الاداب الباطنيه للسجود

80 2 0
                                    

محطة بين السجدتين

.١٧ إن من المحطات الضائعة بين السجدتين، هو هذا الاستغفار الذي نلهج به، من دون أن نستحضر معنى الاستغفار فيها أبدا، فالاستغفار فيه معنى متقوم بالندامة والاستحياء من الله تعالى، وخاصة مع ارتكاب ذنب قبيل الصلاة حيث الندامة فيها أشد، فمن منا يستغفر مستحضرا كل هذه المعاني؟!.. والسبب في ذلك أننا نقرا ذكر الاستغفار كعادة اعتدناها بين السجدتين، لا أننا نستغفره حقيقة، ومن هنا فقد روحه ومعناه. وهنا نضيف قائلين: بأنه من الممكن أن نجعل الاستغفار بين السجدتين، بنية التقصير في استجماع الفكر في الصلاة أيضا، وعدم الإقبال اللازم فيها، حتى لو ادعى العبد أنه لم يرتكب ذنبا قبل الصلاة، وحينئذ نقول: لو أن العبد أعطى هذه المحطة حقها في كل ركعة، أي الاستغفار بالمعنى الأعم، فهل تبقى عليه تبعة؟!

  

  

الصلوات الحقيقية

.١٨ من الممكن أن نحول الصلوات على النبي وآله عليهم السلام والمتكررة في حال الركوع والسجود والتشهد إلى صلوات حقيقية، لا إلى مجرد ألفاظ نرددها من دون التفات إلى المعنى أبدا ـ كما هو الحال فيها خارج الصلاة أيضا ـ ، فالمطلوب من أحدنا أن يطلب المباركة الإلهية المتوجهة للنبي وآله (عليهم السلام) كما لو طلب هذه المباركة لنفسه وذريته.. ومن المعلوم أن الطلب الجاد فيه حالة من اللهفة والإصرار، والحال أن الكثير منا يصلي على النبي وآله (عليهم السلام) إسقاطا للتكليف، أو من باب العادة التي تسلب الذكر معناه عادة.

  

البحث عن مظهرات العبودية

.

١٩ يبلغ العبد في عالم العبودية إلى درجة، يبحث فيها عن أية وسيلة يبدي بها شكره وذلته بين يدي الله تعالى، فإذا ذكر نعمة من نعم الله تعالى ـ كانت غائبة عن باله أو محدثة في ساعته ـ ولم يمكنه السجود الشرعي على الأرض، فإنه لا يؤجل ذلك إلى حين التمكن منه، بل يضع خده على كفه، لاهجا بذكر الشكر والتذلل بين يدي ربه.. وما أجمل أن يرى العبد بهذه الحالة، وهو بين قوم غافلين قد أنعم المولى عليهم و هم قد نسوا ذكره!..

وهذا المعنى مستلهم من قول الصادق (عليه السلام): ] إذا ذكر أحدكم نعمة الله عز وجل فليضع خده على التراب شكرا لله، وإن كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب، وإن لم يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه فإن لم يقدر فليضع خده على كفه، ثم ليحمد الله على ما أنعم عليه. [

  

التذلل بالسجود دائما

.٢٠ إن المؤمن العاشق لعبادة ربه، لا ينتظر موجبا من موجبات السجود: كسجدة الفريضة، أو سجدة التلاوة، أو سجود السهو، أو سجود الشكر، ليتقرب إلى مولاه بها، بل يقوم به ـ كما في العروة الوثقى ـ بقصد التذلل أو التعظيم لله تعالى، بل من حيث هو راجح وعبادة، بل من أعظم العبادات وآكدها، بل ما عبدالله بمثله، وما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا؛ لأنه أمر بالسجود فعصى، وهذا أمر به فأطاع ونجى.

و

أسرار الصلاة Where stories live. Discover now