الخاتمة & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

12.1K 562 185
                                    

الخاتمة

وقفت أمام حفيظ تنظر إليه صامتة و عيونها تلمع بالدموع تمسكها بشق الأنفس حتى لا تهطل بغزارة فهى اليوم ستترك منزلها لمنزل أخر غير شعورها المرة الماضية كانت تعلم أنها ستعود إن أجلا أو إن عاجلاً .. كانا قد بدلا ملابسهم و قررا العودة للمنزل ليعود مالك لمنزله أيضاً .فقد علمت منه أمس أنه لم يهتم به للأشهر الماضية بسبب حزنه و غضبه الذي كان غارقا به . هبط داري قبل أن تفيق ليخبر حفيظ عن رحيله أخذا منه الإذن بذلك .. مد حفيظ يده ليزيل دمعة سقطت منها غصباً و قال بهدوء حان " لا تبكي حبيبتي "
و كأنه بتهدئته أعطاها الإذن للإنفجار و إخراج ما يجيش بصدرها و ألقت بجسدها بين ذراعيه و هى تقول بحرقة " أقسم أني لا أريد تركك "
ربت حفيظ على رأسها و وضمها بالأخرى قائلاً بحنان
" أعلم يا حبيبتي و لكنها سنة الحياة . يجب أن يكون لك منزلك الخاص و حياتك و أولادك . أريد أحفاد كثر مع مجد و مالك و هنا أريدهم سريعًا "
ضحكت مهيرة بخفة و أندست بصدره أكثر قائلة
" أحبك عمي . أنت الأب الوحيد الذي عرفته طوال حياتي . أنا ليس لي أبا غيرك "
قبل حفيظ رأسها و قال " و أنت ابنتي الوحيدة مع بسام أنا ليس لي غيركم . اعتني بنفسك و زوجك و مالك جيداً لا أريد أن أسمع لشكوى من زوجك ضدك عامليه بالحسنى و راعي الله فيه و ولده ليبارك الله في حياتكم "
أومأت برأسها موافقة و قبلت رأسه و وجنته . نظر حفيظ لداري قائلاً بحزم " اعتني بابنتي جيداً و إلا .. "
قال بسام الواقف بتصلب بجانب زوجته " و إلا ستجدني على رأسك و لن أوفرك "
مط داري شفتيه ببرود و قال " و أنت تعدى حدودك معي و ستجد نفسك على سطح منزلكم كما أخبرتك "
تقدم بسام بغضب قابضا قبضته كمن يهم بلكمه و لكن ملك أمسكت بذراعه قائلة برفق " حبيبي السيد داري يمازحك "
أجابها بخشونة " هل يظننا أصدقاء ليمازحني "
قالت مهيرة مبتعدة عن صدر حفيظ قائلة " ستأتي لرؤيتي في منزلي أخي أليس كذلك "
لانت ملامح بسام و قال بحنان أبوي " أجل عزيزتي بالطبع سأتي لرؤيتك كلما أتيت لهنا "
فتح ذراعيه لتقترب منه بخجل و أندست بصدره قائلة
" شكراً لك أخي على كل ما فعلته معي طول السنوات الماضية "
ابتسم بسام بحنان قائلاً " كوني سعيدة فقط عزيزتي و نفذي كلام عمك و ستكونين بخير "
ابتعدت عنه و ضمت ملك قائلة " سأنتظر زيارتكم كلما جئتما و إلا سأغضب منك زوجة أخي "
قالت ملك باسمة " بالطبع حبيبتي نحن لن نتركك أبداً "
قال حفيظ بحزم " هيا الأن أذهبا و أجلبا مالك و عودوا لمنزلكم"
لتبدأ مرحلة جديدة في حياتهم ..

**************
"أبي "
قالها مالك و هو يندفع لصدر أبيه و هو يضمه بقوة ضمه داري بدوره و قبله بلهفة وشوق قائلاً " اشتقت إليك يا بطل . كيف حالك . هل أزعجت خالتك رتيل "
قبل أن ينفي مالك قالت رتيل ساخرة " هو كوالده متوحش "
ضمتها مهيرة و قالت ساخرة " بل أنت هى الحمقاء "
قالت رتيل ساخرة " وجدت مدافع أيها الوحش لن نستطيع أن نأتي بجانبك بعد الأن "
رد داري ببرود " منذ متى تقدرين على فتح فمك معي أساساً "
ردت رتيل بحنق متخصره " منذ رأيت وجهك لا تظن أن زوجتك ستحميك مني إذا أردت "
قالت مهيرة ساخرة " الن تسمحي لنا بالدخول أم زوجك حذرك أن لا تدخلين أحدا لبيتكم . لا تخافي لن نطلب منك كوب ماء "
شدتها رتيل للداخل قائلة بمرح " تعالي يا غبية معك حق ليس لدينا ماء لكم "
بعد جلوسهم تحدثا قليلاً قبل أن يخبرون مالك بتبديل ملابسه
بعد أخذهم مالك من رتيل رفضا المكوث لحين يعود حذيفة من العمل . و عادا أداراجهم لمنزلهم لم يكف مالك عن الثرثرة و قد اشتاق لمنزله و ألعابه . وصلا للمنزل ففتحه داري قائلاً
" هنية ليست هنا . سأطلب منها المجئ في الغد "
سبقهم مالك لغرفته ليري ألعابه قائلاً " سأذهب لألعب على حاسوبي "
صعدت مهيرة خلفه قائلة " و أنا سأري غرفتي لقد اشتقت إليها كثيرا "
قال داري يوقفها قائلاً بأمر " مهيرة أنتظري أريد أخبارك شيء "
لم تتوقف قائلة " تعال داري أخبرني في غرفتي "
صعد خلفها بضيق لم لا تصبر . فهو لم يفعل شيء منذ ذلك اليوم في الغرفة تبا لذلك .. " مهيرة "
قالها بضيق و هو يتوجه لغرفتها التي سبقته إليها ..وجدها مسمرة أمام الباب بصدمة و هى تتطلع للدمار الذي أحدثه بالغرفة . جاء صوته متوترا " حبيبتي كنت أريد أن أخبرك .."
قاطعته بحزن " أن غرفتي أصابتها صاعقة . علمت الأن "
التفتت إليه تنظر بعيون دامعه فاقترب منها بحزن
" أسف لذلك لقد كنت ... "
قاطعته مرة أخرى " غاضب "
قال بمرارة " بل يأس و محطم تماماً مثلها "
أرتمت بين ذراعيه باكية " أسفة "
قال داري محذرا " لا تبكي "
ابتعدت عنه قائلة بمزاح و دموعها تنزل " أين سأغفو الأن و لا غرفة لدي "
ضمها بقوة " ستغفين في قلبي و بين أضلعي مهرتي "
قالت بعبوس " و لكني أريد غرفتي "
رد داري بمرح " سأعيدها و لكن أنسي أن تمكثي فيها دوني "
جاء مالك ليقاطعهم قائلاً " أريد أن أكل خالتي مهيرة "
قالت تجيبه باسمة و هى تبتعد عن داري لتحمله بين ذراعيها
" هيا بنا نعده سويا أنا أيضاً جائعة و بابا .. أليس كذلك "
أجاب داري بخبث " أنا جائع لأشياء أخرى أطعمي مالك و أحضري لي طعامي في غرفتي بعدها سأنتظره "
رمقته بشغب قائلة " ستنتظر كثيرا إذا لم تتناوله معنا أليس كذلك مالك ، لا طعام في الغرف غير غرفة الطعام "
رد مالك موافقا " بالطبع بابا أنت أخبرتني من قبل أن لا أكل في غرفة النوم حتى لا تتجمع الحشرات على فراشي "
ضحكت مهيرة بخفة " بالضبط مالك فلتستمع بابا للنصيحة "
قال داري مستسلما " حسنا ليكن في غرفة الطعام و على الطاولة رغم أنها ستكون قاسية و لكن كما تريدين "
احتقن وجهها بشدة و حركت شفتيها قائلة " أنت وقح و متوحش "
ضحك داري بمرح قائلاً " أنا في غرفتي تناولا الطعام و كل منكم على غرفته هذا وقت القيلولة الخاصة بي "
تركهم و ذهب مع طلب بالمجئ خلفه . قالت مهيرة بمرح لمالك
" تعلم على بالي طهو أرز و فاصولياء و لحم ما رأيك "
قال مالك بحماس " أنا أحبها كثيرا "
قالت مهيرة ضاحكة بخبث " لنقضي اليوم في الطهو إذن "

🎉 لقد انتهيت من قراءة أراكِ بعين قلبي (2 ) علاقات متشابكة 🎉
أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن