الخامس & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

8.3K 357 65
                                    

الفصل الخامس

كانت حافظة تجلس أمامهم تفرك يديها بخوف بعد أن طلبها حفيظ للحديث معها في أمر هام.. و لا تعرف ما هو الأمر الهام الذي بينها و بينهم و ذلك الرجل يراقبها بعين فهد.. يراقب فريسته بتفحص و تحين للفرصة لينقض على عنقها ليسلب منها الحياة هكذا هى سيسلبونها الأمان الذي تملكه بعملها هنا لدي السيد حفيظ فلو ذهبت لمكان آخر لن تجد المعاملة الطيبة و الحسنة التي تجدها هنا لدي السيد حفيظ الذي كان يقول بقسوة الأن ربما لأول مرة معها " لقد كنت تعلمين أنها ستذهب أليس كذلك، دوماً كنتِ صندوق أسرارها، لم لم تأتي و تنبهيني لم ستفعل، أرايت نتيجة فعلتكِ لقد وضعت رأسي في الوحل، و الناس تلوك سيرتها بالسوء، لولا السيد داري قبلها و لم يهتم بذهابها لقتلتها لفعلتها، سأتركها فقط لأنه سيتمم زواجه بها هذا إذا فعلت ما سنخبرك به ، و لكن تبق عقبة واحدة، يجب أن نتمم هذا الزواج قبل أن يعرف أحد أنها ذهب قبل أن نعقد قرانهم و يعلمون أنها ذهبت هاربة .. سنخبر العائلة أن داري لم يشأ يخبر أحد من أجل عمه صالح حتى لا يغضبه "
استلم داري الحديث عن حفيظ و قال بصوت تشوبه رائحة التهديد و التحذير" و هنا يأتي دورك أنت، و تكفيرا عن فعلتك و ترك مهيرة تذهب دون علمنا ستفعلين ما سنخبرك به، و هذا الحديث لن يخرج خارج حدود هذه الغرفة و إلا ستعلمين ما سيحدث أنت و عائلتك لو سمعت فقط من يتحدث عن زوجتي بالسوء، سأعلم أنه أنت من فعل"
ردت حافظة بهلع " و ما لي و الحديث عن سيدتي مهيرة سيدي لي سنوات معها بعد والدتي و لم يشتكي السيد حفيظ من خروج سر من أسرار بيته لأحد عن طريق أي من عائلتي فكيف أفعل هذا الأن و بسيدتي مهيرة "
قال حفيظ بحزم " حسنا اليوم سنعقد قران مهيرة و داري و أنت ستقومين بمساعدتنا لنتمم ذلك "
سألته حافظة بلهفة من وجد قشة ليتعلق بها من الغرق إذا كان مساعدتها ستجعلها تحتفظ بوظيفتها فلا بأس بذلك فهى تعلم أن حفيظ لن يؤذي ابنة أخيه الميت .. " ماذا تريدني أن أفعل سيد حفيظ ، سأفعل أي شيء لمساعدتك بالطبع "
نظر حفيظ لداري بتفهم فاستلم الأخير الحديث قائلاً بأمر " ستخرجين بدلاً من مهيرة لتوقعي على العقد فوجود العروس ضروري كما أظنك تعلمين "
كانت حافظة كمن فقد النطق لم تتخيل في أسوء كوبيسها أن يطلب منها شيء كهذا كأن تأخذ مكان عروس في عقد قرانها ، سألها حفيظ بعصبية عندما طال صمتها " ماذا قلت حافظة "
قالت حافظة بصدمة و استسلام " سأفعل ما تأمرني به سيد حفيظ بالطبع من أجل سيدتي مهيرة حتى لا يمسها سوء "
خرجت زفرة حارة من صدر داري و قال بحدة " حسنا اليوم مساء بعد العاشرة حتى لا ينتبه أحد لمجيء المأذون هنا فيلعمون ما حدث"
أومأت حافظة برأسها بتوتر و نهضت قائلة " شيء أخر سيدي "
قال حفيظ بحزم " لا أذهبي الأن و لا تذهبي لمكان حتى أخبرك "
خرجت و تركتهم و الصدمة مازالت على محياها ، سأل داري حفيظ باهتمام " هل تظن أنها ستخبر أحد "
أجاب حفيظ بثقة " لا تخف ، لن تفعل "
قال داري بجدية " حسنا سأذهب الأن و نلتقي في المساء "
ذهب داري أيضاً فجلس حفيظ يفكر بحزن في تلك الحمقاء و ما فعلته بذهابها من تعقيد ..

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن