أسرار الصلاة

By Teiba_NH

15.3K 487 32

كتاب أسرار الصلاة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي More

الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الاداب الباطنية في التهيؤ النفسي
الاداب الباطنيه في التهيؤ النفسي
الاداب الباطنيه في التهيؤ النفسي
الآداب الباطنية للطهور
الاداب الباطنيه للساتر
الأسرار الباطنية للقبلة
الآداب الباطنية للوقت
الاداب الباطنيه للمكان
الاداب الباطنيه للأذان والاقامه
الاداب الباطنيه للنيه
الاداب الباطنيه للتكبير
الاسرار الباطنيه للأستعاذه
الاداب الباطنيه للبسمله
الاداب الباطنيه للقراءه
الآداب الباطنيه للركوع
الاداب الباطنيه للسجود
الاداب الباطنيه للسجود
الآداب الباطنيه للتشهد
الاداب الباطنيه للتسليم
الآداب الباطنيه للقنوت والتعقيب
الاداب الباطنيه لصلاة الليل
الآداب الباطنيه لصلاة الليل
الآداب الباطنيه للمسجد
الآداب الباطنيه لصلاة الجماعه

الاداب الباطنيه للقراءه

61 2 0
By Teiba_NH

إراءة الطريق

١٨ إن العبد لا يطلب من الله تعالى ـ بعد الثناء عليه وبعد الإفصاح على عبوديته له واستعانته منه ـ إل طلبا واحدا ألا وهي الهداية: بمعنى إراءة الطريق، لا الإيصال إلى الغاية، فإن وظيفة الأنبياء والمرسلين متمثلة بإراءة الطريق، بينما الوصول إلى الغاية متوقف على جهد العبد نفسه، وعلى هذا المعنى جرت السنة الإلهية طوال التاريخ.. وعليه فمن يتوقع انخرام هذه السنة، وحصول الكرامة بأن يصل إلى الغاية من دون جهد، فهو متوهم غير مستوعب لفلسفة الخلق.

نعم، من الممكن تفسير الإيصال إلى المطلوب بمعنى آخر غير ما ذكر، وهو تزيين الإيمان في القلب إلى درجة يرى الإنسان نفسه فيها مندفعا نحو الغاية بذلك التزيين الباطني، وكأنه مفطور على ذلك مجبور عليه، وهذا لا يعني الجبر أبدا، بل هو صورة من صور التوفيق والتسديد الإلهي، وإن شابه الإلزام في ظاهره.

وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) ما فيه بيان لجوهر ما يطلبه العبد من ربه، حيث قال في تفسير قوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ : ] أرشدنا إلى الصراط المستقيم، و أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، والمبلغ دينك، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك [ وهنا لا بد من القول أيضا: إن نضف أخيرا بأن طلب الهداية هنا يعم الثبات على الصراط المستقيم، وإل فهو بالنسبة للأنبياء تحصيل لأمر حاصل، فلا بد من تفسير مثل قوله تعالى: ﴿واجتبيناهم و هديناهم إلى صاط مستقيم﴾ الثبات على الصراط لا على أصله.

الختام المخيف

.١٩ إن هذه السورة مختومة بختام مخيف ـ لو تعقله القارئ لها - ألا وهو إن الإنسان الضال لا يلزم أن يكون متعمدا في سعيه الباطل، بل قد يكون خروجه عن الجادة عن سهو وجهالة، ولكن النتيجة في الحالتين هي عدم الوصول إلى الغاية، فينطبق على الطائفتين عنوان الضلال.

ومن هنا نقول : إن من لم ينعم الله تعالى عليه فهو ضال، وإن كان جاهلا مركبا أي لا يعلم أنه لا يعلم، وفي المقابل فإن من قصر في معرفة معالم الطريق، كان من الذين غضب الله تعالى عليهم، وهي درجة أشد من الضلال المجرد.

استجلاب النعمة

.٢٠ إن المفتاح الأساسي لتحقيق الهداية والسير على الجادة المستقيمة، هو استجلاب النعمة الإلهية في معرفة الصراط المستقيم، فإن العبد مهما حاول كشف المجاهيل في هذا الطريق، فإنه سيبقى في وادي التيه والضلال؛ إذ كما يقول القرآن الكريم : ﴿ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا﴾ ، ومن المعلوم أن الذين شملتهم هذه النعمة الإلهية، هم من خواص الخلق حيث يقول تعالى:

نعم الله عليهم من النبيين ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ ، واللافت في هذه الآية أنها جعلت الذين تعلق بهم الإنعام الإلهي هم ممن أطاع الله تعالى ورسوله، وهذا هو معنى العبادة الواردة أيضا في سورة الحمد، والتي جعلت سمة من سمات الذين أنعم الله تعالى عليهم، وبذلك يعلم وحدة المفاهيم في القرآن الكريم على تنوع مصاديقها.

التذبذب في الإقبال

.٢١ كم من اللافت حقا أن يمضي على العبد المصلي ستون سنة، وهو يلهج في كل يوم بهذا الدعاء الوارد في سورة الحمد، أي طلب الهداية من ربه، ولكن لا يرى أثرا للإجابة في حياته؛ إذ لا يجد نفسه على صراط مستقيم في أي شأن من شؤون الحياة، بل يعيش حالة التذبذب والتأرجح، ويستشعر حالة من التبرم الباطني الذي يناسب الضالين أو المغضوب عليهم، وبكلمة جامعة لا يرى في وجوده ذلك النور المتناسب مع تكرار هذا الدعاء طوال عمره.

و السبب في ذلك ما أوجزه السيد مهدي بحر العلوم صاحب الدرة النجفية قائلا:

تلهج في إياك نستعين ~~~ وأنت غير الله تستعين

ينعى على الباطن حسن ما علن ~~~ ما أقبح القبيح في زي حسن

حسن له الباطن فوق الظاهر ~~~ واعبده بالقلب النقي الطاهر

وتب إليه وانب واستغفر ~~~ وسدد الطاعة بالتفكر

وقم قيام المائل الذليل ~~~ ما بين أيدى الملك الجليل

واعلم إذا ما قلت ما تقول ~~~ ومن تناجى ومن المسؤول

حوارية العبد مع ربه

.٢٢ إن سورة الفاتحة أشبه بخطاب متبادل بين العبد وربه، فالسورة وإن كانت كلها من الله تعالى، إل أنها مقسمة على قسمين: فمنه حديث العبد مع الرب إلى قوله تعالى: ﴿مالك يوم الدين﴾ ، ومنه حديث العبد مع ربه من قوله تعالى: ﴿إياك نعبد﴾ .. والحديث النبوي شاهد على هذا الأمر حيث روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): ] قسمت الحمد بيني وبين عبدي: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد: ] بسم الله الرحمن الرحيم [ قال الله عز وجل: بدأ عبدي باسمي حق علي أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله. فإذا قال: ] الحمد لله رب العالمين [ قال الله عز وجل: حمد لي عبدي، و علم أن النعم التي له من عندي، والبلايا التي اندفعت عنه بتطولي، أشهدكم أني أضعف له نعم الدنيا إلى نعيم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بلايا الدنيا، فإذا قال: ] الرحمن الرحيم [ قال الله عز وجل: شهد لي بأني الرحمن الرحيم أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه، فإذا قال: ] مالك يوم الدين [ قال الله عز وجل: أشهدكم كما اعترف بأني أنا المالك ليوم الدين، لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولا تقبلن حسناته، ولا تجاوزن عن سيئاته.

فإذا قال العبد: ] إياك نعبد [ قال الله عز وجل: صدق عبدي إياي يعبد، لأثيبنه عن عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فإذا قال: ] وإياك نستعين [ قال الله عز وجل بي استعان وإلى التجاء، أشهدكم لأعيننه على أمره ولأغيثنه في شدايده، ولآخذن بيده يوم القيامة عند نوائبه. وإذا قال: ] اهدنا الصراط المستقيم [ إلى آخرها، قال الله عز وجل: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، قد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل، وآمنته مما منه وجل. [

معنى ثلث القرآن

.٢٣ إن سورة التوحيد هي ثلث القرآن الكريم كما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) وكما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: ] من قرأ قل هو الله أحد مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور [

والثلث هنا فسر بمعنيين:

من حيث أجر التلاوة: ويؤيده ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال:] فمن قرأها مرة قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن [ من حيث المعنى: حيث إن أصول الدين متمثلة بهذه الأصول:

التوحيد، والنبوة، والمعاد ـ والعدل من توابع التوحيد كما أن الإمامة من توابع النبوة ـ ، وبما أن هذه السورة تتناول التوحيد، فبهذا المعنى تعد ثلث القرآن الكريم، وما المانع أن تكون هذه الثلثية بلحاظ المعنيين معا؟!.

تعريف مقام الربوبية

.٢٤ إن سورة التوحيد على قصرها فيها من الأسرار ما لا يفهمها عامة الخلق؛ لأنها في مقام تعريف مقام الربوبية وهو ليس بالأمر الهين؛ لأن الضمير الذي افتتحت به السورة، إشارة إلى الذات في مرتبة غيب الغيوب، في مقابل لفظ الجلالة الذي هو اسم للذات من حيث الجامعية لجميع الصفات الكمالية، وقد روي عن الإمام السجاد (عليه السلام) أنه قال:] إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون ، فأنزل الله تعالى ـ قل هو الله أحدـ والآيات من سورة الحديد إلى قوله تعالىـ وهو عليم بذات الصدورـ فمن رام وراء ذلك فقد هلك [

وهذه السورة أيضا تعد من القلاقل الأربع التي قد يقال في حقها: إن الرسول كأنه خوطب بها زائدا عن باقي الآيات التي خوطب بها النبي (صلى الله عليه وآله) حيث صار الأمر ب قل تأكيدا للالتفات إلى مضامين هذه السور التي تستحق أن يتوجه بها المولى إلى رسوله أولا، وإلا فالأمر بفعل قل مقدر في كل آية وسورة، كما يمكن القول إن هذا الأمر يفيد دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أن يقولها موضحا لمضامينها وأسرارها، فمن أمر بقول شيء يؤمر أيضا بتوضيحه.

إثبات الأحدية لا الواحدية

.٢٥ إن الذي يتم الإقرار به في هذه السورة هو ذكر الأحدية لا الواحدية؛ لأن نفي الواحدية لا ينافي إثبات الاثنينية، فعندما يقول أحدهم: ليس في الدار أحد ، أي ليس في الدار أي موجود، بخلاف ما لو قال: ليس في الدار واحد ، فهنا من الممكن أن يكون في الدار اثنان؛ ف ﴿قل هو الله أحد﴾ هو الوافي بذكر الحقيقة التي من أجلها سيقت هذه السورة.

مواضع الإكثار

.٢٦ من أفضل الأماكن للإكثار من تلاوة هذه السورة المباركة هي حالة الطواف؛ لأن الطواف حركة توحيدية، فيلهج العبد بها من أول الإحرام في مسجد الشجرة إلى أن ينتهي من أعمال العمرة أو الحج، وأما من حيث الوقت ففي شهر رمضان المبارك؛ لأن كل آية فيها بختمة، ومن قرأ التوحيد ثلاثا فكأنما ختم القرآن.. ولك أن تتصور الأعداد الهائلة من الأجر العظيم بهذه التلاوة القصيرة!.

معنى الصمد

.٢٧ إن إثبات الصمدية في قوله تعالى : ﴿الله الصمد﴾ مع نفي الجزئية في قوله تعالى: لم يلد ولم يولد وجهان لحقيقة واحدة، فإن الجزئية لازمة للافتقار من جهة حاجة كل جزء إلى ما يكمله، والحال أن الصمدية تفيد أن المصمود إليه هو المرجع في قضاء الحوائج، فلا يفتقر إلى غيره أبدا.

وهناك معنى آخر دقيق للصمد وهو المصمت الذي لا جوف له، وجوهر هذا المعنى أنه وجود واحد لا ينقسم إلى باطن وظاهر، فما له جوف يقبل هذا التقسيم، وقد تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

الإجمال في الإشارة

.٢٨ إن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو أعلم الخلق بحقائق القرآن بعد النبي (صلى الله عليه وآله). فعندما قرا التوحيد قال: ] ياهو، يا من لا هو إلا هو، اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين [ فأشار إلى كل المقامات الربوبية بشكل مجمل من دون تفصيل، وهو أبلغ في الوصف والخطاب؛ لأن الإشارة إلى الجهة فيها إشارة إلى كل جهات الجمال والكمال في تلك الجهة، وكأن المتكلم متحير في اختيار اللفظ المناسب للإشارة إلى كل تلك الجهات فاكتفى بالضمير المشير، وهذا متعارف في حياتنا، فعندما يرى الإنسان منظرا مذهلا أو شخصا لافتا، فإنه لا يسميه لذهوله فيكتفي بالإشارة إليه!.

وأما النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فقد أشار إلى هذه السورة بقوله: ] لكل شيء نسبة، ونسبة الرب سورة الإخلاص [ أو من العجب بعد ذلك أن تقضى حوائج العبد، بعد أن مدح ربه بهذه المقامات بوعي وتفهم؟!.

عظمة التسبيحات الأربعة

.٢٩ إن المصلي مخير في الركعتين الأخيرتين بين التسبيحات الأربع وبين سورة الحمد، مما يدل على عظمة هذه التسبيحات التي تشكل أركان العرش، فقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) : ] لم سميت الكعبة كعبة؟ قال: لأنها مربعة فقيل له ولم صارت مربعة؟ قال: لأنها بحذاء البيت المعمور وهو مربع فقيل له ولم صار البيت المعمور مربعا؟ قال لأنه بحذاء العرض وهو مربع فقيل له ولم صار العرش مربعا؟ قال: لان الكلمات التي بنى عليها الاسلام أربع وهي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. [

الجمع بين التسبيح والمناجاة

.٣٠ من الممكن الجمع بين تنزيه الله تعالى المتكرر في هذه التسبيحات و ما يذكر أيضا في الركوع والسجود، وبين حالة الرقة المناجاتية، وذلك بتصور التعدي البشري المثير للتأسف، حيث نسب إلى ذات الربوبية ما يوجب تصدع الكون وخر الجبال، حيث يقول تعالى: ﴿تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا﴾ فالعبد المحب لربه يعيش حالة التألم لعدم توقير الآخرين لمحبوبه كما يليق بجلال وجهه وعز جلاله، فمثله في ذلك كمثل من له محبوب تطاول أحدهم عليه، فنسب إليه ما هو بريء منه، فعندما يحضر المحكمة للإدلاء بشهادته، فإنه يعيش حالة من الانكسار والتألم الباطني؛ لأنه مضطر لأن يبرء ساحة من لا يمكن أن يتصور في حقه تلك التهمة!. ولك أن تتصور نظرة الرب المتعال لهذا العبد المسبح، وهو يعيش هذه الحالة الروحية العالية عند تنزيه ربه، وكأنه مستح من صدور هذا الكلام من بني جنسه!.

التنزيه يوجب الخجل

.٣١ إن من الحالات المناسبة للمنزه أيضا في صلاته، أن يعيش حالة الخجل في نفسه، فصلاته هذه لا تليق بمن يصلي بين يديه، فكأنه يقول: يا رب!.. إنك منزه من أن أعبدك بهكذا عبادة خاوية، وبما فيه من الإدبار والتقصير، فإن يعود إلى ظلمي لنفسي، فشابه بذلك التسبيح اليونسي أيضا، وتناسبه أيضا مضامين التعقيب حيث يقول المصلي: ] الهي ان كان فيها خلل أو نقص من ركوعها أو سجودها، فلا تؤاخذني به [

مناسبة التسبيح والتكبير

.٣٢ إن المصلي بعد أن يسبح ويحمد ويهلل في التسبيحات الأربع، فإنه يختم ذلك كله بالتكبير، فكأنه في مقام البيان ـ بعد هذا الثناء الذي أمر به ـ فإنه يبقي عاجزا عن التعبير كما يليق بعز جلاله، فيقول: الله أكبر والذي فيه بيان للعجز عن الوصف وهو أبلغ الوصف.

وهنا ينبغي التأكيد على أن الأنسب لزي العبودية هو أن يأتي المصلي بأحوط الأقوال قدر إمكانه، فإن في الاتيان بالأكثر امتثالا للأقل وزيادة، ومنها تكرار التسبيحات الأربع ثلاث مرات في الركعتين الأخيرتين، فما المانع أن يكررها ثلاثا وإن جازت الواحدة فقهيا وذلك لئلا يفوته الخير الكثير الذي لا يعوض؟!.. وهو ما روي عن الصادق (عليه السلام) و هو يعظ أهله ونساءه: ] لا تقلن في ركوعكن وسجودكن أقل من ثلاث تسبيحات، فإنكن إن فعلتن لم يكن أحسن عملا منكن [

الانشغال باللفظ بدل المعنى

.٣٣ إن من مداخل الشيطان - وخاصة لمن يريد إتقان ظاهر صلاته - هو الانشغال بمخارج الحروف زيادة عن المتعارف، بحيث يوقعه في الوسوسة المهلكة، فيستغرق في عالم الألفاظ، تاركا المعاني ..

ومن المعلوم أن التأمل في الثاني يوجب له الإقبال، بينما الانشغال بالأول يوجب له الإدبار، ومن ثم التبرم من صلاته.

وللشهيد الثاني (قدس سره) بيان نافع في هذا المقام حيث يقول: ] فاعلم أن كل ما يشغلك عن فهم معاني قرائتك فهو وسواس، فإن حركة اللسان غير مقصودة، بل المقصود معانيها كما مر، والناس في القراءة على ثلاثة أقسام:

فمنهم من يحرك لسانه بها ولا يتدبر قلبه لها، وهذا من الخاسرين الداخلين في توبيخ الله سبحانه وتهديده بقوله تعالى: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ ودعا نبيه صلى الله عليه وآله: ] ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لا يتدبرها [ ومنهم من يتحرك لسانه، وقلبه يتبع اللسان، فيسمع ويفهم منه كأنه يسمعه من غيره، وهذا درجة أصحاب اليمين. ومنهم من يسبق قلبه إلى المعاني أولا، ثم يخدم اللسان قلبه فيترجمه، وهذه درجة المقربين، وفرق جلى بين أن يكون اللسان ترجمان القلب كما في هذه الدرجة، وبين أن يكون معلمه كما في الدرجة الثانية، فالمقربون لسانهم ترجمان يتبع القلب، ولا يتبعه القلب [

Continue Reading

You'll Also Like

8.2K 261 30
الموسم الأول + الموسم الثاني قريبا كل ثلاثاء ... مسلسل العهد ( الوعد ) SÖZ ( مكتمله ) اترك الوصف لقا...
79K 3.4K 41
كتاب اسرار علم النفس يتحدث عن كل الحب الالوان عقده النفسيه وصف الشخصيه تحسن حاله النفسيه الحفاظ علي الصحه الاسباب المشاكل ✋✋✋✋✋😙😙 اتمنه قر...
21.2K 709 24
فتاه ملاكمه تعتني بشاب كفيف وغير قادر علي الحركه دعونا نعرف ما هي القصه
350K 20.3K 200
جمان الفريد