التاسع عشر &أراكِ بعين قلبي & صابرين شعبان

6.4K 334 48
                                    

الفصل التاسع عشر

ينتظران خروج الطبيب لطمئنتهم كلاهما صامت حتى عتابا أو لوما لم يخرج من كلاهما تجاه الآخر . و كل منهم يفكر في هذا الإعصار الذي يحتوي الجميع و لا يسمح لأحدهم من الخروج و النجاة بنفسه .. خرج الطبيب فأسرع كلاهما ليطمئنا عليها متسائلين " كيف حالها "
سأل الطبيب بهدوء " هى بخير أطمئنا لقد أعطيتها مهدئ و هى غافية . هل كل هذا بسبب خوفها من الجراحة .. لو أخبرتمونا لعرضناها على طبيب نفسي لتهيئتها بدلا من أنهيارها هكذا و الغد موعدها . سنضطر لتأجليها أسبوع "
نظر داري لحذيفة بغضب حاقد فبادله الأخر نظراته بتحدي غير نادم هى حرب بالنسبة له لقد خسرها من قبل و لكنه لن يخسرها من جديد .. عاد داري للطبيب سائلا " هل استطيع رؤيتها و الحديث معها بعد أن تفيق "
قال حذيفة بتحدي مصححا .. " نستطيع "
كاد داري يلكمه بقوة و لكنه قال ببرود " إذا رغبت رتيل برؤيتك ..و لا أظنها تفعل "
قال حذيفة ببرود " أترك لي سؤالها "
قال الطبيب بملل و هو يقف بينهم لا يفهم شيء مما يقولان " بعد أن تفيق يمكن لزوجها رؤيتها بعد إذنكما لدي عمل كثير "
قال داري ببرود بعد رحيل الطبيب " سمعت يقول زوجها "
أجاب حذيفة ببرود مماثل .. " بالطبع سمعت زوجها الشرعي يقصد"
جلس داري بتعب أمام غرفتها و قال باستسلام " سنعلم جواب ذلك من رتيل . و الأن أتركني أغفو قليلاً بالله عليك . أنت على الأقل غفوت مرتين عندما أفقدتك وعيك أما أنا فلم أفعل "
زم حذيفة شفتيه بضيق و جلس بجانبه قبل أن يقول " لم لا نتحدث بشكل جاد رجل لرجل و بعد ذلك فلتنم كما تريد يمكنك النوم للأبد إن أردت "
التفت إليه داري ينظر إليه بسخرية " تريد أن تفقد وعيك ثالثاً فلتقل ذلك دون حديث مستفز "
كتف حذيفة يديه و أستند على الحائط برأسه يريحه " أريدك أن تعلم أني لن أتخلي عن رتيل بعد الأن حتى لو كانت هى من ترفض العودة إلى "
قال داري بهدوء " فلتسأل رتيل عن ذلك "
قال حذيفة بعصبية " طلقها إذن و أتركني و هى نتفاهم لا تكن كالجبل بيننا "
قال داري بنعاس " فلتسأل رتيل عن ذلك "
قال حذيفة بنفاذ صبر " هى طلبت منك الطلاق فلتلبي طلبها و أتركنا نتفاهم "
قال داري بخفوت " فلتسأل رتيل عن ذلك "
نهض حذيفة غاضبا و ركله على ساقه قائلاً بغضب " تبا لك مستفز سأقتلك و سأسأل رتيل عن ذلك "
تركه و ذهب غاضبا و داري يفرك ساقه و يسبه داخله بحنق .. بعد أن خفت ألم ساقه تمدد على المقاعد الثلاث بجانب غرفة رتيل و هو يدعوا النوم ليأتي بسرعة لينال البعض منه قبل أن تستيقظ رتيل ...

*****************

تقلبت مهيرة في الفراش غير قادرة على النوم . بعد عودتها من عند لمياء و هى تفكر في حديثها عن ابن عمها . لا تعرف لم الجميع يراه رجل صالح بينما هو غير ذلك . ألم تخبرها كيف تزوجها ألم تخبرها كيف أبتزها و بعد كل ذلك تقول أنه الأفضل أفضل كيف ، رجل مزور و مبتز و كاذب و متزوج مرتين و يعامل زوجتيه بسوء و هى أيضاً ألم يتعامل معها بعنف لقد كاد يعتدي عليها . أستدارت على جانبها تنظر لمالك المستلقي بجانبها نائما لتنظر لملامحه البريئة ابتسمت بحزن عليه فهو سيلاقي مصيرها و العيش دون أبويه معا و لكنه على الأقل لديه أباً يحبه و يهتم به مدت يدها تلامس شعره دون وعي و هى مستندة برأسها على يدها الأخرى .. رفعت عيناها تجاه الكومود تنظر لذلك الهاتف الذي لم يصدح من وقت غلقها له . و لا حتى للسؤال عن الصغير . هل هو بخير يا ترى من ذلك الحادث . زفرت بحرارة و عادت لتعدل بملل لا تعرف سببه و أرق من أفكارها حوله .. كانت الساعة تشير للعاشرة عندما رن هاتفها فأمسكت به لتفتحه حتى لا يستيقظ مالك .. نظرت لطالبها لتجده هو قرع قلبها بعنف . لم يطلبها الأن بعد حديثهم .. فتحت الهاتف و قالت بصوت مرتعش " نعم "
أتاها صوته متعبا " ظننت أنك لن تجيبي "
سألته بخفوت " كيف حال جرحك .. كيف حالك " أضافت بارتباك
تنهد داري بحرارة و قال بخفوت " متعب "
سألت بتوتر " هل الجرح سيء "
أجاب داري بصوت مختنق نافيا " لا أنا بخير شكراً لك و لكني متعب بطريقة أخرى متعب عاطفياً  " خفق قلبها بعنف لا تحب هذا الحديث لا تحب الجهة التي تقودها إليها أفكارها و مشاعرها ..  ثم
على ما يشكرها على سؤالها أم على لفتة الاهتمام التي أظهرتها لشيء يخصه و لكنها لا تهتم أنه مجرد سؤال عن شخص تعرفة ليس اهتمام بالتأكيد .. قالت بهدوء " كيف حال زوجتك "
أجاب باسما " لا أعلم أخبريني أنتِ .. كيف حالها "
لوهله لم تفهم عبارته و اشتمت رائحة السخرية في حديثه فقالت بعصبية " أنا أقصد زوجتك رتيل أم تقصد الأخرى الإنجليزية "
تنهد داري بحرارة و قال متجاهل حديثها فحاجته إليها تقوده للجنون و عدم المبالاة بأي حديث يتفوه به معها هو حقاً لا يهتم بما يقوله لها  " اشتقت إليك و أحتاجك و أحتاج قربك مهيرة .أريد الشعور بك بين ذراعي من جديد رغم علمي استحالة ذلك . أريد الشعور بلمسة شفتيك بين شفتي . و راحتي تمر ملامسة جسدك تستكشف كل أنش منكِ . أريد أشياء كثيرة أعلم أنها ليست من حقي أو متاحة لي و نحن سنفترق"
كانت تشعر بالحرارة تخرج من وجنتيها لحديثه  بل تضرب رأسها ليخرج منه ناراً و قلبها ينتفض بطريقة غريبة داخل صدرها و رغم وقاحة حديثه إلا أنها لم تغلق الهاتف غاضبة منه أو تخبره أن يتوقف . قالت بصوت مرتعش " لا يصح أن تقول لي هذا الحديث نحن سنترك بعضنا  . أنا و أنت غريبين "
قال داري بحزن " أنت ستتركيني مهرتي ، أما أنا فلا . و إن كان ليس بيننا رابط لكني سأظل أعدك زوجتي و أريد البوح بأكثر مما قلت  أنتِ لست غريبة عني مهيرة أنتِ نصفي الأخر الذي وجدته بعد طول عناء "
لم تعرف بما تجيبه على حديثه هذا هل تغضب هل تصرخ به تسبه أم فقط تتجاهل كل ذلك و كأن لا شيء قد قيل و لامس أوتار قلبها يعزف عليها ببطء لحن الجنون .. قالت بتوتر " لم طلبتني الأن "
أجابها بصدق " اشتقت هذا كل شيء "
قالت بارتباك " أنت لم تسأل عن مالك "
أجابها بهدوء " أعرف أنه بخير معك .. و لكن قبليه من أجلي "
تلعثمت قائلة " حسنا .. هل تريد شيء أخر "
تنهد بحزن و قال ببؤس " أريد حبك مهيرة . أريده بشدة . أريده حد اليأس . هذا هو شعوري نحوك أنا يأس إليك "
سالت دموعها و قالت بخشونة " لم تقول لي هذا الحديث و أنت تعلم أني أكرهك و لا أطيق سماع صوتك وأني أنتظر عودتك لتحررني من قيدك . أن أعود مالكة أمرى من جديد ، لم تعذبني و تشعرني بالذنب . أنا لن أشعر به نحوك لأنك مخادع كاذب داري و أنا أكرهك "
قال داري بصوت متحشرج " قوليه ثانياً مهيرة "
كانت تعلم ماذا يطلب غريب أصبحت تفهم عليه دون سؤال " أكرهك داري "
ضحك بخفوت " لا بأس طالما استجبت أحبك كثيرا "
أغلقت الهاتف و شعور بأس يتملكها . بكت بصمت و هى تفكر بغضب أنها مستحيل أن تسمح لخافقها بالاستسلام و الانصات لتلك المعزوفة المجنونة ..

أراكِ بعين قلبي (2 )  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن