الثامن &أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

7.2K 300 75
                                    

الفصل الثامن

لم يصدق حذيفة ما فعلته ريتشل التي تلتصق بجسده على باب شقته و تقبله بحرارة ، انتفض جسده مبتعدا بعد أن خلص شفتيه من بين شفتيها و هو يرفع يده محذرا أن تقترب منه ثانياً ، تنفس بقوة و قال بقسوة " إياك و الإقتراب مني مجدداً ريتشل و إلا أبلغت عنك الشرطة ، يا إلهي هل جننت هل تعرفين كم الوقت الأن "
ابتعدت ريتشل بخيبة و قالت بحزن مصطنع " أسفة ظننت أنك ستسر برؤيتي فقد شعرت أنك تحتاج لبعض الصحبة و زوجتك بعيدة "
أمسك حذيفة بالباب و هم أن يغلقه قائلاً ببرود " بعض الصحبة.. لا .. نحن لسنا مثلكم الزواج لدينا مقدس و روابط العلاقات بيننا لا تفصم و أخلاقنا و ديننا يحموننا من مثل هذه العثرات و الزلات و الخيانة التي تظنونها أنتم شيء بسيط و حرية هى لدينا يمكنها أن تدمر حياة و تضيع الآخرة فنكون في كلا الحالتين خاسرون "
وضعت راحتها على الباب قبل أن يغلقه قائلة " لم لا تفهم أنت تعجبني حذيفة ، أنت لا تعلم كيف يعاملني زوجي أنه رجل حقير "
أجابها ببرود " لديكم محاكم أطلبي الطلاق و تزوجي رجل آخر يحبك و يحميك "
هز الباب تحت راحتها لتبعدها و أضاف " رجاء لا تعودي لهنا مرة أخرى فهذا ليس من صالحنا و إلا سأترك العمل في الشركة أيضاً و أفسخ العقد لا يهمني "
أغلق الباب بهدوء بعد أن أبعدت يدها و زفر بضيق قبل أن يضم يده بقوة ضاربا بها راحته من شدة الغضب .. عاد لغرفته و استلقى على الفراش بتعب و هو ينظر للسقف بشرود ، اعتدل فجأة ممسكا بالهاتف ليطلبها في هذا الوقت و هو يعلم أنها ربما تكون جالسة مع عائلتها ..

****************
كانوا مجتمعين على طاولة الفطور بصمت ، لا تعرف مهيرة كيف قضت ليلتها في هذا البيت ، بعد أن ساعدتها تلك المرأة هنية في تبديل ملابسها سألتها إذا كانت تريد تناول الطعام و الذي رفضته مهيرة بحزم و هى تخبرها أن تتركها لتغفوا و بالفعل ما إن خرجت هنية حتى غفت على الفراش و لم تشعر إلا و الباب يطرق في الصباح لتخبرها أن السيد يخبرها أن تأتي لتناول الفطور .. و ها هى تنظر للطعام بشرود و ذلك الصغير لا يكف عن الحديث مع والده ، قالت رتيل باسمة بود " لم لا تتناولين طعامك مهيرة ألا تحبين البيض بالزبد "
قال مالك بتذمر طفولي " أنا أيضاً لا أحبه و لكنك تصرين على لأتناوله خالتي "
قال داري باسما " حتى تكبر مالك و تصبح قوي مثل بابا "
قالت رتيل ساخرة " نعم و تصبح وحش مثل أبيك و تتزوج ثلاثة "
رمقها داري بحدة لعلمه أنها تقول هذا حتى تغيظ مهيرة ربما تتحدث .. تلك الحمقاء ستزيد من نفورها منه .. قال داري بخبث " نعم مالك و تكون إحداهن حمقاء غبية مثل خالتك رتيل "
ضحكت رتيل بخفة و مالك يقول " و واحدة جميلة مثل أمي بابا "
تشنجت ملامح داري و رفع رأسه ينظر لمهيرة الجالسة أمامه بصمت ، و ملامحها لا تدل على أنها منتبهة للحديث أو هى تدعي عدم الانتباه و شعورها باللامبالاة فقط .. قال داري بصوت خافت " و إحداهن فاتنة كالحلم مثل مهيرة "
رفعت رأسها بحدة تنظر إليه بغضب ، إذن تستمع و تدعي اللامبالاة ، ابتسم داري بخبث و عاد يقول بشغب " و تكتفي بها عن جميع النساء "
قالت رتيل ساخرة " أيها المتوحش أنا مازالت هنا "
قبل أن يجيب أتت هنية قائلة بتوتر " عزيزتي مكالمة لك ، لقد دق هاتفك و أنا أنظف غرفتك و لم أشأ أن يظن الطالب أنك لست موجودة "
أخذت رتيل الهاتف و قالت بلهفة " نعم ثواني عزيزتي سأكون معك"
شعر داري بالضيق ، يعلم أنهما يتحدثان و لكن لا يريد هذا أن يحدث أمامه أو أمام مهيرة أو حتى مالك الصغير ، قال لهنية بحدة " خذيها لغرفتها أيتها العجوز لتتحدث براحتها "
قالت رتيل بخجل " أسفة ، أنها ، أنها صديقة لي منذ الدراسة "
قال داري ببرود " نعم أعلم ، هيا عودي لغرفتك "
شدت هنية المقعد و اتجهت بها لغرفتها و هى تهمس لقد كان يتحدث بعصبية فخفت أن يكون هناك شيء خطير لذلك أتيتك به "
قالت رتيل بحزن " لا بأس هنية ، منذ وقت و أنا أريده أن يعلم "
رفعت الهاتف تجيب و هى تشير لهنية أن تتركها " نعم أنا هنا "
سألها حذيفة فور أجابت " من الذي كان يتحدث أي من أشقائك هذا "
أجابت رتيل بهدوء " أنه داري ابن عمي "
سألها بحدة " و ما الذي أتي به من عند الصباح "
ارتعشت يدها الممسكة بالهاتف ، هل تخبره لتزيح هذا الحمل من على كاهلها ، وجدت نفسها تقول بتوتر " جاء ليري أبي حذيفة ، ماذا هناك لتهاتفني عند الصباح "
سمعت زفرته الحارة و قال بيأس " احتاج إليك رتيل ، كيف سأنتظر عامين أخريين حتى أعود ، و لا أعرف إن كان والدك سيتركك دون زواج كل هذا الوقت ، بالأساس أنا لا أصدق أنه تركك ثلاث سنوات ، أنا خائف رتيل ، خائف أن أخسرك ، يا ليت تأتين إلي هنا بأي طريقة فأنا أحتاجك بشدة "
شعرت رتيل بالقلق فصوته يبدوا حزينا بائسا " ماذا هناك حذيفة ، هل هناك ما يضايقك "
زفر بحرارة " لا شيء حبيبتي فقط اشتاق إليك "
قالت رتيل بحزن و قد بدأت دموعها تهطل " و أنا أيضاً حبيبي اشتاق إليك بشدة "
قال بحزم و عصبية " أنا سأعود سأنذر الشركة و أعود رتيل يكفيني بعدا عنك "
ردت بقوة نافية " لا حبيبي فلتنتظر عامين ليس بالوقت الكثير ، لا تخف على سأرفض أي أحد يأتي و أبي لن يستطيع فعل شيء ، لن يستطيع أن يجبرني "
رد حذيفة ببؤس " و هل أستطيع أنا تحملهم بعيداً عنك رتيل أنا أتعذب هنا وحدي "
شهقت باكية بخفوت ، و ماذا عني أنا ، و هذا الزواج عندما تعلم عنه أخشى أن تتركني عندها ، أنا أتعذب أكثر منك أكثر بكثير "أصبر حبيبي سيمر الوقت سريعًا و نحن نتحدث على الهاتف "
أجاب مستسلما " حسنا حبيبتي ، أخبريني هل يضايقك والدك "
ابتسمت بفتور قائلة تطمئنه " لا ، لم يفعل منذ زمن بعيد لا تخف فقط اعتني بنفسك و طمئنني عنك دوماً ، و إياك إياك أن تنظر لاحداهن هناك سأقطع رأسك "
ضحك بخفة " يا لحبيبتي المتملكة كم أحبها "
أجابت رتيل برقة " و هى تعشقك "
قال حذيفة بحزن " حسنا سأتركك الأن حتى لا يشك والدك في حديثك معي و يضايقك "
قالت رتيل بصدق " فقط أعلم شيء واحد حذيفة هو أني مستحيل أن أحب أحد أخر غيرك "
تنهد بحزن " و أنا يا حبيبتي ، لا أستطيع أن أفكر في أحد غيرك أنت حياتي رتيل ، تبا لوالدك هو سبب ما نحن به الأن "
قالت مدعية الغضب " لا تسب والدي و إلا غضبت منك ، أنا أعلم أنه سيوافق يوماً ما فقط أصبر "
تنهد بحزن " ماذا أملك غيره ، حسنا حبيبتي إلي اللقاء الأن "
ردت باسمة " في حفظ الله حبيبي "
أغلقت الهاتف و عادت لتدفع مقعدها لتعود للخارج لتشاهد تلك الصامتة المملة ابنة عائلة النجدية "

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن