التاسع & أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

7.5K 309 75
                                    

الفصل التاسع ⁩⁩

بعد عودة بسام و ملك لمنزلهم و بعد حديثها مع ملك شعرت مهيرة بالسكينة و لم تعد قلقة كما من قبل لعلمها أن بسام لن يتخلى عنها ، مر يومين على وجودها في هذا المنزل مرا عليها كالأعوام من شدة الملل فهى تحبس نفسها في غرفتها حتى لا تحتك بأحد منهم و لا حتى الصغير و لكنها لم تيأس لعلمها أنها ستتحرر يوما ، كانوا يتناولون الفطور و التي تتواجد معهم فقط فيه و هو وقت تناول الطعام ، قال داري أمرا " أعدي نفسك ستذهبين لجامعتك اليوم "
نظرت تجاه مالك الملتهي بطعامه ، لا تريد أن تظهر غضبها أمامه حتى لا تتسبب له في حزن و هو يرى كراهيتها لوالده . ضغطت على أسنانها بقوة و قالت بحدة " أخبرك عندما أعيد أوراقي هنا "
قال داري بهدوء " لقد انهينا كل شيء قبل عودتنا لهنا لا تقلقي "
رمقته بغضب و سألته بغيظ " كيف فعلت قبل عودتي لا أفهم "
ابتسم بسخرية و قال ببرود " لقد انهيت كل شيء يوم جئت لأتحدث معك "
عجزت عن جوابه من شدة غضبها ذلك الوغد ، هل كان يضمن عودتها معه ، أخفضت وجهها في طبقها حتى لا تمسك به و تهبط به على رأسه الصلب ، قالت رتيل باسمة بمودة " لم لا تترك مهيرة معي اليوم داري أريد أن أتعرف عليها و تتعرف علي ، هذا لا يصح نعيش في نفس المنزل و نتعامل كالاغراب "
أجاب داري بتحذير أن تزيد أي منهم كلمة عن ما سيقول أو حتى تناقشه " تعرفا في غير وقت دراستها ، و الأن عزيزتي أنهضي الأن لتعدي نفسك لأوصلك في طريقي "
ردت مهيرة ببرود متحدية " لا مزاج لي لأدرس اليوم و لا شأن لك بي و بما أفعل مفهوم "
اعتدل داري على مقعده و قال بهدوء " استمعي إلي جيداً ، أنا لا ، لا أحب أن أعيد حديثي مرتين لأن ذلك يغضبني و عندما أغضب لا ينفد من عقابي من أغضبني تذكرى ذلك جيداً و الأن خمس دقائق فقط مهرتي لتعدي نفسك و لا دقيقة زيادة و إلا تحملي النتيجة "
نظرت إليه بتحدي و رغم تحذير بسام لها أن لا تفعل و تضايقه و لكن هذا الرجل يقودها للغضب و يستفزها حد الجنون ضربت بتحذير بسام عرض الحائط و هى تنظر إليه بتحدي و عناد .. كانت رتيل تشاهد ما يحدث باستمتاع منتظرة إنفجار داري و هذا ما سيحدث إن استمرت هذه الحمقاء في عنادها ، هي لا تعرفه بعد أكثر شيء يكرهه هو أن يخالف أحدهم أمر له بالفعل .. نظر في ساعة يده بصمت لبعض الوقت قبل أن يقول ببرود " أربعة دقائق"
كان مالك ينظر لم يحدث بترقب و هو لا يفهم ما المطلوب بالضبط من خالته الجديدة ، قال والده بنبرته الجامدة " ثلاث دقائق "
كانت رتيل تكاد تنفجر ضحكا و صراخا بحماسة منتظرة ما سيحدث ، و تلك الغبية مازالت جالسة و جسدها يهتز بعدم راحة و توتر و قد عجزت عن الظهور بمظهر المتحدي الهادئ .. قال داري بصوته الهادئ " دقيقتين "
نظرت إليها رتيل بدهشة ساخرة .. مازالت تدعي الثبات أنها عنيدة حقاً .. قال داري ببرود " دقيقة واحدة "
استندت رتيل على المائدة بذراعيها تترقب ما سيحدث بعد ....... ثانيتين عدت في سرها بحماس .. واحد .. اثنان .. نهض داري فجأة و اتجه لمقعد مهيرة التي كانت تنظر إليه بذعر و هو يتقدم منها بحزم و عيناه على وجهها الشاحب يرمقها بغضب .. رفعت رأسها تنظر إليه و لهامته الضخمة التي تعلوها و حجبت عنها ضوء الشمس المتسلل من النافذة الكبيرة .. و قبل أن تفكر في النهوض وجدت ذراعي داري ترفعها من على الكرسى كالطفل الصغير و يلقيها على كتفه و يده على مؤخرتها و هو يصعد بها للأعلى ، كانت عاجزة عن النطق أو حتى استيعاب ما فعل أمام زوجته و طفله ، كل ما وصل لعقلها المشوش و المصدوم من فعلته صوت ضحكة زوجته الغريبة لأذنها التي لا تعرف كونها فرحة أم شامتة أم متحمسة ، متحمسة لماذا بالضبط ، لرؤيته يؤذيها و هل سيفعل .. ما أن فكرت في هذا و توصل إليه عقلها أنه ينوي إيذاءها حتى أفاقت من ثباتها لتنتفض على كتفه و هى تضربه على ظهره بعنف قائلة " أنزلني أيها الحقير . أنزلني أيها المجنون . أنزلنيييي "
دفع داري الباب براحته بقوة بعد أن أدار قبضته ليدخل مهيرة و يلقي بها على الفراش بعنف . شهقت بصدمة و ترمقه بذعر و هو يشرف عليها عاقدا حاجبيه بغضب متوعدا .. سألته بصوت مرتجف " ماذا .. ستفعل .. بـ بي "
أنحنى تجاهها بعنف يحتجزها بين ذراعيه فانكمشت على الفراش و صرخة فزع تخرج من حنجرتها .. قال داري بخبث " ماذا تظنين مهرتي ، لا شيء سألبسك ملابسك و هذا هو عقابي لك لعدم طاعتي"
صرخت بعنف و هى تبعده بدفعه " لا لن تفعل "
أمسك برسغها و قال بتحدي " و حياة مهيرة لدي سأفعل "
بدأ داري في إزاحة حجابها و قال بمكر " هل ستذهبين بهذا أم ستبدلينه ، تعلمين لا يعجبني على ايه حال ، سأختار لك أخر يليق بما سألبسك إياه "
ازاحت يده بعنف مرددة " لا لن تفعل ، لا لن تفعل ، سأخبر عمي عما تفعله بي ، سأخبره ، أقسم أن أخبره "
وقف داري مكتفا يديه بتحدي " أنت زوجتي ، هل نسيت ، ماذا تظنين سيفعل لي . و ماذا ستخبرينه ...عمي حفيظ زوجي الذي أدعوه بالوغد ينزع عني ملابسي جبرا " أضاف ساخرا و عاد ينحني ينظر لوجهها الشاحب برعب و هو يقول بشغب هامسا " سيقول لك ، لم لا تدعينه ينزعها اختيارا "
دفعته في صدره و قد جن جنونها و الخوف بدأ يتسلل لقلبها لم يمكن أن يفعله بها .. " أبتعد عني و إلا صرخت ليأتي طفلك ليرى والده المغتصب "
وقف داري يرفع حاجبه بمكر " مغتصب ، لنزعي ملابسك فقط .. حسنا لا يهمني هو يعرف والده جيداً و سيصدق ما سأقوله له فيما بعد "
قالت مهيرة بتحدي و هى تمسك بالمصباح بجانبها " أنت لن تنزع شيء أيها الوغد .. أقترب و سأشج رأسك بهذا إذن "
كتف داري ذراعيه قائلاً بتحدي " بلى سأفعل هذا عقابك لعدم الطاعة "
" طاعة ماذا أيها الحقير هل صدقت أنك زوجي حقاً " قالتها غاضبة و هى ترفع المصباح تهم لتضربه به فأمسك به داري بقوة و نزعه من يدها قبل أن يلقيه جانباً و قال بحزم " زوجك مهيرة رغم أنفك و الأن أنهضي لتبدلي ملابسك سأعفو عنك هذه المرة و صدقيني هذا لم يحصل من قبل أنت محظوظة مهرتي "
ردت مهيرة بصوت مرتعش " أنت مجنون "
" مهيرة ، خمس دقائق أخرى و إلا " قالها محذرا
قالت بغلظة " أخرج من هنا إذن لأبدل ملابسي "
أجابها ببرود و هو يجلس على الفراش بجانبها " لا بل ستفعلين أمامي ألم أخبرك ، أنا لا أعفو كليا "
قالت مهيرة بعنف " حسنا لن أفعل و أرطم رأسك في الحائط "
تنهد داري بملل قبل أن يقول ببرود " أنت من طلب هذا "
وقف و ذهب تجاه الباب و أغلقه بالمفتاح قبل أن يعود إليها و قد هبت من على الفراش لتهرب بعيداً عن يده إذا أراد أن يمسك بها . و لكنها لم تعرف لأين تذهب بعد غلقه الباب إلا تجاه النافذة المفتوحة . كانت تهم برفع قدمها لتخرج منها هذه الحمقاء تريد أن يكسر عنقها .. أمسك بها محيطا خصرها بذراعيه يرفعها كالدمية بعيداً عن النافذة " أتركني ، أتركني " قالتها بذعر و هى تضربه على يديه المحيطة بخصرها .. همس جوار أذنها بشغب " ترددينها كثيرا كأنها دعوة لي لأتمسك بك " حطت شفتيه على عنقها بقوة في قبلة حارة و حرارة أنفاسه جعلتها ترتجف رعبا ، ابتعد دون أن يترك خصرها و قادها لخزانة الملابس و فتحها قائلاً بجدية " أقسم إن لم تبدلي ملابسك الأن مهيرة لأجعلك تظلين دونها في الغرفة ليومين و أنا معك هنا و الباب مغلق علينا و لن يجرؤ أحد أن يأتي ليعلم ماذا نفعل هنا . ماذا قلت "
قالت باكية بحقد و قد بدأت تخونها شجاعتها و تماسكها " أنا أكرهك أيها الحقير المتوحش "
قال داري مستنكرا ببراءة " أنا مهرتي ، متوحش ، أقسم لك بروح والدي أنا ملاك ، لا تصدقي تلك البلهاء رتيل هى تدعي علىٰ ، ستعرفيني مع الوقت و كم أنا طيب القلب "
كاد ينفجر ضاحكا و جسدها المتصلب بين ذراعيه و وجهها الشاحب برعب ترتجف شفاهه خوفاً من نيل عقابه كعنقها و قد أخرستها الصدمة من أفعاله .. أوقفها بحزم و قال مشيراً للخزانة " هيا بدلي ملابسك تريدين مساعدة "
ردت بعنف و هى تبتعد عنه تجاه الخزانة " تبا لك "
قال داري بشغب " مائة مرة مهرتي "
أخرجت ثوب طويل محتشم لونه أزرق داكن و حجاب مناسب و أغلقت الخزانة بحدة تراجع داري مبتعدا عنها ليجلس على الفراش منتظرا لتنتهي . تلفتت حولها تبحث عن مكان تتوارى خلفه و لكنها لم تجد قال لها بخبث " أغلق عيناي مهرتي الخجولة "
ردت من بين أسنانها " ليتك تفقدها كليا "
ضحك داري بخفة قائلاً " لا بأس، سأراكِ بعين قلبي مهرتي "
قبضت على الثوب بقوة تريد أن تمزقه من شدة الغيظ ، نظر داري لساعته قائلاً بشغب " أربعة دقائق "
ضربت قدمها بالأرض بغضب قبل أن تبدأ بارتداء ملابسها . أعطته ظهرها و وضعت الثوب على رف الخزانة خوفاً من وضعه على الفراش بجواره . رفعت ثوبها حامدة الله أنها ترتدي أسفله منامة طويلة كثوبها بدون أكمام ، كانت عندما تعود لغرفتها تنزع ثوبها لتظل بها . ما أن نزعت ثوبها حتى سمعت صوته الخافت يقول بحرارة " مثيرة رغم ذلك الثوب السيء "
خطفت مهيرة ثوبها و وضعته بارتباك فوق رأسها و ضحكته الساخرة ترن في أذنيها تسخر من ارتباكها . قال بخبث " لم أنت متعجلة هكذا مازال هناك وقت "
عدلت ثوبها و نظرت إليه بحقد تريد أن تقتله و تمحى هذه النظرة الماكرة عن وجهه . نهض من على الفراش و قال بمكر " حجابك أم ستذهبين دونه "
كانت تجمع شعرها في عقدة و تعلم أنها مشعثة فهى لم تمشطه قبل أن تهبط للفطور . أخذت حجابها و اتجهت للمرآة لتلفه بعصبية . قبل أن تخرج أشياءها من الكمود بجانب الفراش و تأخذ حقيبتها و ترتدي حذاءها قائلة بغضب " جاهزة "
أشار إليها لتخرج أمامه من الغرفة و تهبط الدرج بغضب و قدميها تطرق الدرجات بعنف .. تقابلت نظراتها مع رتيل الجالسة بمقعدها . فابتسمت لها بشفقة و هى ترى وجهها الشاحب . تبا يا إبن العم ستظل متوحش كما أنت عديم الصبر " ذاهبة حبيبتي "
مطت مهيرة شفتيها ببرود قائلة " كفي عن ادعاء البراءة ، هل تظنين أني أصدق أنك تريدين التعرف علي . لا تخافي زوجك الوغد أنا لا أريده و قريبا سأتخلص منه "
قال داري ببرود " حسنا مهرتي ليس اليوم على الأقل ، هل نذهب الأن "
ابتسمت رتيل بمرح أنه حقاً مستفز .. قالت رتيل باسمة " أذهبا حتى لا تتأخرا و لا تنس داري تحضر لي المؤن خاصتي "
قال داري باسما و قد لانت ملامحه " حسنا أيتها الشرهة . لا أعرف لأين يذهب كل ما أحضره لك "
قالت رتيل بتذمر طفولي " اسأل اللص الصغير أشقر الشعر كالحيزبون والدته "
قال داري بتحذير " رتيل احترسي من ما تتفوهين به أمام مالك أو أي أحد "
تحركت مهيرة لتخرج و تركتهم ، هى لا تريد أن تسمع عنه أو أي من زوجاته هذا الحقير .. قالت رتيل بخجل " حسنا أسفة فقط أردت مساعدتك قليلاً "
قال داري بسخرية " ليس بتشوية سمعة والدة مالك ستساعديني "
هزت كتفها بلامبالاة قائلة " حسنا أردت فقط أن تعلم أنك لم تعد تحبها "
تحركت تجاه الباب قائلاً بسخرية " أيتها الحمقاء لقد أكدت أنك أنت من لا يحبها و ليس أنا , انتبهي لمالك لحين أعود "
خرج و تركها فدفعت مقعدها لتعود لغرفتها و هى تهتف بصوت عالي " هنية تعالي هنا أريدك تفعلي لي شيء "

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن