق" أنا لن أجلس مع هذا الرجل، سأذهب لغرفتي "
خرج بسام ليقف أمامه داري الذي سمع عبارته  يبتسم بسخرية و هو يتسأل ببرود
" هل جئت لتعيد زوجتي سيد بسام "
رد بسام بصوت لازع " لا، و لن تكون زوجتك سيد داري فلتنس ذلك و تبحث لك عن زوجة أخرى فابنة عمي لا تناسبك، أنا سأزوجها بمن أرضاه لها "
رفع حاجبه بمكر" حقا ستفعل "
قال حفيظ محذرا " بسام إياك و فعل شيء دون إرادتي فستكون العواقب وخيمة "
التفت بسام لوالده بضيق" أنا لم أقل هذا أبي، أنت أيضاً سيكون كل شيء بعلمك فقط أنا أفهم السيد داري أنه يضيع وقته فلن توافق ابنة عمي على تلك الزيجة و لو كان الرجل الوحيد "
رد داري ساخرا " ربما وافقت و رحبت فلا تجزم بذلك "
رد بسام غاضبا" مستحيل أن توافق أنا أعلم جيدا صالحها لذلك أخبرك أن لا تنتظر تحقيق المستحيل "
رد داري باستمتاع" كم أعشق التحديات و تحقيق المستحيل هذا شيء يجعلني أشعر بالحياة، فهذه الفترة أشعر بالملل حقا لا بأس ببعض الإثارة " اقترب من بسام هامسا حتى لا يسمعه حفيظ
" كم سأستمتع و أنا أريها لابنة عمك كم أنا زوج محب أعدك لن تأتي إليك متذمرة مني أبدا "
عقد بسام حاجبيه بغضب كم هو وقح هذا الرجل، أنه كما يظن به بالفعل خطرا على ابنة عمه يأخذ الأمر تحدي و عناد كما قالت ملك ، ضم قبضته بقوة و لكمه في وجهه غاضبا و هو يهمس بغيظ " هذا لتتأدب و أنت تتحدث عن ابنة عمي التي لن ترى ظفر أصبعها الصغير "
أتت اللكمة في وجنته فأحدثت كدمة زرقاء، قال حفيظ غاضبا
" بسام هل جننت "
رد داري ساخرا بمكر " ربما يشعر بالغيرة سيد حفيظ، ربما يريد أن يتزوجها الأن ، هل تريد" وجه تسأؤله لبسام بمكر ، فأجاب بسام ببرود
"هل تظن أني لن أستطيع حمايتها إلا إذا تزوجتها، لا أنت واهم سيد داري، ابنة عمي في حمايتي بحكم صلة القربى ففي عروقنا نفس الدماء لا أحتاج لورقة لتعطيني هذا الحق عليها "
رد داري ببرود" أما أنا فهذه الورقة التي ترفضها هى نفسها من ستعطيني هذا الحق أيضاً"
رد بسام بغلظة" أحلم بذلك "
رد داري بمكر" أنا أحقق أحلامي دوماً "
رد بسام ببرود" سنرى ذلك "
تركه و خرج من الغرفة فقال حفيظ بضيق" لم كل هذا "
أجاب داري بهدوء و ملامح جامدة " أردت التأكد من شيء"
رمقه حفيظ بشك، فارتخت ملامح داري الجامدة قائلاً بغموض
" لا تخف، لقد أخبرتك سأتصرف ، أترك كل شيء علي"
لم يجب حفيظ بشيء فأضاف داري " أعطيه ما جاء من أجله فلم نعد بحاجة إليهم"
تمتم حفيظ بتوتر" بالفعل لم نعد بحاجة إليهم "
ارتسمت بسمة صياد على شفتي داري كمن وقع في فخه صيد ثمين، ربما هو كذلك بالنسبة له...  سأله حفيظ بجدية " ألا تمانع حقا في ابتعاد مهيرة كل هذا الوقت "
قال داري بصدق " لا تخف سيد حفيظ لقد أخبرتك أني سأنتظر مهيرة تكمل دراستها و أيضاً  لن أفعل شيء دون موافقتها لا تخف"
شعر حفيظ بالراحة فهو يعلم أن داري سيكون عند حسن ظنه  و لن يخاف كلمته أبدا و لكن هل سيتحمل هذان العامان دون أن يراها حقاً ، كيف سيتقرب منها لتوافق على زواجهم إذن .. حسنا سيترك ذلك لحينه ..

****************
بعد عام 
كانت رتيل تنظر إليه بتعجب من صمته منذ عاد من سفرته القصيرة مع مالك لرؤية والدته .. سألته باهتمام " ما بك داري تبدوا مضطربا هذه الفترة , منذ عدت من سفرتك ، هل والدة مالك بخير "
قال داري بغضب مكتوم " بخير "
سألته بجدية "  هل تحدثتما عن الطلاق "
أومأ برأسه صامتا ، سألته بشك " و ماذا حدث "
رد داري غاضبا " لم تقبل  .. تقول أنها لا تحتاج الطلاق فهى لن تتزوج و تعيش حياتها بشكل طبيعي ، فلم تفعل و توافق "
عقدت رتيل حاجبيها بغضب قائلة بحدة " تلك الحقيرة ، تعلم أنك لن تتخذ أي إجراء من أجل مالك و تعيش على نقودك  "
رد داري بحدة " رتيل لا تتفوهي عنها بسوء فيستمع لك مالك مفهوم و لا شأن لك بما أفعل "
اشاحت بيدها قائلة بحدة " أذهب إلي الجحيم ، لا أعرف لم تزوجت إنجليزية و أنت تعرف أخلاقهم "
قبض داري على يده بقوة و تنفس بعمق يمتص غضبه قبل أن يقول " لا شأن لك بخياري مثلما ليس لي شأن بخيارك للحقير حذيفة "
تلفتت حولها تبحث عن شيء لتقع عيناها على مزهرية صغيرة على الطاولة المذهبة في جانب الغرفة فدفعت مقعدها المدولب تجاهها و قبل أن تمسك بها كان داري ممسكا بالمقعد يمنع تقدمها ، التفتت إليه و ضربته على يده بغضب و عصبية صارخة " تبا لك ، لم تزوجتك أنت أيها البغيض "
ضحك داري بقوة و شد مقعدها لتعود لمكان جلوسهم قائلاً باعتذار " حسنا أنا أسف رتيل ، أنت من يستفزني بعض الأحيان  "
صمتت تتنفس بقوة و ترمقه بغضب عندما قال بضيق  "  سأذهب غداً لرؤية مهيرة "
صمتت رتيل و عيناها تتفحص تعابير وجهه ، هل هذا ما يضايقه ، هل علم عنها شيء يا تري .. سألته بهدوء " داري ، لم تركتها بعيدة كل هذه الأشهر ، لم لم تطلب من السيد حفيظ أن يعيدها لهنا و تظل لديه حتى تستطيع أن تراها و تتقرب منها على الأقل "
تنهد داري بحرارة "  من أجلها هى ، لا أظن أني  كنت سأتركها بعيدة عن بيتي لو كانت موجودة بالجوار "
"للمرة الأخيرة داري سأسألك  ، هل تحبها "؟؟ سألته رتيل بقوة
صمت لبعض الوقت قبل أن يقول بصدق " أظن أني أستطيع أن أحبها عندما تكون هنا معي  "
قالت رتيل بحنق مغتاظة " هذا ليس جواب يا سيد ، هل تحبها نعم أم لا "
قال بغيظ " أخبرتك سأحبها عندما تأتي هنا "
ضحكت رتيل ساخرة " حقاً ، و إن لم تفعل ، هل ستطلقها و تبحث عن أخري أم ستتركها جانبا و تأتي لنا بالرابعة "
رد داري ببرود " أحياناً أكرهك ، لا أحد يستطيع أن يحادثني بهذه الطريقة و لا أن يخالف لي أمر  مثلك "
لوت رتيل شفتيها ساخرة و أجابت " و هى أيضاً و قبل أن تأتي لبيتك ، ماذا ستفعل عندما تأتي يا ترى "
أجاب ببرود " لا شأن لك بما سيحدث ، و الأن أخبريني ستذهبين معي لرؤية الطبيب المختص عن حالتك صحيح "
ارتسم الحزن على وجهها و أجابت " و لم لا داري ، أريد أن أشفى حتى لا أظل عبئ عليك طوال العمر ، لتستطيع أن تعيش حياتك و يكون لك بيت مستقر أنت و مالك "
أمسك بوجنتها يشد عليها قائلاً بغضب مصطنع " و هل شكوت لك أيتها الحمقاء ، من قال أنك سبب في عدم استقرار حياتي مع مالك نحن بخير و حتى لو لم تكوني هنا ، كان سيكون وضعنا هو هو "
لمعت عيناها بالدموع فانحني ليضمها بين ذراعيه قائلاً بحنان " أعرف أنك متخوفة من عودة حذيفة أن يأتي ليجدك زوجتي و يظن بك الظنون  أليس كذلك "
دفنت وجهها في صدره قائلة ببكاء " لا أظن أنه سيقبل بي على أي حال داري و قد أصبحت مقعدة أيضاً ربما لا أشفى أبدا "
أبعدها عنه ليقول بحزم و ثقة " ستشفين و ستعودين للسير من جديد و ستكونين بخير و سنرسل للوغد ليعود و إن لم يقبل بك على حالك هذا فهو لا يستحقك من الأساس أنا من سأزوجك بنفسي لرجل أثق أنه يحبك "
ابتسمت بحزن و راحته تزيل دموعها بحنان من على وجنتها " ستتزوجني أنت عندها "
ضحك داري و قال بغرور مصطنع " و هل هناك من هو أفضل مني ، مال و وسيم و قوي "
كان يشير لجيبه و وجهه و يحرك ذراعيه مستعرضا عضلاته البارزة مما جعلها تنفجر ضاحكة و هى تقول بمرح " أحمق مغرور "
حملها من على المقعد قائلاً بغضب مصطنع " عقابا لك ستظلين في غرفك حبيسة الفراش  دون عشاء "
ضربته رتيل على كتفه و تصرخ مازحة " أتركني أيها الوحش ، سأخبر أبي أنك تقوم بتعذيبي "
رد بسخرية " أخبريه ليزوجك عثمان على الفور "
وضعها على الفراش و قال " استريحي قليلاً لحين موعد العشاء و أنا سأذهب للسيد حفيظ قليلاً و أعود "
قالت رتيل باسمة " حسنا لا تتأخر "
قبل رأسها و أنصرف  فابتسمت  بحزن و هى تدعو الله أن تشفى  حتى لا تظل عبئ عليه أو تعطي لوالدها الفرصة لتكرار فعلته و التحكم بحياتها مجدداً ...

****************
كانت جالسة في كافيتريا الجامعة تنتظر موعد محاضرتها الأخري عندما أتى قائلاً بمرح " كيف حالك مهيرة ، أين سوسن  ألم تأتي اليوم "
احتقن وجهها خجلا و رفعت يدها لتشد حجابها للأمام قليلاً و كأنها تتخفي خلف هذه الفعلة من خجلها لجلوس مهاب دون أن يأخذ إذنها ليفعل و كأنها لن تمانع " لا لقد هاتفتني معتذرة "
قال مهاب باهتمام " ماذا تريدين أن أطلب لك "
قالت بخجل " لا شيء شكراً لك ، للتو تناولت قطعة كيك و كوب قهوة  "
قال مهاب مثرثرا عن دراستهم بحماسة غير منتبه لخجلها أو ارتباكها و ردودها القليلة حتى جاء موعد محاضرتها فتنفست الصعداء لتنهض قائلة براحة لانصرافها " سأذهب لمحاضرتي الأن أراك فيما بعد "
أومأ مهاب برأسه و راقب انصرافها باهتمام ارتسمت ابتسامة عريضة مفكرا أن هذه الفتاة تعجبه حقاً بخجلها المبالغ به هذا ..

****************
كان يريد أن يذهب فور جلوسه معها أن يشدها لتنهض و يلكمه على وجهه  و يخبره أنها تخصه هو فقط زوجته هو ، ملكه هو منذ وقت طويل و ما تركها بعيدة  إلا ليعطيها الوقت لتتقبل الأمر ، أما الآن و هو يراها تعيش حياتها دون أي رادع و تكون علاقات أيضاً مع رجال لهنا و يجب أن يتخذ موقف ، لن يتركها هكذا تظن أنها حرة طليقة  تستطيع أن تعرف غيره و تحادثه أيضاً أو حتى تفكر في أن تحب ، لا لهذا الحد و يجب أن يتصرف معها ، كان يقف أمام الجامعة منتظرا خروجها فارغ الصبر و هو ينظر لساعته بضيق ، اليوم مهيرة اليوم ستعلمين من أكون بالنسبة لك  ..
أستند على السيارة بملل و عيناه على الباب ، عندما وجدها تخرج من الباب أقترب منها بحزم و صلابة و عيناه  مصلطة عليها ، سمعت همهمات الفتيات الخارجين معها من الجامعة لتنتبه لذلك المتجه ناحيتها بحزم .. شحب وجهها و عقلها يستعيد هذه الهيئة يوم عرس لمياء .. تلفتت حولها لعلها تخطئ  و أنه ليس أتيا تجاهها و لكن ظنها قد خاب .. وقف أمامها و قال بصوت متعالي أمر " تعالي معي للسيارة أريد الحديث معك "
تلفتت للفتيات الواقفات يراقبون الموقف باهتمام .. قالت بصوت مرتعش " من، أنت "
قال داري بغضب مكتوم و صورتها جالسة محتقنة الوجه مع ذلك الشاب تعيد مشاعره الثائرة بغضب .. " داري طاهر صفوان  زوجك"
شحب وجهها بشدة و ترنحت  فاقترب ليمسك بذراعها  قائلاً بحزم " لا تريدين أن تعطي مادة للفتيات هنا للحديث عنك صحيح لذلك معي للسيارة عزيزتي "
لا تعرف كيف طاوعته و ذهبت معه   ربما بطريقته الأمرة أو ربما كونها كانت تشعر أن صمت عمها علي عدم رجوعها خلفه كارثة تنتظرها و ها هى بالفعل ، الكارثة .. أجلسها داري  في السيارة   و أغلق الباب بقوة  و جلس بجانبها و تحرك بها بصمت ، وجدت نفسها في شارع خالي من المارة و هو يضرب المقود باصابعه بغضب  ، لم تفق من صدمتها بعد ، لا تصدق هل يقول الحقيقة هل هو زوجها حقاً ، كيف هذا  هل فعلها عمها و زوجها .. و من هذا الرجل .. التفت إليها و قال بصوت قاسي " من ذلك الذي كان يجلس معك في الجامعة  "
لم تجب  و وجد  جسدها ينتفض بقوة بجانبه فقال داري بتحذير
" تمالكي نفسك و إلا فعلت ما يجعلك تهدئين "
رمقته بصدمة و سألته بعدم تصديق " أنت قلت أنك .. أنك زوجي "
قال داري بقسوة " أنت لم تجيبي على سؤالي من الذي كنت جالسة معه اليوم  "
قالت مهيرة بقوة و قد استعادت بعض من قوتها و عنادها "  و أنت لم تجب سؤالي "
ابتسم داري بمكر متذكرا حديث رتيل عنها .. التفت إليها بجسده و قال بهدوء " نعم ، أنت بالفعل زوجتى "
سألت مهيرة باكية بانهيار و عقلها يستوعب حقاً حجم الكارثة و الصاعقة التي سقطت عليها بحديثه  " كيف "
مد داري اصبعه ليزيل دموعها عن وجنتها قائلاً برفق "  اشششش كفي بكاء  مهرتي ،  لا تقلقي ستكونين بخير معي أعدك بذلك "
أبعدت يده بحدة و قالت بغضب " أنت تحلم بالتأكيد ، أنا مستحيل أن أتزوجك "
قال داري بلامبالاة " حسنا ، معي عقد يثبت زواجنا ، أذهبي للشرطة و قولي أني كاذب و أنا أيضاً سأدعي على عمك بالكذب و التزوير و لذلك سيزج بعمك في السجن بشيبته هذه و من السبب أنت زوجتي"
أزداد شحوبها و قالت بائسة " اعدني للمنزل "
سألها بمكر " أي واحد بهم منزل عمك أم منزل حماة بسام "
شحب وجهها بقوة ، كيف يعلم أين تمكث  ، أجاب داري تساؤلها الغير منطوق "  منذ خرجت صباحاً من منزل عمك و أنت تحت ناظرى زوجتي "
لتصعق حقاً و ترتجف أوصالها من هذا الرجل الذي يدعي زواجها
تمتم داري بتهديد " العودة معي عندما أتي لطلبك أو سأبلغ الشرطة عن عمك و يقول ابن عمك وداعاً لحياته الهادئة هنا و عمله "
و أسقط في قدميها ...
********
بعد حديثهم الطويل  و بعد  أن أوصلها داري   عاد على الفور و هو مصمم أن تعود مهيرة معه فلن يتركها بعد ما رآه   توجه مباشرةً لمنزل حفيظ الذي أخبره بما حدث و أنه تحدث مع مهيرة و أنه يريد عودتها الأن و تكمل ما تبقي  في منزله لم يمانع حفيظ و قد طال وقت ابتعادها و قد اشتاق إليها هو أيضاً ، قررا العودة بعد عدة أيام ليعودان بمهيرة . و أكد على  رجله هناك أن يضع عيناه عليها و لا يغفل عنها للحظة ، فربما فعلت شيء أحمق كأن تختفي مثلاً و بالفعل قررا الذهاب معا  و حسم هذا الموقف .. كان قد حجز لحفيظ في فندق حتى لا يعلم بسام عن مجيئهم حتى يذهبان معا ، و بعد أن أرتاح حفيظ من سفرته  هاتفه داري أن السائق ينتظره ليأتي به و أنه ينتظر أمام منزل قريبة بسام الذي تقيم به مهيرة  .. كانت يقف أمام البناية و هو يرتب أفكاره و ما الذي سيقوله و يفعله ..  جاء حفيظ فقال داري بجدية "  هل نصعد "
قال حفيظ بضيق " اسبقني للأعلى سأتي خلفك ، لا أعرف لم تمكث هنا لدي تلك المرأة "
ابتسم داري و أجاب " المهم أنها هنا بخير ، سأسبقك  "
تركه و صعد فنظر حفيظ البناية متمتما " سأخلف قسمي بسببك مهيرة ستضطريني لدخول منزل تلك الشمطاء "
توكأ على عصاه و صعد بتروي ..

**********
كانت جالسة بوجه شاحب و بسام يسألها بصبر " أخبريني بما حدث و لم تريدين ترك جامعتك و العودة للمنزل"
قالت مهيرة بهدوء مصطنع" سئمت الجامعة لم أعد أريد أن أكمل هذا العام، سأعود الأن و ربما أكملته في وقت لاحق "
صرخ بها بسام " هل أنت حمقاء، هذا حديث تضحكين به على عقل طفل صغير و ليس أنا و الأن أخبريني بما حدث و إلا أقسم أن أخرج لسانك من حلقك لتنطقي "
أنفجرت باكية بحرقة " أرجوك أخي لا تضغط على في ذلك أتركني فقط على راحتي "
نهضت ملك من جانبه لتجلس بجانبها و هى تحتوي كتفيها فالفتاة تحتاج بعض الدعم لتتحدث و ليس الصراخ على رأسها كما يفعل زوجها، قالت بلين" حبيبتي أخبريني هل ضايقتك أمي لجلوسك هنا معها "
أخرجت مديحة صوت مستنكر قائلة بحنق" ماذا فعلت.. أنا لم أفعل شيء لها و أسأليها"
أكدت مهيرة على حديث مديحة قائلة " خالتي لم تفعل أو تقل شيء يضايقني أقسم لكم أنا فقط أريد العودة للمنزل"
سألها بسام بحدة " بعد هذه الأشهر و بقاء وقت قليل على دراستك أعطيني سببا مقنع أكثر لعودتك الأن و ترك الدراسة و إضاعة عام فقط لأنك اشتقت للمنزل "
صمتت مهيرة باكية، لا تستطيع أن تخبره بما حدث معها في الجامعة من أيام مضت و أنها يجب أن تعود و إلا... صرخ بها بسام غاضبا " أنطقي يا فتاة ما الأمر "
طرق حاد على الباب جعلها تنتفض و هى تقول بخوف" مؤكد هو "
سألها بسام بغضب" من، هل أبي علم أين أنت، هل لهذا مرتعبة و تريدين العودة"
نهضت ملك لتفتح الباب فقالت مهيرة بخوف " لا تفعلي، أنا سأعود على أيه حال"
تعجبت من حديثها و لكنها ذهبت لتفتح الباب، ما أن فتحته حتى وجدته يسده ذلك الضخم الذي تتذكره جيدا منذ وقت طويل، كان يقف بكبرياء كأنه ملك ينظر للرعيه بترفع، سرواله الجينز يظهر عضلات ساقيه بينما قميصه يظهر اتساع صدره و عنقه الأسمر، شعره الطويل هو الشيء المشعث في مظهره المرتب و على ما يبدوا شعثته الرياح، لاحظ نظراتها إليه فرفع يده بحزم ليعيد تصفيف شعره للخلف قائلا ببرود " جئت من أجل زوجتي، هل تسمحين لتخبريها بمجيئي"
فغرت ملك فاه قبل أن تسأله مستنكرة " زوجتك من يا سيد"
جاء حفيظ ليقف خلفه قبل أن ينحي داري جانبا قليلاً و هو يقول " هل من أصول الضيافة أن تحادثي من جاءك لمنزلك من على الباب يا زوجة ولدي"
أتت مديحة و بسام الذي رحب بوالده بصدمة" أبي كيف حالك، تفضل بالطبع ملك لم تقصد "
قالت مديحة ببرود للرجل المتصلب" هل تريدها أن تدخل رجل غريب المنزل دون سؤاله عن من هو و ماذا يريد"
نظر إليها حفيظ بضيق و قال بحدة " و قد وجدتني معه هل مسموح لنا بالدخول الأن"
أفسح لهم بسام الباب و نحى ملك جانبا و قال بتوتر" تفضل أبي "
دلف حفيظ  و داري للمنزل، كانت مهيرة شاحبة  و دموعها قد جفت و كأنها قد نفدت من عينيها ما أن رأت عمها نهضت مسرعة لتمسك بيده تقبلها قائلة بصوت مرتعش "  حمدا لله على سلامتك عمي "
أمسك برأسها و سندها على صدره قائلا بلوم " عام و بضعة أشهر مهيرة"
أنفجرت باكية و هى تندس في صدره قائلة بألم " آسفة، آسفة عمي"
ربت على رأسها مهدئا  " حسنا عزيزتي، هل نعود الأن للمنزل"
تدخل بسام بحدة و قد نفذ صبره، جاء والده ليعيدها لماذا جاء هذا الرجل معه إذن " أبي تعود لأين، هى لم تنهي دراستها بعد  و للتو كنا نتحدث عن ذلك، أجلس أبي لنفهم ما الأمر أولا"
قال داري  ببرود" لا تشغل عقلك بدراستها، ستعود معي و ستكملها هناك "
سأله بسام بغضب و نفاذ صبر ، فهذا الرجل مستفز لأقصى حد " و من أنت  لتتحدث معي و تقول ما عليها فعله"
رد داري ببرود" أنا زوجها ألم تعلم، لقد  عقدنا القران منذ عام و بضعة أشهر "
صعق بسام و ملك و مديحة التي تنظر لحفيظ بغضب، قال بعدم فهم" عقد قران من هذا، كيف، كيف تم ذلك"
رد داري ببرود و هو ينظر لمهيرة " عقد قراننا، أليس كذلك حبيبتي ألم تخبريهم "
أندفع بسام بغضب يمسك بتلابيبه بقوة هادرا" عقد قران من أيها الحقير "
أبعد داري يديه عن  قميصه ببرود قائلا  " ألم تخبرك  مهيرة، لقد أتيت منذ فترة و أعلمتها بذلك لتستعد للعودة "
عقدت مديحة حاجبيها بضيق، لهذا كانت الفتاة مضطربة الفترة الأخيرة و لا تتناول الطعام و دوما شاردة و تفزع كلما دق الباب، رمقت حفيظ بغضب هذا الرجل الحقير كيف يفعل بابنة أخيه ذلك كيف زوجها  دون موافقتها، أخرج داري ورقة و أعطاها لبسام الذي نظر للتاريخ بذهول  قبل أن تختطفها مديحة و تراها ، لقد فعلا ذلك بالفعل هذان الوغدان، كيف يفعل ذلك بأمانة أخيه كيف تبا لذلك..
قالت مديحة ببرود" أذهب للمحكمة إذن و أقم دعوة و أنا سأشهد معها أنها كانت هنا وقت حدث ذلك و ابنتي أيضاً "
قالت مهيرة باكية من جديد " لا، أنا سأعود مع عمي اليوم إذا أراد"
قال بسام بغضب " تعودين لأين أيتها الحمقاء، الرجل قام بالتزوير و أنت ستمررينها هكذا"
كل هذا و بسام لم يستوعب بعد  أن والده يعلم بذلك و صامت حتى قالت مديحة بسخرية" لم لا تسأل والدك  عن حقيقة الأمر فيبدوا أنه يعلم و موافق "
نظر بسام لوالده بصدمه قائلا " أبي  هل هذا صحيح ما تقوله خالتي "
رد داري بسخرية" هل تظن أني سأقوم بفعل جريمة كهذه "
قال بسام غاضبا " و لا والدي لذلك كما قالت خالتي لديك القضاء أقم دعوة و لتريني ما بيدك "
قال مهيرة باكية" لا أخي أرجوك أنا سأعود معه "
سأل بسام غاضبا " أبي لم أنت صامت"
رد حفيظ بهدوء" الرجل يريد زوجته بسام لا قانون سيمنعه من أخذها فلتذهب معه دون مشاكل "
شد بسام مهيرة خلف ظهره و يده على خصرها يبقيها في الخلف قائلا بقسوة" فلتذهب على جثتي "
تقدم داري بثقة و عيناه تقدح شررا ليمسك بيدها من خلف ظهر بسام يشدها بقوة ليوقفها بجانبه محتوي خصرها و هى شاحبة من الخوف تكاد تفقد الوعي قائلا بغلظة " إياك و وضع يدك على زوجتي "
ما أن راه بسام يمسك بها هكذا و هى تكاد تموت رعبا حتى ثارت ثائرته و أندفع تجاه داري   يلكمه  في وجهه  بغضب قائلا " ابتعد عنها أيها الحقير إياك و لمسها "
هدر بهم حفيظ و هو يقف بينهم عندما وجد داري يستعد لرد لكمته قائلا بعنف " يكفي، أنت و هو هل جننتما لتفعلا ذلك أمامي"
قالت مديحة غاضبة " أنت هو الذي جن بما فعلته و سنبلغ الشرطة عنك و هذا الوغد"
قالت مهيرة بأنهيار " لا، لا شرطة عمي لم يفعل شيء، أنا سأذهب معه أنا موافقة على الزواج، أرجوكم لا تفتعلا مشكلة من أجلي لا أريد لأحد أن يتأذى  بسببي "
رد داري بسخرية" يا  لزوجتي   العاقلة"
رد بسام بعنف" أصمتي أنت، هيا أذهبي لغرفتك  و حسابي معك فيما بعد "
أمسك بها داري قائلا بحدة" هل أنت أحمق تذهب لأين ، زوجتي ستعود معي   و اليوم "
عاد بسام ليبعد يده و يشدها بدوره بقسوة" ليس لك زوجة هنا أيها الحقير و أنت ستطلقها و اليوم هذا إذا كنت تزوجتها من الأساس"
هدر بهم حفيظ" أصمتا أنت و هو أيها الوغدان ألا أحترام لوقوفي بينكما، دعى ابنة أخي هى ستعود معي لمنزلي، لن تظل هنا أو تذهب معك داري، هيا مهيرة حبيبتي لتأتي معي و كل شيء سيحل"
كانت تقف بينهم شاحبة  لا تعلم ماذا تفعل، هل تظل هنا و تنتظر بطش هذا الحقير  لبسام و عمها، حديثه كان واضح عندما أتى إليها في الجامعة  يا تعود معه على بيته يا سجن عمها و إيذاء بسام في عمله، لا تعرف هل يستطيع فعل ذلك حقا أم هو تهديد واه ليخيفها و لكن هل تستطيع أن تجازف بأي منهم ، لا بالطبع و لكن القرار صعب عليها أن تتخذه خاصةً و أنه يخيفها بتلميحاته الوقحة عنهم  لا مستحيل أن تذهب و مستحيل أن لا تفعل، ماذا تفعل فلينجدها أحد  فلتهرب فقط من الجواب مؤقتاً ربما حدثت معجزة و تجد أنها كانت تحلم بكابوس و آفاقت منه، كل ما شعرت به قبل أن تغيب هو سقوطها بين ذراعين قويتين و همسه بهلع " يا إلهي مهيرة"

******★******★******★******

Continua llegint

You'll Also Like

2.7K 161 13
بعد ألماسة الفؤاد وعشقك عاصمة ضباب تعود الكاتبة ساندي نور باسمها الحقيقي و.... " اكتملت القائمة تسعة ، إنها ليست متاهة ، لكن خلف أحد الأبواب هناك الح...
34.9M 1.9M 111
قصه عراقية تتحدث عن فتاة جميلة تعاكسها الايام لتصبح زوجه للكاسر ويحدث مالم يكن بالحساب وهو قتل بنت زوجها واخيه وابيه علئ يد اخيها السفاح فتصبح اسيرة...
325K 12K 21
حبٌّ كبير يصارع أمواج العاشقَين العاتية... فبين مدّ غرورها و جزر كبريائه.....بات مرسى الأمان بعيدا... و حين اقتحمت سفنها حدود المثلث المحظور ...جذبت...
138K 3.4K 68
أشار إليها بالاقتراب فأطاعت في مرح وعفوية سكنت حدقتيها تسأله عم يريد فيبتسم بمكر ويعدل من وضع نظارته الشمسية ويسبل أهدابه مخفيًا نيران شوقه التي اندل...